[من مقدمة الكتاب "ان قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا
لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية
والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك
رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة . لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية
الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في
الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما
عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته . والإسلام -
وحده - هو الذي يملك تلك القيم ، وهذا المنهج ."
جيل قرآني فريد :
يضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد
قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته . يبدأ الكتاب بموضع
جيل قراني فريد وهو جيل الصحابة ويتسأل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل
ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين:
ان الصحابة رضوان
الله عليهم اخذوا القران كنبع وحيد دون دخول اي معتقدات تعطل صفاء هذا
النبع ويضع مثالا عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحيفة
من التوراة .
يرى سيد قطب ان الصحابة تعاملوا مع القران بعتباره
تكاليف واوامر مباشرة من الله يجب تنفيذها بسرعة ، ويضرب مثالا عليها قول
بن مسعود " كنا لا نتجاوز العشر من الايات حتى نحفظها ونعمل بها "
طبيعة المنهج القرآني :
يرى قطب ان المنهج القراني كان يعالـج القضية الأولى ، والقضية الكبرى ،
والقضية الأساسية ، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في
قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية ، وما بينهما من علاقة .لقـد كان
هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان
يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ والى أين يذهب في نهاية
المطاف ؟ لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى
لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا : أن لا اله إلا الله ،
وأن يمضي في دعوته يعرِّف الناس بربهم الحق ، ويُعَبِّدَهم له دون سواه .
ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر
السبل إلى قلوب العرب ! فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : "
لا إله إلا الله " . كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا ..
وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله - الله - بها ، معناه نزع
السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، وردّه كله
إلى الله .. السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على
واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في
الأرواح والأبدان .. كانوا يعلمون أن " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان
الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ، وثورة على الأوضاع التي تقوم على
قاعدة من هذا الاغتصاب ، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم
يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيداً ويعرفون
المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة
بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ، ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو
هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف ، وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص
والعام .. فَلِمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ؟ وَلِمَ اقتضت حكمة
الله أن تبدأ بكل هذا العناء
نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه:
يرى سيد قطب ان المجتمع الإسلامي كان مجتمعا مبنيا على رابطة العقيدة .
اناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها
كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط
لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية
والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك
رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة . لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية
الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في
الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما
عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته . والإسلام -
وحده - هو الذي يملك تلك القيم ، وهذا المنهج ."
جيل قرآني فريد :
يضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد
قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته . يبدأ الكتاب بموضع
جيل قراني فريد وهو جيل الصحابة ويتسأل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل
ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين:
ان الصحابة رضوان
الله عليهم اخذوا القران كنبع وحيد دون دخول اي معتقدات تعطل صفاء هذا
النبع ويضع مثالا عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحيفة
من التوراة .
يرى سيد قطب ان الصحابة تعاملوا مع القران بعتباره
تكاليف واوامر مباشرة من الله يجب تنفيذها بسرعة ، ويضرب مثالا عليها قول
بن مسعود " كنا لا نتجاوز العشر من الايات حتى نحفظها ونعمل بها "
طبيعة المنهج القرآني :
يرى قطب ان المنهج القراني كان يعالـج القضية الأولى ، والقضية الكبرى ،
والقضية الأساسية ، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في
قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية ، وما بينهما من علاقة .لقـد كان
هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان
يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ والى أين يذهب في نهاية
المطاف ؟ لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى
لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا : أن لا اله إلا الله ،
وأن يمضي في دعوته يعرِّف الناس بربهم الحق ، ويُعَبِّدَهم له دون سواه .
ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر
السبل إلى قلوب العرب ! فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : "
لا إله إلا الله " . كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا ..
وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله - الله - بها ، معناه نزع
السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، وردّه كله
إلى الله .. السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على
واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في
الأرواح والأبدان .. كانوا يعلمون أن " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان
الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ، وثورة على الأوضاع التي تقوم على
قاعدة من هذا الاغتصاب ، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم
يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيداً ويعرفون
المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة
بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ، ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو
هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف ، وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص
والعام .. فَلِمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ؟ وَلِمَ اقتضت حكمة
الله أن تبدأ بكل هذا العناء
نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه:
يرى سيد قطب ان المجتمع الإسلامي كان مجتمعا مبنيا على رابطة العقيدة .
اناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها
كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط