بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، و قلب أغلف فذلك قلب الكافر ،
و قلب منكوس فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر و أبصر ثم عمي،
و قلب تمده مادتان مادة إيمان و مادة نفاق و هو للغالب عليه منهما"
اعلم أن القلوب محط نظر الرب و عليها و على أعمالها الحساب و العقاب
وهذه القلوب هي سبب مضاعفة الأجور.
و من أشد ما يصيب القلب القسوة التي تجد أن البعض لا يشعر بها، فيكون قاسي القلب و لا يشعر بذلك..
و لكن ما هي قسوة القلب..
قسوة القلب هي حال تمر على القلوب بسبب الأمن، والغفلة، وحبّ الدنيا فيمرض القلب، ويبطؤ سيره إلى الآخرة!
و لقسوة القلب علامات و أعراض..كيف أعرف إن قلبي قاسي..
1-عدم التأثر بالمواعظ، ولا بتربية الله -مع فهمه لها، وربما مع ذكره لها-!
وهذا ما نجده اليوم.. كثرة كلام عن أن ما أصابنا وما حلّ بديارنا
وقريب منّا إنما هو بذنوبنا،
لكن انظر إلى أثر هذا على الشخص، تجده كما هو! لم يحرّك ساكنًا في الإقلاع عن ذنوبه،
وفي العناية بوقته، وفي ترك الإلتهاء بالدنيا، وفي ترك الجري وراءها! فترى أن هذا ما هو إلا علامة على قسوة القلب.
2- عدم استثمار مواسم الطاعة و فرص القربى
لا يجد في قلبه فرحا بها و لا شوقاً لطاعة الله فيها، لا يُقدرها و لا يشعر بقيمتها
ولا يتحرك شوقاً للانتفاع بها فتراه يعاملها كما يعامل بقية الأيام
فمثلاً لا يجد في قلبه قيمة لكلمة
" صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"
الراوي: أبو قتاده
نعم هو يشعر أنه يوم مهم و يصومه مع الصائمين،
لكن لا يوجد في قلبه حركة خوف من ذنبه، تلحقها حركة توبة،
تلحقها حركة فرح أن صيام هذا اليوم سيأتي على ذنوبه فيمحوها.
3- جمود العين في حال قراءة القرآن و ذكر الله و يلحق هذا ما تراه من عدم الخشوع في الصلاة
و استمرار عدم الخشوع فليس المقصود التقلب بين حال و حال
ولكنه دائما لا يجد قلبه يبقى زمنا- أسبوع أو أسبوعين -
لا يجد قلبه فهذا دليل على أن القسوة بدأت تدب في القلب.
4- الاستهانة بالذنوب و الجراءة على معصية الله..
خصوصاً و أنت تعلم عظم الذنب فترى نفسك تكاسلت عن المجاهدة
و اتبعت هواك..
فمثلاً ترى المرأة تسمع حديث أنها إذا تعطرت و خرجت تصبح زانية
"أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية "
[size=16]الراوي: أبو موسى الأشعري [/size]
و قلب منكوس فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر و أبصر ثم عمي،
و قلب تمده مادتان مادة إيمان و مادة نفاق و هو للغالب عليه منهما"
اعلم أن القلوب محط نظر الرب و عليها و على أعمالها الحساب و العقاب
وهذه القلوب هي سبب مضاعفة الأجور.
و من أشد ما يصيب القلب القسوة التي تجد أن البعض لا يشعر بها، فيكون قاسي القلب و لا يشعر بذلك..
و لكن ما هي قسوة القلب..
قسوة القلب هي حال تمر على القلوب بسبب الأمن، والغفلة، وحبّ الدنيا فيمرض القلب، ويبطؤ سيره إلى الآخرة!
و لقسوة القلب علامات و أعراض..كيف أعرف إن قلبي قاسي..
1-عدم التأثر بالمواعظ، ولا بتربية الله -مع فهمه لها، وربما مع ذكره لها-!
وهذا ما نجده اليوم.. كثرة كلام عن أن ما أصابنا وما حلّ بديارنا
وقريب منّا إنما هو بذنوبنا،
لكن انظر إلى أثر هذا على الشخص، تجده كما هو! لم يحرّك ساكنًا في الإقلاع عن ذنوبه،
وفي العناية بوقته، وفي ترك الإلتهاء بالدنيا، وفي ترك الجري وراءها! فترى أن هذا ما هو إلا علامة على قسوة القلب.
2- عدم استثمار مواسم الطاعة و فرص القربى
لا يجد في قلبه فرحا بها و لا شوقاً لطاعة الله فيها، لا يُقدرها و لا يشعر بقيمتها
ولا يتحرك شوقاً للانتفاع بها فتراه يعاملها كما يعامل بقية الأيام
فمثلاً لا يجد في قلبه قيمة لكلمة
" صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"
الراوي: أبو قتاده
نعم هو يشعر أنه يوم مهم و يصومه مع الصائمين،
لكن لا يوجد في قلبه حركة خوف من ذنبه، تلحقها حركة توبة،
تلحقها حركة فرح أن صيام هذا اليوم سيأتي على ذنوبه فيمحوها.
3- جمود العين في حال قراءة القرآن و ذكر الله و يلحق هذا ما تراه من عدم الخشوع في الصلاة
و استمرار عدم الخشوع فليس المقصود التقلب بين حال و حال
ولكنه دائما لا يجد قلبه يبقى زمنا- أسبوع أو أسبوعين -
لا يجد قلبه فهذا دليل على أن القسوة بدأت تدب في القلب.
4- الاستهانة بالذنوب و الجراءة على معصية الله..
خصوصاً و أنت تعلم عظم الذنب فترى نفسك تكاسلت عن المجاهدة
و اتبعت هواك..
فمثلاً ترى المرأة تسمع حديث أنها إذا تعطرت و خرجت تصبح زانية
"أيما امرأة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية "
[size=16]الراوي: أبو موسى الأشعري [/size]
تجدها لا تكترث و لا تبالي..فالقوب القاسية تتجرأ على معصية الله
مع علمها أن هذه معصية.
مع علمها أن هذه معصية.
5- و أخيراً انتزاع الرحمة من القلب
فتجده لا يعطف على الفقراء و لا يرحم الصغار و لا يحب الخير للناس..يتعامل مع الناس بدون قلب..قلبه مات.
و يأتي السؤال الآن..لماذا تقسو القلوب.. أسباب قسوة القلب
1- الإهتمام بالدنيا و الركون إليها
يقسو القلب إذا فُتح باب الدنيا عليه، و الرغبة فيها و التعلق بها.
إذا طال أمله ضعف عمله.
2- مصاحبة أهل القلوب القاسية و أهل الدنيا المشتغلين بها
فهؤلاء يزينون لك الدنيا و يحببونها لك.
3- الإعراض عن العلم الشرعي و بالذات عن تدبر القرآن
فترى القلوب تقسو كلما بعدت عن العلم، وتلين كلما اقتربت منه،
لا بد من الإقبال على العلم وبالذات فهم كلام الله وكلام رسوله،
لكن ليس أي إقبال، كن جادًّا صادقًا، تنزل هذا العلم على قلبك قبل أن يكون على سمعك، اعلم أنك المخاطب.
4- كثرة الخُلطة..حتى بين طلبة العلم..
كثرة الخلطة فيها كثرة الكلام بغير ذكر الله و فيها إضاعة الوقت بدون فائدة
و تؤدي إلى إنشغال المرء بالناس عن نفسه لأنه يلاحظ أفعالهم
فلابد لكل شخص زمن يخلو فيه مع ربه و في هذا الزمن ينتفع بالتدبر
و التأمل و ينقطع عن ملاحظة الناس.
5- نسيان الدار الآخرة و الموت و القبر.
6- وأخيرا عدم الاهتمام بالدعاء
و خاصة دعاء النبي صلى الله عليه و سلم
يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك
" إن أكثر دعاء رسول الله يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
[size=16]الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية [/size]
و أخيرا ما هي طرق علاج قسوة القلب؟..
أهمه و أعظمه على الإطلاق: تدبر القرآن.
أولاً: كلما تدبرت القرآن، تعلّمت عن أسماء الله -عزّ وجلّ- وصفاته،
فالرقة تأتي بعد معرفة الرب
وثانيا :ستتعلم أمثال القرآن التي هي بمثابة السُرُج - سرج القرآن -
بمثابة السراج فيزداد قلبك رقة كلما تعلمت معاني الأمثال التي ضربها الله، وكان أثرها على الذين آمنوا أنهم ازدادوا إيمانًا,
إذن فاعتن بأن تكون صاحب ورد في تفسيره، كما أنك صاحب ورد في قراءته.
ونأتي الآن لكلمة تدبُر.
فتجده لا يعطف على الفقراء و لا يرحم الصغار و لا يحب الخير للناس..يتعامل مع الناس بدون قلب..قلبه مات.
و يأتي السؤال الآن..لماذا تقسو القلوب.. أسباب قسوة القلب
1- الإهتمام بالدنيا و الركون إليها
يقسو القلب إذا فُتح باب الدنيا عليه، و الرغبة فيها و التعلق بها.
إذا طال أمله ضعف عمله.
2- مصاحبة أهل القلوب القاسية و أهل الدنيا المشتغلين بها
فهؤلاء يزينون لك الدنيا و يحببونها لك.
3- الإعراض عن العلم الشرعي و بالذات عن تدبر القرآن
فترى القلوب تقسو كلما بعدت عن العلم، وتلين كلما اقتربت منه،
لا بد من الإقبال على العلم وبالذات فهم كلام الله وكلام رسوله،
لكن ليس أي إقبال، كن جادًّا صادقًا، تنزل هذا العلم على قلبك قبل أن يكون على سمعك، اعلم أنك المخاطب.
4- كثرة الخُلطة..حتى بين طلبة العلم..
كثرة الخلطة فيها كثرة الكلام بغير ذكر الله و فيها إضاعة الوقت بدون فائدة
و تؤدي إلى إنشغال المرء بالناس عن نفسه لأنه يلاحظ أفعالهم
فلابد لكل شخص زمن يخلو فيه مع ربه و في هذا الزمن ينتفع بالتدبر
و التأمل و ينقطع عن ملاحظة الناس.
5- نسيان الدار الآخرة و الموت و القبر.
6- وأخيرا عدم الاهتمام بالدعاء
و خاصة دعاء النبي صلى الله عليه و سلم
يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك
" إن أكثر دعاء رسول الله يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
[size=16]الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية [/size]
و أخيرا ما هي طرق علاج قسوة القلب؟..
أهمه و أعظمه على الإطلاق: تدبر القرآن.
أولاً: كلما تدبرت القرآن، تعلّمت عن أسماء الله -عزّ وجلّ- وصفاته،
فالرقة تأتي بعد معرفة الرب
وثانيا :ستتعلم أمثال القرآن التي هي بمثابة السُرُج - سرج القرآن -
بمثابة السراج فيزداد قلبك رقة كلما تعلمت معاني الأمثال التي ضربها الله، وكان أثرها على الذين آمنوا أنهم ازدادوا إيمانًا,
إذن فاعتن بأن تكون صاحب ورد في تفسيره، كما أنك صاحب ورد في قراءته.
ونأتي الآن لكلمة تدبُر.
.
كلمة "تدبر" أتت من دبر الشئ أي آخره و نهايته،
فالمتدبر يقلب الأمر من أوله لآخره و من آخره لأوله،
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ص :29,
فالمتدبر يقلب الأمر من أوله لآخره و من آخره لأوله،
فأنت لا تتجاوز الآية إلا أن تُقلبها فتعرف ماذا يطلب منك الله
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ص :29,
فتقرأ الآية و تتدبرها فعندما تأتي في مواقف الشدة يذكرك الله بها..
فالعناية بالتدبر و طول التدبر و بذل الوقت في التدبر تورث التذكر في الوقت المناسب و من ثَم تكون عاملاً بكتاب الله،
و نضرب مثال على هذا أنك مثلا تتذكر
"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ" آل عمران :134 ,
يذكرك الله و يوفقك و يسددك لفعل هذا في الوقت الذي تحتاجه.
يذكرك الله و يوفقك و يسددك لفعل هذا في الوقت الذي تحتاجه.
فالقرآن يصنعك؛ أنت تُصنع بكلمات القرآن
"أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا" الشورى : 52,
فكما أن الروح تقع في البدن فتسبب الحياة أيضا كلمات القرآن هي روح تقع في قلبك فتُسبب الحياة..
فحياة قلبك على قدر حياة كلمات القرأن الحية في قلبك,
فمثلاً كلمة
" اتَّقِ اللَّـهَ " البقرة:206,
هذه الكلمة ميتة في نفوس الخلق فمعنى حياة الكلمة أني وقت ما أسمعها
أقول لك
"أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا" الشورى : 52,
فكما أن الروح تقع في البدن فتسبب الحياة أيضا كلمات القرآن هي روح تقع في قلبك فتُسبب الحياة..
فحياة قلبك على قدر حياة كلمات القرأن الحية في قلبك,
فمثلاً كلمة
" اتَّقِ اللَّـهَ " البقرة:206,
هذه الكلمة ميتة في نفوس الخلق فمعنى حياة الكلمة أني وقت ما أسمعها
وأول ما أذكرك بها تكون لها أثر عليك,
أقول لك
" اتَّقِ اللَّـهَ "
تتأثر بها و تُحرك قلبك مباشرة و تنقلك من حال إلى حال.
فالتدبر هو إحياء كلمات القرآن في القلوب فتتذكرها في الوقت المناسب فتنقلك من حال إلى حال فتنتفع بها.
فيا ربنا ارزقنا قلبًا حيًّا نكون فيه من الشاكرين،
وادفع عنّا أن نكون من الآيسن القانطين الكافرين بنعمائك،
نسأله سبحانه تعالى أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين التالين لكتابه،
اللهم آمين.
فيا ربنا ارزقنا قلبًا حيًّا نكون فيه من الشاكرين،
وادفع عنّا أن نكون من الآيسن القانطين الكافرين بنعمائك،
نسأله سبحانه تعالى أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين التالين لكتابه،
اللهم آمين.