بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فإن الفتن والبلاياء لم تكن خاصة بأُمة دون أمة بل هي عامة شملت الأولين والأخرين والصالحين وغير الصالحين
وتختلف كل فتنة عن غيرها من حيث قوة التأثير أو التغيير في المفتون
فقد يسقط المفتون في وحلها ويهلك مع الهالكين في الدنيا والآخرة وقد ينجو بفضل الله ثم اتخاذه سبل الوقاية منها
فمن اسباب الوقاية من الفتن :
تدبر القرآن العظيم والعمل به
فالقرآن من اعظم اسباب الوقاية من الفتن ومن أقوى الثبات على الدين لما تشتمل عليه آياتُه من ترغيب وترهيب ووعد ووعيد وانباء السابقين واحوالهم وكيفية نجاتهم من الفتن
قال الله تعالى ( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) ﴿١٢٠﴾
فسماع القرآن مع التدبر والتطبيق يزيد الإيمان واذا زاد الإيمان جاء التوكل والرضاء بأقدارالله تعالى والتسليم بها
كما قال الله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
[الأنفال:2]
)
وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حفظ اوائل سورة الكهف تعصم من فتنة المسيح الدجال
من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من " فتنة " الدجال
الراوي:أبو الدرداءالمحدث:الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم:582
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفة اوامرالله تعالى
فمن يخالف اوامر الله تعالى فإنه يخشى عليه من الفتنة او العذاب
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
)سورة الأنفال ايه24"25
وقال الله تعالى ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور:الآية63
كثرة ذكر الله عز وجل على كل حال
فإن المداومة على ذكر الله تعالى تقوي القلب وهو عمق الطمانينة ومصدرها عند الشدائد قال الله تعالى ( الا بذكر الله تطمئن القلوب )
فاالله جل وعز يأمرعباده المؤمنين وهم في مواجهة الكفار في سبيل الله بأن يكثروا من ذكر الله تعالى قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)سورة الانفال45
اذاً فاالمسلم احوج الى ذكر الله تعالى في حال الرخاء ليستعين به بعد الله على مواجهة الفتن والنجاة منها في وقت الشدة
قال صلى الله عليه وسلم ( تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )
الراوي:عبدالله بن عباس المحدث:ابن تيمية - المصدر:التوسل والوسيلة- الصفحة أو الرقم:52
خلاصة حكم المحدث:معروف مشهور
كثرة العبادات وخصوصا النوافل
كما جاء في الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : لايزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سالني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )
الراوي:أبو
هريرةالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:6502خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
فالذي يتقرب الى الله بالنوافل زيادة على العبادات المفروضة لاشك أنه سيحضى بالإجابة وسيعيذه الله من كل فتنة كما وعد سبحانه وتعالى
سؤال الله تعالى النجاة منها قبل وقوعها والاستعاذة به سبحانه وتعالى منها
كما كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتن كثيرة فيقول
( اللهم اني اعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن شر فتنة الغنى ومن فتنة الفقر )
وكان صلى الله عليه وسلم يسأل الله الشوق الى لقائه من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة )
الراوي:أنس بن مالك المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2706
خلاصة حكم المحدث:صحيح
البعد عن مواطنها والفرار منها اذا وقعت
قال صلى الله عليه وسلم ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ او معاذا فليعذ به )
الراوي:أبو هريرةالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2886
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم ( يوشك ان يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )
الراوي:أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر:صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم:3230
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ منه )
الراوي:عمران بن حصين المحدث:الألباني - المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- الصفحة أو الرقم:5418
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح
فهذه السبل الوقائية تكاد تكون نافعة لجميع الفتن فلنلزمها خصوصا ونحن في آخر الزمان الملئ بالفتن نسأل الله السلامة و العصمة منها
فنعوذ بالله من كل فتنة في الدنيا والآخرة صغيرة كانت او كبيرة ظاهرة كانت او باطنة
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين )
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد