بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبناالمصطفي الصادق الأمين
اخوتى في الله ما زالت تتوالى هجمات أعداء الإسلام في محاربته، وتسلك السُّبل للقضاء عليه بأي وسيلة كانت، حتى وصل الأمر بهم إلى الاستهزاء والسخرية بالرحمة المهداة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ليعطوا تصوُّراً سيئاً ومغلوطاً لأتباعهم وشعوبهم النصرانية عن نبي هذا الدين العظيم، وأن هذا الدين لا يستحق الاهتمام والاتباع له كحال نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهدفهم الطعن في نبوته،، وإسقاط دعوته، وصد الناس عن الإسلام.
وما ذلك إلا لأن الدين الإسلامي ينتشر انتشاراً سريعاً، ويتوالى الناس في اعتناقه، في بلدانهم بينما النصارى عقدهم في انفراط، وتنازل عنه كبارهم قبل عامتهم، وسبب هذا الانفراط هو التحرُّر من دينهم لمّا رأوه مصادماً للعقل والفطرة، ورأوا أهله تسلطوا به على حياتهم، فحاربوه وحاربوهم، وحولوا الحياة عندهم إلى الاتجاه المعاكس؛ ولم يهتدوا إلى الإسلام، إذ لم يراعوا في تحوّلهم هذا أن الله خلق الإنسان مركباً من جسدٍ وروحٍ مشتركين لا يستغني أحدهما عن الآخر فغذاء الروح العبادة، وغذاء الجسد الطعام، فالعبادة للخالق وهو الله. قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) {الذاريات: 56، 57}.
لذلك فإن اتباع هذا التحول -ومن يُرَيده - هم الذين يكرهون الدِّين، يسيئوّون لرَسْولَ الله -صلوات الله وسلامه عليه- يريدونها عبادةً للشهوات والأهواء، وإبعادا للناس عن ربهم ودينهم.
فوجب على كل مسلم ومسلمة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين.