[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ففي دراسة للباحثة النفسية أهاريت ماكميلان أن الإساءة اللفظية والشتائم
تؤثر في الأطفال أكثر بكثير من الإهانة بالضرب. فقد أجرت الباحثة دراسة في
جامعة مكماستر الكندية حول الموضوع. فالإهانة اللفظية تشعر الطفل بأنه
منبوذ ومضطهد ومصدر إزعاج ويستحق الإهانة، ولا تتحدث الباحثة عن الغضب
العادي أو الذي يحدث نتيجة الأخطاء المتكررة من الطفل، لكنها تتحدث عن
الإهانات القوية واليومية التي يعمد إليها بعض الآباء المرضى بالسلطة
والتسلط على أطفالهم، ولا يدرون أنهم حتى ولو لم يضربو أبناءهم فإنهم
يفعلون ما هو أسوأ.
إن أول ما يفقده الأبناء بسبب الشتائم والسباب والصراخ هو الثقة بأنفسهم و
القدرة على التعرف على مهاراتهم، ويجدون صعوبة في التكيف مع المحيط. أجل
إلى هذا الحد تصل الأمور أحيانا بحسب الطبيب النفسي محمد أبو زيد.
ومن العبارات التي تحطم شخصية الطفل “أنا خجلة منك” أو “أنت غبي لا تفهم”
“ألا تستطيع أن تفعل أي شيء صح” أو وصفهم بصفات تتعلق بجسدهم مثل “يادبة”
أو غيرها. أنت تقولين هذه العبارات في لحظات غضب، وطفلك يأخذها من فمك
ويبني بها جدارا حول نفسه وتصبح هي صورته عن ذاته وقدراته.
وقد أظهرت إحدى الدراسات التربوية أن سلوك طفلك العنيف مع أقرانه قد يكون
نتيجة للعنف اللفظي الذي يتعرض له في البيت، منك من والده من أعمامه من
شقيقه الكبير..إلخ.
وفي حالات مشابهة، تتعرض الفتيات بشكل خاص لألفاظ مهينة وجارحة، وهي ألفاظ
تشير إلى السلوك المشين عادة وتربط بين المرأة وقلة الشرف. وهناك حالات
كثيرة في مجتمعاتنا للأسف من المراهقات اللواتي يلقين الكثير من هذا
التعنيف اللفظي بصمت.
نصيحة الأخيرة لك: وأنت تربين طفلك ضعي في اعتبارك حاجته لتقدير ذاته وأن
يمتلك الثقة بنفسه والشجاعة، حاولي أن تبعديه عن الإحباط بكلماتك الجميلة.
إن علاقتنا بأمهاتنا هي أقوى علاقات حياتنا وذكرياتنا المؤلمة معهن هي
الأشد وقعا في أنفسنا. وكثير منا من يبكي على ذكرى قديمة غضبت فيها والدته
عليه وكأنها حدثت بالأمس.