وطن نظيف وبيئـة جميلة
بقلم :
د/عـلـى مهـــران هشـــام
-------------------------------------------------------------
يقصد بالبيئة الظروف الطبيعية والاجتماعية
والاقتصادية والتكنولوجية التي نعيش فيها ، فالأرض والجو والماء عناصر
أساسية
تشكل البيئة. ولكي نعيش حياة سعيدة وهانئة لا بد أن نحافظ على
بيئتنا
ونبقيها نظيفة ولا بد أن نزرع الأشجار والنباتات
ونعتني بها ولا نقطفها أو ندمرها ولا بد أن نبقي شواطئنا نظيفة ولا
نجعلها مملوءة بالمخلفات وبقايا الأطعمة والملوثات
. لا بد أيضا أن نستنشق هواءا نظيفا خاليا مما تنتجه عوادم
السيارات
ومداخن المصانع والمسابك والحرائق، ويجب علينا أن نبذل أقصى جهدنا لمحاربة ما يلوث بيئتنا التي نعيش
فيها لتوفير حياة آمنة مريحة نظيفة وجميلة
.
لا شك أن السلوك الجيد والرشيد هو عنوان التقدم والحضارة, . ويقاس تقدم الأمم بقدر ما يتحلى
به أبناؤها من الأخلاق الحميدة والقيم والفضائل الكريمة
والتعاون الحميد وإنكار الذات والإنسانية والانتماء
للوطن بالعمل الجيد وحفظ موارده ومكوناته
كما أن نظافة الميادين والشوارع والحدائق وجعل نظافتها سلوكا طبيعيا
يمثل مؤشرا ومقياسا فعليا على احترام حقوق الإنسان وحضارة الأمة . النظافة
هي سلوك مكتسب نتعلمه نتيجة للتربية والتعليم والمعرفة التي ننشأ ونتربى عليها.
وبما أن النظافة نتعلمها ونكتسبها من
التربية فإذا تم تطبيقها فإنها تبين مدى جمال وحضارة المظهر الطبيعي والبيئي للدولة،
ومن هنا يأتي دور التربية البيئية في تنمية سلوك النظافة. فالنظافة تعتبر سلوك من
السلوكيات التي يجب أن يتم التأكيد عليها للوصول إلى الرقي, وهذا السلوك يجب أن
نزرعه في عقل المجتمع بكافة أعماره وفئاته وطبقاته . الوصول للنظافة الكاملة شيء
صعب نوعاً ما ولكن بالمقابل عدم النظافة ينتج عنها مشاكل صحية وبيئية خطيرة
أحياناً لا يوجد لها حلول، فمثلاً عملية حرق النفايات داخل الحاويات عدا عن أنه
يسبب رائحة كريهة خاصة للأفراد التي يعانون من الحساسية المزمنة فإن عملية
الاحتراق مضرة أيضاً بتلويث الهواء وصفاء السماء إضافة إلى اتساع ثقب الأوزون وبالتالي
تدهور صحة البشر والشجر.
عموما, يمكن للإعلام أن يلعب دوراً كبيراً في
تنظيم سلوك المجتمع أو عاداته الضارة بالبيئة من خلال عرض برامج توعوية
وتثقيفية سواء عبر التلفزيون أو الإذاعة
أو وسائل الإعلام المكتوبة خاصة بهذه القضايا
البيئية ووضع الحلول لها مثل مشكلة
النفايات والتي تشوه الوجه الحضاري والجمالي للمدن المصرية كما يجب التطرق لموضوع النفايات الخطرة مثل
نفايات المستشفيات والتي يجب أن تتكاتف الجهود من جميع المؤسسات والجهات المجتمعية
لعلاجها. إن العمل الجماعي والتعاون بين الجميع له الأثر الكبير في حل
مشاكل النفايات والقمامة بصورها المختلفة والمعقدة وتوظيف العلم والتكنولوجيا الحديثة في جعلها
موارد خام جديدة للتنمية ( منتجات صناعية كالورق والبلاستيك والزجاج والأثاث المنزلي
) إضافة إلى حماية الصحة العامة . النظافة
يجب أن تكون هدفا مستمرا يسعى إليه كافة
أفراد المجتمع, كتنظيم برامج للنظافة
واضحة مثل إقامة حملات تطوعية وذلك
بالتعاون مع البلديات والمؤسسات المحلية الأخرى أو المدارس والمساجد والكنائس ومؤسسات المجتمع المدني .
الإعلام البيئي
المتخصص ( مثل هذا الباب : عالم
البيئة ) من خلال طرحه
للقضايا البيئية الملحة يركز
ويوجه الجمهور ومتخذى القرار حول هذا الموضوعات المجتمعية العاجلة والآجلة ويلفت
نظر الجميع لهذه القضايا . والإعلام
كالمدرسة يحتاج إلى خطة وبرامج
لتصبح الرسالة مفيدة وموجهة وقابلة للتطبيق حتى تخدم الهدف
الذي وضعت
من أجله. على كل حال, المقصود بالنظافة لا
يشمل فقط نظافة الجسد أو نظافة الملبس،
أو نظافة
المسكن ومكان المعيشة ، ولا حتى نظافة
وجمال الشكل الظاهري وحده ، ولكنه يمتد ليشمل المكان بفضائه الواسع والإنسان
بروحه وعقله وقلبه وأيضا الكائنات والموجودات حتى نشاهد مجتمعا أخضرا
هادئا جميلا في الشكل والمضمون .
لقد أولت الأمم المتحدة قضية النظافة اهتماما كبيرا وخصصت الخامس عشر من شهر سبتمبر من كل عام
كيوم عالمي للنظافة حتى نجعل من كوكب الأرض مجالا معيشيا أمنا وجميلا لحياة البشر.
إننا في
مصـــر العظيمة , مصر ثورة 25 يناير السلمية , مصـــر ما بعد
الجمهورية الثانية وبعد أن عاش المصريون أجواء الحرية واستنشقوا هواء الكرامة
والديمقراطية , إننا نتطلع إلى ما وعد به
الرئيس الدكتور محمد مرسى والمنتخب بإرادة حرة ونزيهة , أن تكون النظافة ومشكلة القمامة
أحد أولوياته الخمسة العاجلة لمعالجتها
( النظافة
, المرور , رغيف العيش , الطاقة والبنزين والغاز والسولار والأمن )
في المائة يوم الأولى لتوليه القيادة خادما للشعب وليس سيدا عليهم كما كان
العهد في مصر لأكثر من سبعة آلاف سنة ؟!! . ولكن الأمر لا يعنى رئيس الأمة المصرية
وحده , فالمسؤولية مشتركة , بل يلزم على جميع المواطنين والمؤسسات والهيئات العامة
والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني أن تتكاتف وتعمل بجد وإخلاص وصدق وتفانى في حب مصر
وشهداء ثورتها الشرفاء الطاهرين , حتى نحقق مجتمعنا الحضاري والذي نفخر به بين الأمم.
إن النظافة
والنظام
والقانون سمة من سمات التحضر والرقي والسلام الإنساني ، وقد حث الإسلام على الطهر والتطهر
وأمرنا بالنظافة وصدق الله العظيم:
( إن الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين) " سورة البقرة : "الآية 222"
والله
المستعـان ,,,,
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]/drmahran2020