استُعمل الخط العربي في الفنون العربية، فدخل الزخرفة على القماش، النحاس، الخشب، الزجاج، وعلى العمارة، وفي الكتب، والمطبوعات، واللوحات، كما دخل إلى السيراميك والنحت، ويقول أهل الكار إن للحروف دلالات عديدة، حسابية وفلسفية إضافة إلى أبعادها الثقافية والفنية الجمالية.
إذن هناك علاقة وثيقة تربط الخط العربي بالفن التشكيلي، فما مدى تأثيره في الفنون التشكيلية؟، وهل من علاقة بين الخط العربي وحركة الحياة وتطورها؟، وبالتالي هل هو جزء من التراث العالمي؟... أسئلة عديدة نحاول الإجابة عنها من خلال عدة لقاءات أجراها موقع eSyria مع بعض المتخصصين والمهتمين بالخط العربي كحرفة وكفن وتراث بتاريخ /15-20/12/2008/
السيد "بشير زهدي" أستاذ علم الجمال بكلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" سابقاً، والمحاضر في جامعة "حلب" الخاصة للعلوم والفنون، الأمين الرئيسي للمتحف الوطني بدمشق سابقا قال: «الخط العربي هو أحد أهم الفنون العربية والإسلامية على الإطلاق، وقد أبدع فيه العرب خاصة والمسلمون عامة أيما إبداع، واكتشفوا طاقاته بتكويناته وقابليته الجمالية، فتأثر الفن الحديث التجريدي بهذا الفن، وهو برأيي الأغنى والأوسع والأكثر انتشاراً عالمياً، من اندونيسيا إلى الصين وأميركا إلى المغرب العربي، فهذا الفن دخل الفنون التطبيقية كافة، في الزخرفة النباتية والكتابية والهندسية، وجميعنا يرى المباني المزينة بكتابات الخط العربي».
ويربط الصحفي "عبد المجيد فتنة" بين الكتابة العربية وبين الفن التشكيلي فيقول: «الروابط بين الخط العربي والفن التشكيلي قوية جداً وتعود إلى الجذور التراثية لفكر الأمة العربية من ناحية، وقدرته على التجديد والإبداع المستمر من ناحية ثانية، فنحن لو نظرنا إلى خصائص الفن التشكيلي والأسس التي بني عليها من حيث الفكرة كنقاط وخطوط
حسيب بركودة
ودوائر ومثلثات وتشابكها مع بعضها، وكيف ارتبطت هذه بشكل مباشر وغير مباشر بطريقة رسم الحروف العربية التي تطورت عبر الزمن، واتخذت أشكالا متباينة كي تتلاءم مع العصر الذي تعيش فيه، وتمتزج بفكر وعقلية القوميات التي دخلت الإسلام لوجدنا أن هناك علاقة وشيجة بين الخط العربي والفن التشكيلي».
ويتابع السيد "فتنة": «الأساس في الخطوط العربية هو ترجمة الأشكال المرئية إلى معان موازية فالشجرة تعني الفلاحة، والدائرة والشمس تعني الحياة، والخط المتموج يعني المياه وهكذا، وقد تم تلخيص الأشكال البصرية برسمها رسما بليغا مركزا على الجدران وعلى الرقم والأحجار وأوراق البردي والأخشاب والتماثيل، وهكذا كانت ومازالت الحروف العربية فناً فريداً لا يمارسه سوى الفنانين المقتدرين على حمل القلم وامتلاك الموهبة على وضع التراكيب الفنية في الأشكال التي يرسمونها».
لكن هل الكتابة العربية هي مجرد لغة للتفاهم؟ السيد "بشير زهدي" يؤكد أنها أكثر من ذلك بكثير فيقول: «الكتابة العربية أو الخطوط العربية هي ثقافة وحضارة مشتركة بين كل الشعوب لأنها نتاج الثقافات العريضة التي عاشت في المنطقة زمناً طويلاً، ولعل شكل الخط العربي بتلاوينه المختلفة
من أهم العناصر التشكيلية نظراً لصفاته الكامنة التي تتيح له التعبير عن الحركة بمعناها المرتبط بأشياء متحركة، وبمعناها الجمالي الذي يتيح حركة ذاتية تجعل الخط يتراقص جمالاً».
وعن تفاعل الإنسان مع الخط
بشير زهدي
العربي كفن تشكيلي يقول السيد "حسيب بركوده": «الإنسان يتفاعل مع ما يعرف ويعادي ما يجهل، ومن هنا فإننا نتفاعل مع رسم الخط الذي نستطيع قراءته، ومع جماليته فكلما ازدادت معرفتنا باللغة أصبح لدينا وجد بجمالية الخط العربي، بالمقابل لا أعتقد أن أي شخص يلم بالقراءة والكتابة سيتفاعل مع الخط العربي كما يتفاعل شاعر مبدع».
أما أصل الخط العربي ونشأته وتطوره فيحدثنا عنه السيد "هيثم موسى" الذي يعمل في مجال الخط منذ خمسة عشر عاماً ويقول: «إن أصل الخط العربي الأول هو (المسند) الذي أثبتته النقوش الثمودية والصفوية واللحيانية والتي وجدت في عدة مناطق من شبه الجزيرة العربية، وتتكون كلها من خطوط عربية متفرعة من خط المسند الحميري اليمني، ثم استعمل العرب الخط النبطي المتحدّر من الخط الآرامي وتطور شيئاً فشيئاً حتى أصبح هو الأصل الثاني للخط العربي».
وحول نشأته وتطوره يتابع السيد "موسى": «تطور الخط العربي تطوراً كبيراً في الشام وبغداد في العصرين الأموي والعباسي على أيدي عدد كبير من الخطاطين العرب والمسلمين نذكر منهم: "ابن مقلة"، "الضحاك بن عجلان" و"إسحق بن حماد" و"عارف حكمت ابن الحافظ حمزة" و"السلطان بايزيد الثاني"، أما في سورية فقد بزغ عدد كبير من الأساتذة البارعين في أنواع الخطوط وأسهموا في ترسيخ قواعد الخط العربي وتجميله وابتكار تكوينات جديدة وفريدة،
هيثم موسى
ولم يزل يبزغ من أحفاد أولئك الكبار خطاطون متميزون يجمعون في براعتهم بين الفن والحرفة بما يتطلبه العصر من تطور وما تقتضيه الدعاية والإعلان وضرورات التجديد من ابتكار وإبداع».
وعن الأسماء التي أطلقت على الخط العربي يتابع السيد "موسى" فيقول: «سميت الخطوط العربية بأسماء المدن (الكوفي) نسبة لمدينة الكوفة أو باسم من ابتكرها (الياقوتي) نسبة لـــ "ياقوت الحموي" كما سميت بمقاديرها كخط (الثلث) أو بحسب الغرض كخط (التواقيع) أو بحسب هيئاتها كخط (المسلسل).
إذن هناك علاقة وثيقة تربط الخط العربي بالفن التشكيلي، فما مدى تأثيره في الفنون التشكيلية؟، وهل من علاقة بين الخط العربي وحركة الحياة وتطورها؟، وبالتالي هل هو جزء من التراث العالمي؟... أسئلة عديدة نحاول الإجابة عنها من خلال عدة لقاءات أجراها موقع eSyria مع بعض المتخصصين والمهتمين بالخط العربي كحرفة وكفن وتراث بتاريخ /15-20/12/2008/
السيد "بشير زهدي" أستاذ علم الجمال بكلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" سابقاً، والمحاضر في جامعة "حلب" الخاصة للعلوم والفنون، الأمين الرئيسي للمتحف الوطني بدمشق سابقا قال: «الخط العربي هو أحد أهم الفنون العربية والإسلامية على الإطلاق، وقد أبدع فيه العرب خاصة والمسلمون عامة أيما إبداع، واكتشفوا طاقاته بتكويناته وقابليته الجمالية، فتأثر الفن الحديث التجريدي بهذا الفن، وهو برأيي الأغنى والأوسع والأكثر انتشاراً عالمياً، من اندونيسيا إلى الصين وأميركا إلى المغرب العربي، فهذا الفن دخل الفنون التطبيقية كافة، في الزخرفة النباتية والكتابية والهندسية، وجميعنا يرى المباني المزينة بكتابات الخط العربي».
ويربط الصحفي "عبد المجيد فتنة" بين الكتابة العربية وبين الفن التشكيلي فيقول: «الروابط بين الخط العربي والفن التشكيلي قوية جداً وتعود إلى الجذور التراثية لفكر الأمة العربية من ناحية، وقدرته على التجديد والإبداع المستمر من ناحية ثانية، فنحن لو نظرنا إلى خصائص الفن التشكيلي والأسس التي بني عليها من حيث الفكرة كنقاط وخطوط
حسيب بركودة
ودوائر ومثلثات وتشابكها مع بعضها، وكيف ارتبطت هذه بشكل مباشر وغير مباشر بطريقة رسم الحروف العربية التي تطورت عبر الزمن، واتخذت أشكالا متباينة كي تتلاءم مع العصر الذي تعيش فيه، وتمتزج بفكر وعقلية القوميات التي دخلت الإسلام لوجدنا أن هناك علاقة وشيجة بين الخط العربي والفن التشكيلي».
ويتابع السيد "فتنة": «الأساس في الخطوط العربية هو ترجمة الأشكال المرئية إلى معان موازية فالشجرة تعني الفلاحة، والدائرة والشمس تعني الحياة، والخط المتموج يعني المياه وهكذا، وقد تم تلخيص الأشكال البصرية برسمها رسما بليغا مركزا على الجدران وعلى الرقم والأحجار وأوراق البردي والأخشاب والتماثيل، وهكذا كانت ومازالت الحروف العربية فناً فريداً لا يمارسه سوى الفنانين المقتدرين على حمل القلم وامتلاك الموهبة على وضع التراكيب الفنية في الأشكال التي يرسمونها».
لكن هل الكتابة العربية هي مجرد لغة للتفاهم؟ السيد "بشير زهدي" يؤكد أنها أكثر من ذلك بكثير فيقول: «الكتابة العربية أو الخطوط العربية هي ثقافة وحضارة مشتركة بين كل الشعوب لأنها نتاج الثقافات العريضة التي عاشت في المنطقة زمناً طويلاً، ولعل شكل الخط العربي بتلاوينه المختلفة
من أهم العناصر التشكيلية نظراً لصفاته الكامنة التي تتيح له التعبير عن الحركة بمعناها المرتبط بأشياء متحركة، وبمعناها الجمالي الذي يتيح حركة ذاتية تجعل الخط يتراقص جمالاً».
وعن تفاعل الإنسان مع الخط
بشير زهدي
العربي كفن تشكيلي يقول السيد "حسيب بركوده": «الإنسان يتفاعل مع ما يعرف ويعادي ما يجهل، ومن هنا فإننا نتفاعل مع رسم الخط الذي نستطيع قراءته، ومع جماليته فكلما ازدادت معرفتنا باللغة أصبح لدينا وجد بجمالية الخط العربي، بالمقابل لا أعتقد أن أي شخص يلم بالقراءة والكتابة سيتفاعل مع الخط العربي كما يتفاعل شاعر مبدع».
أما أصل الخط العربي ونشأته وتطوره فيحدثنا عنه السيد "هيثم موسى" الذي يعمل في مجال الخط منذ خمسة عشر عاماً ويقول: «إن أصل الخط العربي الأول هو (المسند) الذي أثبتته النقوش الثمودية والصفوية واللحيانية والتي وجدت في عدة مناطق من شبه الجزيرة العربية، وتتكون كلها من خطوط عربية متفرعة من خط المسند الحميري اليمني، ثم استعمل العرب الخط النبطي المتحدّر من الخط الآرامي وتطور شيئاً فشيئاً حتى أصبح هو الأصل الثاني للخط العربي».
وحول نشأته وتطوره يتابع السيد "موسى": «تطور الخط العربي تطوراً كبيراً في الشام وبغداد في العصرين الأموي والعباسي على أيدي عدد كبير من الخطاطين العرب والمسلمين نذكر منهم: "ابن مقلة"، "الضحاك بن عجلان" و"إسحق بن حماد" و"عارف حكمت ابن الحافظ حمزة" و"السلطان بايزيد الثاني"، أما في سورية فقد بزغ عدد كبير من الأساتذة البارعين في أنواع الخطوط وأسهموا في ترسيخ قواعد الخط العربي وتجميله وابتكار تكوينات جديدة وفريدة،
هيثم موسى
ولم يزل يبزغ من أحفاد أولئك الكبار خطاطون متميزون يجمعون في براعتهم بين الفن والحرفة بما يتطلبه العصر من تطور وما تقتضيه الدعاية والإعلان وضرورات التجديد من ابتكار وإبداع».
وعن الأسماء التي أطلقت على الخط العربي يتابع السيد "موسى" فيقول: «سميت الخطوط العربية بأسماء المدن (الكوفي) نسبة لمدينة الكوفة أو باسم من ابتكرها (الياقوتي) نسبة لـــ "ياقوت الحموي" كما سميت بمقاديرها كخط (الثلث) أو بحسب الغرض كخط (التواقيع) أو بحسب هيئاتها كخط (المسلسل).