مبارك في موسوعة جينز
دخل الرئيس مبارك موسوعة الأرقام القياسية ( جينز) فهو أول رئيس يحصل منتخب بلاده على خمسة ألقاب قارية في عهده وهذا طبعا لأنه قابع على قلوب المصريين من 29 سنه ، واعتقد أن هذا الرقم لن يتحطم بعد ذلك ، لأنه لن يوجد رئيس يحكم دولة أكثر من تلك المدة ويضمن حصول منتخبها على هذا العدد من البطولات . وبهذا الرقم الجديد المسجل باسمه يكون أضاف رقم جديد مسجل باسمه .
: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على هامش ذلك التعليق ، كنت قد قرأت كلام حول انتقادات تم توجيهها إلى حسن شحاتة بسبب حرصه على ضم اللاعبين الملتزمين دينياً ، لا أعلم يقيناً إذا كان هذا الكلام صدر بالفعل عن المدرب المحترم أم لا ، ولكن الواقع أن السمة الظاهرة لهذا المنتخب هي الالتزام دينياً
على أية حال هناك ملاحظات رأيتها في المنتخب الحالي لم أجدها في سابقيه :
- كان واضحاً أنهم يلتزمون بشدة بأوامر المدرب ، وبالخطط التي يضعها ويطبقونها حرفياً ، وبدا ذلك واضحاً في مباراة الجزائر حين تم تغيير التكتيك الذي التزمه المنتخب منذ بداية البطولة ، وكأنهم يتحركون بالريموت كنترول
- انصياع اللاعبين لأوامر المدرب دون غضب أو إحباط ، وكأنهم جنود في جيش لا يضرهم أيهم تقدم ، ظهر ذلك جلياً في عدم لعب بعض اللاعبين على الإطلاق طوال البطولة وجلوسهم على دكة الاحتياط بدون أن يبدو عليهم أدنى لمحة تذمر ، كما ظهر أيضاً في التغييرات التي كانت تحدث أثناء المباريات (حادثة زيدان ، أحسبها شخصية بالدرجة الأولى لأنه منذ فترة وهو بعيد عن مستواه وكان يريد فرصة ليثبت عكس ذلك)
- الاحترام الغير مسبوق من اللاعبين لبعضهم البعض (مفيش نفسنة) سواء أثناء اللعب عند حدوث أخطاء من بعضهم ، أو ما ظهر من سلوكيات محترمة من عدم محاولة أي من اللاعبين اللعب منفرداً بصورة أنانية ، بل إن المنتخب تميز باللعب الجماعي خلال البطولة وقبلها بشكل متقدم على باقي المنتخبات
- المجهود العالي من كل اللاعبين من أول المباراة إلى آخرها وعدم خوفهم من الإصابات أو محاولة توفير مجهودهم ، وهو - ما أظن - أننا افتقدناه في اللاعبين سابقاً ، فكان واضحاً الفرق بين لعب أولئك اللاعبين في المنتخب وبين لعبهم في فرقهم الأساسية.
- الهدوء والسكينة التي تلزمهم مهما اختلفت الظروف ، وليس أدل على ذلك من أنه - وأظن لأول مرة - يتقدم المنتخب على خصمه بعد أن كان مهزوماً منه ، بل ويحقق فارق أهداف كبير ، حدث ذلك في مبارتين خلال البطولة الأخيرة (نيجريا والكاميرون) ، وهو شيء لم نتعوده من قبل ، وهو ما يدل على هدوء اللاعبين وثقتهم بأنفسهم
ليس بالضرورة أن نربط تلك الملاحظات بالتزام اللاعبين دينياً ، ولكن إن كان ذلك الرابط هو واقع وحق ، ألا يستحق الأمر وقفة منا ومن أولي الأمر؟
نحن نتكلم هنا عن أخلاقيات وسلوكيات هي مخالفة للسائد الآن في مجتمعنا ، الأمر ليس مجرد لعبة أو كرة قدم ، فكرة القدم أصبحت عمل احترافي بمعنى الكلمة وسياسة ووطنية (شئنا أم أبينا!)
جدير بالذكر هنا ، أنه لم يتشارك في تلك الأخلاقيات مع منتخب كرة القدم إلا منتخب كرة اليد ، وقد حقق بالفعل نتائج أعلى بكثير من منتخب كرة القدم
القاسم المشترك الأكبر بين المنتخبين أيضاً هو الالتزام دينياً ، منتخب اليد بدأ سنة السجود قبل منتخب القدم بكثير ، فقد كانوا يسجدون بعد كل مباراة سواء فازوا أو هُزِموا