اليـوم العالمي لحقـوق الإنسـان
د/علـى مهــران هشــام
-------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------
تحتفل البشرية فى العاشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان . اليوم العالمي لحقوق الإنسان و الذي اعتمده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1948 م , هذا الإعلان يعتبر مكسبا هاما لكل المجتمعات الإنسانية، و التى تؤكد على احترام مبادئ الإنسانية والحرية و كرامة البشر و المساواة بينهم وتوفير الأمن والصحة والمعيشة الكريمة لهم .
تم اختيار هذا اليوم من أجل إحياء وتكريم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر يوم10 ديسمبر 1948 م حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كان أول إعلان عالمي لحقوق الإنسان.
على كل حال, تنظم الأمم المتحدة في هذا اليوم العديد من الاجتماعات السياسية الهامة والأحداث والفعاليات الأجتماعية والمعارض الثقافية المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان. كما تقوم العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الإنسان بإقامة نشاطات خاصة للإعلان لهذا اليوم .
تنص المادة الأولى [b] من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (الإعلان العالمي ( على التالى :
" يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء. "
على الجانب الآخر , يحمل كل عام شعارا جديدا لهذا اليوم فمثلا : كان شعار الاحتفال في عام 2008 م هو : "الكرامة والعدالة للجميع" .
أما موضوع حملة عام 2009 فكان : "عدم التمييز" وهو يهدف إلى حماية الفئات الأضعف في المجتمع التي تتعرض للتمييز مثل المعوقين، والنساء والفتيات، والفقراء، والمهاجرين، والأقليات. أما موضوع الأحتفال فى هذا العام 2011 م هو: "الإعلام الاجتماعي وحقوق الإنسان".
لقد عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ إعلان هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن يصبح هذا الإعلان الإنساني النبيل إطارا قانونيا دولياً لفهم و معالجة الكثير من القضايا الإنسانية و أن تتبناه الدول العضو في الجمعية العامة في دساتيرها و تتعهد بتطبيقه بين شعوبها.
إن الناس جميعا ولدوا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، من دون أي تمييز ، بسبب العنصر، أو العرق أو الدين أو اللون، أو الرأي .
إن هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة و الكثير من الدول المتقدمة والمتحضرة في العالم قد شكل انجازاً إنسانيا و حضاريا مميزاً، حيث أصبح اليوم بمثابة نقطة تحول او مبدءا من المبادئ الأساسية و القانونية في طريق التضامن والتعاون بين الدول، و التفاعل الايجابي في بينهما في عالمنا الذي يتكون من مختلف حضارات وثقافات واديان.
ورغم وجود المؤسسة الدولية المعنية بحقوق الإنسان الا ان هذا المنشور العالمي لم يجد الكثير من التطبيق في بعض الدول المتخلفة و الرجعية متحديةً بذلك المجتمع الدولي و المبادئ الإنسانية التي جاء منها هذا الإعلان و ناضل من اجله الكثير من الشعوب و الشخصيات البارزة في العالم على مدى التاريخ.
كما تزداد انتهاكات حقوق الإنسان في هذه الدول على قدم و ساق و تحت مسميات كثيرة منها تهم الإرهاب و الانفصال و الإلحاد و غيرة من التهم الغير مبررة مما يجعل سمعة و عمل المؤسسة الدولية للأمم المتحدة على المحك لمواجهة هذه التحديات من قبل هذه الدول .
إن حقوق الإنسان هي تلك الحقوق الأصلية في طبيعتها، والتي بدونها لا يستطيع الإنسان العيش كبشر، وحقوق الإنسان وحريتة الأساسية هي التي تمنح للإنسان العيش بكرامة وبحياة صحية، وتمكنه من أن يكون فردًا صحيحًا منتجًا في المجتمع , حقوق الإنسان هي تلك الحقوق الأصلية في طبيعتها، والتي بدونها لا يستطيع الإنسان العيش كبشر، أيضا , هناك الكثير من الحقوق للإنسان التي كفلها له القانون وقبله الشرع والدين الإسلامي، مثل حقه في الحياة، والأمان الشخصي، حقه في الحصول على محاكمة عادلة، حقه في الحصول على علاج وتعليم مجاني، وغيره الكثير
إن دورنا تجاه هذه الحقوق يلزم بل يجب أن يتسم بالإيجابية والتأصيل الإنساني مثل : أن ننشر الوعي في المجتمع بحقوق الإنسان، وأن لا نقوم كأفراد بخرق هذه الحقوق سواء بممارسة العنصرية، التمييز ضد المرأة أو عرق معين أو جنس معين، أو القيا م بانتهاكات ضد أي إنسان، أو حتى الصمت على انتهاكات تمارس ضد أي إنسان، يجب أن نغير المنكر هذا ما حض عليه ديننا الحنيف، وهذا ما نجده في سيرنا الإسلامية، من تأصيل لحقوق الإنسان، وحتى قبل أن يتم عمل هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونشره، يجب أن نقوم بالتغيير، يجب أن نفعل شئ ما تجاه ما يحصل من انتهاكات وتغييب لثقافة حقوق الإنسان، سنحاسب على رؤيتنا للظلم وللانتهاكات في حالة تجاهلنا لها، لا تقل ليس من شأني، بل شأنك غير المنكر ولو بفعل بسيط، إن كنت لا تستطيع أوصل الأمر لمن يستطيع، وهم سيقومون بالواجب تجاه هذا الأمر، يجب أن نتحلى بالمسؤولية، وأن نحاسب من ينتهك حقوق الناس، حتى لو لم تعرفهم، وحتى لو لم يكن لديك منصب أو قدرة، أنت عضو من جسد يتألم، إن لم تهتم فأنت لست عضوٌ بعد الآن، المواطنة الحقيقية هي في تكاتف الأفراد مع بعضهم البعض، وشعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه أفراده الذين يعيشون فيه .
* أكتب عن الذين لا يستطيعون الكتابة.
* تحدث عن الذين لا يستطيعون الحديث .
* أصرخ عن الذين لا يستطيعون الصراخ .
* تألم عن الذين لا يستطيعون الألم .
إن المطلوب منا فى اليوم العالمى لحقوق الإنسان أن نساهم بالتالى :
- ساهم بتوعية الآخرين بحقوق الإنسان
- خصص قسما في مدونتك أو موقعك الشخصي الالكتروني بمقالات عن حقوق الإنسان في وطنك
- تعاون مع منظمات حقوق الإنسان في منحها المعلومات عن انتهاكات تحصل في دولتك
- أدفع ظلمًا عن أحدهم وساهم بإعطائه حقه كإنسان
- ساهم بنشر الانتهاكات التي تحدث للإنسان في دولتك وراسل بها الصحف والمنظمات الأخرى ( الأقليمية والدولية ) دون المساس بسيادة الوطن وحريته
- تواصل مع الصحف أو المسئولين في حالة كنت شاهد على حالة انتهاك حدثت لشخص ما وكن دوما إيجابيا
- قم بإعطاء محاضرات توعية وتثقيفية عن حقوق الإنسان سواء للنساء أو للأطفال أو فئات الأحتياجات الخاصة أو غيرهم .
- قم بكتابة نشرات توعية عن حقوق الإنسان ووزعها في الأماكن العامة وذلك فى إطار القوانين واللوائح المنظمة لمثل هذه الأنشطة فى بلدك العامة
- تواصل مع بعض الشخصيات التي لها باع في مجال حقوق الإنسان وأكتب لهم رسائل على دورهم الريادى والخدمى والتنويرى فى هذا المجال
- تخصص في قضية معينة في حقوق الإنسان وكون لك فريق وساهم بحلها
- كون فريق تطوعي يساهم بنشر ثقافة حقوق الإنسان
- وقبل كل شئ، كن ذا حق وأعط كل شخص حقه .
وأخيرا , ذكرت "نافي بيلاي" المفوضة السامية لحقوق الإنسان بهذه المناسبة أن عام 2011 م كان عاماً استثنائيا حيث ً قرر فيه ملايين الناس أن الوقت قد حان للمطالبة بحقوقهم، فنزلوا للشوارع والساحات والميادين واستخدموا شبكات التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا مثل ا الفيس بوك وتوتير واليوتيوب في مسيرتهم للمطالبة بالتغيير والإصلاح فقد أنتفض الملايين من الشباب المصرى فى ملحمة شعبية سلمية حضارية تاريخية فى 25 يناير عامة 2011 م ( المسلم والمسيحى المرأة والرجل العجوز والشاب الفتاة والطفل السليم والمعاق - كل فئات ونسيج المجتمع المصرى ) مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الأجتماعية ورحيل النظام الفاسد وقد تحققت أهدافهم المشروعةا .
لقد أشارت "بيلاي" إلى أن هذا العام ووصولاً ليوم 10 كانون الأول (ديسمبر) القادم 2012 الذي يصادف الذكرى السنوية الـ 63 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سيحتفل المجتمع الدولي كاملاً بهذه الحركة العالمية لحقوق الإنسان , والرجاء أن تتحقق كل المبادئ والحريات والحقوق الإنسانية والبيئة الآمنة والسلام لكل شعوب الأرض.
والله المستعــان ,,,,
[/b]