جدد منتخبنا الوطني حلم التأهل لكأس العالم 2010 بفوز كبير علي رواندا بثلاثية نظيفة كان في إمكاننا مضاعفتها.
تألق نجم وفنان الكرة المصرية محمد أبو تريكة وقاد الفريق إلي هذا الفوز الكبير وسجل هدفين هما الأغلي والأروع في المباراة.. وكأنه يقول إنه مصمم علي تحقيق وعده عندما قال إن المنتخب سيتأهل لنهائيات كأس العالم.. أما الهدف الثالث فكان من ضربة جزاء لحسني عبد ربه أحد أبرز نجوم المباراة وصانع الأهداف الثلاثة.. التي جاءت في الشوط الثاني.
رفع منتخبنا رصيده إلي 4 نقاط ليقلل الفارق بينه وبين منتخب الجزائر إلي ثلاث نقاط.. كما رفع منتخبنا رصيده من الأهداف إلي خمسة وعليه أربعة أهداف ليقلل الفارق بينه وبين الجزائر إلي ثلاثة أهداف.
جاء فوز منتخبنا الغالي صعبا وتأخر كثيرا بسبب الظروف التي عاشها الفريق في الفترة الأخيرة بسبب الغيابات الكثيرة والكبيرة خاصة كابتن الفريق أحمد حسن وهدافه عمرو زكي الغائبين للإنذار الثاني.
ويحسب للمعلم وشوقي غريب وحمادة صدقي دفع وجوه جديدة واعدة مثل أحمد رءوف الذي كان نقطة تحول مهمة في المباراة وكذلك محمد حمص وعبد العزيز توفيق وعودة محمود فتح الله.. وتأثر أداء المنتخب أيضا بالضغوط العصبية علي اللاعبين والذين عابهم التسرع والتوتر الزائد عن الحد خاصة في الشوط الأول.
شوط سلبي جداً
بدأ منتخبنا الشوط الأول بطريقة 4/4/2 ولعب بتشكيل مكون من عصام الحضري في المرمي وأحمد المحمدي ووائل جمعة ومحمود فتح الله وسيد معوض في الدفاع وأمامه هاني سعيد ومحمد حمص ومحمد شوقي وحسني عبدربه في الارتكاز مع تقدم حسني عبدربه في الهجوم خلف أبو تريكة ومحمد زيدان فكان واضحا أن الفريق يلعب بطريقة عشوائية وبدون تركيز أو تنظيم وذلك بسبب استعجال الفوز.
وكان واضحا أيضا ابتعاد معظم اللاعبين عن مستواهم المعروف.. فلم يكن زيدان أو شوقي أو حسني عبدربه وسيد معوض الذي يبدو أنه تأثر بالغياب منذ مباراة ايطاليا.
كما ظهر الأثر الكبير لغياب خط هجوم الفريق بأكمله فلم يكن المهاجمون الموجودون أنياباً حقيقية أو فعالية هجومية فكان طبيعيا أن يظهر الفريق بهذا الأداء المتواضع والعشوائي واختفت الجمل التكتيكية وفرض الفريق الرواندي أسلوبه وضغط أكثر من لاعب علي حامل الكرة في منتخبنا.. ففقدنا حيلة التصرف السليم بالكرات فخرجت معظم التمريرات مقطوعة وافتقدت التمريرات الأخري وقتها.
كما فشل الفريق في حل اللغز الدفاعي للضيوف وانتشارهم في نصف ملعبهم بشكل جيد.. فلم يكن هناك تنوع في الهجمات علي الأجناب ولم يستغل سيد معوض وأحمد المحمدي مهاراتهما في الاختراق من الأجناب وارسال الكرات العكسية إلا في مرات قليلة لم تستغل جيدا سواء من زيدان أو حسني عبدربه الذي كان التعليمات تقضي بتقدمه لزيادة الفاعلية.. ولم يكن دور هاني سعيد واضحا في نصف الملعب وكان تائها.. فلم يكن له دور واضح سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية.
ولم يجد أبو تريكة المعاونة الصادقة فاضطر إلي النزول كثيرا لاستلام الكرة وتمريرها.. وكان أفضل ما قدمه تلك التمريرة التي أهداها لأحمد المحمدي والذي بدلا من التسديد مرر عرضية عشوائية.
كانت الدقائق الأولي هي أفضل وأخطر ما قدمه المنتخب في هذا الشوط السلبي من كل الوجوه وكان في مقدور منتخبنا حسم الأمور مبكرا جدا لولا تعثر وائل جمعة في انفراد كامل بالمرمي المفتوح والخالي من حارسه من هدية محمد شوقي لكنه أطاح بالكرة فوق العارضة بطريقة غريبة جدا وكأنه كان يدافع عن مرمي رواندا.
أيضا أضاع محمد زيدان فرصتين مهمتين واحدة عن طريق المحمدي والأخري عن طريق حمص لكنه أطاح بالأولي فوق العارضة ولم يحسن استغلال الثانية لتأخره وعدم تركيزه.
علي الجانب الآخر وبرغم عدم فاعلية الفريق الرواندي إلا أن كابتن الفريق كاركيزي والذي كان يتقدم لمساندة المهاجم كوامي سبب كثيرا من الارتباك والحرج لدفاعنا.
وكاد نيوزيما لاعب الوسط أن يسجل هدفا مؤكدا في أخطر فرص الشوط قبل صفارة النهاية بدقيقة سددها من فوق الحضري مرت فوق العارضة تماما ويصاب محمد شوقي ويلعب أحمد رءوف في تغيير اجباري لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي
تحسن الأداء كثيراً في الشوط الثاني وتخلص اللاعبون من كثير من أخطائهم التي وقعوا فيها خلال الشوط الأول وكان لنزول أحمد رؤوف في التغيير الإجباري قبل نهاية الشوط الأول بدلاً من محمد شوقي المصاب الأثر الأكبر في زيادة الفاعلية الهجومية.
كما تنوعت الهجمات وخاصة من الأجناب وخاصة عن طريق أحمد المحمدي وحسني عبدربه واللذين شكلا خطورة كبيرة وزاد من خطورة هذه الجبهة نزول أحمد عيد عبدالملك بدلاً من محمد زيدان غير الموفق تماماً.
بدأت الخطورة الحقيقية مع الدقائق الأولي عندما مر أحمد المحمدي في الجناح الأيمن وأرسل عرضية لأحمد رؤوف الذي استقبلها مباشرة بجوار القائم..
وبعدها يرسل سيد معوض عكسية من الجناح الأيسر علي رأس حسني عبدربه سددها برأسه ضعيفة في يدي الحارس.
وينقذ الحارس ندولي هدفاً لا يضيع من ضربة رأس قوية ورائعة لمحمد زيدان بعد 10 دقائق من عكسية أحمد المحمدي الرائعة.
هدف الفنان
بعدها يخرج حسن شحاتة محمد زيدان غير الموفق ويشرك أحمد عيد عبدالملك وتزداد خطورة منتخبنا ويأتي الفرج في الدقيقة 20 من عرضية حسني عبدربه الذي أرسلها علي رأس الفنان محمد أبوتريكة الذي سددها بكل ذكاء في الزاوية اليسري ليسجل هدفاً غالياً وهو بمثابة إعادة الأمل في العودة للمنافسة علي بطاقة التأهل للمونديال.
ويخرج سيد معوض غير الموفق أيضاً ويبدو أنه هو وزيدان لم يكونا في فورمتهما بعد عودتهما من الإصابة.. ويلعب عبدالعزيز توفيق.
ويتألق أحمد رءوف الذي أزعج دفاع رواندا وفتح الثغرات وهدد مرمي ندولي عدة مرات وتسبب في ضربة جزاء ضد الحارس الذي عرقله وهو منفرد داخل منطقة الجزاء تصدي لها حسني عبدربه وأودع الكرة علي يمين الحارس مسجلاً الهدف الثاني في الدقيقة 32 وهو هدف الاطمئنان.
طرد موتيسا
يطرد الحكم النيجيري ايمانويل اميري لاعب الفريق الرواندي موتيسا للانذار الثاني بسبب تعمد اضاعة الوقت.
ويهدأ اللعب مع محاولات رواندية لإضاعة الوقت.. وفي الوقت بدل الضائع يضيع المنتخب فرصتين مؤكدتين وخاصة انفراد أحمد عيد عبدالملك الذي يسدد في الشبكة من الخارج.
وفي الدقيقة 95 وقبل أن يطلق الحكم النيجيري صفارة النهاية ومن هجمة مرتدة قادها أحمد عيد عبدالملك في الجناح الأيمن الذي قطع مسافة 50 متراً لعبها بالمقاس لأبوتريكة والذي لعبها بثقة واقتدار داخل الشباك مسجلاً الهدف الثالث وهو الهدف الذي كان الجميع ينتظره بعد فاصل الفرص الضائعة الغريبة.
نجوم المباراة
* امتياز: الفنان محمد أبوتريكة وحسني عبدربه.
* جيد جداً: أحمدعيد عبدالملك وأحمد رءوف وأحمد المحمدي وندولي حارس رواندا.
* جيد: وائل جمعة وهارونا.