من طرف ابن مصر الأربعاء 29 يونيو - 19:43:00
بالنسبة للخير والشر فهذا صراع قديم جدا لم ولن ينتهى إلا بإنتهاء الدنيا وهل حدث أن اقترب الناس في أي زمن من الأزمان من الميل الشامل نحو الخير .. أو النزوع إليه؟!!
سؤال يطرحه "فالنتين راسبوتين" أحد الروائيين الروس المعاصرين.
فهو يرى أن هناك دوماً إثنان أو ثلاثة من الميالين إلى الشر مقابل ميال واحد إلى الخير.
لكن ما هو الشر وما هو الخير؟
علينا أن نسأل أنفسنا هذه السؤال الهام.. ونحن نرى بأعيننا ثمرات الحرب ضد ( الإرهاب ) .. و"الخوف" الذي يلبسنا.
جهتين كل منهما يدعي أنه يصارع الشر من أجل الخير .. جهة تستخدم الطائرات المدنية لتكون "أسلحة دمار شامل" لضرب عدوها الشر ..
وجهة تستخدم صواريخها على المدنيين لضرب عدوها الشر..
والطرفين كل منهما ينسب لنفسه الخير وينزعه عن الأخر.. ويدعي أنه يحارب الأشرار لينتصر للخير.
ومع الأثنين يسقطوا المدنيين الأبرياء الذين لا هم من حزب الأخيار ولا من حزب الأشرار وليس لهم في الأمر شيئاً وليس لهم من الأمر شيء.
حتى أن هناك دراسة لعالم فيزيائي يقول أن هذه الحرب التي بدأت قد تنتهي إلى "تدمير الكرة الأرضية"
فنعود ونسأل ما هو الخير وما هو الشر .. طالما أن كل فريق يعتقد أنه يتجه بأتجاه الخير منتصراً له.؟!
هذا السؤال قديم جداً .. ورغم العلم والتكنولوجيا .. فلا تزال مشكلة جوابها قائم منذ آدم وحواء..
فهناك من قال أن الخير مرادف "الله" والشر مرادف "الشيطان"
وهناك من قال الخير لا يكون إلا من عند الله أما الشر فأنه من عند النفس البشرية.
وهناك من الفلسفات من جعلت لكل من الشر والخير آله منفصل..
وهناك من قال الملائكة هم الخير والشيطان هو الشر..
ورغم الأختلافات في مصدر الخير ... إلا أنهم مالوا إلى نسب الشر للشيطان .. ربما حتى يرموا عن كاهلهم ذنب الخطيئة... وبأنه مصدر كل شر على الأرض.
وتعددت الفلسفات حول ماهية الخير والشر .. ولكني توصلت ليست المشكلة في تعريفهما أو مصدرها .. لكن المشكلة تكمن في عدم تمكن البشر من تطبيق فكرة ( أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك)..
فكل جماعة منذ تاريخ البشرية كلها تعمل على جمع الخيرات .. كل الخيرات لها .. ولا شئ للطرف الأخر... منذ مقتل أبناء آدم.
ولولا .. عدم التطبيق وليس الفهم .. لما جاءت الأديان كلها .. ولكن رغم ذلك قضوا على الأنبياء وعلى أتباعهم.. وفي كل عصر وفي كل زمن .. يشعلون الحروب بإسم الأديان .. حروب صليبية .. حروب إسلامية .. وكل فريق يبرر بجمل يزيدون فيها على الدين .. أو ينقصون منها من الدين .. حتى تخدم مصالحهم الدنيوية "الشر" على تعاليم السماء "الخير".
(ونبلوكم بالشر والخير وإلينا ترجعون)
نجد هنا أن الله سبحانه وتعالى خلق الأنسان حر التصرف ولا يتم ذلك إلا مع وجود نزعتَي الخير والشر في الإنسان وفي الأرض.
فيبدوا أن الخير والشر مفهومان نقيضان لكل منهما صورته المحددة المغايرة جذرياً لصورة الآخر.
فلا يمكن اعتبار الشر على أنه الجانب المعاكس للخير. أو وجها أخر من العملة كما يقال.
ولكن من الأرجح أن "الشر" مخلوق على الأرض مثله مثل "الخير".
ليكون هناك الصراع الأبدي مع النفس البشرية لتهذيبها...
والمذهل أن النتائج تقول أن الميل إلى الخير تناقص لصالح ازدياد الميل إلى الشر .. "ما الذي حدث؟" .. ما الذي أرغب الناس كي تميل إلى "الشر" أكثر.. فالمؤشرات تقول أن النفس البشرية "قد خاب من دساها" و قدرة الشيطان على نشر الشر في الأرض ناجحة.
ما يحيرني ليس الشيطان وانتصاره
ولكن في الانسان وتركيبته
فوجود الخير والشر في الأرض متساويين حسب ما يذكره القرآن.
والميل إلى الخير والشر متساويين في النفس البشرية حسب ما يذكره القرآن.
والدعاة إلى الخير من الرسل والأنبياء والفلاسفة موجودون على الأرض مثل الشيطان وحزبه من البشر الدعاة إلى الشر.