تقابل الحزن وجها لوجه مع الفرح ..
أتى الحزن يمشي الخيلاء بين جيوش الظلام حوله مرتديا لباسه الأسود المهيب
و أتى الفرح يمشي واثق الخطوة .. تحفه طلائع الضياء و بين يديه شموع و نجوم
قال الفرح: أنا سيد الجمال .. أنا متعة الحياة .. أنا بغية كل حي و مراد كل سائر
الابتسام زادي و الرضا شرابي الكل يطلب ضيافتي و يتمنى لقائي
فرد عليه الحزن بنبرته المعتادة:
أنا ضدك الذي لا تعرف إلا به .. أنا سرك الذي لا قيمة لك بدونه .. السواد شعاري و القلوب سكني و الدموع شرابي
فرد الفرح :
بل أنت عدوي الذي أتشاءم منه .. و أينما حللت أنت .. ضيقت علي المكان و أجبرتني على الرحيل فكيف يكون مثلك سر وجودي؟
قال الحزن:
يا عزيزي .. دعنا نتفق .. قال الحكماء : الضد بالضد يظهر .. و أنا ضدك .. فليس تعرف إلا بي
و حيث انه ليس لوجودك معنى بدوني .. فلنقبل بالواقع .. و ليرض كلا منا بما يقدمه للآخر
قال الفرح:
حسنا أوافقك في ذلك و لكن دعنا نقتسم الزمن في قلوب الناس .. فلا يستأثر أحدنا بمساحة أكبر في أي قلب
فأجابه الحزن :
قد قبلت ثم مضى كل إلى اتجاه على وعد بلقاء عابر في كل قلب
حوار