بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّن خَيْــرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله إنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير " البقرة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين والتابعين وبعد ..
إخواني .. أخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،،،
إلى كُل من يشكو الكسل وطول الأمل إلى كُل مضيِّع لوقته مُفرِّط في عمره إلى كُل ظالم لنفسِه
إلينــــا جميعـــــًا
وقد اقترب الموعِد والموقِف فإمَّا إلى جنَّة أو إلى نـار فأىُّ الدارين نحب أن نسكُن ؟ ولأيُّهما نبني؟!
هُنا ستُعلِن قلوبنا قبل ألسنتنا
فحىِّ على جنَّات عدنٍ فإنَّها ... منازلنا الأولى وفيها المُخيَّم ُ
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعـود إلى أوطاننا ونسلَّمُ
فماذا عن أفعالنا ؟!!
فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلِّمُ ؟!!! الله المستعـان
وقفـــة تفكُّــــــر
أين فرعون وهامان ؟ وأين النمرود ؟ وأين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟
كما قال الشاعر:
أين من دوخـوا الدنيا بسطوتهم؟ ... وذكرهم في الورى ظلم وطغيـان
هل أبقى الموت ذا عزٍّ لـعزتِـه ؟! ... أو هل نجا منه بالسلطان إنسان؟!
لا والذي خلق الأكوان من عدمٍ الكلُّ يفنى فلا إنس ولا جـان فالدنيا مهما طالت - إخواني الأحباء ـ فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة ؛
لأنَّ الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.
قال تعالى
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" فصلت 46 "
أنفاسنا تدخل وتخرج وربَّ نَفَسٍ دخل ولم يخرج فإلى متى الغفلة ؟!!
وفي هذا المعنى أحبائي في الله
نصح الإمام ابن الجوزي ابنه فقال له كلمات توزن بما هُوَ أغلى من الذَّهب ـ توزن بماء الأعيُن ـ
فماذا قال ؟؟!!
قال لَهُ الإمام مختصرا :
اعلَم يا بُني أنَّ الملَكيْن يحصِيَان ألفَاظَك ونَظَراتَك ، وأنَّ أنفَاس الحي خُطَاهُ إلى أجلِهِ ومقدار اللبثِ في القُبُورِ طَوِيلْ ، والعذاب على موافقةِ الهَوى وبيلْ ، فأين لَذة الأمسِ ؟ رحلَّت وأبقَت ندمًا ، وأينَ شَهوة النَّفسِ ؟ كم نكست رأسًا وأزلَّت قدمًا ! ، وما سَعِد من سَعِد إلَّا بخِلاَف هَواه ، ولا شَقي من شَقي إلَّا بإيثارِ دُنيَاه ، فاعْتبِر بمن مضَى من الملُوكِ والزُّهادِ أين لَذة هؤلاء وأين تعَب أُولئك ؟
بقىَ الثوابُ الجزيل والذكرُ الجميل للصَّالحين ، والعقابُ الوبيلْ للعاصِين ، وكأنَّ ما جاع مَن جاع ، ولا شَبِع مَن شَبِع فانتبه يا بُنى لنفسك ، وانْدم علَى ما مضَى من تفرِيطك ، واجتهدْ لتلحق بركبِ الكاملِين مادام في الوقت سَعة ، واسقِ غُصنك مادامتْ فيه رُطوبة ، واذكُرساعتَك التي ضَاعت فكفَى بها عِظة واعلَم يا بُنى أنَّ الأيـَّام تبسط ساعاتْ ، والساعات تبسط أنفاسًا ، وكلْ نَفَس خَزانة ، فاحذَرْ أن يذْهب نفسٌ بغيرِ شيء فتَرى في القيامَةِ خَزانة فارغَة فتنْدَمْ ..
هذا هُو الإمام الجوزي الَّذي قال عنه صاحب كتاب الكنى والألقاب :
إنَّ براية أقلام الجوزى التي كتب بها الحديث جُمِعَت
فحصل منها شيءٍ كثير ،وأوصى أن يُسخَّن بها الماء الَّذي يُغسَّل به بعد موتِه ففُعِل ذلِك فكفت وفضلَ منها.
ويقول سبط ابن الجوزي : سمعت جدي يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعي هاتين ألفى مجلد
يا الله !
كيف كان يقضي هؤلاء أوقاتهم وكيف كانت غاياتهم ؟!
وكم هىَ تلكَ الأوقات التي تضيع من بين أيدينا من دون أن نكترث لها !!
عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنَّه قال :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من النَّاس الصحة والفراغ " رواهُ البخاري ـ صحيح ـ مشكاة المصابيح
إخواني وأحبائي في الله
إنَّها دعوة صادقة من القلب إلى القلب لاستغلال الوقت في حفظ كتاب الله
وخصوصاً ونحن في شهر رمضان المبارك فلنجعله فرصة لبداياتنا
قال تعالى " وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّن خَيْــرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله إنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير " البقرة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين والتابعين وبعد ..
إخواني .. أخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،،،
إلى كُل من يشكو الكسل وطول الأمل إلى كُل مضيِّع لوقته مُفرِّط في عمره إلى كُل ظالم لنفسِه
إلينــــا جميعـــــًا
وقد اقترب الموعِد والموقِف فإمَّا إلى جنَّة أو إلى نـار فأىُّ الدارين نحب أن نسكُن ؟ ولأيُّهما نبني؟!
هُنا ستُعلِن قلوبنا قبل ألسنتنا
فحىِّ على جنَّات عدنٍ فإنَّها ... منازلنا الأولى وفيها المُخيَّم ُ
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعـود إلى أوطاننا ونسلَّمُ
فماذا عن أفعالنا ؟!!
فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلِّمُ ؟!!! الله المستعـان
وقفـــة تفكُّــــــر
أين فرعون وهامان ؟ وأين النمرود ؟ وأين الظالمون؟ وأين التابعون لهم في الغي؟
كما قال الشاعر:
أين من دوخـوا الدنيا بسطوتهم؟ ... وذكرهم في الورى ظلم وطغيـان
هل أبقى الموت ذا عزٍّ لـعزتِـه ؟! ... أو هل نجا منه بالسلطان إنسان؟!
لا والذي خلق الأكوان من عدمٍ الكلُّ يفنى فلا إنس ولا جـان فالدنيا مهما طالت - إخواني الأحباء ـ فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة ؛
لأنَّ الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.
قال تعالى
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" فصلت 46 "
أنفاسنا تدخل وتخرج وربَّ نَفَسٍ دخل ولم يخرج فإلى متى الغفلة ؟!!
وفي هذا المعنى أحبائي في الله
نصح الإمام ابن الجوزي ابنه فقال له كلمات توزن بما هُوَ أغلى من الذَّهب ـ توزن بماء الأعيُن ـ
فماذا قال ؟؟!!
قال لَهُ الإمام مختصرا :
اعلَم يا بُني أنَّ الملَكيْن يحصِيَان ألفَاظَك ونَظَراتَك ، وأنَّ أنفَاس الحي خُطَاهُ إلى أجلِهِ ومقدار اللبثِ في القُبُورِ طَوِيلْ ، والعذاب على موافقةِ الهَوى وبيلْ ، فأين لَذة الأمسِ ؟ رحلَّت وأبقَت ندمًا ، وأينَ شَهوة النَّفسِ ؟ كم نكست رأسًا وأزلَّت قدمًا ! ، وما سَعِد من سَعِد إلَّا بخِلاَف هَواه ، ولا شَقي من شَقي إلَّا بإيثارِ دُنيَاه ، فاعْتبِر بمن مضَى من الملُوكِ والزُّهادِ أين لَذة هؤلاء وأين تعَب أُولئك ؟
بقىَ الثوابُ الجزيل والذكرُ الجميل للصَّالحين ، والعقابُ الوبيلْ للعاصِين ، وكأنَّ ما جاع مَن جاع ، ولا شَبِع مَن شَبِع فانتبه يا بُنى لنفسك ، وانْدم علَى ما مضَى من تفرِيطك ، واجتهدْ لتلحق بركبِ الكاملِين مادام في الوقت سَعة ، واسقِ غُصنك مادامتْ فيه رُطوبة ، واذكُرساعتَك التي ضَاعت فكفَى بها عِظة واعلَم يا بُنى أنَّ الأيـَّام تبسط ساعاتْ ، والساعات تبسط أنفاسًا ، وكلْ نَفَس خَزانة ، فاحذَرْ أن يذْهب نفسٌ بغيرِ شيء فتَرى في القيامَةِ خَزانة فارغَة فتنْدَمْ ..
هذا هُو الإمام الجوزي الَّذي قال عنه صاحب كتاب الكنى والألقاب :
إنَّ براية أقلام الجوزى التي كتب بها الحديث جُمِعَت
فحصل منها شيءٍ كثير ،وأوصى أن يُسخَّن بها الماء الَّذي يُغسَّل به بعد موتِه ففُعِل ذلِك فكفت وفضلَ منها.
ويقول سبط ابن الجوزي : سمعت جدي يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعي هاتين ألفى مجلد
يا الله !
كيف كان يقضي هؤلاء أوقاتهم وكيف كانت غاياتهم ؟!
وكم هىَ تلكَ الأوقات التي تضيع من بين أيدينا من دون أن نكترث لها !!
عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنَّه قال :
" نعمتان مغبون فيهما كثير من النَّاس الصحة والفراغ " رواهُ البخاري ـ صحيح ـ مشكاة المصابيح
إخواني وأحبائي في الله
إنَّها دعوة صادقة من القلب إلى القلب لاستغلال الوقت في حفظ كتاب الله
وخصوصاً ونحن في شهر رمضان المبارك فلنجعله فرصة لبداياتنا