أبناء الصعيد فن ابداع اصالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما يهم اهل الصعيد من معلومات و ابداع


    ۞۞۞ الخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد ۞۞۞

    avatar
    ????
    زائر


    ۞۞۞ الخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد ۞۞۞ Empty ۞۞۞ الخوف من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد ۞۞۞

    مُساهمة من طرف ???? السبت 5 يونيو - 9:54:45


    الخوف من عذاب
    جهنم لا ينجو منه أحد

    و الخوف
    من عذاب جهنم لا ينجو منه أحد من الخلق و قد توعد الله سبحانه خاصة خلقه
    على المعصية قال الله تعالى :

    { ذلك مما
    أوحى إليك ربك من الحكمة و لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما
    مدحورا }

    و قال في
    خلق الملائكة المكرمين : { و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم
    كذلك نجزي الظالمين }

    و ثبت من
    حديث عمارة بن القعقاع [ عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و
    آله و سلم في حديث الشفاعة قال : فيأتون آدم ] و ذكر الحديث [ و قال :
    فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و لن بغضب بعده
    مثله و إنه أمرني بأمر فعصيته فأخاف أن يطرحني في النار انطلقوا إلى غيري
    نفسي نفسي ]

    و ذكر في
    نوح و إبراهيم و موسى و عيسى مثل ذلك كلهم يقول : إني أخاف أن يطرحني في
    النار خرجه ابن أبي الدنيا عن أبي خيثمة عن جرير عن عمارة به و خرجه مسلم
    في صحيحه عن أبي خيثمة إلا أنه لم يذكر لفظه بتمامة و خرجه البخاري من وجه
    آخر بغير هذا اللفظ [ و لم يزل الأنبياء و الصديقون و الشهداء و الصالحون
    يخافون النار و يخوفون منها ]

    فأما ما
    يذكر عن بعض العارفين من عدم خشية النار فالصحيح منه له وجه سنذكره إن
    شاءالله تعالى

    قال ابن
    المبارك : أنبأني عمر بن عبد الرحمن بن مهدي سمعت وهب بن منبه يقول : قال
    حكيم من الحكماء إني لأستحي من الله عز و جل أن أعبده رجاء ثواب الجنة ـ أي
    فقط ـ فأكون كالأجير السوء إن أعطي عمل و إن لم يعط لم يعمل و إني لأستحي
    من الله أن أعبده مخافة النار أي فقط فأكون كعبد السوء إن رهب عمل و إن لم
    يرهب لم يعمل و إنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره خرجه أبو نعيم
    بهذا اللفظ و في تفسير لهذا الكلام من بعض رواته و هو أنه ذم العبادة على
    وجه الرجاء وحده أو على وجه الخوف وحده و هذا حسن

    و كان بعض
    السلف يقول : من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ و من عبده بالخوف وحده
    فهو حروري و من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق و من عبده بالخوف و الرجاء و
    المحبة فهو موحد مؤمن و سبب هذا أنه يجب على المؤمن أن يعبد الله بهذه
    الوجوه الثلاثة : المحبة و الخوف و الرجاء و لا بد له من جميعها و من أخل
    ببعضها فقد أخل ببعض واجبات الإيمان و كلام هذا الحكيم يدل على أن الحب
    ينبغي أن يكون أغلب من الخوف و الرجاء

    و قد قال
    الفضيل ابن عياض : المحبة أفضل من الخوف ثم استشهد بكلام هذا الحكيم الذي
    حكاه عنه وهب و كذا قال يحيى بن معاذ قال : حسبك من الخوف ما يمنع من
    الذنوب و لا حسب من الحب أبدا

    فأما
    الخوف و الرجاء فأكثر السلف على أنهما يستويان لا يرجح أحدهما على الآخر
    قاله مطرف و الحسن و أحمد و غيرهم و منهم من رجح الخوف على الرجاء و هو
    محكي عن الفضيل و أبي سليمان الداراني

    و من هذا
    أيضا قول حذيفة المرعشي : إن عبدا يعمل على خوف لعبد سوء و إن عبدا يعمل
    على رجاء لعبد سوء كلاهما عندي سواء و مراده إذا عمل على إفراد أحدهما عن
    الآخر

    و قال
    وهيب بن الورد : لا تكونوا كالعامل يقال له : تعمل كذا و كذا فيقول : نعم
    إن أحسنتم لي من الأجر و مراده : ذم من لا يلحظ في العمل إلا الأجر

    و هؤلاء
    العارفون لهم ملحظان :

    أحدهما :
    أن الله تعالى يستحق لذاته أن يطاع و يحب و يبتغى قربه و الوسيلة إليه مع
    قطع النظر عن كونه يثيب عباده و يعاقبهم كما قال القائل

    ( هب
    البعث لم تأتنا رسله ... و جاحمة النار لم تضرم )

    ( أليس من
    الواجب المست ... حق حياء العباد من المنعم )

    و قد أشار
    هذا إلى أن نعمه على عباده تستوجب منهم شكره عليها و حياءهم منه [ و هذا
    هو الذي أشار النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما قام حتى تورمت قدماه
    فقيل له : أتفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ؟ قال :
    أفلا أكون عبدا شكورا ]

    و الملحظ
    الثاني : أن أكمل الخوف و الرجاء ما تعلق بذات الحق سبحانه دون ما تعلق
    بالمخلوقات في الجنة و النار فأعلى الخوف خوف العبد و السخط و الحجاب عنه
    سبحانه كما قدم سبحانه ذكر هذا العقاب لأعدائه على صليهم النار في قوله :

    { كلا
    إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم }

    وقال ذو
    النون : خزف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي كما أن أعلى الرجاء ما
    تعلق بذاته سبحانه من رضاه و رؤيته و مشاهدته و قربه و لكن قد يغلط بعض
    الناس في هذا فيظن أن هذا كله ليس بداخل في نعيم الجنة و لا في مسمى الجنة
    إذا أطلقت و لا في مسمى عذاب النار أو في مسمى النار إذا أطلقت و ليس كذلك

    و بقي
    ههنا أمر آخر و هو أن يقال : ما أعده الله في جهنم من أنواع العذاب المتعلق
    بالأمور المخلوقة لا يخافها العارفون كما أن ما أعده الله في الجنة من
    أنواع النعيم المتعلق بالأمور المخلوقة لا يحبه العارفون و لا يطلبونه و
    هذا أيضا غلط و النصوص الدالة على خلافه كثيرة جدا ظاهرة و هو أيضا مناقض
    لما جبل الله عليه الخلق من محبة ما يلائمهم و كراهة ما ينافرهم و إنما صدر
    مثل هذا الكلام ممن صدر منه في حال سكره و اصطلامه و استغراقه و غيبة عقله
    فظن أن العبد لا يبقى له إرادة له أصلا فإذا رجع عقله و فهمه علم أن الأمر
    على خلاف ذلك

    و نحن
    نضرب لذلك مثلا يتضح به هذا الأمر إن شاء الله تعالى و هو أن أهل الجنة إذا
    دخلوا الجنة و استدعاهم الرب سبحانه إلى زيارته و مشاهدته و محاضرته يوم
    المزيد فإنهم ينسون عند ذلك كل نعيم عاينوه في الجنة قبل ذلك و لا يلتفتون
    إلى شيء مما هم فيه من نعيم الجنة حتى يحتجب عنهم سبحانه و يحقرون كل نعيم
    في الجنة حين ينظرون إلى وجهه جل جلاله كما جاء في أحاديث يوم المزيد فلو
    أنهم ذكروا حينئذ بشيء من نعيم الجنة لأعرضوا عنه و لأخبروا أنهم لا يرونه
    في تلك الحال و كذلك لو خوفوا عذابا و نحوه لم يلتفوا إليه و ربما لم
    يستشعروا ألمه في تلك الحال و إنما يحذرون حينئذ من الحجاب عما هم فيه و
    البعد عنه فإذا رجعوا إلى منازلهم رجعوا إلى ما كانوا عليه من التنعم
    بأإنواع المخلوق لهم بل يزداد نعيمهم بذلك مع شدة شوقهم إلى يوم المزيد
    ثانيا

    فهكذا حال
    العارفين الصادقين في الدنيا إذا تجلى على قلوبهم أنوار الإحسان و استولى
    عليها المثل الأعلى فإن هذا من شواهد ما يحصل لهم في الجنة يوم المزيد فهم
    لا يلتفتون في تلك الحال إلى غير ما هم فيه من الأنس بالله و التنعم بقربه و
    ذكره و محبته حتى ينسوا ذكر نعيم الجنة و يصغر عندهم بالنسبة إلى ما هم
    فيه و لا يخافون حينئذ أيضا غير حجبهم عن الله و بعدهم عنه و انقطاع مواد
    الأنس به فإذا رجعوا إلى عقولهم و سكنت عنهم سلطنة هذا الحال و قهره و جدوا
    أنفسهم و إرادتهم باقية فيشتاقون حينئذ إلى الجنة و يخافون من النار مع
    ملاحظتهم لأعلى ما يشتاق إليه من الجنة و يخشى منه من النار

    و أيضا
    فالعارفون قد يلاحظون من النار أنها ناشئة عن صفة انتقام الله و بطشه و
    غضبه و الأثر يدل على المؤثر فجهنم دليل على عظمة الله و شدة بأسه و بطشه و
    قوة سطوته و انتقامه في أعدائه فالخوف منها في الحقيقية خوف من الله و
    إجلال و إعظام و خشية لصفاته المخوفة مع أن الله سبحانه يخوف بها عبده و
    يحب منهم أن يخافوه بخوفها و أن يخشوه بخشية الوقوع فيها و أن يحذروه
    بالحذر منها فالخائف من النار خائف من الله متبع لما فيه محبته و رضاه و
    الله أعلم

    ابن رجب الحنبلي


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو - 23:34:02