مكوجي الرجل
ومن تلك المهن التي انقرضت واختفت من المجتمع مهنة مكوجي الرجل . ومكوجي الرجل كان
يكوي الجلباب العربي والصوف والعبايات الجوخ التي تحتاج إلي جسم ثقيل في درجة حرارة
معينة ولأن المكواة في هذا الحجم الثقيل لا يستطيع أن يحركها كائن من كان بيده فقط فقد كان
يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه ، وهذا الأمر يحتاج إلي مهارة خاصة لا يستطيع أن يقوم
بها أي إنسان
مع دخول التكنولوجيا وإقبال المصريين على كي ملابسهم بالكهرباء والبخار تراجع أعداد
العاملين في مهنة كي الملابس بالرجل وإغلاق محال كثيرة فلم يتبق إلا بضعة محال
والتقدم والتطور فى الملابس فاصبحت اخف واصغى
مهنة المكوجي التقليدية المعروفة في مصر باسم “مكوجي رجل” تقاوم الانقراض، ولم يشفع لها التواجد في الأفلام المصرية القديمة، عندما كانت جذابة تشكل حضوراً متميزاً في حياة الناس اليومية، حيث كان “صبي” المكوجي يتردد على البيوت لتسليم الملابس التي تم تنظيفها وكيها، مع المشاهد الكوميدية في محل المكوجي نتيجة الخلط بين ملابس الزبائن أو قيام المكوجي نفسه، بتأجير ملابس الزبائن خلسة لآخرين.
مع دخول التكنولوجيا وإقبال المصريين على كي ملابسهم بالكهرباء والبخار تراجع أعداد العاملين في مهنة كي الملابس بالرجل وإغلاق محال كثيرة فلم يتبق في القاهرة إلا بضعة محال في الأحياء الشعبية.
في محل صغير بحي بولاق أبو العلا لا يزال محمود نوفل 58 سنة يستخدم قدمه اليسرى في أعمال الكي معتمداً على مهارته لاستمرار تردد الزبائن على المحل، وقد ورث المهنة عن والده الذي علمه أسرارها وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره.
ويقول: لم يكن بمقدوري اختيار مهنة غيرها فقد كنت الابن الوحيد على خمس بنات وكانت الأحوال أفضل كثيراً من الآن، فالمحل لم يكن يخلو من الزبائن، وكنت أقضي أغلب ساعات النهار في توصيل الملابس للزبائن واستلام أخرى يراد تنظيفها وكيها، وكان كبار الموظفين والوجهاء لا يستطيعون الخروج من بيوتهم إلا وملابسهم تم كيها وتنظيفها عند “مكوجي رجل”.
ويؤكد أنه رغم إقبال الناس المتزايد هذه الأيام على استخدام مكواة الكهرباء والبخار في المنازل أو إرسال ملابسهم إلى محال المكواة الحديثة، فإن هناك من لا يزال يعتمد على “مكوجي رجل” في كي الملابس وهؤلاء يقدرون جودة الكي بتلك الطريقة خصوصا كبار السن ممن يرتدون ملابس صوفية.
تسعيرة الماضي
وأوضح أن تسعيرة كي الملابس في الماضي كانت قرشين لأي جلباب بلدي صوف أو كشمير بينما البدلة الرجالي والفستان الحريمى بـ 3 قروش، وقد أقدم منذ شهور على رفع سعر كي القميص أو البنطلون والجلباب إلى جنيه بعدما كان 75 قرشا والبدلة كي وتنظيف سبع جنيهات.
وقال المكوجي ياسين عبد الله 51 سنة: تعتمد مهنتنا على أدوات بسيطة منها مكواة حديدية ثقيلة الوزن ذات ذراع طويلة ويفضل ألا يقل طولها المكواة عن 50 سم ووزنها 30 كيلو جراماً ليسهل على المكوجي الضغط عليها بقدمه والحصول على نتيجة متميزة في كي الملابس، لاسيما الصوف بينما الحرير يفضل في كيه استخدام مكواة صغيره بحجم كف اليد وأي مكوجى، لابد أن يكون في محله أكثر من مكواة، وهناك أيضا البنك الخشبي وهو ألواح خشبية سميكة يتم تثبيتها في منتصف المحل وتغطيتها بقطعة من القماش الأبيض وتستخدم كمسند يتم وضع قطع الملابس المراد كيها عليه، وهناك أيضا الذراع وهي قطعه خشب يتم وضعها فوق المكواة لتحول دون احتراق قدم المكوجي أثناء قيامه بوضع قدمه على المكواة خلال كي الملابس، وبذلك يستطيع تحريك المكواة في أي اتجاه بسهولة، وهناك “البخاخة” التي يتم رش المياه منها على الملابس بدلا من الطريقة القديمة التي كان المكوجي يقوم فيها برش الماء من فمه على الملابس في أثناء مروره عليها بالمكواة، إلى جانب الملاءات القطنية لتغطية قطع الملابس كي لا يصل إليها الغبار في أثناء الكي فيلتصق بها.
وقال إن أي مكواة حديدية يجب تسخينها من 5 إلى 10 دقائق على نار “وابور الجاز” حسب الحجم والوزن قبل أن ترفع ويتم مسحها جيدا بقطعة قماش ثم يبدأ الكي، مشيراً إلى أهمية أن يضع المكوجى قدمه على المكواة في أثناء الكي لمزيد من الثقل والضغط على قطعه القماش لاسيما مع انحناء المكوجى في أثناء الحركة بكل جسمه على ذراع المكواة.
درجة الحرارة
وقال: درجة حرارة المكواة نعرفها بالخبرة دون الاعتماد على أجهزة قياس، فلكل قطعه ملابس ما يناسبها من حرارة ومن طريقة رش ماء حسب نوع القماش، فالصوف يحتاج إلى أن تكون المكواة في أعلى درجة ممكنة بينما الحرير على العكس.
وأوضح أن المكواة الحديدية تعد آلة نموذجية لا تتعطل وغير مكلفة، وتظل صالحة للعمل عشرات السنين طالما يتم الحفاظ عليها من الصدأ، بينما المكواة الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والبخار لها عمر افتراضي، وتستهلك طاقة مما يجعل المكوجي يحمل الزبون ثمن كل هذا من خلال زيادة أسعار الكي. وأضاف أن هناك ميزة لمكواة الرجل وهي أن من يعمل بها يمارس الرياضة باستمرار ويبذل مجهوداً كبيراً ولا يصاب بالسمنة لذلك لم اهجر مهنتي، واستعين مثل غيري بالمكواة الحديثة فقد مضى العمر ولا أفضل الاستدانة أو المغامرة في آخر ايامي، لذلك لابد من أعمل حتى لو كان المقابل قليلاً.
طريقة تقليدية
ويقول المكوجي ياسين عبدالله إنه أحيانا وهو يعمل في “دكانه” يفاجأ بوجود شاب ممن لم يشاهدوا المكواة الحديدية إلا في الأفلام القديمة يقف ويتابع عمله، وهناك أيضا سياح اجانب يمضون الدقائق في مشاهدة ما يفعله، ومنهم من يحرص على التقاط صور فوتوغرافية مع المكواة والمكوجي.
ويؤكد أن شعوراً داخلياً بالسعادة يعتريه عندما يرى الابتسامة ترتسم على وجوه البعض الذين يعلمون قيمة العمل اليدوي، ويقدرون أهمية تنظيف البقع وإعادة الإناقة للملابس البالية، لاسيما عند المقارنة بين المكواة الحديدية والاخرى الكهربية.
وأوضح أن كي الملابس بالطريقة التقليدية يجعلها تحتفظ برونقها فترة أطول، بينما كيها بالكهرباء والبخار سرعان ما يزول وتصبح الملابس في حالة مزرية بعد دقائق لاسيما في حر الصيف.
واضاف: سيأتي يوم تنقرض فيه المهنة تماما، رغم أنها مصدر جيد للرزق، لأن العاملين بها في تناقص مستمر، حيث تحتاج إلى مجهود كبير وصبر، وهو ما يرفضه شباب الجيل الحالي، الذين يفضلون البطالة على العمل بها، أو الاستدانة لشراء آلات حديثة ويتأفف الفرد منهم من لقب مكوجى، ونراه حريصا على أن يطلق على المحل مسميات مثل “دراي كلين” وغيرها.
ومن تلك المهن التي انقرضت واختفت من المجتمع مهنة مكوجي الرجل . ومكوجي الرجل كان
يكوي الجلباب العربي والصوف والعبايات الجوخ التي تحتاج إلي جسم ثقيل في درجة حرارة
معينة ولأن المكواة في هذا الحجم الثقيل لا يستطيع أن يحركها كائن من كان بيده فقط فقد كان
يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه ، وهذا الأمر يحتاج إلي مهارة خاصة لا يستطيع أن يقوم
بها أي إنسان
مع دخول التكنولوجيا وإقبال المصريين على كي ملابسهم بالكهرباء والبخار تراجع أعداد
العاملين في مهنة كي الملابس بالرجل وإغلاق محال كثيرة فلم يتبق إلا بضعة محال
والتقدم والتطور فى الملابس فاصبحت اخف واصغى
مهنة المكوجي التقليدية المعروفة في مصر باسم “مكوجي رجل” تقاوم الانقراض، ولم يشفع لها التواجد في الأفلام المصرية القديمة، عندما كانت جذابة تشكل حضوراً متميزاً في حياة الناس اليومية، حيث كان “صبي” المكوجي يتردد على البيوت لتسليم الملابس التي تم تنظيفها وكيها، مع المشاهد الكوميدية في محل المكوجي نتيجة الخلط بين ملابس الزبائن أو قيام المكوجي نفسه، بتأجير ملابس الزبائن خلسة لآخرين.
مع دخول التكنولوجيا وإقبال المصريين على كي ملابسهم بالكهرباء والبخار تراجع أعداد العاملين في مهنة كي الملابس بالرجل وإغلاق محال كثيرة فلم يتبق في القاهرة إلا بضعة محال في الأحياء الشعبية.
في محل صغير بحي بولاق أبو العلا لا يزال محمود نوفل 58 سنة يستخدم قدمه اليسرى في أعمال الكي معتمداً على مهارته لاستمرار تردد الزبائن على المحل، وقد ورث المهنة عن والده الذي علمه أسرارها وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره.
ويقول: لم يكن بمقدوري اختيار مهنة غيرها فقد كنت الابن الوحيد على خمس بنات وكانت الأحوال أفضل كثيراً من الآن، فالمحل لم يكن يخلو من الزبائن، وكنت أقضي أغلب ساعات النهار في توصيل الملابس للزبائن واستلام أخرى يراد تنظيفها وكيها، وكان كبار الموظفين والوجهاء لا يستطيعون الخروج من بيوتهم إلا وملابسهم تم كيها وتنظيفها عند “مكوجي رجل”.
ويؤكد أنه رغم إقبال الناس المتزايد هذه الأيام على استخدام مكواة الكهرباء والبخار في المنازل أو إرسال ملابسهم إلى محال المكواة الحديثة، فإن هناك من لا يزال يعتمد على “مكوجي رجل” في كي الملابس وهؤلاء يقدرون جودة الكي بتلك الطريقة خصوصا كبار السن ممن يرتدون ملابس صوفية.
تسعيرة الماضي
وأوضح أن تسعيرة كي الملابس في الماضي كانت قرشين لأي جلباب بلدي صوف أو كشمير بينما البدلة الرجالي والفستان الحريمى بـ 3 قروش، وقد أقدم منذ شهور على رفع سعر كي القميص أو البنطلون والجلباب إلى جنيه بعدما كان 75 قرشا والبدلة كي وتنظيف سبع جنيهات.
وقال المكوجي ياسين عبد الله 51 سنة: تعتمد مهنتنا على أدوات بسيطة منها مكواة حديدية ثقيلة الوزن ذات ذراع طويلة ويفضل ألا يقل طولها المكواة عن 50 سم ووزنها 30 كيلو جراماً ليسهل على المكوجي الضغط عليها بقدمه والحصول على نتيجة متميزة في كي الملابس، لاسيما الصوف بينما الحرير يفضل في كيه استخدام مكواة صغيره بحجم كف اليد وأي مكوجى، لابد أن يكون في محله أكثر من مكواة، وهناك أيضا البنك الخشبي وهو ألواح خشبية سميكة يتم تثبيتها في منتصف المحل وتغطيتها بقطعة من القماش الأبيض وتستخدم كمسند يتم وضع قطع الملابس المراد كيها عليه، وهناك أيضا الذراع وهي قطعه خشب يتم وضعها فوق المكواة لتحول دون احتراق قدم المكوجي أثناء قيامه بوضع قدمه على المكواة خلال كي الملابس، وبذلك يستطيع تحريك المكواة في أي اتجاه بسهولة، وهناك “البخاخة” التي يتم رش المياه منها على الملابس بدلا من الطريقة القديمة التي كان المكوجي يقوم فيها برش الماء من فمه على الملابس في أثناء مروره عليها بالمكواة، إلى جانب الملاءات القطنية لتغطية قطع الملابس كي لا يصل إليها الغبار في أثناء الكي فيلتصق بها.
وقال إن أي مكواة حديدية يجب تسخينها من 5 إلى 10 دقائق على نار “وابور الجاز” حسب الحجم والوزن قبل أن ترفع ويتم مسحها جيدا بقطعة قماش ثم يبدأ الكي، مشيراً إلى أهمية أن يضع المكوجى قدمه على المكواة في أثناء الكي لمزيد من الثقل والضغط على قطعه القماش لاسيما مع انحناء المكوجى في أثناء الحركة بكل جسمه على ذراع المكواة.
درجة الحرارة
وقال: درجة حرارة المكواة نعرفها بالخبرة دون الاعتماد على أجهزة قياس، فلكل قطعه ملابس ما يناسبها من حرارة ومن طريقة رش ماء حسب نوع القماش، فالصوف يحتاج إلى أن تكون المكواة في أعلى درجة ممكنة بينما الحرير على العكس.
وأوضح أن المكواة الحديدية تعد آلة نموذجية لا تتعطل وغير مكلفة، وتظل صالحة للعمل عشرات السنين طالما يتم الحفاظ عليها من الصدأ، بينما المكواة الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والبخار لها عمر افتراضي، وتستهلك طاقة مما يجعل المكوجي يحمل الزبون ثمن كل هذا من خلال زيادة أسعار الكي. وأضاف أن هناك ميزة لمكواة الرجل وهي أن من يعمل بها يمارس الرياضة باستمرار ويبذل مجهوداً كبيراً ولا يصاب بالسمنة لذلك لم اهجر مهنتي، واستعين مثل غيري بالمكواة الحديثة فقد مضى العمر ولا أفضل الاستدانة أو المغامرة في آخر ايامي، لذلك لابد من أعمل حتى لو كان المقابل قليلاً.
طريقة تقليدية
ويقول المكوجي ياسين عبدالله إنه أحيانا وهو يعمل في “دكانه” يفاجأ بوجود شاب ممن لم يشاهدوا المكواة الحديدية إلا في الأفلام القديمة يقف ويتابع عمله، وهناك أيضا سياح اجانب يمضون الدقائق في مشاهدة ما يفعله، ومنهم من يحرص على التقاط صور فوتوغرافية مع المكواة والمكوجي.
ويؤكد أن شعوراً داخلياً بالسعادة يعتريه عندما يرى الابتسامة ترتسم على وجوه البعض الذين يعلمون قيمة العمل اليدوي، ويقدرون أهمية تنظيف البقع وإعادة الإناقة للملابس البالية، لاسيما عند المقارنة بين المكواة الحديدية والاخرى الكهربية.
وأوضح أن كي الملابس بالطريقة التقليدية يجعلها تحتفظ برونقها فترة أطول، بينما كيها بالكهرباء والبخار سرعان ما يزول وتصبح الملابس في حالة مزرية بعد دقائق لاسيما في حر الصيف.
واضاف: سيأتي يوم تنقرض فيه المهنة تماما، رغم أنها مصدر جيد للرزق، لأن العاملين بها في تناقص مستمر، حيث تحتاج إلى مجهود كبير وصبر، وهو ما يرفضه شباب الجيل الحالي، الذين يفضلون البطالة على العمل بها، أو الاستدانة لشراء آلات حديثة ويتأفف الفرد منهم من لقب مكوجى، ونراه حريصا على أن يطلق على المحل مسميات مثل “دراي كلين” وغيرها.