أبناء الصعيد فن ابداع اصالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما يهم اهل الصعيد من معلومات و ابداع


    الفطرة الراشدة

    avatar
    ????
    زائر


    الفطرة الراشدة Empty الفطرة الراشدة

    مُساهمة من طرف ???? الأحد 7 فبراير - 2:05:17

    من هو ؟
    الفطرة الراشدة
    ======


    في أرض دوس نشأ بين أسرة شريفة كريمة..

    وأوتي موهبة الشعر،
    فطار بين القبائل صيته ونبوغه..

    وفي مواسم عكاظ حيث يأتي الشعراء العرب
    من كل فج ويحتشدون ويتباهون بشعرائهم،
    كان ...... يأخذ مكانه في المقدمة..

    كما كان يتردد على مكة كثيرا في غير مواسم عكاظ..

    وذات مرة كان يزورها،
    وقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم
    يجهر بدعوته..
    وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم،
    ثم يضع موهبته الشعرية في خدمة الاسلام
    فتكون الطامة على قريش وأصنامها..

    من أجل ذلك أحاطوا به..
    وهيئوا له من الضيافة
    كل أسباب الترف والبهجة والنعيم،
    ثم راحوا يحذرونه
    لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ويقولون له:

    " ان له قولا كالسحر، يفرّق بين الرجل وابيه..
    والرجل وأخيه.. والرجل وزوجته..
    ونا نخشى عليك وعلى قومك منه،
    فلا تكلمه ولا تسمع منه حديثا"..!!

    ولنصغ للطفيل ذاته يروي لنا بقية النبأ فيقول:

    " فوالله ما زالوا بي حتى عزمت
    ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه..

    وحين غدوت الى الكعبة
    حشوت أذنيّ كرسفا كي لا أسمع شيئا
    من قوله اذا هو تحدث..

    وهناك وجدته قائما يصلي عند الكعبة،
    فقمت قريبا منه،
    فأبي الله الا أن يسمعني بعض ما يقرأ،
    فسمعت كلاما حسنا..

    وقلت لنفسي:
    واثكل أمي.. والله اني لرجل لبيب شاعر،
    لا يخفى عليّ الحسن من القبيح،
    فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول،
    فان كان الذي يأتي به حسن قبلته،
    وان كان قبيحا رفضته.

    ومكثت حتى انصرف الى بيته،
    فاتبعته حتى دخل بيته،
    فدخلت وراءه،
    وقلت له: يا محمد،
    ان قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا..
    فوالله ما برحوا يخوّفوني أمرك
    حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك..

    ولكن الله شاء أن أسمع،
    فسمعت قولا حسنا، فاعرض عليّ أمرك..

    فعرض الرسول عليّ الاسلام، وتلا عليّ من القرآن..

    فأسلمت، وشهدت شهادة الحق،
    وقلت: يا رسول الله:
    اني امرؤ مطاع في قومي واني راجع اليهم،
    وداعيهم الى الاسلام،
    فادع الله أن يجعل لي آية تكون عونا
    فيما أدعوهم اليه،
    فقال عليه السلام: اللهم اجعل له آية"..
    **
    لقد أثنى الله تعالى في كتابه
    على " الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه"..

    وها نحن أولاء نلتقي بواحد من هؤلاء..

    انه صورة صادقة من صور الفطرة الرشيدة..

    فما كاد سمعه يلتقط بعض آيات الرشد والخير
    التي أنزلها الله على فؤاد رسوله،
    حتى تفتح كل سمعه،
    وكل قلبه. وحتى بسط يمينه مبايعا..
    ليس ذلك فحسب..
    بل حمّل نفسه من فوره مسؤولية دعوة قومه وأهله
    الى هذا الدين الحق، والصراط المستقيم..!

    من أجل هذا
    نراه لا يكاد يبلغ بلده وداره في أرض دوس
    حتى يواجه أباه بالذي من قلبه من عقيدة واصرار،
    ويدعو أباه الى الاسلام
    بعد أن حدّثه عن الرسول صلى الله عليه وسلم
    الذي يدعو الى الله..
    حدثه عن عظمته..
    وعن طهره وأمانته..
    عن اخلاصه واخباته لله رب العالمين..

    وأسلم أبوه في الحال..

    ثم انتقل الى أمه، فأسلمت

    ثم الى زوجه، فأسلمت..

    ولما اطمأن الى أن الاسلام قد غمر بيته،
    انتقل الى عشيرته
    والى أهل دوس جميعا
    فلم يسلم منهم أحد سوى أبي هريرة رضي الله عنه..

    ولقد راحوا يخذلونه،
    وينأون عنه،
    حتى نفذ صبره معهم وعليهم.
    فركب راحلته،
    وقطع الفيافي
    عائدا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يشكو اليه ويتزوّد منه بتعاليمه..

    وحين نزل مكة، سارع الى دار الرسول تحدوه أشواقه..

    وقال للنبي:

    " يا رسول الله..

    انه قد غلبني على دوس الزنى،
    والربا، فادع الله أن يهلك دوسا"..!!

    وكانت مفاجأة أذهلت ......
    حين رأى الرسول صلى الله عليه وسلم
    يرفع كفيه الى السماء وهو يقول:

    " اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!

    ثم التفت الى ...... وقال له:

    " ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم".

    ملأ هذا المشهد نفس ...... روعة،
    وملأ روحه سلاما،
    وحمد الله أبلغ الحمد أن جعل
    هذا الرسول الانسان الرحيم معلمه وأستاذه.
    وأن جعل الاسلام دينه وملاذه.

    ونهض عائدا الى أرضه وقومه
    وهناك راح يدعوهم الى الاسلام في أناة ورفق،
    كما أوصاه الرسول عليه السلام.

    وخلال الفترة التي قضاها بين قومه،
    كان الرسول قد هاجر الى المدينة
    وكانت قد وقعت غزوة بدر، أحد والخندق.

    وبينما رسول الله في خيبر
    بعد أن فتحها الله على المسلمين
    اذا موكب حافل ينتظم ثمانين اسرة
    من دوس أقبلوا على الرسول مهللين مكبّرين ..

    وبينما جلسوا يبايعون تباعا..

    ولما فرغوا من مشهدهم الحافل،
    وبيعتهم المباركة
    جلس ...... .. .... مع نفسه
    يسترجع ذكرياته ويتأمل خطاه على الطريق..!!

    تذكر يوم قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم
    يسأله أن يرفع كفيه الى السماء ويقول:

    اللهم اهلك دوسا،
    فاذا هو يبتهل بدعاء آخر أثار يومئذ عجبه..

    ذلك هو:

    " اللهم اهد دوسا وأت بهم مسلمين"..!!

    ولقد هدى الله دوسا..

    وجاء بهم مسلمين..

    وها هم أولاء.. ثمانون بيتا،
    وعائلة منهم، يشكلون أكثرية أهلها،
    يأخذون مكانهم في الصفوف الطاهرة
    خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمين.

    **

    ويواصل ...... عمله مع الجماعة المؤمنة..

    ويوم فتح مكة،
    كان يدخلها مع عشرة آلاف مسلم
    لا يثنون أعطافهم زهوا وصلفا،
    بل يحنون جباههم في خشوع واذلال
    شكرا لله الذي أثابهم فتحا قريبا، ونصرا مبينا..

    ورأى ...... رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وهو يهدم أصنام الكعبة،
    ويطهرها بيده من ذلك الرجس الذي طال مداه..

    وتذكر الدوسي من فوره صنما كان لعمرو بن حممة
    طالما كان عمرو هذا يصطحبه اليه
    حين ينزل ضيافته،
    فيتخشّع بين يديه، ويتضرّع اليه..!!

    الآن حانت الفرصة
    ليمحو الطفيل عن نفسه اثم تلك الأيام..
    هنالك تقدم من الرسول عليه الصلاة والسلام
    يستأذنه في أن يذهب ليحرق صنم عمرو بن حممة
    وكان هذا الصنم يدعى،
    ذا الكفين، وأذن له النبي عليه السلام..

    ويذهب ...... ويوقد عليه النار..
    وكلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ويقول:

    يا ذا الكفين لست من عبّادكا

    ميلادنا أقدم من ميلادكا!!

    اني حشوت النار في فؤادكا


    وهكذا عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم
    يصلي وراءه،
    ويتعلم منه، ويغزو معه.

    وينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم
    الى الرفيق الأعلى،
    فيرى ...... أن مسؤوليته كمسلم لم تنته
    بموت الرسول صلى الله عليه وسلم
    ، بل انها لتكاد تبدأ..

    وهكذا لم تكد حروب الردة تنشب
    حتى كان ...... يشمّر لها عن ساعد وساق،
    وحتى كان يخوض غمراتها وأهوالها
    في حنان مشتاق الى الشهادة..

    اشترك في حروب الردة حربا.. حربا..

    وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين
    مصطحبا معه ابنه عمرو بن الطفيل".

    ومع بدء المعركة راح يوضي ابنه
    أن يقاتل جيش مسيلمة الكذاب
    قتال من يريد الموت والشهادة..

    وأنبأه أنه يحس أنه سيموت في هذه المعركة.

    وهكذا حمل سيفه وخاض القتال في تفان مجيد..

    لم يكن يدافع بسيفه عن حياته.

    بل كان يدافع بحياته عن سيفه.

    حتى اذا مات وسقط جسده،
    بقي السيف سليما مرهفا لتضرب به يد أخرى
    لم يسقط صاحبها بعد..!!

    وفي تلك الموقعة
    استشهد ...... الدوسي رضي الله عنه..

    وهو جسده تحت وقع الطعان،
    يلوّح لابنه الذي لم يكن يراه وسط الزحام..!!

    يلوّح له وكأنه يهيب به ليتبعه ويلحق به..

    ولقد لحق به فعلا.. ولكن بعد حين..

    ففي موقعة اليرموك بالشام
    خرج عمرو بن .... مجاهدا وقضى نحبه شهيدا..

    وكان وهو يجود بأنفاسه،
    يبسط ذراعه اليمنى ويفتح كفه،
    كما لو كان سيصافح بها أحدا.. ومن يدري..؟؟

    لعله ساعتئذ كان يصافح روح أبيه..!!

    الصحابى الجليل

    الطفيل بن عمرو الدوسى


    رضى الله عنه و أرضاه

    و أجمعنا اللهم به فى الجنة



    المصدر :-


    كتاب مشاهير الصحابه
    المستشار
    المستشار
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    الابراج : السرطان
    عدد الرسائل : 6465
    تاريخ الميلاد : 04/07/1964
    العمر : 59
    المزاج : الحمد لله
    نقاط : 8484
    تاريخ التسجيل : 19/09/2008

    الفطرة الراشدة Empty رد: الفطرة الراشدة

    مُساهمة من طرف المستشار الأحد 7 فبراير - 16:48:55

    [url=[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/url]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 29 مايو - 5:39:29