رجل يتزوج امرأة عمياء خرساء بكماء كسحاء نظير نصف تفاحة أكلها : -
أيها الإخوة الكرام : روى أن أحد الصالحين كان يمر فى طريقه بجواربستان ،
فوجد فرعا من شجرة التفاح يعترض طريقه ، فطف تفاحة منه وظل يأكل فيها ،
ولكن عندما أكل نصفها تذكر أنها ليست من حقه ، وأنه قد أكل حراما ، فتوقف
عن الأكل وظل يبحث عن صاحب البستان ، فدله الحارس عليه وقال له : إنه بداخل
البستان ، فدخل له وقال : أخذت هذه التفاحة من بستانك
، وعندما أكلت نصفها تذكرت أنها ليست من حقى ، وأننى قد ارتكبت حراما ،
فأرجو أن تسامحنى فيما أكلت أو تأخذ ثمن التفاحة . فأعجب صاحب البستان بورع
الرجل وتقواه وقال له : أسامحك بشروط : إن لى ابنة عمياء خرساء صماء كسحاء
أريد أن تتزوجها . فنظر الرجل الصالح له يفكر ويقول لنفسه : أمن أجل نصف
تفاحة أتزوج امرأة بهذه الأوصاف ؟ فحدثته نفسه الطيبة وقالت : ولما لا ـ
ربما تكون سبب دخولى الجنة نظير خدمتها ، ثم قال لصاحب البستان موافق ،
فقال صاحب البستان له : اذهب وأتنى بعد كذا وكذا أكون أعددت لك زوجك . وذهب
الرجل الصالح فى الميعاد ، فوجد صاحب البستان قد قام بدعوة الناس وأعد لهم
الولائم ، فعندما تم الزواج ، قال صاحب البستان : هذه حجرتك وبداخلها
عروسك . فدخل الرجل الصالح فوجد عروسه آية من آيات الجمال الربانى ، وهمت
له واقفه ، وأثناء انبهاره بجماله لم يتذكر قول أبيها أنها كسحاء ، فقال
لها : السلام عليكم ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فتذكر
الرجل وقال : أرددت علىً السلام قالت ؟ قالت نعم . قال لها : أسمعت السلام ؟
فأقبلت عليه مبتسمة وقالت : نعم . فقال الرجل : ولِِما كذب أباكى وقال لى
كذا وكذا ؟ فقالت والله ما كذب أبى قط ، إننى عمياء عن كل ما يغضب الله ،
خرساء عن كل كلام يغضب الله ، صماء عن سماع ما يغضب الله ، كسحاء لأنى لا
أمشى فيما يغضب الله تعالى ، فخر الرجل ساجدا لله شكرا على هذه النعمة ،
وبارك الله عزوجل فى زواجهما ، وكان ثمرة هذا الزواج المبارك ، أن أنجبا
رجلا ملأ الأرض علما ألا وهو ، الإمام الأعظم : أبوحنيفة النعمانى رحمه
الله ورضى الله عنه وأرضاه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أيها الإخوة الكرام : روى أن أحد الصالحين كان يمر فى طريقه بجواربستان ،
فوجد فرعا من شجرة التفاح يعترض طريقه ، فطف تفاحة منه وظل يأكل فيها ،
ولكن عندما أكل نصفها تذكر أنها ليست من حقه ، وأنه قد أكل حراما ، فتوقف
عن الأكل وظل يبحث عن صاحب البستان ، فدله الحارس عليه وقال له : إنه بداخل
البستان ، فدخل له وقال : أخذت هذه التفاحة من بستانك
، وعندما أكلت نصفها تذكرت أنها ليست من حقى ، وأننى قد ارتكبت حراما ،
فأرجو أن تسامحنى فيما أكلت أو تأخذ ثمن التفاحة . فأعجب صاحب البستان بورع
الرجل وتقواه وقال له : أسامحك بشروط : إن لى ابنة عمياء خرساء صماء كسحاء
أريد أن تتزوجها . فنظر الرجل الصالح له يفكر ويقول لنفسه : أمن أجل نصف
تفاحة أتزوج امرأة بهذه الأوصاف ؟ فحدثته نفسه الطيبة وقالت : ولما لا ـ
ربما تكون سبب دخولى الجنة نظير خدمتها ، ثم قال لصاحب البستان موافق ،
فقال صاحب البستان له : اذهب وأتنى بعد كذا وكذا أكون أعددت لك زوجك . وذهب
الرجل الصالح فى الميعاد ، فوجد صاحب البستان قد قام بدعوة الناس وأعد لهم
الولائم ، فعندما تم الزواج ، قال صاحب البستان : هذه حجرتك وبداخلها
عروسك . فدخل الرجل الصالح فوجد عروسه آية من آيات الجمال الربانى ، وهمت
له واقفه ، وأثناء انبهاره بجماله لم يتذكر قول أبيها أنها كسحاء ، فقال
لها : السلام عليكم ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فتذكر
الرجل وقال : أرددت علىً السلام قالت ؟ قالت نعم . قال لها : أسمعت السلام ؟
فأقبلت عليه مبتسمة وقالت : نعم . فقال الرجل : ولِِما كذب أباكى وقال لى
كذا وكذا ؟ فقالت والله ما كذب أبى قط ، إننى عمياء عن كل ما يغضب الله ،
خرساء عن كل كلام يغضب الله ، صماء عن سماع ما يغضب الله ، كسحاء لأنى لا
أمشى فيما يغضب الله تعالى ، فخر الرجل ساجدا لله شكرا على هذه النعمة ،
وبارك الله عزوجل فى زواجهما ، وكان ثمرة هذا الزواج المبارك ، أن أنجبا
رجلا ملأ الأرض علما ألا وهو ، الإمام الأعظم : أبوحنيفة النعمانى رحمه
الله ورضى الله عنه وأرضاه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .