لا إله إلا الله...معناها، شروطها، مقتاضها
معنى لا إله إلا الله
أى لا معبود بحق إلا الله، و غير الله إن عبد فبباطل.
قال الله تعالى:
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(الحج:62،لقمان:30).
و قال تعالى: { فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
شروط لا إله إلا الله
الشرط الأول:
العلم بمعناها نفيا و إثباتا المنافى للجهل:
قال الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
وعن عثمان بن عفان رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات و هو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم برقم:26.
الشرط الثانى :
اليقين المنافى للشك:
وذلك أن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما؛فإن الإيمان لا يغنى فيه إلا علم اليقين، لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك.
قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15)
فاشترط فى صدق إيمانهم بالله و رسوله كونهم لم يرتابوا-أى لم يشكوا- فأما المرتاب فهو من المنافقين- و العياذ بالله-الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (التوبة:45)
و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لاقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة" رواه مسلم برقم:31
فاشترط فى دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها، و إذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
الشرط الثالث:
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافى للرد:
قال الله تعالى: { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)} (الصافات)
و عن أبى موسى الأشعرى رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"....فذلك مثل من فقه فى دين الله و نفعه ما بعثنى الله به من الهدى و العلم، فعلم و علم، و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذى أرسلت به" رواه البخارى:79 و مسلم:2282.
الشرط الرابع:
الأنقياد والإستسلام لما دلت عليه المنافى للترك:
قال الله تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان:22)
و معنى يسلم و جهه: اى ينقاد.
و هو محسن: أى موحد.
و العروة الوثقى: هى لا إله إلا الله.
و قال الله تعالى: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (الزمر:54).
أى ارجعوا إلى ربكم و استسلموا له.
و عن عبد الله بن عمر مرفوعا: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
قال النووى فى الأربعين رقم:41 حديث حسن صحيح رويناه فى كتاب الحجة بإسناد صحيح.
و صححه الشيخ حافط حكمى فى كتابه " معارج القبول: 2\422، و قد احتج به ابن كثير فى نفسير:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36).
و احتج به الشيخ محمد ين عبد الوهاب التيمي رحمه الله. انظر الواجبات المتحتمات لمعرفة الأمور المهمات ص:8.
و فى سنده نعيم بن حماد الخزاعى و قد ضعفه قوم ووثقه أخرون.
وهو حسن الحديث إذا لم يكن مما أنكر علبه فيه وقد ذكر عدى فى الكامل ما انكر عليه ولم يذكر هذا منها و قال فى اخر الترجمة وأرجوا أن يكون باقى حديثه مستقيما.7\248.
و قال ابن حجر فى التهذيب 10\463: "و قد مضى ان ابن عدى تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه."
قلت: و أنا معهما.
الشرط الخامس:
الصدق المنافى للكذب:
وهو ان يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق يها قلبه كان منافقا كاذبا.
قال الله تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } (العنكبوت).
و قال تعالى: {) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)} (البقرة)
وعن انس رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من احد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار".
رواه البخارى:128 و اللفظ له. و مسلم:32.
الشرط السادس:
الإخلاص المنافى للشرك و الرياء و السمعة:
و الأخلاص هو : تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
قال الله تعالى:{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (الزمر:2)
وقال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...} (البينة:5)
و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله لا الله خالصا من قلبه". رواه البخارى:99.
وعن عتبان بن مالك رضىَ الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله".
الشرط السابع :
المحبة لهذه الكلمة العظيمة المباركة و لما اقتضت ودلت عليه،و لأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، و بغض ما ناقض ذلك.
قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (البقرة:156)
و قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...} (المائدة:54).
و عن أنس بن مالك رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من وجد فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و ان يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ انقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار" رواه البخارى:16،ومسلم:43.
فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا، و اهل الشرك يحبونه و يحبون معه غيره هذا ينافى مقتضى لا إله إلا الله.
الشرط الثامن:
الكفر بالطواغيت: وهى المعبودات من دون الله و الإيمان بالله ربا و خالقا و معبودا بحق.
قال الله تعالى: { قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (265) } (البقرة).
و عن طارق بن أشيم رضىَ الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال لا إله إلا الله و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسايه على الله" رواه مسلم رقم:23 و أحمد 3\472.
قلت فلا إله إلا الله جمعت بين النفى و الإثبات فلا إله: نافيا جميع ما يعبد من دون الله.
و إلا الله: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
و قد جمعت هذه الشروط فى هذين البيتين التاليين:
علم يقين و إخلاص و صدقك مع
.... محبة و انقياد و القبول لها
و زيد ثامنها الكفران منك بما
....سوى الإله من الأشياء قد ألها
راجع لشروط ل إله إلا الله كتاب معارج القيول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد حكمى 2\418-424.
و الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن علد الله بن باز رحمه الله، الدرس الثانى.
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله
ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفى، و هو قولنا (لا إله)
و عبادة الله وحده لا شريك له المدلول عليه بالإثبات وهو قولنا ( إلا الله).
قال الله تعالى: { رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاه} (الإسراء:23)
قال الله تعالى: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} (النساء:36)
معنى لا إله إلا الله
أى لا معبود بحق إلا الله، و غير الله إن عبد فبباطل.
قال الله تعالى:
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(الحج:62،لقمان:30).
و قال تعالى: { فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
شروط لا إله إلا الله
الشرط الأول:
العلم بمعناها نفيا و إثباتا المنافى للجهل:
قال الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
وعن عثمان بن عفان رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات و هو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم برقم:26.
الشرط الثانى :
اليقين المنافى للشك:
وذلك أن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما؛فإن الإيمان لا يغنى فيه إلا علم اليقين، لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك.
قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15)
فاشترط فى صدق إيمانهم بالله و رسوله كونهم لم يرتابوا-أى لم يشكوا- فأما المرتاب فهو من المنافقين- و العياذ بالله-الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (التوبة:45)
و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لاقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة" رواه مسلم برقم:31
فاشترط فى دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها، و إذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
الشرط الثالث:
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافى للرد:
قال الله تعالى: { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)} (الصافات)
و عن أبى موسى الأشعرى رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"....فذلك مثل من فقه فى دين الله و نفعه ما بعثنى الله به من الهدى و العلم، فعلم و علم، و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذى أرسلت به" رواه البخارى:79 و مسلم:2282.
الشرط الرابع:
الأنقياد والإستسلام لما دلت عليه المنافى للترك:
قال الله تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان:22)
و معنى يسلم و جهه: اى ينقاد.
و هو محسن: أى موحد.
و العروة الوثقى: هى لا إله إلا الله.
و قال الله تعالى: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (الزمر:54).
أى ارجعوا إلى ربكم و استسلموا له.
و عن عبد الله بن عمر مرفوعا: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
قال النووى فى الأربعين رقم:41 حديث حسن صحيح رويناه فى كتاب الحجة بإسناد صحيح.
و صححه الشيخ حافط حكمى فى كتابه " معارج القبول: 2\422، و قد احتج به ابن كثير فى نفسير:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36).
و احتج به الشيخ محمد ين عبد الوهاب التيمي رحمه الله. انظر الواجبات المتحتمات لمعرفة الأمور المهمات ص:8.
و فى سنده نعيم بن حماد الخزاعى و قد ضعفه قوم ووثقه أخرون.
وهو حسن الحديث إذا لم يكن مما أنكر علبه فيه وقد ذكر عدى فى الكامل ما انكر عليه ولم يذكر هذا منها و قال فى اخر الترجمة وأرجوا أن يكون باقى حديثه مستقيما.7\248.
و قال ابن حجر فى التهذيب 10\463: "و قد مضى ان ابن عدى تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه."
قلت: و أنا معهما.
الشرط الخامس:
الصدق المنافى للكذب:
وهو ان يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق يها قلبه كان منافقا كاذبا.
قال الله تعالى: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } (العنكبوت).
و قال تعالى: {) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ( يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)} (البقرة)
وعن انس رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من احد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار".
رواه البخارى:128 و اللفظ له. و مسلم:32.
الشرط السادس:
الإخلاص المنافى للشرك و الرياء و السمعة:
و الأخلاص هو : تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
قال الله تعالى:{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (الزمر:2)
وقال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ...} (البينة:5)
و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله لا الله خالصا من قلبه". رواه البخارى:99.
وعن عتبان بن مالك رضىَ الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله".
الشرط السابع :
المحبة لهذه الكلمة العظيمة المباركة و لما اقتضت ودلت عليه،و لأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، و بغض ما ناقض ذلك.
قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (البقرة:156)
و قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...} (المائدة:54).
و عن أنس بن مالك رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من وجد فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله، و ان يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ انقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار" رواه البخارى:16،ومسلم:43.
فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا، و اهل الشرك يحبونه و يحبون معه غيره هذا ينافى مقتضى لا إله إلا الله.
الشرط الثامن:
الكفر بالطواغيت: وهى المعبودات من دون الله و الإيمان بالله ربا و خالقا و معبودا بحق.
قال الله تعالى: { قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (265) } (البقرة).
و عن طارق بن أشيم رضىَ الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من قال لا إله إلا الله و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسايه على الله" رواه مسلم رقم:23 و أحمد 3\472.
قلت فلا إله إلا الله جمعت بين النفى و الإثبات فلا إله: نافيا جميع ما يعبد من دون الله.
و إلا الله: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.
و قد جمعت هذه الشروط فى هذين البيتين التاليين:
علم يقين و إخلاص و صدقك مع
.... محبة و انقياد و القبول لها
و زيد ثامنها الكفران منك بما
....سوى الإله من الأشياء قد ألها
راجع لشروط ل إله إلا الله كتاب معارج القيول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد للشيخ حافظ بن أحمد حكمى 2\418-424.
و الدروس المهمة لعامة الأمة لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن علد الله بن باز رحمه الله، الدرس الثانى.
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله
ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات المدلول عليه بالنفى، و هو قولنا (لا إله)
و عبادة الله وحده لا شريك له المدلول عليه بالإثبات وهو قولنا ( إلا الله).
قال الله تعالى: { رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاه} (الإسراء:23)
قال الله تعالى: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} (النساء:36)