مقدمة: سنتكلم عن الصلاة وهى أهم أركان الإسلام الخمسة، فرضت في لقاء حيث كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على موعد مع ربه في رحلة الإسراء والمعراج، حيث صعد به ربه إلى سدرة المنتهى، والصلاة أيضا في مضمونها لقاء، حيث يلتقي المؤمن مع ربه خمس مرات. عن فضل هذا اللقاء وشروطه يدور حوارنا الليلة, نحب أن نبدأ عن توقيت فرض الصلاة على المسلمين، وقد يتساءل البعض لماذا فرضت الصلاة كعبادة وكركن من أركان الإسلام الخمسة؟
ج: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الصلاة صلة بين المخلوق والخالق وهي ركن من أركان الإسلام وهي وسيلة حيث يتطهر المخلوق الفاني ويسمح له بالمثول أمام الله عز وجل (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) أي فيها ذكر لله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَاب)( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ ا لْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) كانت الصلاة عبادة في الأديان السابقة وكان إسماعيل عليه السلام كان يأمر أولاده بالصلاة والزكاة. وكانت الصلاة في صدر الإسلام ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، أي: في الصباح نصلي ركعتين وقبل النوم نصلي ركعتين، ثم فرضت في ليلة الإسراء والمعراج خمس صلوات، وكانت خمسين، ثم قال الله ـ عز وجل ـ: "هي خمس في العمل وخمسون في الثواب والحسنه بعشر أمثالها لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي" يبقى السؤال لماذا نصلي؟ الإنسان من لحم ودم وفيه الروح، وكما أن اللحم والدم والجسم يحتاج إلى الغذاء الروح أيضا تحتاج إلى الغذاء، عندما يقوم الإنسان من نومه مع ضوء الفجر يصلى الصبح، ثم يذهب إلى عمله، وبعد سحابة الضحى يؤذن الظهر فيقف بين يدي الله، ويتطهر وهكذا فهو إما خارج من صلاة أو سيلقى الله ويقول الله أكبر ولهذا وزعت الصلوات هناك الفجر، الظهر، العصر عند زحمة العمل، بكروا بالعصر لأنه وقت ازدحام العمل ونهاية اليوم أو مع غروب الشمس نصلي المغرب ، ومع غياب الشفق نصلي العشاء فالمؤمن في لقاء مع ربه وكلما شدته الحياة أو غلبته الشهوة أو استهواه الشيطان أو غلب عليه أمر الجسم، فإن الصلاة غذاء الروح، مناجاة لله طاعة لله "الركوع والسجود" ذكرا لله (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) وترطيب للروح. لا يظن بعض الناس أن ذلك ينقص العمل ويضيع الوقت. خمسين في المائة من أمراض المرضي لا يوجد لها علاج إكلينيكي، وعندما أجري بحث في أمريكا وجد أنه 50% من المترددين على عيادات الأطباء ليست عندهم أمراض عضوية، إنما هو الإحباط، والشك، والتردد، الخوف، كلها أمور نفسية، ووجد أنه من يصلي، أوله عبادة، أوله دين، أوله ارتباط بالله تعالى، أقدر الناس على تحمل المصائب أو ما يتنزل به، وأن المؤمنين أكثر الناس على الصبر في الشدائد والشكر في النعماء
س2: كيف تناولت المذاهب الفقهية العبادة؟
ج2: في الحقيقة أن القرآن نزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة عملية يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي" كان القرآن معجزة وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معجزة أخرى في أنه صنع رجالا يصلون خلفه ونساء تصلى خلفه تأتمر بأمره، وتتوضأ وتتطهر وتطيع، بعد أن كان هناك الزنى والخمر والميسر نهى عن كل ذلك، ورأينا الوضوء، والصلاة، وصلة الرحم، وإكرام الجار، ورحمة اليتيم، كان هذا هو أساس الدين. ثم فتح المسلمون بلاد الفرس وبلاد الروم ومصر وأفريقيا ووجدت أعراف جديدة وبلاد جديدة وأحكام جديدة، والإسلام لم يلغي كل أمور الجاهلية، كان هناك عشر أنواع من الزواج ألغاها الإسلام ما عدا الزواج السائد بين الناس، كان هناك زواج المقت، كان هناك زواج الشغار (يعني واحد يجوز بنته لآخر ويأخذ بنت الثاني بدون مهر وبدون شيء) لكن إكرام الإسلام للمرأة جعل لابد كل زوجة لها مهر، كذلك عندما فتحت بلاد الفرس والروم ولها أعراف وتقاليد ونظام وأرسل سيدنا عمر عبد الله بن مسعود، وكان عمر من أشد الناس احتراما للعقل والفكر والرأي ويرى أن الشريعة معقولة المعنى، وكان عبد الله بن مسعود أيضا يهتم بالرأي، وكان أبو حنيفة من تلاميذ عبد الله بن مسعود أيضا يهتم بالرأي فكان أبو حنيفة أيضا صاحب فقه، حتى قالوا الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، وله الفقه الأكبر وهو "التوحيد" والفقه الأصغر وهو "أمور العبادات" ، وأبو حنيفة كان له تلاميذ محمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف وزفر "أبو حنيفة" ولد سنة 80هـ مات سنة 150هـ وهي نفس السنة التى ولد فيها "الإما م الشافعي" ـ مات فيها إمام وولد فيها إمام، بعد "أبو حنيفة" الإمام مالك كان في المدينة، وكانت المدينة فيها حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يهتم بعمل أهل المدينة وسلوكهم لأنهم المحضن الطبيعي لحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. "الإمام الشافعي" ولد سنة 150هـ ساعدته الظروف أن يذهب إلى مالك ويأخذ علم الأثر والرواية، وينتقل إلى العراق ويلتقي بتلاميذ أبو حنيفة ويأخذ علم العقل، وكان هناك نزاع بين أهل الأثر وأهل العقل، ثم استقر الأمر أن يكون العقل والرأى والفكر والاجتهاد معمولا بهم، ويعتبر الشافعي وارث الطريقة وكان له منصب في العراق، ولما رحل إلى مصر ووجد عادات وأعراف جديدة كان له المذهب الجديد، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل هو آخر الأئمة من ناحية التاريخ وكان مهتما بالحديث، ولا يستبدل بالحديث بديلا، كانت هناك مذاهب متعددة، يعنى مذهب سفيان الثوري، والإمام الليث بن سعد، والأوزعي، وابن جرير الطبري، مذاهب كثيرة، لكن هذه المذاهب مع مرور التاريخ تداخلت وأصبح المشهور المذاهب الأربعة الحنفية المالكية الشافعية الحنابلة، وفي كثير من البلاد يروج مذهب على مذهب آخر، نحن كمسلمين نتعبد بهذه المذاهب فهؤلاء الفقهاء أبو حنيفة أو الإمام مالك أو الإمام الشافعي أو الإمام أحمد بن حنبل أقدر الناس على فهم القرآن وفهم السنة وعمل الصحابة والاجتهاد والقياس وهم أقدر الناس على الفهم، لا يجوز أن يقرأ الواحد حديث ويقول: لا.هذا كذا، أو أنا أقدر أستنبط. إن الأئمة في المدة من سنة100 هـ إلى سنة 250هـ (150سنة) كانت فيها المذاهب الفقهية التى عبرت العالم الإسلامي في المشرق إلى الأندلس، وانتقلت إلى أوربا عن طريق الأندلس وهذا الفقه الإسلامي ذخيرة باقية. لنا أن نجتهد في أننا يمكن أن نعمل بمذهب، ويمكن أن نجتهد في مذهب آخر عندما يضيق مذهب عن حال الناس، فنحن ممن يرى أننا ينبغي أن نيسر في أحكام الطلاق ووقوع الطلا ق رأفة بالأسرة المسلمة، عندما نجد إنسانا غضبان ويحلف بالطلاق أو مثلا يكون له طلاق معلقا (إن كان السوق مغلقا فأنت مطلقة) أو كذا فنجد من المذاهب من تيسر ولا توقع الطلاق المعلق، وحتى القانون المصري في النظام الأخير يعمل على عدم إيقاع الطلاق المعلق إذا لم يقصد الزوج الطلاق، يعني المختصين أساتذة الشريعة في كليات الحقوق أساتذة الفقه في الأزهر هؤلاء أهل الاختصاص في المقارنة بين المذاهب الفقهية واختيار ما يصلح للمسلمين، وكان مذهب أبو حنيفة سائدا في مصر باعتبار أنها كانت ولاية عثمانية، وكان الأتراك يفضلون المذهب الحنفي ويعمل به في المحاكم الشرعية، المجتهدون من رجال الشريعة في هذه الأيام يرون أن الفقه قانون يناسب شرع الله من جهة ويناسب مصالح الناس من جهة أخري
س3: هل لزاما على المرأة ارتداء جورب أثناء الصلاة؟وما كيفية قضاء الصلوات التي فاتت من عمر الإنسان التارك للصلاة؟
ج3: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الجواب ذهب أبو حنيفة إلى أن جميع بدن المرأة عورة ماعدا وجهها وكفيها وقدميها. فالمرأة إذا كانت تصلي في بيتها وبين أولادها لا يلزمها هذا، أما في الشتاء تقول: لا بأس أن الواحدة تلبس الجورب، لأنه يسر على المرأة، لكن في الصيف يكاد الإنسان لا يطيق نفسه ولذلك نقلد رأي أبي حنيفة ونفتي به خصوصا عند الصيف وعند الحرج، والمهم أنه لا داعي للبس الجورب. أما عن كيف يمكن التنسيق بين الفرض والسنة؟ وقضاء الفائتة؟ هناك الفرائض التي فرضها الله خمس صلوات كتبهم الله في اليوم والليلة، من حافظ عليهن بوضوئهن في أوقاتهن كن له حجابا من النار وكان له على الله عهد أن يدخله الجنة، إذا كان الإنسان عليه أوقات قديمة، فأفضل شيء أن يقضي مع الصبح صبحا ومع الظهر ظهرا، ومع العصر عصرا، ومع المغرب مغربا ومع العشاء عشاءً، ويكفي أن يؤدي الفريضة وهي أفضل طريقة لقضاء الفوائت. والذي يريد أن يؤدي السنة يؤدي سنة اليوم الحالي، يعني أنا أصلي الظهر، هناك ركعتين قبل الصلاة وركعتين بعد الصلاة سنة، أما الفوائت فيكفي أن يؤديها كفريضة
س4: سؤال :أنا والدتي مريضة وممنوعة عن أن يأتي عليها الماء، وتريد أن تصلي، هل ينفع أن تصلي بالتيمم، مع أن الماء بجوارها؟
ج4: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بالنسبة للإنسان إذا كان مريضا والما ء يضره، فإن القرآن قال:( إِن كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ الله ُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمّ َ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والخلاصة: أن الإنسان إذا كان مريضا والماء يضره، أو يؤخر شفاءه فإنه يتيمم ، والتيمم في الإسلام مرتان هكذا .. نويت التيمم ثم يمر على وجهه بعيدا عن عينيه، ثم هكذا يمسح اليد اليمين ويمسح اليد الشمال فقط، هذا يكفي طبيعي عند بعض المذاهب، تري أنه ينبغي أن يمسح الذراع،وهذا أيضا جائز ولكن أيسر شيء في التيمم هكذا نويت التيمم ويمسح الوجه بعيدا عن العين؛ لأن التراب يؤذيها، ويمسح يده اليمين بيده الشمال، ويصلي وإذا كان لا يقدر أن يقف يصلي قاعدا، ويمكن أن يصلي راقدا (قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) وينبغي أن نيسر على عباد الله، بحيث أن الإنسان يصلي وهو مستريح المريض أحوج الناس إلى لقاء الله، فنقول له: تيمم. إذا لم تستطع أن تصلي واقفا صل قاعدا، أو وأنت نائم، أنت في حاجة إلى مناجاة الله. إذن نحن نتكلم عن الطهارة والتطهير والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ أوضح فائدة الوضوء وأنه يغسل ليس فقط ما يعلق بجسم الإنسان من أي درن أو قذارة ولكن يغسل أيضا النفس قبل لقاء الخالق. الذي يغسل النفس البشرية أيضا من كل الهموم التي تعتري الإنسان. إذا على الإنسان أن يكون جاهزا لهذا اللقاء العظيم، لقاء الخالق
ج: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الصلاة صلة بين المخلوق والخالق وهي ركن من أركان الإسلام وهي وسيلة حيث يتطهر المخلوق الفاني ويسمح له بالمثول أمام الله عز وجل (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) أي فيها ذكر لله تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَاب)( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ ا لْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) كانت الصلاة عبادة في الأديان السابقة وكان إسماعيل عليه السلام كان يأمر أولاده بالصلاة والزكاة. وكانت الصلاة في صدر الإسلام ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي، أي: في الصباح نصلي ركعتين وقبل النوم نصلي ركعتين، ثم فرضت في ليلة الإسراء والمعراج خمس صلوات، وكانت خمسين، ثم قال الله ـ عز وجل ـ: "هي خمس في العمل وخمسون في الثواب والحسنه بعشر أمثالها لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي" يبقى السؤال لماذا نصلي؟ الإنسان من لحم ودم وفيه الروح، وكما أن اللحم والدم والجسم يحتاج إلى الغذاء الروح أيضا تحتاج إلى الغذاء، عندما يقوم الإنسان من نومه مع ضوء الفجر يصلى الصبح، ثم يذهب إلى عمله، وبعد سحابة الضحى يؤذن الظهر فيقف بين يدي الله، ويتطهر وهكذا فهو إما خارج من صلاة أو سيلقى الله ويقول الله أكبر ولهذا وزعت الصلوات هناك الفجر، الظهر، العصر عند زحمة العمل، بكروا بالعصر لأنه وقت ازدحام العمل ونهاية اليوم أو مع غروب الشمس نصلي المغرب ، ومع غياب الشفق نصلي العشاء فالمؤمن في لقاء مع ربه وكلما شدته الحياة أو غلبته الشهوة أو استهواه الشيطان أو غلب عليه أمر الجسم، فإن الصلاة غذاء الروح، مناجاة لله طاعة لله "الركوع والسجود" ذكرا لله (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي) وترطيب للروح. لا يظن بعض الناس أن ذلك ينقص العمل ويضيع الوقت. خمسين في المائة من أمراض المرضي لا يوجد لها علاج إكلينيكي، وعندما أجري بحث في أمريكا وجد أنه 50% من المترددين على عيادات الأطباء ليست عندهم أمراض عضوية، إنما هو الإحباط، والشك، والتردد، الخوف، كلها أمور نفسية، ووجد أنه من يصلي، أوله عبادة، أوله دين، أوله ارتباط بالله تعالى، أقدر الناس على تحمل المصائب أو ما يتنزل به، وأن المؤمنين أكثر الناس على الصبر في الشدائد والشكر في النعماء
س2: كيف تناولت المذاهب الفقهية العبادة؟
ج2: في الحقيقة أن القرآن نزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة عملية يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي" كان القرآن معجزة وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معجزة أخرى في أنه صنع رجالا يصلون خلفه ونساء تصلى خلفه تأتمر بأمره، وتتوضأ وتتطهر وتطيع، بعد أن كان هناك الزنى والخمر والميسر نهى عن كل ذلك، ورأينا الوضوء، والصلاة، وصلة الرحم، وإكرام الجار، ورحمة اليتيم، كان هذا هو أساس الدين. ثم فتح المسلمون بلاد الفرس وبلاد الروم ومصر وأفريقيا ووجدت أعراف جديدة وبلاد جديدة وأحكام جديدة، والإسلام لم يلغي كل أمور الجاهلية، كان هناك عشر أنواع من الزواج ألغاها الإسلام ما عدا الزواج السائد بين الناس، كان هناك زواج المقت، كان هناك زواج الشغار (يعني واحد يجوز بنته لآخر ويأخذ بنت الثاني بدون مهر وبدون شيء) لكن إكرام الإسلام للمرأة جعل لابد كل زوجة لها مهر، كذلك عندما فتحت بلاد الفرس والروم ولها أعراف وتقاليد ونظام وأرسل سيدنا عمر عبد الله بن مسعود، وكان عمر من أشد الناس احتراما للعقل والفكر والرأي ويرى أن الشريعة معقولة المعنى، وكان عبد الله بن مسعود أيضا يهتم بالرأي، وكان أبو حنيفة من تلاميذ عبد الله بن مسعود أيضا يهتم بالرأي فكان أبو حنيفة أيضا صاحب فقه، حتى قالوا الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة، وله الفقه الأكبر وهو "التوحيد" والفقه الأصغر وهو "أمور العبادات" ، وأبو حنيفة كان له تلاميذ محمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف وزفر "أبو حنيفة" ولد سنة 80هـ مات سنة 150هـ وهي نفس السنة التى ولد فيها "الإما م الشافعي" ـ مات فيها إمام وولد فيها إمام، بعد "أبو حنيفة" الإمام مالك كان في المدينة، وكانت المدينة فيها حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان يهتم بعمل أهل المدينة وسلوكهم لأنهم المحضن الطبيعي لحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. "الإمام الشافعي" ولد سنة 150هـ ساعدته الظروف أن يذهب إلى مالك ويأخذ علم الأثر والرواية، وينتقل إلى العراق ويلتقي بتلاميذ أبو حنيفة ويأخذ علم العقل، وكان هناك نزاع بين أهل الأثر وأهل العقل، ثم استقر الأمر أن يكون العقل والرأى والفكر والاجتهاد معمولا بهم، ويعتبر الشافعي وارث الطريقة وكان له منصب في العراق، ولما رحل إلى مصر ووجد عادات وأعراف جديدة كان له المذهب الجديد، وكذلك الإمام أحمد بن حنبل هو آخر الأئمة من ناحية التاريخ وكان مهتما بالحديث، ولا يستبدل بالحديث بديلا، كانت هناك مذاهب متعددة، يعنى مذهب سفيان الثوري، والإمام الليث بن سعد، والأوزعي، وابن جرير الطبري، مذاهب كثيرة، لكن هذه المذاهب مع مرور التاريخ تداخلت وأصبح المشهور المذاهب الأربعة الحنفية المالكية الشافعية الحنابلة، وفي كثير من البلاد يروج مذهب على مذهب آخر، نحن كمسلمين نتعبد بهذه المذاهب فهؤلاء الفقهاء أبو حنيفة أو الإمام مالك أو الإمام الشافعي أو الإمام أحمد بن حنبل أقدر الناس على فهم القرآن وفهم السنة وعمل الصحابة والاجتهاد والقياس وهم أقدر الناس على الفهم، لا يجوز أن يقرأ الواحد حديث ويقول: لا.هذا كذا، أو أنا أقدر أستنبط. إن الأئمة في المدة من سنة100 هـ إلى سنة 250هـ (150سنة) كانت فيها المذاهب الفقهية التى عبرت العالم الإسلامي في المشرق إلى الأندلس، وانتقلت إلى أوربا عن طريق الأندلس وهذا الفقه الإسلامي ذخيرة باقية. لنا أن نجتهد في أننا يمكن أن نعمل بمذهب، ويمكن أن نجتهد في مذهب آخر عندما يضيق مذهب عن حال الناس، فنحن ممن يرى أننا ينبغي أن نيسر في أحكام الطلاق ووقوع الطلا ق رأفة بالأسرة المسلمة، عندما نجد إنسانا غضبان ويحلف بالطلاق أو مثلا يكون له طلاق معلقا (إن كان السوق مغلقا فأنت مطلقة) أو كذا فنجد من المذاهب من تيسر ولا توقع الطلاق المعلق، وحتى القانون المصري في النظام الأخير يعمل على عدم إيقاع الطلاق المعلق إذا لم يقصد الزوج الطلاق، يعني المختصين أساتذة الشريعة في كليات الحقوق أساتذة الفقه في الأزهر هؤلاء أهل الاختصاص في المقارنة بين المذاهب الفقهية واختيار ما يصلح للمسلمين، وكان مذهب أبو حنيفة سائدا في مصر باعتبار أنها كانت ولاية عثمانية، وكان الأتراك يفضلون المذهب الحنفي ويعمل به في المحاكم الشرعية، المجتهدون من رجال الشريعة في هذه الأيام يرون أن الفقه قانون يناسب شرع الله من جهة ويناسب مصالح الناس من جهة أخري
س3: هل لزاما على المرأة ارتداء جورب أثناء الصلاة؟وما كيفية قضاء الصلوات التي فاتت من عمر الإنسان التارك للصلاة؟
ج3: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الجواب ذهب أبو حنيفة إلى أن جميع بدن المرأة عورة ماعدا وجهها وكفيها وقدميها. فالمرأة إذا كانت تصلي في بيتها وبين أولادها لا يلزمها هذا، أما في الشتاء تقول: لا بأس أن الواحدة تلبس الجورب، لأنه يسر على المرأة، لكن في الصيف يكاد الإنسان لا يطيق نفسه ولذلك نقلد رأي أبي حنيفة ونفتي به خصوصا عند الصيف وعند الحرج، والمهم أنه لا داعي للبس الجورب. أما عن كيف يمكن التنسيق بين الفرض والسنة؟ وقضاء الفائتة؟ هناك الفرائض التي فرضها الله خمس صلوات كتبهم الله في اليوم والليلة، من حافظ عليهن بوضوئهن في أوقاتهن كن له حجابا من النار وكان له على الله عهد أن يدخله الجنة، إذا كان الإنسان عليه أوقات قديمة، فأفضل شيء أن يقضي مع الصبح صبحا ومع الظهر ظهرا، ومع العصر عصرا، ومع المغرب مغربا ومع العشاء عشاءً، ويكفي أن يؤدي الفريضة وهي أفضل طريقة لقضاء الفوائت. والذي يريد أن يؤدي السنة يؤدي سنة اليوم الحالي، يعني أنا أصلي الظهر، هناك ركعتين قبل الصلاة وركعتين بعد الصلاة سنة، أما الفوائت فيكفي أن يؤديها كفريضة
س4: سؤال :أنا والدتي مريضة وممنوعة عن أن يأتي عليها الماء، وتريد أن تصلي، هل ينفع أن تصلي بالتيمم، مع أن الماء بجوارها؟
ج4: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بالنسبة للإنسان إذا كان مريضا والما ء يضره، فإن القرآن قال:( إِن كُنْتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ الله ُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمّ َ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والخلاصة: أن الإنسان إذا كان مريضا والماء يضره، أو يؤخر شفاءه فإنه يتيمم ، والتيمم في الإسلام مرتان هكذا .. نويت التيمم ثم يمر على وجهه بعيدا عن عينيه، ثم هكذا يمسح اليد اليمين ويمسح اليد الشمال فقط، هذا يكفي طبيعي عند بعض المذاهب، تري أنه ينبغي أن يمسح الذراع،وهذا أيضا جائز ولكن أيسر شيء في التيمم هكذا نويت التيمم ويمسح الوجه بعيدا عن العين؛ لأن التراب يؤذيها، ويمسح يده اليمين بيده الشمال، ويصلي وإذا كان لا يقدر أن يقف يصلي قاعدا، ويمكن أن يصلي راقدا (قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) وينبغي أن نيسر على عباد الله، بحيث أن الإنسان يصلي وهو مستريح المريض أحوج الناس إلى لقاء الله، فنقول له: تيمم. إذا لم تستطع أن تصلي واقفا صل قاعدا، أو وأنت نائم، أنت في حاجة إلى مناجاة الله. إذن نحن نتكلم عن الطهارة والتطهير والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ أوضح فائدة الوضوء وأنه يغسل ليس فقط ما يعلق بجسم الإنسان من أي درن أو قذارة ولكن يغسل أيضا النفس قبل لقاء الخالق. الذي يغسل النفس البشرية أيضا من كل الهموم التي تعتري الإنسان. إذا على الإنسان أن يكون جاهزا لهذا اللقاء العظيم، لقاء الخالق