بسم الله الرحمن الرحيم
سيدنا محمد الرحمه المهداه
منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله، وموقف أهل الكتاب منه:
لم يخلق اللهُ الخلقَ عبثاً، ولم يُنزِّل الشرائع على الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ليلقوها إلى الناس تسليةً، إنما خلق اللهُ الخلقَ ليعبدوه وحده لا شريك له، ويتبعوا رُسُلَه ويعظموهم، فهم طريقهم ودليلهم للنجاة والهدى.
ولذلك لمّا خلق الله آدم استخرج ذريته من ظهره وأخذ عليهم الميثاق كما قال تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على" أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" شهدنا) {الأعراف: 172}.
وأخذ الله -عزَّ وجلَّ- الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا به وينصروه، قال -عزَّ وجلَّ-: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على" ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ){آل عمران: 81}.
فما كان من أهل الكتاب إلاَّ أن كتموا ذلك وأخفوه؛ حتى لا يصدق الناس بالكتاب المصدِّق لما معهم، فقال الله عنهم: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ){البقرة: 89}.
ورسولُ الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم شرَّفه الله بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن دينه خاتم وناسخ لما قبله من الشرائع، وكتابه (القرآن) ناسخ لما قبله من الكتب والألواح.
فَضْلُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على العالمين عامة، وعلى أمته خاصة:
كرَّم الله الخَلْقَ بهذا النبيِّ الأميِّ محمد -صلوات الله وسلامه عليه- فكان رحمة للعالمين، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.
فَضْلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم على (أهل الكتاب):
فقد كان رحمة، لأنه جاهد أهل الكتاب وغيرهم لإنقاذهم وإقامة العدل فيهم، لا لاستعبادهم، بعثه الله لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.
وبُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم ليُحِلَ لهم ما كانوا حرَّموه على أنفسهم من الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث مما هو خبيث ضار في البدن ومنافٍ للدين، وجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتيسير والسماحة ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.
قال تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) {الأعراف: 157}.
وما عرف أهلُ الكتاب الحضارة العلمية إلا من حضارة الإسلام، إذ كانوا قبله في تخلُّف