مفهوم الوعي السياسي
ناجي الغزي - مفهوم الوعي السياسي
الوعي السياسي هو ادراك الفرد لواقع مجتمعه ومحيطه الاقليمي والدولي, ومعرفة طبيعة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحيط به, ومعرفة مشكلات العصر المختلفة, وكذلك معرفة القوى الفاعلة والمؤثرة في صناعة القراروطنياً وعالمياً. والوعي السياسي هو طريق الفرد لمعرفة حقوقه وواجباته في كل الانظمة الديمقراطية أوالشمولية. والمجتمعات التي تنوي التحول من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي بحاجة الى منظومة من المعارف السياسية التي تتضمن قيم وأتجاهات سياسية مختلفة, يستطيع من خلالها الفرد التعرف على الظروف والمشاكل التي تحيط به محليا و! عالمياً, ويحدد مكانه وموقفه منها والمساهمة في تغييرها أو تطويرها. ولذلك يحتاج الفرد الى رؤية سياسية واعية وشاملة بالظروف والازمات التي تعتري المجتمع, ليكون مدركاً لمسؤليته وناقداً للسلوكيات الخاطئة التي تمارس من قبل السلطات الحكومية
الوعي السياسي كعنصر أساس في بناء النظام السياسي الديمقراطي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دراسات | March 1, 2012
[rtl]يمثل الوعي بشكل عام الوعي السياسي بشكل خاص الركيزة الأساسية التي يبنى عليها النظام السياسي والاجتماعي، إذ أن إغفال موضوع الوعي في عملية بناء الدولة ستعني البناء على أسس من الرمال، إذ لن يصمد مثل هذا البناء أمام أي أزمة قد تمر بها الدولة أو المجتمع مهما كان حجم البناء السياسي أو العمراني، وهناك تجارب تاريخية عديدة يمكن إيرادها كأمثلة على هذه الحقيقة. هذه الفرضية نضعها كأساس لدراستنا عن أهمية الوعي السياسي في بناء الدولة والمجتمع وكيفية تعميقه ليكون أساسا صلبا للتجربة الديمقراطية.[/rtl]
[rtl]ستجيب الدراسة على مجموعة من الأسئلة من بينها:[/rtl]
[rtl]1ـ ماهو مفهوم الوعي السياسي؟[/rtl]
[rtl]2ـ من هو المسؤول عن إشاعة الوعي السياسي لدى الأفراد؟[/rtl]
[rtl]3ـ ماهو الرابط بين الواقع الاجتماعي والاقتصادي للأفراد وبين وعيهم السياسي؟[/rtl]
[rtl]4ـ ما أثر الوعي على استقرار المجتمع وترسيخ المنهج الديمقراطي؟[/rtl]
[rtl]5ـ ماهي العوامل المساعدة على تعميق الوعي السياسي؟[/rtl]
[rtl]أولا: مفهوم الوعي والوعي السياسي[/rtl]
[rtl]نرى أن مفهوم الوعي يشير إلى استخدام الفرد للعقل بشكل بناء وسليم لتكوين تصورات وبناء أحكام، فالوعي هو الإدراك العقلي للتجارب والمتغيرات المحيطة، وبالتالي تصبح للفرد القدرة على تكوين موقف محدد تجاه الواقع الذي يعيشه. والوعي بهذا المعنى هو عكس الغفلة والتي تعني السلبية في التعامل مع الواقع بعيداً عن استخدام العقل والمنطق في تبني المواقف، والغفلة هنا قد تكون ناتجة عن التخلف أو التعصب أو الأمية أو القهر.[/rtl]
[rtl]كما أن مفهوم الوعي الذي وضعناه يشير إلى أن امتلاك الإنسان للعلوم والثقافة والمركز الاجتماعي والسياسي لا يمثل الجانب الأساس من هذا المفهوم، وإنما يجب أن يقترن كل ذلك بأخلاقيات وقيم سامية وذوق وحسن اختيار ومعرفة عميقة لمعنى الجمال، لأن إغفال هذه المعاني يعني إلغاء لجانب مهم في الإدراك العقلي للمتغيرات المحيطة وهذا يأتي كما أشرنا في حالات التعصب وغيرها (1).[/rtl]
[rtl]أما ما يخص الوعي السياسي فتشير إليه الأدبيات الاجتماعية والسياسية (بالثقافة السياسية) وهي رؤية ومعرفة عقلية لما يحيط بأفراد المجتمع السياسي من أفكار وممارسات واختلافات سياسية يستطيع من خلالها إدراك محيطه السياسي واتخاذ الموقف المناسب ومن ثم التفاعل والتأثير البناء في مجمل العملية السياسية. ولابد أن نشير هنا إلى أن مفردة المجتمع السياسي نقصد بها المجتمع الذي تشمله سلطة الدولة ونظامها السياسي وهو يختلف بطبيعته القانونية عن سائر السلطات الأخرى كسلطة العشيرة والسلطة الدينية والسلطة العائلية والتي يشار إليها بالمجتمعات غير سياسية .[/rtl]
[rtl]لقد ركز الفكر السياسي الإنساني على أهمية الوعي السياسي (الثقافة السياسية) في بناء الأنظمة الديمقراطية وهذا ما أشار إليه جميع الفلاسفة والمفكرين ابتداءً من العصر الإغريقي الذي وصفوها بمصطلح (الفضيلة المدنية) وربطوها مع القيم الديمقراطية. وأشاروا أن أولى حالات الوعي السياسي جاءت نتيجة الحاجة الإنسانية للاجتماع وتكوين السلطة عندما اضطر الإنسان في محاولة منه لتأمين الغذاء والحماية إلى الانتظام في مجتمعات سياسية لها إطار سلطوي عبر عنه بالقبيلة والقرية والمدينة والدولة (2).[/rtl]
[rtl]وهذا ما ذهب إليه مفكري (العقد الاجتماعي) مثل هوبز وروسو ولوك غيرهم عندما أشاروا إلى حالة المجتمع المضطربة التي أدت إلى تنازل الأفراد عن حقوقهم السياسية لصالح السلطة مقابل ضمان الغذاء والأمن، واعتبروا ذلك بدايات لما عرف بالوعي السياسي لدى الأفراد والمعبّر عنه بالحاجة إلى التنظيم السياسي لإدارة المجتمع والدفاع عنه (3).[/rtl]
[rtl]إلا أن مرحلة وضع الأسس الأولى للمجتمع السياسي وقيام الدولة أفرز الحاجة إلى قيم أخرى غير الغذاء والأمن ألا وهي العدالة وتأمين الحريات الفردية الأمر الذي دعا عدد من المفكرين إلى طرح مبادئ وقيم سياسية أطلق عليها المبادئ الديمقراطية، والتي كانت أساسا لثورات وحروب وانتفاضات هزت المجتمعات الإنسانية عبر القرون السابقة وأدت إلى ظهور أنظمة مختلفة من بينها الأنظمة الديمقراطية والتي من أبرز أسسها الوعي السياسي في المجتمع .[/rtl]
[rtl]ثانياً: أسباب ضعف الوعي السياسي..[/rtl]
[rtl]1ـ طبيعة النظام السياسي، إذ أن من أهم ميزات الأنظمة الشمولية تحديد قدرة الأفراد على التفكير السياسي وجعل هذا التفكير يدور ضمن خطط محددة تخدم هذه الأنظمة ويصب في استمراريتها مما يؤدي إلى ابتعاد الأفراد بشكل عام عن التعمق بالثقافة السياسية كالدستور والحقوق والواجبات وصلاحيات السلطة وغيرها، لأن هذه كلها تعتبر من المحرمات في مثل هذه الأنظمة مما يسهم في ضعف الوعي السياسي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]دروس عن الوعى السياسى[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]إن كلمة سياسة تعني الرعاية والتربية، كما يقال لسائس الخيل الذي يتولى رعاية شؤونها. أما السياسة الإسلامية فهي التي تنطلق من الرؤية الكونية التوحيدية التي تؤمن بأن الله هو الحاكم الأوحد والمدبر الأول لهذا العالم وهو تعالى يعلم مصالح العباد وما يفسدهم. والسياسة الإسلامية سياسة هادفة تجعل من أولوياتها تحقيق الأوامر الإلهية وأولها إيصال المجتمع إلى مرتبة لقاء الله والخروج من سجن الطبيعة المظلم إلى نور التوحيد. إن تحقيق هذا الأمر لا يتم إلا إذا كان المجتمع متحرراً من ربقة الشهوات والتبعية للقوى الشيطانية الكبرى والصغرى، ولهذا كان لا بد من إقامة حكم الله على الأرض من خلال الحكومة الإسلامية العادلة. إذن فالسياسة الإسلامية هي رعاية شؤون الأمة لتحقيق الأهداف الإلهية بما يتضمن بناء المجتمع وإرشاده. السياسة الإسلامية بما أنها ترجع إلى الله فينبغي أن يكون خطها ونهجها نهجاً إلهياً يأخذ كل أوامره وتعاليمه من الشريعة الإسلامية الغراء التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى للناس: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾. ولا يعلم بحكم الإسلام إلا من تفقه فيه واجتهد في مدرسته وتعلم علوم الأئمة الأطهار الذين هم معدن الرسالة المحمدية الأصيلة، وهذا هو الفقيه العادل الجامع للشرائط: "انظروا إلى من عرف حلالنا وحرامنا وتعلم حديثنا فاجعلوه حاكماً فإني قد جعلته حكماً...". وبما أن أقوى الناس على هذا الأمر (العمل السياسي) أعلمهم به اقتضى ذلك أن يتولى الفقيه العادل المدبر الكفوء شؤون الأمة لأنه أعلمهم بالأمر الإلهي والحكم الشرعي. إن المسلم المكلف ينبغي أن يتحرك في المجتمع بصورة فعالة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾ وإقامة حكم الله: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم الفاسقون﴾. وحتى تصبح حركته السياسية هذه حركة مقبولة عند الله وتصب في الأهداف الإلهية ينبغي أن يتم ذلك من خلال الالتزام التام بولاية الفقيه. إن حركة الإنسان وسعيه لتطبيق الأحكام الإلهية هما لأجل سعادته وتكامله. وإن كمال الإنسان لا يحصل إلا إذا كان مقروناً بالوعي والمعرفة فلا كمال دون معرفة. فالعمل في خط الولاية لا يعني السير الأعمى، بل يتطلب وعياً تاماً لما يصدره الفقيه العادل من أوامر حتى يحصل للإنسان الأمران: الأول: الاستفادة التامة من تطبيق الحكم، لأنه طاعة لله. ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾. الثاني: إنجاح الحركة السياسية من خلال إحسان التنفيذ وتزويد القائد بما يرصده من مخططات الأعداء. وكلا الأمرين يرتبطان بالوعي السياسي. الوعي السياسي: هو الإدراك الصحيح لمجريات الواقع السياسي وما يحصل فيه من أحداث وتطورات. وهو المعرفة الدقيقة لغايات وأهداف القوى المؤثرة في مجتمعنا وفي العالم المحيط بنا. ومعرفة خلفيات هذه القوى أي خلفيات مواقفها وتحركاتها ومشاريعها وتأثير ذلك على أمتنا وأهدافنا وقضايانا الرسالية. والوعي السياسي ينقسم إلى قسمين: 1- معرفة الواقع وما يجري من أحداث وتطورات. 2- فهم الموقف المناسب على ضوء الضوابط الشرعية ومصلحة الإسلام والمسلمين (وهذا ما يحدده الولي الفقيه) لمواجهة هذه المجريات وهذه المتغيرات والتطورات. * أهم مميزات وشرائط الشق الأول من الوعي السياسي وهو معرفة الواقع: أ- في معرفة الواقع تتساوى كل المدارس الفكرية في فهمها لهذا الواقع حيث إنه يتم التعرف عليها بما هو واقع فقط. ولا يكون للخلفية الفكرية في هذه المعرفة إلا دور الإضاءة وإزالة الشبهات: أي في المرحلة التربوية التي تزيل حجاب الشهوات والأفكار الفاسدة التي تعمي عين الإنسان عن الحقيقة (هذا في المدرسة الإسلامية فقط). ب- في معرفة مجريات الواقع يجب أن لا يكون هناك أي دخل للهواجس والمخاوف، بل لا بد وأن يكون فهمنا للواقع بما هو وعلى ما هو عليه دون نقيصة أو زيادة. ج- أن هذا الأمر يعصمنا من الوقوع في الخطأ في التحليل والخلط بين النتائج والأسباب. * أهم مميزات وشرائط الشق الثاني من عملية الوعي السياسي: أ- في هذا الشق يظهر التمايز واضحاً بين المدارس الفكرية المختلفة حيث إن كل واحدة منها تتخذ موقفاً مما يحدث بما يتناسب مع فكرها واعتقادها. فيتميز الرسالي عن القومي وعن الماركسي وعن الإنسان العادي. ب- بالنسبة لنا نحن المسلمون الرساليون نعتبر أنفسنا ملتزمين بما تأمر به القيادة الشرعية المتمثلة بالولي الفقيه وهو الآن آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله. وأي إخلال في ذلك يخرجنا عن التزامنا وعن إسلامية حركتنا. ج- الالتزام مع الفهم للموقف المناسب يسرع عملية الحركة السياسية ويحفظها من الزلات والمنعطفات التي من الممكن أن تقع فيها نتيجة عدم الفهم والوعي الكافيين. د- المطلوب من الأمة والعاملين فهم الموقف المناسب وليس اتخاذه لأن ذلك من شأن الولي الفقيه العادل.[/rtl] [rtl] مع تمنيااتي ان اكوون قدمت شئ مفيد [/rtl] [rtl][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [/rtl] [rtl] [/rtl] |
[rtl] [/rtl]
.