النحاس - مبيض النحاس
.
تعددت أشكال النحاس، منها ما يستخدم لطهي الطعام ومنها ما هو مخصص لغسيل الملابس أو للضيوف يغسلون الأيدي بعد وجبات الطعام، وبعدد وأشكال هذه الأواني يقاس ثراء الأسرة أو فقرها.
وتحرص الأسر الريفية في مصر - برغم كل بساطتها - على أن يكون للنحاس بريقا كبريق الفضة، اشعار للضيف بنظافة البيت، ومن هنا وجد "مبيض النحاس" فرصة هائلة لجني المال.
الحاج عبدالحميد كان في سن الشباب، وهو شديد الرشاقة وبالغ النشاط، متجول ما أن يحط رحاله باحدى القرى حتى يجوب أرجاءها معلنا قدومه، فتتدافع جموع النساء من سكان القرية حاملات كل ما لديها من أوعية نحاسية علاها اللون الأخضر "جنزرة" كما يقولون بلون الزرنيخ، لتتجمع أكوام من النحاس.
العراء في احدى ساحات القرية هو المسكن المؤقت لعبدالحميد يوسف ويبقى به أسبوعا أو يزيد حتى ينتهي من تبييض كل النحاس ويشعل النار التي لا تخمد ليلا أو نهارا طوال الأسبوع ويضع فوقها احدى الأواني حتى تصبح حمراء قادرة على اسالة القصدير، فيأخذها جانبا ويلقي داخلها بالنشادر والقصدير ثم يقف بداخلها بقدميه الحافيتين ويبدأ في ممارسة الرقص، ويضطر ان يلف جسده بسرعة قبل أن يبرد الاناء فيلتصق القصدير في جانب منه، وعليه بعد ذلك معاودة المحاولة من جديد، وهو ما لا يتسع له وقته الشحيح.
في قلب النحاس الملتهب لا يتأوه ولا يتردد، بل في معظم الأحيان يطلق غناءً شجيا لا تفهم منه كلمة واحدة، غناء غفل من طبيعة عمله الغفل، ولكنه يتواءم مع حركات الجسد .
عادة ما يستند الحاج عبدالحميد الى جدار، أو يمسك بعكاز، وهو يمارس الرقص، حتى اذا ما فرغ من القطعة، قفز قفزتين سريعتين تعلنان بكل الحبور انتهاء القطعة وتحثان مساعده على الالقاء اليه بقطعة أخرى.
محظوظ هذا الرجل ربما، لا مكان في قلبه لهم أو كدر، يقضي وقته كله في الرقص، ولكنه رقص فوق الجمر بأقدام حافية لا يشفع عنه امتلاء الجيوب بمبالغ كبيرة عند رحيله الى قرية أخرى.
الألومنيوم والبلاستيك تواطآ على هذه المهنة، اختفت الأواني النحاسية وكادت تنتهي مهنة "مبيض النحاس"، وأصبح الرجل الذي كان غاية في الرشاقة بسبب رقصه طوال اليوم بحجم دبة أو فيل، بطىء الحركة ثقيل الدم، وأصبح يجوب القرية بكاملها فلا يظفر بأكثر من اناء واحد لا يبرر اشعال ناره القديمة.. أخذ المبيض طريه الى هاوية على حين أخذ النحاس طريقه الى القصور، في شكل لوحات ومجسمات وقطع للديكور، تقترن بالاضاءة بعد أن انتهت علاقته بالنار، وبالرقص والغناء.
2
مبيض النحاس
بالرمل والحصى والسناج يدعك الأواني النحاسية بقدميه القويتين وهاهو مبيض النحاس يبذل كل طاقته وجهده لتلميع الحلل النحاسية وتبييضها بالقصدير المنصهر و أخيراً صوروا حركاته الإيقاعية المنتظمة بحيث أصبحت من أشهر الرقصات في الغرب
3
مبيض النحاس : وكانت هذه حرفة هامه جدا في تلك الفتره .. حيث كانت الاواني المستخدمة كلها من معدن النحاس وكان مبيض النحاس وظيفته تنظيف النحاس من الصدأ و الحفاظ عليه لامعا كالذهب.وكانت من الحرف الصعبه فكما نشاهدها في الافلام القديمه يقف الحرفي فيما يسمي بالطشت مملوء بالرمل ويقوم بحكه بارجله حتي يلمع ...
4
في بيت جدِّي .. كانت الأواني نحاسية ..
حكت لي أمي .. وأنا شاهدت البقايا منها
التي احتفظ بها كبار السن في العائلة
فقد مرت الأدوات النحاسية فيما مضى
بعصر ذهبي كانت فيه حتى بداية سبعينيات القرن العشرين
الأساس في الأدوات المنزلية التي تستخدمها ربة المنزل
في حياتها اليومية،
ولكنها مع انطلاقة ثورة الأدوات المنزلية
المصنوعة من "الألمنيوم" و"الستانليس ستيل"
قل استخدامها حتى وصلت إلى مرحلة
أصبحت فيها إحدى صمديات أدوات الزينة والتحف" المنزلية
لبريقها وجمالها الذي أضفاه عليه المبيض،
والمبيض هو الرجل العامل بمهنة التبييض
التي بدأت مع وجود أول آنية نحاسية
واندثرت أو شارفت على الزوال
لقلة استخدام هذه الأواني النحاسية
في الحياة اليومية
5
فقد كانت الأواني النحاسية تستخدم
في جميع الأعمال المنزلية
فمنها أواني الطبخ والصحون والملاعق
وأوعية تسخين الماء
6
وفي الريف كانت تستخدم أيضا الأواني النحاسية
وكانت توضع على نار الحطب ..
ما كان يكسب الطعام نكهة خاصة ..
ومذاق مميز ..
حيث كان من مميزات الطهي على نار الحطب
في الأواني النحاسية
أنها تعمل على توزيع الحرارة على كامل الوعاء
وبشكل متساو ما يعطي نكهة خاصة للطعام،
أضف إلى ذلك أنها تتحمل القساوة خلال الاستعمال،
ولكنها بحاجة إلى صيانة وتبييض بشكل دوري.
ومع تكرار استخدام الأواني النحاسية
التي كانت الأدوات المنزلية الوحيدة المتوافرة في الأيام الماضية
، تصبح بحاجة إلى تبييض من قبل المبيض
لأنها مع الاستخدام الدائم تتعرض للأكسدة
بسبب الرطوبة والماء والحرارة
وغيرها من العوامل الطبيعية التي تتعرض لها
، فيميل لونها إلى الزراق
وتصبح غير آمنة صحياً عند استخدامها،
ولكن بعد تبييضها تصبح ناصعة البياض
وآمنة صحية عند استخدامها ويعود بريقها ولمعانها
، لذلك فالتبييض أمر مهم لاستخدامها منزلياً.
وقد كان النحاس قديما مثل المصاغ الذهبي،
يدخل في حسبة مهر العروس القروية.
وكان اسم العروس يُطرق على النحاس
والنجار ثم الالمينيوم لاحقا لانها
الاداة الافقر حينها.
7
وليس أواني الطهي فقط هي التي كانت تصنع فقط من النحاس
فقد استخدمه أجدادنا في صنع العديد من الأواني الأخرى
مثل أباريق الشاي ..
9
ولي الأباريق فحسب التي كانت تضنع من النحاس
بل أيضا كان جدي يستخدم الأكواب النحاسية
حتى الصواني التي كانت
يقدم عليها المشروب الساخنة والباردة
حتى الصواني التي كان يقدم علها الطعام
كانت من النحاس
10
حتى أوعية تقديم الطعام
التي كانت تتكون من الوعاء وغطائه
الذي يعمل على حفظ الطعام من التلوث ..
بلإضافة إلى احتفاظه بدرجة الحرارة
أطول وقت ممكن ..
والحقيقة كانت هذه الأواني
رائعة الجمال
11
أيضا في بيت جدي
كانت توجد المصابيح التى تشعل
بواسطة الزيت .. أو الكيرسين
كانت أيضا تصنع
من مادة النحاس
وكانت تحفة رائعة الجمال
تنطق بروح الصانع الذي أنشأها
12
في بيت جدي كانت المباخر من النحاس
وهي عبارة عن إناء نحاسي
يوضع فيه الفحم النذي تحول إلى جمر
ثم يوضع عليه البخور
الذي يحترق .. فيتصاعد في الهواء دخان له رائحة
زكية نعرفها جميعًا
وهذه المبخرة كانت تغطى بغطاء
غاية في الروعة والجمال
به ثقوب عديدة تسمح لرائحة البخور
الزكية ان تخرج منه ..
13
وكان كل شيء يصنع وقتها من النحاس
أباريق الماء ..
ومازالت إلى الآن تضنع هذه
الأدوات ولكنها على سبيل تحف للزينة
133
جدي وجدتي كانا يعلمان جيدا
أن النحاس هو أفضل المعادن توصيلاً للحرارة،
لذا كان يستخدمان الأواني النحاسية في طهو الطعام ..
وكانا يعلمان جيدا أن الطهي فيها على نار هادئة
يكسب الطعام مذاقًا طيبا
76
وما يؤكد ذلك أننا نرى إلى يومنا هذا
أن مشاهير الطهاة يفضلون استعمال الأواني النحاسية
في عمليات الطبخ خصوصًا عند رغبتهم في توزيع الحرارة
بشكل منتظم في جميع أجزاء
الطعام المراد تحضيره فيها،
654
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا هنا .. هو :
هل كان جدي وجدتي يعلمان بالفوائد الصحية لاستعمال الأواني النحاسية ؟؟ !!
الحقيقة لا أعلم ..
فهناك دراسة في واشنطن قد أثبتت
أن الأواني الأواني النحاسية أفضل صحيا
فقد أفادت بأن القدور النحاسية صحية أكثر في الطبخ
من الاواعي الحديدية،
فعلى سطح الاواني الحديدية تبقى بعض البقع الصغيرة
التي تعيش عليها بكتريا خطيرة
تدعى ب E-Colio 157 لمدة 25 يوما،
مستفيدة من عامل الحرارة.
وأوضحت الدراسة،
وفقا لصحيفة "القبس"
أن سطح الاواني النحاسية،
لا تصمد عليه هذه البكتيريا اكثر من 14ساعة،
لان النحاس يقتل هذه البكتيريا،
وهذا الامر ليس بجديد،
فقد استخدم الفراعنة القدماء
قبل آلاف السنين الاواني النحاسية
لتسخين المياه واعداد الطعام.
وها نرى بعض الأطباء تعلو أصواتهم بطلب
العودة إلى استخدام الأواني النحاسية مرة آخرى،
نظراً لأنه ثبت علمياً أن للنحاس قدرة فائقة
على القضاء على جميع فيروسات الأنفلونزا
في مدة زمنية تستغرق 6 ساعات.
بلإضافة إلى أن النحاس له قدرة على وقف نمو العديد من الميكروبات
لذا بدأت المستشفيات الكبرى في الغرب باستخدام
مقابض الأبواب المصنوعة من النحاس
واستخدام أواني نحاسية للحد من نقل
العدوى بالميكروبات.
فقد كشفت الأبحاث العلمية أن
البكتيريا تنتشر في أنابيب أجهزة التكييف الخالية من النحاس
وتنعدم في الأنابيب المصنوعة من النحاس
وتبين أن إضافة النحاس إلى مكونات الكمامات التنفسية (الماسكات),
يحمي من مخاطر انتقال الميكروبات إلى اليدين وانتشار الميكروبات
في البيئة بعد التخلص من هذه الكمامات،
طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
لذلك ينصح باستخدام النحاس في تغطية الأسطح المعرضة للمس
وبالتالي منع نقل العدوى من الأدوات الطبية
ومقابض صنابير المياه ومقابض الأبواب
والأدراج وأوعية جمع إفرازات المرضى.
ولكن تثبت الدراسات أيضًا أن الأواني النحاسية
بزيادة التسخين تتحول الى اللون الاسود
(اكسيد النحاس)
أو تتفاعل مع الرطوبة المحيطة بها
مكونة طبقة من أكسيد النحاس
وهو مركب سام مثل فلز النحاس،
كما أنها تتفاعل مع بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين «ج»
المتوفر في الكثير من الخضراوات والفواكه،
مثل عصير البندورة.
الشيء الذي يدل على السبب الذي كان جدي
من أجله يرسل أواني الطعام إلى " مبيض النحاس "
الذي كان يطليها بالقصدير،
وكان جدي يكرر طلي سطوحها الداخلية بالقصدير
كلما زالت منه
فقد كان مبيض الأواني النحاسية بالقصدير
يستخدمفي ذلك مسحوق الطوب الأحمر وبعض المواد الكيماوية
مثل النشادر وحامض الكبريتيك المركز.
وينظف الأواني بواسطة مسحوق الطوب الأحمر
ويضع الأواني على النار لتسخينها،
ثم يمسح الأواني بعد التسخين يدويا بواسطة
قطعة من القطن مبللة بسائل النشادر
ثم يمرر إصبع القصدير داخل الآنية وعلى حوافها
. ويمسح الآنية بقطعة من القطن
حتى ينشر معدن القصدير عليها
ثم يستخدم قليل من مسحوق الطوب الأحمر
في مسح الآنية لتلميعها وأخيرا يغسلها بالماء.
وقد يستخدم حامض الكبريتيك المركز
في تنظيف الأواني في حالة وجود صدأ بها.
يطبق أسس وتعليمات السلامة
والصحة المهنية.
، وظهرت حديثًا في الأسواق أواني طبخ نحاسية
غطي سطحها الداخلي بطبقة من فلز
يقاوم تأثير الأحماض لمنع تلامس الطعام بالنحاس
وتلوث الطعام به وما يسببه من حالة التسمم به،
ويفيد هذا النوع من الأواني في توزيع الحرارة
بشكل أفضل في الطعام المحضر فيها،
وينصح بعدم استخدام أدوات حادة
في تنظيف هذه الأواني.
لتجنب حدوث خدوش فيها،
وبلا شك يحذر من استعمال أواني النحاس
غير المطلية بالقصدير أو سواه
في طبخ الطعام لأضرارها على صحة
مستعمليها.
وهناك بعض الوصفات المنزلية التي كانت تستخدم
في بيت جدي .. لتلميع الأواني النحاسية
وهي تتلخص في الآتي :
تأخذ جدتي مقدار من الملح
وتزيد عليه قطرات من الخل
وتقوم بعملية الخلط ..حتى يذوب الملح
ثم بهدا الخليط تطلى الاواني النحاسية
بعدها تفرك باليمون الحامض
وتاخد قماشة بيضاء نظيفة تمسح
بها على الاواني جيدا
وهكدا كانت تحصل على أواني
براقة ولامعة ونظيفة وجميلة .
وأحيانا كانت لتنظيف النحاس
بأن تغلى الاوانى النحاسيه لمدة ربع ساعه فى ماء
مذاب فيه قليل من الرماد او البوتاس من ثم تجففه جيدا
أو تجليها مباشرة بشرائح الليمون مغطوسين في الملح
وهناك طريقة ينصح بها اليوم للعناية بالأواني النحاسية وهي :
النحاس الأصفر:
من المعادن التي تتحمل كثيراً
ويجب العناية بتجفيفه دائماً
لأن الرطوبة تؤثر عليه وتكون مادة خضراء
سامة سهلة الذوبان في الماء
ومن الأدوات المنزلية التي تصنع من النحاس المزهريات،
والصواني، ودلال القهوة العربية والتركية
وبعض قطع الزخرفة ... الخ.
وكانت تنظف بالطريقة التالية :
تغسل الآنية بالماء والصابون.
وتزال أي بقع عن سطحها مستعملة
الملح والخل وعصير الليمون.
ثم تغسل في الحال ليزول أثر الحامض عنها.
ويدعك سطحها الخارجي بقطعة قماش
مع قليل من مستحضر تلميع النحاس (الذي يباع بالأسواق).
لمعيها بالورق أو المناديل ثم بقطعة قماش ناعمة
.
تعددت أشكال النحاس، منها ما يستخدم لطهي الطعام ومنها ما هو مخصص لغسيل الملابس أو للضيوف يغسلون الأيدي بعد وجبات الطعام، وبعدد وأشكال هذه الأواني يقاس ثراء الأسرة أو فقرها.
وتحرص الأسر الريفية في مصر - برغم كل بساطتها - على أن يكون للنحاس بريقا كبريق الفضة، اشعار للضيف بنظافة البيت، ومن هنا وجد "مبيض النحاس" فرصة هائلة لجني المال.
الحاج عبدالحميد كان في سن الشباب، وهو شديد الرشاقة وبالغ النشاط، متجول ما أن يحط رحاله باحدى القرى حتى يجوب أرجاءها معلنا قدومه، فتتدافع جموع النساء من سكان القرية حاملات كل ما لديها من أوعية نحاسية علاها اللون الأخضر "جنزرة" كما يقولون بلون الزرنيخ، لتتجمع أكوام من النحاس.
العراء في احدى ساحات القرية هو المسكن المؤقت لعبدالحميد يوسف ويبقى به أسبوعا أو يزيد حتى ينتهي من تبييض كل النحاس ويشعل النار التي لا تخمد ليلا أو نهارا طوال الأسبوع ويضع فوقها احدى الأواني حتى تصبح حمراء قادرة على اسالة القصدير، فيأخذها جانبا ويلقي داخلها بالنشادر والقصدير ثم يقف بداخلها بقدميه الحافيتين ويبدأ في ممارسة الرقص، ويضطر ان يلف جسده بسرعة قبل أن يبرد الاناء فيلتصق القصدير في جانب منه، وعليه بعد ذلك معاودة المحاولة من جديد، وهو ما لا يتسع له وقته الشحيح.
في قلب النحاس الملتهب لا يتأوه ولا يتردد، بل في معظم الأحيان يطلق غناءً شجيا لا تفهم منه كلمة واحدة، غناء غفل من طبيعة عمله الغفل، ولكنه يتواءم مع حركات الجسد .
عادة ما يستند الحاج عبدالحميد الى جدار، أو يمسك بعكاز، وهو يمارس الرقص، حتى اذا ما فرغ من القطعة، قفز قفزتين سريعتين تعلنان بكل الحبور انتهاء القطعة وتحثان مساعده على الالقاء اليه بقطعة أخرى.
محظوظ هذا الرجل ربما، لا مكان في قلبه لهم أو كدر، يقضي وقته كله في الرقص، ولكنه رقص فوق الجمر بأقدام حافية لا يشفع عنه امتلاء الجيوب بمبالغ كبيرة عند رحيله الى قرية أخرى.
الألومنيوم والبلاستيك تواطآ على هذه المهنة، اختفت الأواني النحاسية وكادت تنتهي مهنة "مبيض النحاس"، وأصبح الرجل الذي كان غاية في الرشاقة بسبب رقصه طوال اليوم بحجم دبة أو فيل، بطىء الحركة ثقيل الدم، وأصبح يجوب القرية بكاملها فلا يظفر بأكثر من اناء واحد لا يبرر اشعال ناره القديمة.. أخذ المبيض طريه الى هاوية على حين أخذ النحاس طريقه الى القصور، في شكل لوحات ومجسمات وقطع للديكور، تقترن بالاضاءة بعد أن انتهت علاقته بالنار، وبالرقص والغناء.
2
مبيض النحاس
بالرمل والحصى والسناج يدعك الأواني النحاسية بقدميه القويتين وهاهو مبيض النحاس يبذل كل طاقته وجهده لتلميع الحلل النحاسية وتبييضها بالقصدير المنصهر و أخيراً صوروا حركاته الإيقاعية المنتظمة بحيث أصبحت من أشهر الرقصات في الغرب
3
مبيض النحاس : وكانت هذه حرفة هامه جدا في تلك الفتره .. حيث كانت الاواني المستخدمة كلها من معدن النحاس وكان مبيض النحاس وظيفته تنظيف النحاس من الصدأ و الحفاظ عليه لامعا كالذهب.وكانت من الحرف الصعبه فكما نشاهدها في الافلام القديمه يقف الحرفي فيما يسمي بالطشت مملوء بالرمل ويقوم بحكه بارجله حتي يلمع ...
4
في بيت جدِّي .. كانت الأواني نحاسية ..
حكت لي أمي .. وأنا شاهدت البقايا منها
التي احتفظ بها كبار السن في العائلة
فقد مرت الأدوات النحاسية فيما مضى
بعصر ذهبي كانت فيه حتى بداية سبعينيات القرن العشرين
الأساس في الأدوات المنزلية التي تستخدمها ربة المنزل
في حياتها اليومية،
ولكنها مع انطلاقة ثورة الأدوات المنزلية
المصنوعة من "الألمنيوم" و"الستانليس ستيل"
قل استخدامها حتى وصلت إلى مرحلة
أصبحت فيها إحدى صمديات أدوات الزينة والتحف" المنزلية
لبريقها وجمالها الذي أضفاه عليه المبيض،
والمبيض هو الرجل العامل بمهنة التبييض
التي بدأت مع وجود أول آنية نحاسية
واندثرت أو شارفت على الزوال
لقلة استخدام هذه الأواني النحاسية
في الحياة اليومية
5
فقد كانت الأواني النحاسية تستخدم
في جميع الأعمال المنزلية
فمنها أواني الطبخ والصحون والملاعق
وأوعية تسخين الماء
6
وفي الريف كانت تستخدم أيضا الأواني النحاسية
وكانت توضع على نار الحطب ..
ما كان يكسب الطعام نكهة خاصة ..
ومذاق مميز ..
حيث كان من مميزات الطهي على نار الحطب
في الأواني النحاسية
أنها تعمل على توزيع الحرارة على كامل الوعاء
وبشكل متساو ما يعطي نكهة خاصة للطعام،
أضف إلى ذلك أنها تتحمل القساوة خلال الاستعمال،
ولكنها بحاجة إلى صيانة وتبييض بشكل دوري.
ومع تكرار استخدام الأواني النحاسية
التي كانت الأدوات المنزلية الوحيدة المتوافرة في الأيام الماضية
، تصبح بحاجة إلى تبييض من قبل المبيض
لأنها مع الاستخدام الدائم تتعرض للأكسدة
بسبب الرطوبة والماء والحرارة
وغيرها من العوامل الطبيعية التي تتعرض لها
، فيميل لونها إلى الزراق
وتصبح غير آمنة صحياً عند استخدامها،
ولكن بعد تبييضها تصبح ناصعة البياض
وآمنة صحية عند استخدامها ويعود بريقها ولمعانها
، لذلك فالتبييض أمر مهم لاستخدامها منزلياً.
وقد كان النحاس قديما مثل المصاغ الذهبي،
يدخل في حسبة مهر العروس القروية.
وكان اسم العروس يُطرق على النحاس
والنجار ثم الالمينيوم لاحقا لانها
الاداة الافقر حينها.
7
وليس أواني الطهي فقط هي التي كانت تصنع فقط من النحاس
فقد استخدمه أجدادنا في صنع العديد من الأواني الأخرى
مثل أباريق الشاي ..
9
ولي الأباريق فحسب التي كانت تضنع من النحاس
بل أيضا كان جدي يستخدم الأكواب النحاسية
حتى الصواني التي كانت
يقدم عليها المشروب الساخنة والباردة
حتى الصواني التي كان يقدم علها الطعام
كانت من النحاس
10
حتى أوعية تقديم الطعام
التي كانت تتكون من الوعاء وغطائه
الذي يعمل على حفظ الطعام من التلوث ..
بلإضافة إلى احتفاظه بدرجة الحرارة
أطول وقت ممكن ..
والحقيقة كانت هذه الأواني
رائعة الجمال
11
أيضا في بيت جدي
كانت توجد المصابيح التى تشعل
بواسطة الزيت .. أو الكيرسين
كانت أيضا تصنع
من مادة النحاس
وكانت تحفة رائعة الجمال
تنطق بروح الصانع الذي أنشأها
12
في بيت جدي كانت المباخر من النحاس
وهي عبارة عن إناء نحاسي
يوضع فيه الفحم النذي تحول إلى جمر
ثم يوضع عليه البخور
الذي يحترق .. فيتصاعد في الهواء دخان له رائحة
زكية نعرفها جميعًا
وهذه المبخرة كانت تغطى بغطاء
غاية في الروعة والجمال
به ثقوب عديدة تسمح لرائحة البخور
الزكية ان تخرج منه ..
13
وكان كل شيء يصنع وقتها من النحاس
أباريق الماء ..
ومازالت إلى الآن تضنع هذه
الأدوات ولكنها على سبيل تحف للزينة
133
جدي وجدتي كانا يعلمان جيدا
أن النحاس هو أفضل المعادن توصيلاً للحرارة،
لذا كان يستخدمان الأواني النحاسية في طهو الطعام ..
وكانا يعلمان جيدا أن الطهي فيها على نار هادئة
يكسب الطعام مذاقًا طيبا
76
وما يؤكد ذلك أننا نرى إلى يومنا هذا
أن مشاهير الطهاة يفضلون استعمال الأواني النحاسية
في عمليات الطبخ خصوصًا عند رغبتهم في توزيع الحرارة
بشكل منتظم في جميع أجزاء
الطعام المراد تحضيره فيها،
654
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا هنا .. هو :
هل كان جدي وجدتي يعلمان بالفوائد الصحية لاستعمال الأواني النحاسية ؟؟ !!
الحقيقة لا أعلم ..
فهناك دراسة في واشنطن قد أثبتت
أن الأواني الأواني النحاسية أفضل صحيا
فقد أفادت بأن القدور النحاسية صحية أكثر في الطبخ
من الاواعي الحديدية،
فعلى سطح الاواني الحديدية تبقى بعض البقع الصغيرة
التي تعيش عليها بكتريا خطيرة
تدعى ب E-Colio 157 لمدة 25 يوما،
مستفيدة من عامل الحرارة.
وأوضحت الدراسة،
وفقا لصحيفة "القبس"
أن سطح الاواني النحاسية،
لا تصمد عليه هذه البكتيريا اكثر من 14ساعة،
لان النحاس يقتل هذه البكتيريا،
وهذا الامر ليس بجديد،
فقد استخدم الفراعنة القدماء
قبل آلاف السنين الاواني النحاسية
لتسخين المياه واعداد الطعام.
وها نرى بعض الأطباء تعلو أصواتهم بطلب
العودة إلى استخدام الأواني النحاسية مرة آخرى،
نظراً لأنه ثبت علمياً أن للنحاس قدرة فائقة
على القضاء على جميع فيروسات الأنفلونزا
في مدة زمنية تستغرق 6 ساعات.
بلإضافة إلى أن النحاس له قدرة على وقف نمو العديد من الميكروبات
لذا بدأت المستشفيات الكبرى في الغرب باستخدام
مقابض الأبواب المصنوعة من النحاس
واستخدام أواني نحاسية للحد من نقل
العدوى بالميكروبات.
فقد كشفت الأبحاث العلمية أن
البكتيريا تنتشر في أنابيب أجهزة التكييف الخالية من النحاس
وتنعدم في الأنابيب المصنوعة من النحاس
وتبين أن إضافة النحاس إلى مكونات الكمامات التنفسية (الماسكات),
يحمي من مخاطر انتقال الميكروبات إلى اليدين وانتشار الميكروبات
في البيئة بعد التخلص من هذه الكمامات،
طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
لذلك ينصح باستخدام النحاس في تغطية الأسطح المعرضة للمس
وبالتالي منع نقل العدوى من الأدوات الطبية
ومقابض صنابير المياه ومقابض الأبواب
والأدراج وأوعية جمع إفرازات المرضى.
ولكن تثبت الدراسات أيضًا أن الأواني النحاسية
بزيادة التسخين تتحول الى اللون الاسود
(اكسيد النحاس)
أو تتفاعل مع الرطوبة المحيطة بها
مكونة طبقة من أكسيد النحاس
وهو مركب سام مثل فلز النحاس،
كما أنها تتفاعل مع بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين «ج»
المتوفر في الكثير من الخضراوات والفواكه،
مثل عصير البندورة.
الشيء الذي يدل على السبب الذي كان جدي
من أجله يرسل أواني الطعام إلى " مبيض النحاس "
الذي كان يطليها بالقصدير،
وكان جدي يكرر طلي سطوحها الداخلية بالقصدير
كلما زالت منه
فقد كان مبيض الأواني النحاسية بالقصدير
يستخدمفي ذلك مسحوق الطوب الأحمر وبعض المواد الكيماوية
مثل النشادر وحامض الكبريتيك المركز.
وينظف الأواني بواسطة مسحوق الطوب الأحمر
ويضع الأواني على النار لتسخينها،
ثم يمسح الأواني بعد التسخين يدويا بواسطة
قطعة من القطن مبللة بسائل النشادر
ثم يمرر إصبع القصدير داخل الآنية وعلى حوافها
. ويمسح الآنية بقطعة من القطن
حتى ينشر معدن القصدير عليها
ثم يستخدم قليل من مسحوق الطوب الأحمر
في مسح الآنية لتلميعها وأخيرا يغسلها بالماء.
وقد يستخدم حامض الكبريتيك المركز
في تنظيف الأواني في حالة وجود صدأ بها.
يطبق أسس وتعليمات السلامة
والصحة المهنية.
، وظهرت حديثًا في الأسواق أواني طبخ نحاسية
غطي سطحها الداخلي بطبقة من فلز
يقاوم تأثير الأحماض لمنع تلامس الطعام بالنحاس
وتلوث الطعام به وما يسببه من حالة التسمم به،
ويفيد هذا النوع من الأواني في توزيع الحرارة
بشكل أفضل في الطعام المحضر فيها،
وينصح بعدم استخدام أدوات حادة
في تنظيف هذه الأواني.
لتجنب حدوث خدوش فيها،
وبلا شك يحذر من استعمال أواني النحاس
غير المطلية بالقصدير أو سواه
في طبخ الطعام لأضرارها على صحة
مستعمليها.
وهناك بعض الوصفات المنزلية التي كانت تستخدم
في بيت جدي .. لتلميع الأواني النحاسية
وهي تتلخص في الآتي :
تأخذ جدتي مقدار من الملح
وتزيد عليه قطرات من الخل
وتقوم بعملية الخلط ..حتى يذوب الملح
ثم بهدا الخليط تطلى الاواني النحاسية
بعدها تفرك باليمون الحامض
وتاخد قماشة بيضاء نظيفة تمسح
بها على الاواني جيدا
وهكدا كانت تحصل على أواني
براقة ولامعة ونظيفة وجميلة .
وأحيانا كانت لتنظيف النحاس
بأن تغلى الاوانى النحاسيه لمدة ربع ساعه فى ماء
مذاب فيه قليل من الرماد او البوتاس من ثم تجففه جيدا
أو تجليها مباشرة بشرائح الليمون مغطوسين في الملح
وهناك طريقة ينصح بها اليوم للعناية بالأواني النحاسية وهي :
النحاس الأصفر:
من المعادن التي تتحمل كثيراً
ويجب العناية بتجفيفه دائماً
لأن الرطوبة تؤثر عليه وتكون مادة خضراء
سامة سهلة الذوبان في الماء
ومن الأدوات المنزلية التي تصنع من النحاس المزهريات،
والصواني، ودلال القهوة العربية والتركية
وبعض قطع الزخرفة ... الخ.
وكانت تنظف بالطريقة التالية :
تغسل الآنية بالماء والصابون.
وتزال أي بقع عن سطحها مستعملة
الملح والخل وعصير الليمون.
ثم تغسل في الحال ليزول أثر الحامض عنها.
ويدعك سطحها الخارجي بقطعة قماش
مع قليل من مستحضر تلميع النحاس (الذي يباع بالأسواق).
لمعيها بالورق أو المناديل ثم بقطعة قماش ناعمة