يعتبر الشيخ حمزة أو الدكتور/ حمزة كما نقول له اليوم من الدعاة طيبي القلب والسريرة.. وقد عشت معه أياما ً جميلة في سجن أسيوط بعد المبادرة .
- وكنت أشعر أنه يحمل قلب طفل رقيق ودود تغلفه جدية أهل الصعيد وصرامتهم الظاهرة.. والتي تخفي في أكثر الأحوال قلبا ً عطوفا ً ودودا ً يحب الآخرين بصدق دون تصنع أو زيف ودون مصلحة.
- والشيخ حمزة من أسرة شهيرة في قرية الهمامية بالبداري..وهذه الأسرة خرج منها علماء وفلاسفة ومفكرين وإداريين.. وعلى رأس هؤلاء جميعا ً المفكر القومي الكبير د/عصمت سيف الدولة.. وهو عم الشيخ حمزة.
- وقبل أن يدخل الشيخ حمزة في زمرة الحركة الإسلامية عامة والجماعة الإسلامية خاصة كانت لنا قصة مع عمه المفكر الكبير د/ عصمت سيف الدولة حينما كنا نحاكم في القضية الكبرى التي سميت "قضية الجهاد الكبرى" والتي أعقبت قضية "السادات" .. وكان عدد المتهمين فيها 302متهاما ً .. أما قضية "الانتماء للجماعة الإسلامية والجهاد التابعة لها" فكانت تضم أكثر من 400متهم .. وهي أكبر القضايا في تاريخ مصر القضائي والسياسي .
- وقد تطوع د/ عصمت سيف الدولة – رحمه الله – مشكورا ً للدفاع عن الشيخ كرم زهدي دون أجر رغم مكانته الكبيرة كعالم من علماء القانون .
- ولكن بعض المحامين المتدينين وقتها نصح الشيخ كرم بعدم قبول د/ عصمت محاميا ً له في القضية .. لأن له ميول يسارية ولأنه كتب الكتاب الأخضر (وهو الكتاب الذي يشرح فكر الثورة الليبية ).
- ولكن الأستاذ فريد عبد الكريم المحامي رحمه الله قال للشيخ كرم هذا الرجل مفكر عظيم .. وهو لا يأتي للدفاع عن أي أحد .. وقد قرأ ملف القضية واختارك بالذات للدفاع عنك لرجولتك فاجلس معه وسوف تعرف ذلك بنفسك .
- وفعلا ً استأذن الدكتور/ عصمت سيف الدولة من المستشار العظيم/ عبد الغفار محمد - وهو من أعظم القضاة في تاريخ مصر الحديث - للجلوس مع الشيخ كرم فأذن له.
- وبعد أن جلس الاثنان سويا ً لبعض الوقت خرج الشيخ كرم ليوافق فورا ً على توكيل د/ عصمت للدفاع عنه .. بل ويعلن ترحيبه بذلك .
- وقد سألت الشيخ كرم عن سر تغييره لرأيه مباشرة فقال لي: أنا عندي قرون استشعار تشعر بالرجال الشجعان.. وقد شعرت أن د/ عصمت رجل وطني شجاع .. وقد أتى للدفاع عنا بحق .. وليس للرياء أو السمعة أو المنظرة.
- وفعلا ً أبلى د/ عصمت سيف الدولة كعادته بلاءً حسنا ً في مرافعة رائعة لم نعرف قيمتها وقتها حينما كنا شبابا ً.. حتى تقابلنا بعد قرابة 16عاما ً مع المستشار عبد الغفار بعد أن أصبح محاميا ً وجاء ليزور الإخوة في قضية المحجوب في السجن .
- فسألناه: من أثر فيك من المحاميين ورسخ عندك القناعة بنبل مقصدنا كما ذكرت في الحيثيات وجعلك تخفف الأحكام عن الإخوة ولا تحكم عليهم بالإعدام؟
- فقال: ثلاثة من المحاميين أولهم د/ عصمت سيف الدولة.. وحينها تفكرنا في هذا الأمر طويلا ً.. وقلنا سبحان الله.. الرجل الذي كنا نريد رفض عونه ومساعدته ودفاعه كان سببا ً من أسباب نجاتنا من الإعدامات.
- لقد تعلمنا من هذا الدرس العلمي حكمة تربوية عالية تحتاجها الحركة الإسلامية دائما ً.. وهي ألا ترفض كمسلم يدا ً امتدت إليك بالخير والعون والمساعدة مهما كانت هذه اليد.. وما دام العون هو على الخير والمعروف.
- وعليك ألا تشترط على ربك هوية وشخصية وتدين من يرسله لك لعونك وإنقاذك من المحن.. "فللـَّه جنود السموات والأرض".
- ومن أدراك أن هذه المحنة سينقذك منها التقى والورع والذي فيه كذا وكذا من فكر الحركة الإسلامية ؟ .
- ومن أدراك أن هذا الرجل سينصرك .. فقد يخذلك لظرف أو آخر.. أو عذر أو آخر ؟
- ألم يشك عمر بن الخطاب إلي ربه كثيرا ً عجز التقي ؟
- وقد دارت الأيام دورتها وأصبح د/ عصمت سيف الدولة من المحبين للحركة الإسلامية والعارفين لفضلها.
- بل إنه رفض أن يهاجمها أو يهجوها أو يقسو عليها في محنتها وذلك لرجولته .
- بل إنه كان يرى أن شباب الحركة الإسلامية هو خير من يصلح لخدمة الوطن والدفاع عنه.
- وكان من أنصار التحالف بين الحركة الإسلامية والتيار القومي لمصلحة الوطن.
- واليوم تذكرت هذه القصة وهذا الدرس التربوي العظيم الذي تعلمناه في شبابنا من د/ عصمت سيف الدولة .. وقد أحببت أن أسوقه لشباب الحركة الإسلامية الحديث حتى يشكر من أحسن إليه .. ويكرمه ويعرف قدره وقيمته .. ولا يتنكر لفضله مهما كان فكره وتوجهه .. وقد طافت بي كل هذه الذكريات مع د/ عصمت سيف الدولة حينما أجرينا الحوار مع تلميذه وابن أخيه الشيخ/ حمزة مشهور.
- فإلى الجزء الأول من حوارنا مع الشيخ/ حمزة مشهور .
- في بداية اللقاء نرحب بضيفنا العزيز الشيخ حمزة مشهور علي صفحات الموقع ومع أول سؤال نود التعرف علي الشيخ حمزة مشهور ؟
- الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد .
- أخوكم حمزة جوده على مشهور .
- السن 48 سنه .
- من مواليد 4/5/1960 من محافظة أسيوط - مركز البدا ري قرية الهمامية .. وهي قرية تبعد عن مركز البدا ري بحوالي 9 كم .
- متزوج من عام ونصف .. ومعي من الأبناء أسماء عمرها 6شهور.
- حصلت علي بكالوريوس التجارة الخارجية من جامعة حلوان عام 82 .
- وكنت أتمنى أن أصبح معيدا ً في الكلية ولكني حصلت في الأعوام الأولي بالجامعة علي تقديرات عالية .. وفي السنوات النهائية حصلت علي تقدير جيد مرتفع فلم يؤهلني ذلك أن أكون معيدا ً بالجامعة فسلكت طرقا أخرى .
- فحصلت على دبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية عام 85 .. وكان معي وقتها الشيخ عبد الآخر حماد .. و الشيخ علاء محي الدين رحمه الله .
- ثم بعد ذلك سلكت طريق كلية التجارة جامعة الأزهر .. فحصلت على دبلوم الاقتصاد الإسلامي عام 89 وكنت أتمني إكمال المشوار .. لولا أن جامعة الأزهر كانت متعنتة في شروطها .. وخاصة مع الخرجين من غير جامعة الأزهر .. فلا بد أن يدرس عامين في العلوم الإسلامية .. و بعد ذلك يحق له أن يكمل الدراسة .
- وأحب هنا أن ألمح هنا إلي أن النظام المعقد الذي تنتهجه جامعة الأزهر ويشتكي منه الكثيرون من طلبة العلم في إكمال دراستهم في الأزهر فيواجهوا الروتين والتعنت وليس لها أي قيمة .
- ثم بعد ذلك انتسبت كلية الحقوق وحصلت علي كلية الحقوق عام 93 وتقدمت للدراسات العليا عام 93 و تم تعطيلي عن امتحان الدبلوم في القانون العام من عام 93 حثي إذن الله و تدخل المشايخ الكرام في سجن الليمان وأحضروني إلي سجن أسيوط وبعدها حصلت عام 2002-2003 علي ماجستير القانون العام.
- وهذا الماجستير قمت فيه بعمل بحثين هما:-
- السلطة الاستثنائية بين النظام الإسلامي و النظم المعاصرة دراسة مقارنة.
- وحصلت علي دبلوم الشريعة الإسلامية عام 2003 والموضوع أخذت عليه تقدير امتياز وكان الموضوع مشرفا عليه عميد الكلية أ. د/ جابر علي مهران ولأول مرة يعطي الدكتور جابر لرسالة تقدير امتياز وكان عنوان البحث هو( حجية السنة النبوية بين دعاوى العقلانيين و القرآنيين).
- ثم سجلت بعد ذلك الدكتوراه بعد رحلة شاقة فقد قمت بتسجيل خطة البحث عام 2003 فلم يقبلوا الإشراف عليها إلا في عام 2005.. فقد اخترت موضوعا جديدا وهذا الموضوع هو الإصلاح الدستوري في مصر بين خياري التعديل و التغيير للدستور المصري 1971.
- وكنت أحاول من خلال البحث أن أجعل أفراد الجماعة الإسلامية يساهموا في عملية الإصلاح بمعني ألا يكونوا بمناي عن عملية الإصلاح.. ولو بالرسائل العلمية.. فاخترت هذا الموضوع عام 2003 حتى قبل الحديث عن تعديل الدستور في عام 2005.
- والإشراف على الرسالة كان من قبل ثلاثة من أساتذة القانون العام وهم أ.د/ عبد المحسن سيد ريان و ا د ثروت عبد العال احمد و أ.د/ شعبان احمد رمضان وقطعت شوطا داخل السجن في البحث إضافة إلي ترددي على بعض المكتبات العامة والخاصة و صفحات الانترنت.
- ما هي الموضوعات التي تناولتها في رسالة الدكتوراه ؟
- في البداية المقدمة و أتحدث فيها عن أهمية هذا البحث في الوقت الحالي والأسباب التي دفعتني إلي اختيار هذا الموضوع وطريقة السير في البحث.
- ثم بعد ذلك باب تمهيدي في حقيقة الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين :
- الفصل الأول في الظروف التاريخية لنشأة الدستور المصري 1971 وذلك في ثلاثة مباحث :
1- النظام الدستوري المصري قبل عام 1952 .
2- النظام الدستوري المصري بعد عام 1952 .
3- طريقة وضع الدستور المصري 1971 .
- الفصل الثاني في طبيعة الدستور المصري 1971 وذلك في أربعة مباحث :
- الطبيعة الشكلية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة السياسية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة الاقتصادية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة الاجتماعية للدستور المصري 1971 .
- ثم الباب الأول بعنوان : المتغيرات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية (1971-2003) .. وأثرها علي النظام الدستوري المصري .. وذلك في ثلاثة فصول :
- الفصل الأول : المتغيرات السياسية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري(1971-2003) ، وذلك في ست مباحث :
- سقوط الشيوعية ونهاية النظام العالمي القديم .
- النظام العالمي الجديد الأحادي القطبية .
- تزايد ظاهرة التدخل في الشئون الداخلية للدول .
- تزايد الاهتمام العالمي بالحريات العامة وحقوق الإنسان .
- ظاهرة التنافس الثقافي و الحضاري .
- ظاهرة الأغلبية الصامتة .
- الفصل الثاني : المتغيرات الاقتصادية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري (1971-2003) .. و ذلك في ثلاثة مباحث :
- التحول في اتجاه الحرية الاقتصادية .
- العولمة الاقتصادية ومنظمة الجات .
- ظاهرة التكتلات الاقتصادية الإقليمية .
- الفصل الثالث : المتغيرات الاجتماعية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري (1971-2003) .. وذلك في أربعة مباحث :-
- تزايد الجرائم المنظمة و جرائم الإرهاب الدولي .
- تزايد دور المرأة في المجتمع .
- تزايد دور الجمعيات الأهلية و النقابات المهنية .
- تزايد ظاهرة العنف السياسي و الديني .
- الباب الثاني : خيار تعديل الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين :-
- الفصل الأول : الطريق إلي تعديل الدستور .. وذلك في مبحثين :
- إجراءات تعديل الدستور .
- تجربة تعديل الدستور الحالي في مايو 1980 وتعديل المادة 76 .
- الفصل الثاني : في إشكاليات تعديل الدستور .. وذلك في ثلاثة مباحث :
- إشكالية السلطة الرئاسية .
- إشكالية ثلث أعضاء البرلمان .
- إشكالية الاستفتاء الدستوري .
- الباب الثالث : خيار تغيير الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين:-
- الفصل الأول: اتجاهات التغيير الدستوري و ذلك في ست مباحث :
- التغير في اتجاه الاستقرار الدستوري .
- التغير في اتجاه تغلب السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية .
- التغير في تحقيق الدولة القانونية .
- التغير في اتجاه ضمانات الحريات العامة وحقوق الإنسان .
- التغير في اتجاه مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص .
- التغير في اتجاه ترسيخ الثوابت السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للدولة و المجتمع .
- الفصل الثاني : في إشكاليات التغير الدستوري وذلك في أربعة مباحث :
- إشكالية الأولوية بين الإصلاح السياسي و الإصلاح الدستوري .
- إشكالية التدرج و المرحلية في عملية الإصلاح الدستوري .
- إشكالية الهيئة التأسيسية .
- إشكالية التغير في الظروف الاستثنائية .
- فصل ختامي الطريق إلي الإصلاح الدستوري وذلك في ثلاثة مباحث :-
1- التعديل المحدود لترسيم الخريطة السياسية .
2- بناء المجلس الدستوري .
3- صياغة الدستور المصري .
- لاشك إن للأسرة تأثيرها الواضح في تكوين شخصية الشيخ حمزة هل من الممكن أن تحدثنا عن ذلك ؟
- نحن من قرية الهمامية.. والعائلة هي عائلة مشهور و هي العائلة التي أخرجت الدكتور عصمت سيف الدولة.. و هو المفكر القومي الكبير و المنظر السياسي المشهور و هو أحد أعمامي وكان التأثير الأكبر لوالدي الذي علمنا منذ الصغر عزة النفس في الحياة.
- وعائلتنا كانت مهتمة بالعلم ومعظمهم بالجامعات و لديهم من المبادئ و القيم ما يميزهم عن باقي العائلات .
- هل كتب الدكتور عصمت سيف الدولة كتبا ً عن قريتكم وأسرتكم ؟
- نعم .. كتب الدكتور عصمت كتابه مذكرات قرية من جزأين وهي طبعة دار الهلال الجزء الأول بعنوان مشايخ جبل البدا ري.. والثاني عنوانه مذكرات قرية.. ويتحدث فيه عن عميد العائلة عباس محمد إسماعيل جوده والد الدكتور عصمت فيتحدث عن شخصيته المحورية إضافة إلي عادات القرية.
- وهذه المذكرات اثني عليها الأستاذ جمال الغيطاني كثيرا ً.
- وهناك مشروعات من محمد سيف الدولة ابن الدكتور عصمت في تحويل هذا العمل إلي مسلسل يعرض في التليفزيون المصري حيث أن هذا العمل يجسد الحياة في الصعيد تفصيلا دقيقا ً.
- كيف كانت نشأتكم ؟ .. وخاصة في بلدة مثل البداري لم تكن تحظي في طفولتكم بأي وسيلة من وسائل الترفيه ؟
- قد كانت النشأة من البداية نشأة دينية .. ومثلي كان مثل معظم شباب القرية ليس لنا مجال إلا التعليم .
- فقد كنا في المرحلة الإعدادية نسير 4 كم ذهابا إلي المدرسة ومثلهم إيابا ً.. ثم في المرحلة الثانوية أقمت في مركز البداري.. وفي الجامعة كافحت كفاحا مريرا ً.. فحياتي كان فيها نوع من المشقة ولم تكن مترفة.. فقد كنت أذاكر علي لمبة جاز.
- وطبيعة مركز البداري من أول الأمر ليس فيه منكرات أو حتى وسائل المنكر و المعاصي مثل البلاد الأخرى غير تفشي ظاهرة الصراع بين العائلات و الثار فنشأت ملتزما محافظا علي الصلاة وحفظ القران من نعومة الأظافر .
- إذا كيف تعرفت علي الإخوة ؟
- بداية تعرفي علي الإخوة كانت في الجامعة عندما كنت طالبا في كلية التجارة الخارجية وسكنت بالمدينة الجامعية وكانت في إمبابة و صادف أني سكنت مع الشيخ نصر محمد أحمد علي من الإسكندرية و هو رجل فاضل وكان السبب في التزامي مع الإخوة.. فهذا الرجل احتضنني منذ البداية وعلمني أصول الالتزام.. فكنت أعيش مع الإخوة وأصلي معهم وبدأت لحيتي تنبت.
- وكانت الصحوة الإسلامية في عام 79 في أوج ازدهارها وكانت المدينة الجامعية في ذلك الوقت يدعي إليها كل العلماء من كافة الاتجاهات أمثال الشيخ إبراهيم عزت و الشيخ عبد المتعال الجابري و الشيخ عمر لتلمساني و الأستاذ مصطفي مشهور و الشيخ عبد الله السماوي.
- وكنا نذهب للصلاة عند الشيخ عبد الحميد كشك و الشيخ أسامة عبد العظيم و في هذه الفترة كانت فرصة للتعرف علي كل الاتجاهات.
- ثم بعد انتهاء فترة الكلية وحدثت أحداث 81 ورجعت إلي أسيوط وعملت في شركة كايرو تريد نج.. وبدأت أتعرف علي الجماعة في عام 84 وكانت بداية معرفتي بالشيخ احمد عبده سليم و الشيخ عبد الأخر حماد.. وبدأت تلقائيا انضم إلي الجماعة الإسلامية حيث أني كنت في الأصل ملتزما ً.. وبدأت ممارسة الدعوة الإسلامية وأشارك في كافة الأعمال من خطب جمعة أو دروس أو لقاءات داخل أسيوط أو خارجها سواء في المراكز أو القرى.. وتعرفت علي باقي أفراد الجماعة وانتشرت الدعوة في كافة ربوع مصر.. وكانت فترة الثمانينات العصر الذهبي للجماعة الإسلامية وانتشار فكرها
- الدعوة في مركز البدا ري .. كيف بدأت ؟
- بعد الانتشار في الفكر الخاص بالجماعة الإسلامية في كافة ربوع مصر بدأت الدعوة في مركز البدا ري.. وكما قلت من قبل أن الصراع بين العائلات كان من أكبر الظواهر ومعدل جريمة القتل في المركز كانت تفوق أي مكان أخر في مصر وهي بلد عائلات.. والدعوة الإسلامية تحتاج إلي فقه خاص للتعامل مع هذه العائلات التي تتصارع مع بعضها وتتسابق في موضوع السيادة و العلو علي العائلات الاخري.
- والحمد لله بدأت الدعوة في مركز البدا ري واختيار بعض المساجد لأخطب فيها و بعد ذلك بدأت دعوة بعض إفراد العائلات وكان علي رأس من دعوتهم الشيخ صلاح الهمامي رحمه الله .. وظلت الدعوة في مركز البداري هادئة وتزايد عدد الإخوة حتى انتشرت الدعوة انتشارا أذهل كل الناس .. إذ كيف بمركز مثل البدا ري أن يتجه شبابه إلي الله و يتركوا العصبية و الصراع و القتل ويلجئوا إلي المساجد و الصلاة و القيام و الذكر و الحمد لله رب العالمين أولاً و أخيرا ً
- وقد وصل عدد الإخوة إلي عدد كبير وكنت حريصا ً في الفترة التي قضيتها في مركز البدا ري علي توفير الأجواء الهادئة التي تجعل مناخ الدعوة مناسبا ً .. و لولا تطور الإحداث و الصراع لكان مركز البدا ري من أكبر المراكز علي مستوي الجمهورية.
- وشباب مركز البدا ري يتميز أنهم أهل كرم ووفاء وبر .. ولذا حتى الآن هم أكثر الناس حبا و تقديرا لمشايخهم و قادتهم .. و لديهم نوع من الانتماء و الوفاء و البر .. وليس هذا ثناء عليهم لأنهم عشيرتي و أقربائي .. و لكن هذا من باب إعطائهم حقهم .. و الحمد لله حتى الآن مازال الإخوة في كل قرية علي التزامهم .. ونسأل الله أن يهيئ مناخا للدعوة مرة أخرى حتى تعم الدعوة الإسلامية في كافة الأجواء .
- ما هي الشخصيات الإسلامية التي أثرت في حياتك و تكوينك ؟
- في حياتي تأثرت بالعديد من الشخصيات علي مدار التاريخ .. والإنسان بطبعه يتفاعل مع الآخرين ومع البيئة و المجتمع و الإعلام .. فيؤثر و يتأثر .
- فقد كان من الشخصيات التي تأثرت بها كثيرا ً الشيخ محمد الغزالي وهو من الشخصيات التي لم يستفد منها المجتمع الاستفادة الكاملة حتى مات .. وبعدها بدأ الناس يعرفون قيمته ويرون نظرته الثاقبة في كافة مجالات الحياة .. وكان يمكن الاستفادة منه في أشياء كثيرة .. فهو مدرسة كبيرة في مجال الدعوة الإسلامية و النظرات المستقبلية للإسلام .. وكتب الشيخ الغزالي التي قرأتها تأثرت بها كثيرا ً .
- أيضا من الشخصيات المؤثرة في حياتي الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله .. وكان شيخا ً لجماعة التبليغ والدعوة في السبعينات .. وكان يخطب في مسجد أنس بن مالك .. و كنا نعتكف عنده ليلة الجمعة لنسمع منه الدرس فكانت الجبال تلين بين يدي الشيخ إبراهيم .. وكان له منهج في الدعوة و الصبر علي المدعوين وحمل هم الدعوة بين جوانحه .. و له طابع في الدعوة الإسلامية لا ينكر .
- كذلك من الذين تأثرت بهم الشيخ مصطفي مشهور وله أثر ملموس في الصحوة الإسلامية كلها .
- كذلك فضيلة الدكتور عمر عبد الرحمن فرج الله كربه في محاضراته وأخذه لهذا الدين بقوة .. وكذلك عبادته و أوراده التي احترمها .
- كذلك الشيخ عبد الأخر حماد في علمه وكثرة قراءاته و بحثه وتعمقه العلمي .. فهو من الشخصيات التي لها قراءات كثيرة .
- أيضا في فترة السجن تقابلت مع شخصيات منها الشيخ كرم زهدي في حنوه علي الإخوة وصبره و سعة صدره وحرصه علي خروج الإخوة من السجون .
- و أيضا الشيخ ناجح الذي هو مدرسة في التربية فكانت له بعض الدروس في السجن كنت أكتبها في كراسات وكانت دروس قيمة و عظيمة .. وأظن أن هذه الدروس لو فتحت لها قنوات فضائية وسمعها الشعب المصري و تعرف علي الفكر الثاقب الذي يحتاج المجتمع إليه .
- وأيضا تأثرت بالشيخ عصام و الشيخ عاصم .
- ومن الشخصيات التي تأثرت بها شخصية الشيخ علي الديناري وهو من الشخصيات التي تمثل لي عظيم الاستفادة .
- أيضا تأثرت كثيرا بالدكتورة حمدية زهران وهذه كانت تشجعني كثيرا وكانت تصحبني معها في رسائل الماجستير و الدكتوراه في الجامعات الأخري وكانت لها نظرتها الثاقبة في مجالات التنمية .
- إضافة إلي تأثري الشديد ببعض الكتب منها إحياء علوم الدين و مدارج السالكين و حلية الأولياء وكتب الزهد المختلفة وكتب الشيخ الغزالي مثل قذائف الحق و هموم داعية .
- كيف أثر الدكتور عصمت سيف الدولة في تكوين شخصيتك الفكرية ؟
- من أكثر الناس الذين أثروا في شخصيتي الدكتور عصمت .. فمنذ أن التزمت مع الإخوة في عام 79 كان لدي رغبة وحب استطلاع في التعرف علي الآخرين وكثرة القراءة .. وهذه السمات التي حباتي الله بها فكانت هناك شخصيات كثيرة منها والدي وعمي محمد إسماعيل وهو كان أكبر من الدكتور عصمت .. وكان يعتبره الدكتور عصمت عميد العائلة فقد كان هو كبير العائلة .. وكان رجل حصيفا ً فكان ينظر إلي عواقب الأمور .. وكانت له أفكار عظيمة .
- أما الدكتور عصمت فقد تعلمت منه أشياء كثيرة منها البساطة في الدعوة و تعليم الآخرين .. فقد كان يأتي كل عام إلي الهمامية وكان يجلس مع الناس و يكلمهم في أمور السياسة بالطريقة التي يفهمونها .. فمثلا ً يمثل لهم الولايات المتحدة بإحدى القرى .. و الأحزاب السياسية بالعائلات .. والرؤساء والقادة ببعض رموز العائلات .. فمثلا ً يسأل أحد الأشخاص عن الرئيس عبدا لناصر فكان يقول له عبد الناصر مثل فلان .. والسادات مثل فلان .. وهكذا ويضرب لهم الظواهر السياسية بالصور البسيطة .
- وماذا كان رأي د / عصمت في الجماعة الإسلامية .. وخاصة في وقت محنتها ؟
- وكان الدكتور عصمت محبا للحرية وعاشقا ً لها .. وكان يريد ألا تحرم الحركة الإسلامية منها .. ومنها الجماعة الإسلامية .
- فتراه في فترة من الفترات عندما تكالبت معظم القوي علي الجماعة الإسلامية كان الدكتور عصمت يرفض الحديث عن الجماعة .
- حتى أن أحد الناس سأله لماذا لا تكتب عن الجماعة و التطرف فكانت له وجهة نظر خاصة حيث كان يقول : إن الجماعة أو الكيان الذي لا يملك قناة إعلامية تعبر عنه ويرد من خلالها لا يجوز أن يتحدث عنه أحد فهو مقيد ولا يملك وسيلة الرد .. فإذا تكلمت عنه فكيف يرد هو علي كلامي وليس لديه القناة الإعلامية التي أملكها .. وليس لديه مجلة أو جريده .. وغير ذلك .
- كيف كان د/ عصمت يتواصل بفكره مع الناس سوي الكتب .. حيث أننا نعلم أنه لم يكن يحب الظهور الإعلامي ؟
- كان الدكتور عصمت لديه مكتب يشبه الصالون السياسي يجتمع عنده كبار السياسيين مثل .. المرحوم فتحي رضوان وأحمد بهاء الدين وفريدة النقاش وبعض الصحفيين و الشخصيات الأخرى .
- وكنت في فترة الجامعة أتردد عليه كثيرا وأتناقش معه كثيراً .. وعندما كان يحضر إلي الهمامية استمر معه في نقاش حتى أذان الفجر .
- كما كان له العديد من المؤلفات مثل الثورة العربية وهو يعد المرجع الأساسي للكتاب القوميين .. وله أيضا كتاب العروبة و الإسلام .. وكتاب عن الناصريين .
- البعض كان يحسب د/ عصمت علي القوي الناصرية والشيوعية .. فهل هذا صحيح ؟
- لا .. فقد كان د / عصمت أكبر من ذلك بكثير وذهنه وفكره أوسع من ذلك بكثير وكان يحب الوطن عموما ً .. ويحب كل من يحب الوطن .
- كما أن د/ عصمت كان ينتقد كافة القوي مثل الناصريين و الشيوعيين وكافة القوي المشابهة .. وكان رجلا ً موضوعيا ً.. وليس له حدود في الفكر .. وكان أحسن ما في الدكتور عصمت هو حبه للحرية و الديمقراطية وحرية الجميع في التعبير عن إرادتهم وأفكارهم في صوره حرة متحررة .
- وهو مفكر وسياسي ومن أكبر المحامين في مصر وقد ترافع في قضية التكفير و الهجرة .. وقضية سنة 1981 .. والتي تعرف باسم قضية تنظيم الجهاد 462 حصر أمن دولة عليا .. وقضية ثورة مصر و له أفكار حسنة كثيرة.
- هل كان للدكتور عصمت نشاط سياسي وانتماء حزبي معين؟
- الدكتور عصمت كان يري نفسه أعلي من مستوي الأحزاب السياسية .. ويري أن التحرر من الحزبية وما يتبعها من تعصب هو أفضل .
- لقد كان منظرا ً و مفكرا ً .. وكان صديقا ً للجميع فهو صديق للتيار الإسلامي و اليساري ولتيارات كثيرة أخري .
- في فترة الدكتور عصمت تزامن وجود الأستاذ ممتاز نصار وكلاهما من البداري .. فكيف كانت علاقتهما ببعض ؟
- الأستاذ ممتاز كان من أكبر المحامين في البداري وكانت تربطه بالدكتور عصمت علاقة صداقة .. لكن كان لكل واحد منهم توجهه السياسي وفكره الخاص به .. والأستاذ ممتاز كان من الشخصيات العظيمة التي كانت تدافع عن الحريات و في كافة مقالاته كان يدافع عن المظلومين.
- وكنت أشعر أنه يحمل قلب طفل رقيق ودود تغلفه جدية أهل الصعيد وصرامتهم الظاهرة.. والتي تخفي في أكثر الأحوال قلبا ً عطوفا ً ودودا ً يحب الآخرين بصدق دون تصنع أو زيف ودون مصلحة.
- والشيخ حمزة من أسرة شهيرة في قرية الهمامية بالبداري..وهذه الأسرة خرج منها علماء وفلاسفة ومفكرين وإداريين.. وعلى رأس هؤلاء جميعا ً المفكر القومي الكبير د/عصمت سيف الدولة.. وهو عم الشيخ حمزة.
- وقبل أن يدخل الشيخ حمزة في زمرة الحركة الإسلامية عامة والجماعة الإسلامية خاصة كانت لنا قصة مع عمه المفكر الكبير د/ عصمت سيف الدولة حينما كنا نحاكم في القضية الكبرى التي سميت "قضية الجهاد الكبرى" والتي أعقبت قضية "السادات" .. وكان عدد المتهمين فيها 302متهاما ً .. أما قضية "الانتماء للجماعة الإسلامية والجهاد التابعة لها" فكانت تضم أكثر من 400متهم .. وهي أكبر القضايا في تاريخ مصر القضائي والسياسي .
- وقد تطوع د/ عصمت سيف الدولة – رحمه الله – مشكورا ً للدفاع عن الشيخ كرم زهدي دون أجر رغم مكانته الكبيرة كعالم من علماء القانون .
- ولكن بعض المحامين المتدينين وقتها نصح الشيخ كرم بعدم قبول د/ عصمت محاميا ً له في القضية .. لأن له ميول يسارية ولأنه كتب الكتاب الأخضر (وهو الكتاب الذي يشرح فكر الثورة الليبية ).
- ولكن الأستاذ فريد عبد الكريم المحامي رحمه الله قال للشيخ كرم هذا الرجل مفكر عظيم .. وهو لا يأتي للدفاع عن أي أحد .. وقد قرأ ملف القضية واختارك بالذات للدفاع عنك لرجولتك فاجلس معه وسوف تعرف ذلك بنفسك .
- وفعلا ً استأذن الدكتور/ عصمت سيف الدولة من المستشار العظيم/ عبد الغفار محمد - وهو من أعظم القضاة في تاريخ مصر الحديث - للجلوس مع الشيخ كرم فأذن له.
- وبعد أن جلس الاثنان سويا ً لبعض الوقت خرج الشيخ كرم ليوافق فورا ً على توكيل د/ عصمت للدفاع عنه .. بل ويعلن ترحيبه بذلك .
- وقد سألت الشيخ كرم عن سر تغييره لرأيه مباشرة فقال لي: أنا عندي قرون استشعار تشعر بالرجال الشجعان.. وقد شعرت أن د/ عصمت رجل وطني شجاع .. وقد أتى للدفاع عنا بحق .. وليس للرياء أو السمعة أو المنظرة.
- وفعلا ً أبلى د/ عصمت سيف الدولة كعادته بلاءً حسنا ً في مرافعة رائعة لم نعرف قيمتها وقتها حينما كنا شبابا ً.. حتى تقابلنا بعد قرابة 16عاما ً مع المستشار عبد الغفار بعد أن أصبح محاميا ً وجاء ليزور الإخوة في قضية المحجوب في السجن .
- فسألناه: من أثر فيك من المحاميين ورسخ عندك القناعة بنبل مقصدنا كما ذكرت في الحيثيات وجعلك تخفف الأحكام عن الإخوة ولا تحكم عليهم بالإعدام؟
- فقال: ثلاثة من المحاميين أولهم د/ عصمت سيف الدولة.. وحينها تفكرنا في هذا الأمر طويلا ً.. وقلنا سبحان الله.. الرجل الذي كنا نريد رفض عونه ومساعدته ودفاعه كان سببا ً من أسباب نجاتنا من الإعدامات.
- لقد تعلمنا من هذا الدرس العلمي حكمة تربوية عالية تحتاجها الحركة الإسلامية دائما ً.. وهي ألا ترفض كمسلم يدا ً امتدت إليك بالخير والعون والمساعدة مهما كانت هذه اليد.. وما دام العون هو على الخير والمعروف.
- وعليك ألا تشترط على ربك هوية وشخصية وتدين من يرسله لك لعونك وإنقاذك من المحن.. "فللـَّه جنود السموات والأرض".
- ومن أدراك أن هذه المحنة سينقذك منها التقى والورع والذي فيه كذا وكذا من فكر الحركة الإسلامية ؟ .
- ومن أدراك أن هذا الرجل سينصرك .. فقد يخذلك لظرف أو آخر.. أو عذر أو آخر ؟
- ألم يشك عمر بن الخطاب إلي ربه كثيرا ً عجز التقي ؟
- وقد دارت الأيام دورتها وأصبح د/ عصمت سيف الدولة من المحبين للحركة الإسلامية والعارفين لفضلها.
- بل إنه رفض أن يهاجمها أو يهجوها أو يقسو عليها في محنتها وذلك لرجولته .
- بل إنه كان يرى أن شباب الحركة الإسلامية هو خير من يصلح لخدمة الوطن والدفاع عنه.
- وكان من أنصار التحالف بين الحركة الإسلامية والتيار القومي لمصلحة الوطن.
- واليوم تذكرت هذه القصة وهذا الدرس التربوي العظيم الذي تعلمناه في شبابنا من د/ عصمت سيف الدولة .. وقد أحببت أن أسوقه لشباب الحركة الإسلامية الحديث حتى يشكر من أحسن إليه .. ويكرمه ويعرف قدره وقيمته .. ولا يتنكر لفضله مهما كان فكره وتوجهه .. وقد طافت بي كل هذه الذكريات مع د/ عصمت سيف الدولة حينما أجرينا الحوار مع تلميذه وابن أخيه الشيخ/ حمزة مشهور.
- فإلى الجزء الأول من حوارنا مع الشيخ/ حمزة مشهور .
- في بداية اللقاء نرحب بضيفنا العزيز الشيخ حمزة مشهور علي صفحات الموقع ومع أول سؤال نود التعرف علي الشيخ حمزة مشهور ؟
- الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد .
- أخوكم حمزة جوده على مشهور .
- السن 48 سنه .
- من مواليد 4/5/1960 من محافظة أسيوط - مركز البدا ري قرية الهمامية .. وهي قرية تبعد عن مركز البدا ري بحوالي 9 كم .
- متزوج من عام ونصف .. ومعي من الأبناء أسماء عمرها 6شهور.
- حصلت علي بكالوريوس التجارة الخارجية من جامعة حلوان عام 82 .
- وكنت أتمنى أن أصبح معيدا ً في الكلية ولكني حصلت في الأعوام الأولي بالجامعة علي تقديرات عالية .. وفي السنوات النهائية حصلت علي تقدير جيد مرتفع فلم يؤهلني ذلك أن أكون معيدا ً بالجامعة فسلكت طرقا أخرى .
- فحصلت على دبلوم الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية عام 85 .. وكان معي وقتها الشيخ عبد الآخر حماد .. و الشيخ علاء محي الدين رحمه الله .
- ثم بعد ذلك سلكت طريق كلية التجارة جامعة الأزهر .. فحصلت على دبلوم الاقتصاد الإسلامي عام 89 وكنت أتمني إكمال المشوار .. لولا أن جامعة الأزهر كانت متعنتة في شروطها .. وخاصة مع الخرجين من غير جامعة الأزهر .. فلا بد أن يدرس عامين في العلوم الإسلامية .. و بعد ذلك يحق له أن يكمل الدراسة .
- وأحب هنا أن ألمح هنا إلي أن النظام المعقد الذي تنتهجه جامعة الأزهر ويشتكي منه الكثيرون من طلبة العلم في إكمال دراستهم في الأزهر فيواجهوا الروتين والتعنت وليس لها أي قيمة .
- ثم بعد ذلك انتسبت كلية الحقوق وحصلت علي كلية الحقوق عام 93 وتقدمت للدراسات العليا عام 93 و تم تعطيلي عن امتحان الدبلوم في القانون العام من عام 93 حثي إذن الله و تدخل المشايخ الكرام في سجن الليمان وأحضروني إلي سجن أسيوط وبعدها حصلت عام 2002-2003 علي ماجستير القانون العام.
- وهذا الماجستير قمت فيه بعمل بحثين هما:-
- السلطة الاستثنائية بين النظام الإسلامي و النظم المعاصرة دراسة مقارنة.
- وحصلت علي دبلوم الشريعة الإسلامية عام 2003 والموضوع أخذت عليه تقدير امتياز وكان الموضوع مشرفا عليه عميد الكلية أ. د/ جابر علي مهران ولأول مرة يعطي الدكتور جابر لرسالة تقدير امتياز وكان عنوان البحث هو( حجية السنة النبوية بين دعاوى العقلانيين و القرآنيين).
- ثم سجلت بعد ذلك الدكتوراه بعد رحلة شاقة فقد قمت بتسجيل خطة البحث عام 2003 فلم يقبلوا الإشراف عليها إلا في عام 2005.. فقد اخترت موضوعا جديدا وهذا الموضوع هو الإصلاح الدستوري في مصر بين خياري التعديل و التغيير للدستور المصري 1971.
- وكنت أحاول من خلال البحث أن أجعل أفراد الجماعة الإسلامية يساهموا في عملية الإصلاح بمعني ألا يكونوا بمناي عن عملية الإصلاح.. ولو بالرسائل العلمية.. فاخترت هذا الموضوع عام 2003 حتى قبل الحديث عن تعديل الدستور في عام 2005.
- والإشراف على الرسالة كان من قبل ثلاثة من أساتذة القانون العام وهم أ.د/ عبد المحسن سيد ريان و ا د ثروت عبد العال احمد و أ.د/ شعبان احمد رمضان وقطعت شوطا داخل السجن في البحث إضافة إلي ترددي على بعض المكتبات العامة والخاصة و صفحات الانترنت.
- ما هي الموضوعات التي تناولتها في رسالة الدكتوراه ؟
- في البداية المقدمة و أتحدث فيها عن أهمية هذا البحث في الوقت الحالي والأسباب التي دفعتني إلي اختيار هذا الموضوع وطريقة السير في البحث.
- ثم بعد ذلك باب تمهيدي في حقيقة الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين :
- الفصل الأول في الظروف التاريخية لنشأة الدستور المصري 1971 وذلك في ثلاثة مباحث :
1- النظام الدستوري المصري قبل عام 1952 .
2- النظام الدستوري المصري بعد عام 1952 .
3- طريقة وضع الدستور المصري 1971 .
- الفصل الثاني في طبيعة الدستور المصري 1971 وذلك في أربعة مباحث :
- الطبيعة الشكلية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة السياسية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة الاقتصادية للدستور المصري 1971 .
- الطبيعة الاجتماعية للدستور المصري 1971 .
- ثم الباب الأول بعنوان : المتغيرات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية (1971-2003) .. وأثرها علي النظام الدستوري المصري .. وذلك في ثلاثة فصول :
- الفصل الأول : المتغيرات السياسية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري(1971-2003) ، وذلك في ست مباحث :
- سقوط الشيوعية ونهاية النظام العالمي القديم .
- النظام العالمي الجديد الأحادي القطبية .
- تزايد ظاهرة التدخل في الشئون الداخلية للدول .
- تزايد الاهتمام العالمي بالحريات العامة وحقوق الإنسان .
- ظاهرة التنافس الثقافي و الحضاري .
- ظاهرة الأغلبية الصامتة .
- الفصل الثاني : المتغيرات الاقتصادية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري (1971-2003) .. و ذلك في ثلاثة مباحث :
- التحول في اتجاه الحرية الاقتصادية .
- العولمة الاقتصادية ومنظمة الجات .
- ظاهرة التكتلات الاقتصادية الإقليمية .
- الفصل الثالث : المتغيرات الاجتماعية المؤثرة علي النظام الدستوري المصري (1971-2003) .. وذلك في أربعة مباحث :-
- تزايد الجرائم المنظمة و جرائم الإرهاب الدولي .
- تزايد دور المرأة في المجتمع .
- تزايد دور الجمعيات الأهلية و النقابات المهنية .
- تزايد ظاهرة العنف السياسي و الديني .
- الباب الثاني : خيار تعديل الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين :-
- الفصل الأول : الطريق إلي تعديل الدستور .. وذلك في مبحثين :
- إجراءات تعديل الدستور .
- تجربة تعديل الدستور الحالي في مايو 1980 وتعديل المادة 76 .
- الفصل الثاني : في إشكاليات تعديل الدستور .. وذلك في ثلاثة مباحث :
- إشكالية السلطة الرئاسية .
- إشكالية ثلث أعضاء البرلمان .
- إشكالية الاستفتاء الدستوري .
- الباب الثالث : خيار تغيير الدستور المصري 1971 وذلك في فصلين:-
- الفصل الأول: اتجاهات التغيير الدستوري و ذلك في ست مباحث :
- التغير في اتجاه الاستقرار الدستوري .
- التغير في اتجاه تغلب السلطة التشريعية في مواجهة السلطة التنفيذية .
- التغير في تحقيق الدولة القانونية .
- التغير في اتجاه ضمانات الحريات العامة وحقوق الإنسان .
- التغير في اتجاه مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص .
- التغير في اتجاه ترسيخ الثوابت السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للدولة و المجتمع .
- الفصل الثاني : في إشكاليات التغير الدستوري وذلك في أربعة مباحث :
- إشكالية الأولوية بين الإصلاح السياسي و الإصلاح الدستوري .
- إشكالية التدرج و المرحلية في عملية الإصلاح الدستوري .
- إشكالية الهيئة التأسيسية .
- إشكالية التغير في الظروف الاستثنائية .
- فصل ختامي الطريق إلي الإصلاح الدستوري وذلك في ثلاثة مباحث :-
1- التعديل المحدود لترسيم الخريطة السياسية .
2- بناء المجلس الدستوري .
3- صياغة الدستور المصري .
- لاشك إن للأسرة تأثيرها الواضح في تكوين شخصية الشيخ حمزة هل من الممكن أن تحدثنا عن ذلك ؟
- نحن من قرية الهمامية.. والعائلة هي عائلة مشهور و هي العائلة التي أخرجت الدكتور عصمت سيف الدولة.. و هو المفكر القومي الكبير و المنظر السياسي المشهور و هو أحد أعمامي وكان التأثير الأكبر لوالدي الذي علمنا منذ الصغر عزة النفس في الحياة.
- وعائلتنا كانت مهتمة بالعلم ومعظمهم بالجامعات و لديهم من المبادئ و القيم ما يميزهم عن باقي العائلات .
- هل كتب الدكتور عصمت سيف الدولة كتبا ً عن قريتكم وأسرتكم ؟
- نعم .. كتب الدكتور عصمت كتابه مذكرات قرية من جزأين وهي طبعة دار الهلال الجزء الأول بعنوان مشايخ جبل البدا ري.. والثاني عنوانه مذكرات قرية.. ويتحدث فيه عن عميد العائلة عباس محمد إسماعيل جوده والد الدكتور عصمت فيتحدث عن شخصيته المحورية إضافة إلي عادات القرية.
- وهذه المذكرات اثني عليها الأستاذ جمال الغيطاني كثيرا ً.
- وهناك مشروعات من محمد سيف الدولة ابن الدكتور عصمت في تحويل هذا العمل إلي مسلسل يعرض في التليفزيون المصري حيث أن هذا العمل يجسد الحياة في الصعيد تفصيلا دقيقا ً.
- كيف كانت نشأتكم ؟ .. وخاصة في بلدة مثل البداري لم تكن تحظي في طفولتكم بأي وسيلة من وسائل الترفيه ؟
- قد كانت النشأة من البداية نشأة دينية .. ومثلي كان مثل معظم شباب القرية ليس لنا مجال إلا التعليم .
- فقد كنا في المرحلة الإعدادية نسير 4 كم ذهابا إلي المدرسة ومثلهم إيابا ً.. ثم في المرحلة الثانوية أقمت في مركز البداري.. وفي الجامعة كافحت كفاحا مريرا ً.. فحياتي كان فيها نوع من المشقة ولم تكن مترفة.. فقد كنت أذاكر علي لمبة جاز.
- وطبيعة مركز البداري من أول الأمر ليس فيه منكرات أو حتى وسائل المنكر و المعاصي مثل البلاد الأخرى غير تفشي ظاهرة الصراع بين العائلات و الثار فنشأت ملتزما محافظا علي الصلاة وحفظ القران من نعومة الأظافر .
- إذا كيف تعرفت علي الإخوة ؟
- بداية تعرفي علي الإخوة كانت في الجامعة عندما كنت طالبا في كلية التجارة الخارجية وسكنت بالمدينة الجامعية وكانت في إمبابة و صادف أني سكنت مع الشيخ نصر محمد أحمد علي من الإسكندرية و هو رجل فاضل وكان السبب في التزامي مع الإخوة.. فهذا الرجل احتضنني منذ البداية وعلمني أصول الالتزام.. فكنت أعيش مع الإخوة وأصلي معهم وبدأت لحيتي تنبت.
- وكانت الصحوة الإسلامية في عام 79 في أوج ازدهارها وكانت المدينة الجامعية في ذلك الوقت يدعي إليها كل العلماء من كافة الاتجاهات أمثال الشيخ إبراهيم عزت و الشيخ عبد المتعال الجابري و الشيخ عمر لتلمساني و الأستاذ مصطفي مشهور و الشيخ عبد الله السماوي.
- وكنا نذهب للصلاة عند الشيخ عبد الحميد كشك و الشيخ أسامة عبد العظيم و في هذه الفترة كانت فرصة للتعرف علي كل الاتجاهات.
- ثم بعد انتهاء فترة الكلية وحدثت أحداث 81 ورجعت إلي أسيوط وعملت في شركة كايرو تريد نج.. وبدأت أتعرف علي الجماعة في عام 84 وكانت بداية معرفتي بالشيخ احمد عبده سليم و الشيخ عبد الأخر حماد.. وبدأت تلقائيا انضم إلي الجماعة الإسلامية حيث أني كنت في الأصل ملتزما ً.. وبدأت ممارسة الدعوة الإسلامية وأشارك في كافة الأعمال من خطب جمعة أو دروس أو لقاءات داخل أسيوط أو خارجها سواء في المراكز أو القرى.. وتعرفت علي باقي أفراد الجماعة وانتشرت الدعوة في كافة ربوع مصر.. وكانت فترة الثمانينات العصر الذهبي للجماعة الإسلامية وانتشار فكرها
- الدعوة في مركز البدا ري .. كيف بدأت ؟
- بعد الانتشار في الفكر الخاص بالجماعة الإسلامية في كافة ربوع مصر بدأت الدعوة في مركز البدا ري.. وكما قلت من قبل أن الصراع بين العائلات كان من أكبر الظواهر ومعدل جريمة القتل في المركز كانت تفوق أي مكان أخر في مصر وهي بلد عائلات.. والدعوة الإسلامية تحتاج إلي فقه خاص للتعامل مع هذه العائلات التي تتصارع مع بعضها وتتسابق في موضوع السيادة و العلو علي العائلات الاخري.
- والحمد لله بدأت الدعوة في مركز البدا ري واختيار بعض المساجد لأخطب فيها و بعد ذلك بدأت دعوة بعض إفراد العائلات وكان علي رأس من دعوتهم الشيخ صلاح الهمامي رحمه الله .. وظلت الدعوة في مركز البداري هادئة وتزايد عدد الإخوة حتى انتشرت الدعوة انتشارا أذهل كل الناس .. إذ كيف بمركز مثل البدا ري أن يتجه شبابه إلي الله و يتركوا العصبية و الصراع و القتل ويلجئوا إلي المساجد و الصلاة و القيام و الذكر و الحمد لله رب العالمين أولاً و أخيرا ً
- وقد وصل عدد الإخوة إلي عدد كبير وكنت حريصا ً في الفترة التي قضيتها في مركز البدا ري علي توفير الأجواء الهادئة التي تجعل مناخ الدعوة مناسبا ً .. و لولا تطور الإحداث و الصراع لكان مركز البدا ري من أكبر المراكز علي مستوي الجمهورية.
- وشباب مركز البدا ري يتميز أنهم أهل كرم ووفاء وبر .. ولذا حتى الآن هم أكثر الناس حبا و تقديرا لمشايخهم و قادتهم .. و لديهم نوع من الانتماء و الوفاء و البر .. وليس هذا ثناء عليهم لأنهم عشيرتي و أقربائي .. و لكن هذا من باب إعطائهم حقهم .. و الحمد لله حتى الآن مازال الإخوة في كل قرية علي التزامهم .. ونسأل الله أن يهيئ مناخا للدعوة مرة أخرى حتى تعم الدعوة الإسلامية في كافة الأجواء .
- ما هي الشخصيات الإسلامية التي أثرت في حياتك و تكوينك ؟
- في حياتي تأثرت بالعديد من الشخصيات علي مدار التاريخ .. والإنسان بطبعه يتفاعل مع الآخرين ومع البيئة و المجتمع و الإعلام .. فيؤثر و يتأثر .
- فقد كان من الشخصيات التي تأثرت بها كثيرا ً الشيخ محمد الغزالي وهو من الشخصيات التي لم يستفد منها المجتمع الاستفادة الكاملة حتى مات .. وبعدها بدأ الناس يعرفون قيمته ويرون نظرته الثاقبة في كافة مجالات الحياة .. وكان يمكن الاستفادة منه في أشياء كثيرة .. فهو مدرسة كبيرة في مجال الدعوة الإسلامية و النظرات المستقبلية للإسلام .. وكتب الشيخ الغزالي التي قرأتها تأثرت بها كثيرا ً .
- أيضا من الشخصيات المؤثرة في حياتي الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله .. وكان شيخا ً لجماعة التبليغ والدعوة في السبعينات .. وكان يخطب في مسجد أنس بن مالك .. و كنا نعتكف عنده ليلة الجمعة لنسمع منه الدرس فكانت الجبال تلين بين يدي الشيخ إبراهيم .. وكان له منهج في الدعوة و الصبر علي المدعوين وحمل هم الدعوة بين جوانحه .. و له طابع في الدعوة الإسلامية لا ينكر .
- كذلك من الذين تأثرت بهم الشيخ مصطفي مشهور وله أثر ملموس في الصحوة الإسلامية كلها .
- كذلك فضيلة الدكتور عمر عبد الرحمن فرج الله كربه في محاضراته وأخذه لهذا الدين بقوة .. وكذلك عبادته و أوراده التي احترمها .
- كذلك الشيخ عبد الأخر حماد في علمه وكثرة قراءاته و بحثه وتعمقه العلمي .. فهو من الشخصيات التي لها قراءات كثيرة .
- أيضا في فترة السجن تقابلت مع شخصيات منها الشيخ كرم زهدي في حنوه علي الإخوة وصبره و سعة صدره وحرصه علي خروج الإخوة من السجون .
- و أيضا الشيخ ناجح الذي هو مدرسة في التربية فكانت له بعض الدروس في السجن كنت أكتبها في كراسات وكانت دروس قيمة و عظيمة .. وأظن أن هذه الدروس لو فتحت لها قنوات فضائية وسمعها الشعب المصري و تعرف علي الفكر الثاقب الذي يحتاج المجتمع إليه .
- وأيضا تأثرت بالشيخ عصام و الشيخ عاصم .
- ومن الشخصيات التي تأثرت بها شخصية الشيخ علي الديناري وهو من الشخصيات التي تمثل لي عظيم الاستفادة .
- أيضا تأثرت كثيرا بالدكتورة حمدية زهران وهذه كانت تشجعني كثيرا وكانت تصحبني معها في رسائل الماجستير و الدكتوراه في الجامعات الأخري وكانت لها نظرتها الثاقبة في مجالات التنمية .
- إضافة إلي تأثري الشديد ببعض الكتب منها إحياء علوم الدين و مدارج السالكين و حلية الأولياء وكتب الزهد المختلفة وكتب الشيخ الغزالي مثل قذائف الحق و هموم داعية .
- كيف أثر الدكتور عصمت سيف الدولة في تكوين شخصيتك الفكرية ؟
- من أكثر الناس الذين أثروا في شخصيتي الدكتور عصمت .. فمنذ أن التزمت مع الإخوة في عام 79 كان لدي رغبة وحب استطلاع في التعرف علي الآخرين وكثرة القراءة .. وهذه السمات التي حباتي الله بها فكانت هناك شخصيات كثيرة منها والدي وعمي محمد إسماعيل وهو كان أكبر من الدكتور عصمت .. وكان يعتبره الدكتور عصمت عميد العائلة فقد كان هو كبير العائلة .. وكان رجل حصيفا ً فكان ينظر إلي عواقب الأمور .. وكانت له أفكار عظيمة .
- أما الدكتور عصمت فقد تعلمت منه أشياء كثيرة منها البساطة في الدعوة و تعليم الآخرين .. فقد كان يأتي كل عام إلي الهمامية وكان يجلس مع الناس و يكلمهم في أمور السياسة بالطريقة التي يفهمونها .. فمثلا ً يمثل لهم الولايات المتحدة بإحدى القرى .. و الأحزاب السياسية بالعائلات .. والرؤساء والقادة ببعض رموز العائلات .. فمثلا ً يسأل أحد الأشخاص عن الرئيس عبدا لناصر فكان يقول له عبد الناصر مثل فلان .. والسادات مثل فلان .. وهكذا ويضرب لهم الظواهر السياسية بالصور البسيطة .
- وماذا كان رأي د / عصمت في الجماعة الإسلامية .. وخاصة في وقت محنتها ؟
- وكان الدكتور عصمت محبا للحرية وعاشقا ً لها .. وكان يريد ألا تحرم الحركة الإسلامية منها .. ومنها الجماعة الإسلامية .
- فتراه في فترة من الفترات عندما تكالبت معظم القوي علي الجماعة الإسلامية كان الدكتور عصمت يرفض الحديث عن الجماعة .
- حتى أن أحد الناس سأله لماذا لا تكتب عن الجماعة و التطرف فكانت له وجهة نظر خاصة حيث كان يقول : إن الجماعة أو الكيان الذي لا يملك قناة إعلامية تعبر عنه ويرد من خلالها لا يجوز أن يتحدث عنه أحد فهو مقيد ولا يملك وسيلة الرد .. فإذا تكلمت عنه فكيف يرد هو علي كلامي وليس لديه القناة الإعلامية التي أملكها .. وليس لديه مجلة أو جريده .. وغير ذلك .
- كيف كان د/ عصمت يتواصل بفكره مع الناس سوي الكتب .. حيث أننا نعلم أنه لم يكن يحب الظهور الإعلامي ؟
- كان الدكتور عصمت لديه مكتب يشبه الصالون السياسي يجتمع عنده كبار السياسيين مثل .. المرحوم فتحي رضوان وأحمد بهاء الدين وفريدة النقاش وبعض الصحفيين و الشخصيات الأخرى .
- وكنت في فترة الجامعة أتردد عليه كثيرا وأتناقش معه كثيراً .. وعندما كان يحضر إلي الهمامية استمر معه في نقاش حتى أذان الفجر .
- كما كان له العديد من المؤلفات مثل الثورة العربية وهو يعد المرجع الأساسي للكتاب القوميين .. وله أيضا كتاب العروبة و الإسلام .. وكتاب عن الناصريين .
- البعض كان يحسب د/ عصمت علي القوي الناصرية والشيوعية .. فهل هذا صحيح ؟
- لا .. فقد كان د / عصمت أكبر من ذلك بكثير وذهنه وفكره أوسع من ذلك بكثير وكان يحب الوطن عموما ً .. ويحب كل من يحب الوطن .
- كما أن د/ عصمت كان ينتقد كافة القوي مثل الناصريين و الشيوعيين وكافة القوي المشابهة .. وكان رجلا ً موضوعيا ً.. وليس له حدود في الفكر .. وكان أحسن ما في الدكتور عصمت هو حبه للحرية و الديمقراطية وحرية الجميع في التعبير عن إرادتهم وأفكارهم في صوره حرة متحررة .
- وهو مفكر وسياسي ومن أكبر المحامين في مصر وقد ترافع في قضية التكفير و الهجرة .. وقضية سنة 1981 .. والتي تعرف باسم قضية تنظيم الجهاد 462 حصر أمن دولة عليا .. وقضية ثورة مصر و له أفكار حسنة كثيرة.
- هل كان للدكتور عصمت نشاط سياسي وانتماء حزبي معين؟
- الدكتور عصمت كان يري نفسه أعلي من مستوي الأحزاب السياسية .. ويري أن التحرر من الحزبية وما يتبعها من تعصب هو أفضل .
- لقد كان منظرا ً و مفكرا ً .. وكان صديقا ً للجميع فهو صديق للتيار الإسلامي و اليساري ولتيارات كثيرة أخري .
- في فترة الدكتور عصمت تزامن وجود الأستاذ ممتاز نصار وكلاهما من البداري .. فكيف كانت علاقتهما ببعض ؟
- الأستاذ ممتاز كان من أكبر المحامين في البداري وكانت تربطه بالدكتور عصمت علاقة صداقة .. لكن كان لكل واحد منهم توجهه السياسي وفكره الخاص به .. والأستاذ ممتاز كان من الشخصيات العظيمة التي كانت تدافع عن الحريات و في كافة مقالاته كان يدافع عن المظلومين.