( من أين نبدأ ؟) نحو منهج عملى في طلب العلوم الشرعية |
قد آذن الركب بالرحيل ومازلت أراك حائرًا ، تتعثر خطاك ، تقول : كيف السبيل ؟ كيف أطلب العلم ؟ من أين أبدأ ؟ وإنْ كان مضى طرفٌ من ذلك عارضًا فيما مرَّ فذا أوان بيانه ، فامضِ بإذن الله موفقًا ، والله أسأل أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل ، وأنْ يكتب لنا الصواب ، ويجنبنا الزلل إنَّه ولي ذلك والقادر عليه . أيها المتفقه .. لابد لك من منهجين يمضيان معًا ، لا ينفك أحدهما عن الآخر ، منهج في تلقي العلوم الشرعية ، ومنهج في التربية ، فأنت تعلم أنَّ أصول المنهج ثلاثة : التوحيد والاتباع والتزكية . قال الله تعالى : " رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ " [ البقرة/129 ] وقوله تعالى : " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين " [آل عمران/164] وقال جل وعلا : " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " [ الجمعة/2 ] فرسالة الأنبياء وورثتهم من بعدهم تتناول تلك الجوانب الثلاثة ، فلابد من علم وعمل ودعوة ، لابد من تزكية للنفوس وشحذ للعقول ، والمنهج الذي لا يراعي هذه الجوانب الثلاثة منهج يجانب الصواب. المنهج في طلب العلوم الشرعية أيها المتفقه .. كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم ، فهو لا يعرف ماذا يدرس ؟ بماذا يبدأ ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها ؟ والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ فإنَّ سلفنا الصالح قد قيدوا في ترتيب العلوم مصنفات لبيان هذه المسالة . ولابد أن تعرف قواعد السير حتى لا يتعثر جوادك : أولا : العلم كثير ، والعمر قصير ، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل ، ولا تتعدَّ . ثانيًا : خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات . ثالثًا : علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر . رابعًا : علومنا منها علوم وسائل ، ومنها علوم ثمرات ، فابدأ بالبذر ، واصبر في زمان السقي ، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها . خامسًا : لابد من المنهجية والمرحلية ، فلكل علم ثلاث مراتب : اقتصار ، واقتصاد ، واستقصاء . فهن ثلاث : للمبتدئ ، والمتوسط ، والمنتهي . ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة ، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة ، وتلك آفة التَّسرع والعجلة ، فلا تعجلْ . سادسًا : قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات ، وإياك ومكروه ناهيك عن حرام #[1]][1]. سابعًا : لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك ، يبصِّرك بمفاتيح العلوم ، ومداخل الكتب ، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف " ، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة . ثامنًا : لكل علم وفن مصطلحاته ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، فاحرص على اقتناء معاجم المصطلحات ، واجعل لكل علم دفترًا عندك ، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد . تاسعًا : لا يمر بك يوم دون تحصيل ، فوقتك رأس مالك ، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع عاشرًا : الكتاب خير جليس ، وأفضل أنيس ، فلا تقرا قراءة الغافل ، بل حادثه وحاوره ، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء ، بل كن كالقارورة المصمتة ، تبصر من وراء حجاب . الجدول العلمي في كل فن تبيهات : 1) ما يذكر من الكتب ليس ملزمًا فقد يكون هناك كتابًا آخر على نفس المستوى والشاكلة ، فاستنصح من خبير بالفن ليدلك . 2) عليك باقتناء الطبعات المحققة لاسيما لأئمة المحققين كالشيخ / أحمد شاكر ، والشيخ / الألباني ، والشيخ/ محمود شاكر ـ رحمهما الله ـ والأستاذ / عبد السلام هارون ، ومحمد أبو الفضل إبراهيم وغيرهم فاستبصر . أولاً : القرآن الكريم . • حفظه . قال أهل العلم : أول العلم حفظ القرآن . فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً ، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة ، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا ، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة ؟ 1) ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة ، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور ، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة ، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات ، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة . 2) تأدب بآداب حفظ القرآن ، واقتنِ في ذلك ، " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام النووي ـ رحمه الله ـ 3) استثمر سني الحفظ الذهبية ( حتى الثالثة والعشرين من عمرك ) ، ومن فاتته فلا ييأس ، فالموفق من وفقه الله تعالى ، واستعن بالله ولا تعجز تنبيه من الكتب النافعة في مسألة حفظ القرآن . القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق . عون الرحمن في حفظ القرآن للشيخ / أبو ذر القلموني . • أحكام التلاوة والتجويد . لابد من المشافهة في تعلم هذا العلم . اتقن قراءة من القراءات كحفص عن عاصم ، ابدأ : بمتن تحفة الأطفال فاحفظها ومن شروحه : فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال للناظم سليمان الجمزوري #[2]][2]. بغية الكمال شرح تحفة الأطفال الشيخ / أسامة عبد الوهاب . ثنِّ : بحفظ متن الجزرية . ومن شروحه " فتح المريد في علم التجويد " عبد الحميد يوسف منصور . وانتهِ : بهداية القاري إلى تجويد كلام الباري للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي • علوم القرآن ابدأ بـ : لمحات في علوم القرآن . محمد الصباغ . مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح أو مناع القطان . ثنَّ بـ : التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن طاهر الجزائري . ثمَّ : الإتقان في علوم القرآن السيوطي . وانته بـ : البرهان في علو القرآن الزركشي . • أصول التفسير ابدأ بـ : رسالة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية . ثنِ بـ : بحوث في أصول التفسير محمد الصباغ . وأخيرًا : قواعد التفسير جمعًا ودراسة خالد بن عثمان السبت فإنَّه جيد في هذا الباب . • كتب التفسير من الكتب التي أرخت تأريخًا طيبًا لحركة التفسير " كتاب التفسير والمفسرون " للشيخ / محمد حسين الذهبي ، وهو كتاب جيد على الحقيقة . أما كتب التفسير ذاتها فابدأ بـ : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان عبد الرحمن السعدي ثمَّ : تيسير العلي القدير مختصر تفسير ابن كثير نسيب الرفاعي أو عمدة التفسير (لكنه لم يكتمل ) أحمد شاكر ثنِ بـ : محاسن التأويل القاسمي انتهِ : جامع البيان لابن جرير الطبري ثانيًا : علوم السنة 1) لا تشتغل بالحديث قبل حفظ القرآن وأخذ نصيبك منه . 2) لا تعمد إلى الاشتغال بفروع تخصصية قد سدَّها غيرك ، فتشتغل بمفضول عن فاضل . 3) الحديث بحر لا ساحل له فالنَّهل من السنة تفنى الأعمار دون الإتيان على آخره . 4) لابد أن تكون لك حصيلة ضخمة من الأحاديث النبوية تتكاثر مع الوقت ، فالسنة لواؤك ، وبها يقوم منهجك . دواوين السنة ابدأ بـ : الأربعين النووية فاحفظها واستأنس بشرحها المبارك " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي وقد زاد عليها . ثمَّ : عليك بـ " رياض الصالحين " فإنَّه كتاب مبارك ، كتاب منهج ، سلفي محض . واستأنس بشرحه " نزهة المتقين شرح رياض الصالحين " في مجلدين لمجموعة من العلماء ، ولشيخنا ابن عثيمين شرح حديث عليه فاقتنه . ثمَّ : " الترغيب والترهيب " للمنذري ، وقد خرج تحقيق الشيخ الألباني لجزء منه . ثمَّ : عليك بالكتب الستة : قال بعض شيوخنا : لا يجاوز طال العلم الخامسة والعشرين إلا وقد أتى على الكتب الستة قراءة وفهمًا ، فعليك بـ : صحيح البخاري مع شرحه الماتع " فتح الباري " . صحيح مسلم مع شرح الإمام النووي له . جامع الترمذي وشرحه " تحفة الأحوذي " للمباركفوري . سنن أبي داود وشرحه " عون المعبود " لشمس الدين آبادي . سنن النسائي وشرح السيوطي عليه . وسنن ابن ماجه وشرح السيوطب عليه أيضًا . واستأنس في السنن الأربعة بجهود العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في تصحيحها وتضعيفها . ثمَّ تنتهي بمرحلة " المعاجم والمسانيد والمصنفات " كمعاجم الطبراني الثلاثة ، ومسند الإمام أحمد ، ومسند البزار ، ومسند أبي يعلى ، ومصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة . ولا يفوتك " الجامع الصغير وزياداته " للسيوطي ، مع تحقيق الشيخ الألباني في " صحيح الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع " فإنَّه كتاب لا يخلو منه بيت داعية ولا طالب علم فضلاً عن عالم ، ويمتاز بسهولة وقصر أحاديثه فيمكنك حفظ طائفة هائلة من " صحيح الجامع " تكوِّن حصيلة جيدة لك . والكتاب مرتب على حروف الهجاء ، وقد رتبه الأخ / عوني نعيم الشريف على الموضوعات ، وخرج في أربعة مجلدات باسم " ترتيب احاديث الجامع الصغير وزياداته " . • مصطلح الحديث ابدأ بـ : تيسير مصطلح الحديث محمود الطحان . واحفظ : البيقونية ، واقتنِ شرح الشيخ ابن عثيمين عليها . ثمَّ : نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر لابن حجر العسقلاني . ثمَّ : الباعث الحثيث لابن كثير ، أو قواعد التحديث للقاسمي . ثمَّ : متن التقريب للإمام النووي ، وشرحه الجامع " تدريب الراوي " للسيوطي . وأخيرًا : ألفية العراقي . وشرحه " فتح المغيث " للسخاوي . وإن شئت ألفية السيوطي فلا بأس . وفي علوم الحديث بشكل عام اقتنِ " مباحث في علوم الحديث " للشيخ/ مناع القطان . تنبيه لا بأس أن تتدرب على تخريج الأحاديث بالطريقة المثلى ، بتتبع الطرق والحكم على الأسانيد ، فقط على سبيل الدربة ، ففيها فوائد عظيمة تمكنك من الاحتكاك بكتب السنة ومعرفة مناهجها . ولا شك أنَّك ستحتاج في بحثك عن معرفة أصول هذا الفن ، فاقتنِ : أصول التخريج محمود الطحان . التأصيل بكر أبو زيد ( خرج منه مجلد واحد فقط ) . ثالثًا : علم التوحيد أو العقيدة . ابدأ بـ : وأرشح لك ـ أيها المتفقه ـ بعض الكتب التي تدلك على العقيدة الصحيحة السلفية " عقيدة أهل السنة والجماعة." ابدأ بـ : 200 سؤال وجواب في العقيدة . ثمَّ : رسالة " العقيدة الصحيحة " للشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ ثم َّ : شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس . وللشيخ ابن عثيمين مجموعة في (33 شريطًا ) في شرح الوسطية فاقتنه مع الكتاب . ثمَّ : احفظ " كتاب التوحيد " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وشروحه كـ " فتح المجيد " ، " وتيسير العزيز الحميد " ثمَّ : معارج القبول للحافظ أحمد حكمي . ثمَّ : شرح العقيدة الطحاوية. لأبى العز الحنفي. إلى أن تنتهي بكتب سلفنا الرائعة مثل : السنة . لابن أبي عاصم . الإبانة . لابن بطة . شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي. وفي بعض المباحث المهمة : في الولاء والبراء : اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية . في الاسماء والصفات القواعد المثلى في الاسماء الحسنى للشيخ ابن عثيمين . العذر بالجهل للشيخ / أحمد فريد . القضاء والقدر شفاء العليل لابن قيم الجوزية . مسألة العلو اجتماع الجيوش الإسلامية لابن قيم الجوزية ، وكتاب " العلو للعلى الغفار " للحافظ الذهبي ، مع مختصره للشيخ الألباني . وبالجملة ليكن لك من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمتنا منهلاً عذبًا ليصفو اعتقادك وفق عقيدة السلف الصالح . رابعًا : الفقه . تقدم معك رأينا في مسألة تعلم الفقه ، ولذلك فالاختيار أن يبدأ بمتن من المتون الفقهية على مذهب من المذاهب الأربعة المعتبرة فابدأ بـ : ففي الفقه الحنفي : " مختصر القدوري " المسمى بـ " الكتاب " مع شرحه " اللباب في شرح الكتاب " للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني . ثمَّ " بداية المبتدي " وشرحه " الهداية شرح بداية المبتدي " للمرغيناني ، وشرحها " العناية " للبابرتي . ثمَّ " بدائع الصنائع " للكاساني . وينتهي بموسوعة الفقه الحنفي " المبسوط " للسرخسي ، و" حاشية ابن عابدين " المسماه بـ " حاشية رد المحتار على الدر المختار " وفي الفقه الشافعي : " متن أبي شجاع " أو يحفظ " متن المهذب " للشيرازي . ثم عليه ب " الروضة " ، و " منهاج الطالبين" للإمام النووى –رحمه الله- . فأما " الروضة" ، فهو مختصرُ من كتاب " فتح العزيز شرح الوجيز" للرافعىِّ . وأمَّا " المنهاج " ، فإنه من الكتب المعتمدة عند المتأخرين من فقهاء الشافعية وهو مختصر لكتاب " المحرر " للرافعى كذلك . ثم عليه ب " المجموع شرح المهذب " للإمام النووى أيضاً وهو أصلُ عظيمُ فى المذهب كله. قال النووى –رحمه الله- : ............. وفي الفقه المالكي : " رسالة ابن أبي زيد القيرواني " المسماه بـ ( باكورة السعد ) أو ( مختصر خليل ) . ثم عليه ب : " مواهب الجليل شرح مختصر الخليل " للحطَّاب، وهو من أشهر شروح "مختصر الخليل" . ثم عليه ب : " الشرح الكبير على مختصر الخليل " لأحمد بن محمد بن محمد بن احمد العدوى المالكى الشهير بالدردير ( ت 1201 ه ) ، وهو من الشروح المعتمدة فى المذهب. ثم " حاشية الدسوقى على الشرح الكبير" لابن عرفة الدسوقى ( ت 1230 ه ) . ومن الكتب الحديثة : " مواهب الجليل من أدلة الخليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطى –وهو ابن عام صاحب " أضواء البيان" ، وطبعته إدارة إحياء التراث الإسلامى بقطر . وفي الفقه الحنبلي : متن " عمدة الأحكام " لابن قدامة المقدسي ، وشرحه " العدة " ثمَّ " المقنع " لابن قدامة وشرحه " الروض المربع " . ثمَّ " الكافي " لابن قدامة أيضًا . وينتهي بـ " المغني " لابن قدامة ، الذي يعد مرجعًا مهم في الفقه المقارن ، وأنت ترى أنَّه في آخر الطريق ، وللأسف الشديد يبدأ به الكثيرون . لا بأس في مرحلة متقدمة من الاستئناس بـ " فقه السنة " للشيخ / سيد سابق ، مع تعليقات الشيخ / الألباني في " تمام المنة " " سبل السلام " للصنعاني . وعلى طالب الفقه المتقدم متابعة المجلات الفقهية المتخصصة ، وإصدارات المجامع الفقهية العالمية ، كالمجمع الفقهي بمكة ، وفتاوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية ، وفتاوى دار الإفتاء المصرية ، والقراءة في الأبحاث العصرية للاطلاع على رأي فقهاء العصر فيما يجد . خامسًا : أصول الفقه . 1) لا يتعلم الأصول إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في الفقه ليتصور طالب العلم الفروع الفقهية في البداية ، ثمَّ يتعلم كيفية تأصيل الأصول ، وتخريج الفروع من الأصول . 2) قد يحتاج طالب العلم إلى دراسة منطقية أو كلامية ليحسن التعامل مع كتب الأصول التي استقت من المنطق والكلام ، فلا ينبغي أن يتعدى طالب العلم ذلك بمعنى ألا يستفيض في دراسة هذه العلوم التي كرهها سلفنا وحذروا منها كما تدري ، وبحمد الله ثمَّ جهود مباركة في تخليص علم أصول الفقه من الكلاميات ، والتركيز على جانب الثمثيل من النصوص الشرعية . كيف تطلب علم الأصول ؟ ابدأ بـ : " أصول الفقه " لعبد الوهاب خلاف أو لأبي زهرة ، أو لأحمد إبراهيم ، ثمَّ للخضري . ثمَّ : " أصول الفقه " لأبي النور زهير . ثمَّ : " معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة " لمحمد حسين الجيزاني . والحنفي المذهب : عليه بحاشية " التلويح على التوضيح " للتفتازاني . " والتقرير والتحبير " للكمال بن الهمام . ومن عداه عليه بـ : " نهاية السول " للإسنوي الشافعي ، " وجمع الجوامع " لتاج الدين السبكي . وتنتهي عند أفضل ما ألِّف في الأصول ومقاصد الشريعة " كتاب الموافقات " للإمام الشاطبي . وفي قضية مقاصد الشريعة لا بأس بكتاب " مقاصد الشريعة " للطاهر بن عاشور أو لعلال الفاسي. ومن هذا الباب كتاب " مقاصد المكلفين " للدكتور/ عمر الأشقر . وهو بحثُ مفيدُ ماتعُ عليك به، ولو أن تسطره بيدك لكان أولى. سادسًا : علوم اللغة . 1) علوم اللغة متشعبة ، والمجتهد في اللغة مجتهد في الشرع كما قال الشاطبي . 2) إنَّما سقمت الأفهام يوم صرنا أعاجم فلا تقل : علوم لغة ، وعلوم شرع ، فعلوم اللغة جزء خطير من علوم الشريعة ، فعليها مدار ضبط الأفهام فتنبه . في علم النحو : ابدأ بـ : " الأجرومية " فاحفظها ، واستأنس بشرح " التحفة السنية " عليها للشيخ / محمد محيي الدين عبد الحميد . ثمَّ : " قطر الندى " لابن هشام . ثمَّ : " شذور الذهب " له أيضًا . وفي المرحلة الثانية ابدأ بـ : حفظ الألفية وتدرج مع شروحها . شرح ابن عقيل ، ثمَ شرح الأشموني ، ثمَّ حاشية الصبان وفي المرحلة الثالثة عليك بـ " مغني اللبيب " لابن هشام ، و " المفصل " لابن يعيش ، وأخيرًا " الكتاب " لسيبويه . في علم الصرف ابدأ بـ " شذا العرف في علم الصرف " ثمَّ " لامية الأفعال " ، وكثير ممَّا مرَّ ذكره من الكتب النحوية تحوي مباحث علم الصرف المختلفة . في علم البلاغة ابدأ بـ " البلاغة الواضحة " لعلي الجارم ثمَّ " مقدمة تفسير ابن النقيب " تحقيق د/ زكريا سعيد علي . ثمَّ " أسرار البلاغة " و " دلائل الإعجاز " كلاهما لعبد القاهر الجرجاني بتحقيق الشيخ /محمود محمد شاكر . في غريب الكتاب والسنة . المفردات في غريب القرآن الراغب الأصفهاني . النهاية في غريب الأثر لابن الأثير في المعاجم اقتنِ " مختار الصحاح " لا يفارقك جيبك . ثمَّ ابدأ في التعامل مع المعاجم المختلفة بأنواعها : كالوسيط والوجيز ، ولسان العرب لابن منظور ، والبحر المحيط للفيروز آبادي . في الأدب ابدأ بـ " حفظ المعلقات السبع " لتكوِّن حصيلة لغوية جيدة . اقرأ في " خزانة الأدب " للبغدادي ، " صبح الأعشى " للقلقشندي ، ودواوين أبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي العتاهية وغيرهم من الشعراء ، تجنب الرديء المخالف ، والتمس من أشعار الحكمة ما ينفعك . أيها المتفقه .. قد آذن الركب بالرحيل ، وقد بلغت جهدي في نصحك ، فهلا شمرت عن ساعد الجد ،عساك أبصرت السبيل ، وقد بقى اليسير من العمل ، كي نبلغ فيك الأمل ، فبالله لا تركن فأمتك مقهورة ، والأيدي مقطوعة ، والآمال عليك معقودة. أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما يعلمنا ، وأن يزيدنا علمًا . ------------------ [1] ممَّا يحرم تعلمه السحر والموسيقى ، وكذلك الفلسفة في قطر لم تفشُ فيه ، فإنْ فشت تعلمها المضطر لاستدفاع ضررها عن الناس ، وبيان خطرها ، ورد قالة السوء ، ومنها تعلم القوانين الوضعية للحكم بغير ما أنزل الله ، والقاعدة شهيرة : الوسائل تأخذ حكم المقاصد ، فكل ما أدى إلى حرام فهو حرام ، كمن يتعلم صناعة الخمور أو السجائر ، أو المعاملات الربوية الخبيثة في البنوك وشركات التأمين ، فكل ذلك حرام تعلمه فضلاً عن العمل به . [2] طُبع بمكتبة محمد علي صبيح وأولاده بالأزهر الشريف . |
من أين نبدأ ؟)
omar star- وسام الرقابة
- الجنس :
الابراج :
عدد الرسائل : 404
تاريخ الميلاد : 01/10/1995
العمر : 29
المزاج : متفائل
نقاط : 784
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
- مساهمة رقم 1