********
تعالوا بنا سريعاً لنعيش مع حياة هذا العالم.......
قال عنه تلميذه الوفي الذكي النجيب إمام أهل السنة الإمام أحمد: كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل ترى لهذين من عوض أو هل ترى لهما من خلف.
إنه فقيه الملة وناصر السنة وسيد أهل زمانه، الذي حاز المراتب العالية، وفاز بالمناقب السامية، فهو العالم بالقرآن وعلومه، العالم بالحديث وأصوله، العالم بالفقه وقواعده، العالم باللغة والأدب والشعر وفرائده، العالم بالأنساب وأيام الناس، بل العالم بالطب في زمانه، العابد الزاهد التقي النقي، القرشي ثم المطلبي (.....).
مولده وحياته العلمية:
ولد سنة مائة وخمسين من الهجرة بمدينة غزة على أصح الأقوال لأهل العلم، ولما بلغ سنتين انتقلت به أمه الفقيهة العالمة الحكيمة بعد موت أبيه إلى مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً وإجلالاً وتكريماً.
وفي ظلال الكعبة، وبين ربوع بيت الله الحرام نشأ الإمام وفي سنٍ مبكرة جداً دفعت به أمه إلى شيخ من شيوخ الحرم المكي ليحفظه القرآن الكريم، فحفظ القرآن كله في السابعة من عمره، ثم انتقل بعد ذلك إلى طلب العلم الشرعي بشغف شديد، وحافظة عجيبة، وذهن وقاد وحاد على يد أول أستاذ له وهو شيخ الحرم المكي حينذاك، الإمام العلم: مسلم بن خالد الزنجي رحمه الله تعالى.
رحلتة إلى الإمام مالك في المدينة:
يقول الامام نفسه:
ثم انتقلت بعد ذلك من مكة إلى قبيلة هذيل لأتعلم منها اللغة العربية، فلقد كانت قبيلة هذيل أفصح العرب بياناً ولغة وكلاماً.
يقول: فرجعت بعد ذلك إلى مكة لأردد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار وأيام العرب، فلقيني رجل من الزبيريين من بني عمي فقال لي: يا أبا عبد الله! والله إنه ليعز عليَّ ألا يكون مع هذه البلاغة والفصاحة والذكاء فقه.
يقول (.....): فقلت له: فمَن من العلماء نقصده لطلب الفقه؟ فقال لي : تقصد سيد المسلمين مالك بن أنس في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول: فوقعت هذه القولة في قلبي فذهبت إلى رجل من أهل مكة علمت أنه يحوي عنده موطأ الإمام مالك، فذهبت إليه واستعرت منه الموطأ وعكفت عليه، فحفظت الموطأ عن ظهر قلب في تسع ليالٍ،
حفظ القرآن وعمره سبع سنين، وحفظ موطأ الإمام مالك في تسع ليالٍ لا في تسع سنين..
يقول: فلما انتهيت من حفظ الموطأ أخذت رسالة من والي مكة ومن شيخي وذهبت إلى الإمام مالك، وقص (....)رحلة طويلة جميلة عذبة لا يتسع الوقت لسردها.
وقال بإيجاز شديد: وصلت إلى الإمام مالك فلما كلمته، وأعجب الإمام مالك بذكائه وفصاحته ولغته وبيانه وإعرابه، قال مالك لهذا: يا غلام! ما اسمك؟ قال: محمد . فقال: مالك : يا محمد ! إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية، فإني أرى أنه سيكون لك شأن كبير إن شاء الله عز وجل.
ثم قال مالك له: يا فتى إذا كان الغد تجيء ويجيء من يقرأ لك الموطأ . فقال (.....): أنا قارئ، أنا أقرأ إن شاء الله تعالى.
يقول: فلما كان الغد أخذت الموطأ في يدي وجلست بين يدي شيخي مالك، وأخذت أقرأ عليه الموطأ من حفظي، وكلما نظرت إلى مالك وتهيبت مالكاً -وكان مالك قد أعجب ببلاغتي وقراءتي وحسن إعرابي-
فكلما أردت أن أنهي القراءة في الموطأ نظر إليَّ مالك وقال: زد يا فتى .. زد يا فتى .. زد يا فتى، حتى أنهيت الموطأ كله في أيامٍ يسيرة.
لم يحفظ (.....)الموطأ فحسب، بل أنه قد أخذ عنه الحديث ايضا، وأخذ عنه الفقه وفتاوى الصحابة وعمل أهل المدينة رضوان الله عليهم جميعاً.
ولبث الإمام في المدينة المنورة ملازماً لشيخه ملازمة الظل لصاحبه حتى توفى الله مالكاً رضي الله عنه، ولم يكتفِ (....)بعلم مالك، وإنما رحل إلى شيوخ المدينة -وكانت المدينة حينئذٍ تزخر بالأئمة الأعلام والشيوخ الكبار- وأخذ العلم عنهم جميعاً.
رحلتة إلى اليمن:
ولما توفي الإمام مالك رحل (....)مرة أخرى إلى بلد الله الحرام إلى مكة المكرمة ، وما لبث (....)في مكة إلا قليلاً، ثم رحل (.....)مرة أخرى إلى بلاد اليمن لطلب العلم، و فى هذا الزمان ما كانوا يركبون طيارات، ولا سيارات مكيفة، وإنما يركبون الدواب، إما على الحمار أو على الحصان أو على البغلة ويمشون تحت وهج هذه الشمس الخارقة، ينخفضون في وادٍ ويرتفعون على جبل، أما الآن وقد يسرت لنا بفضل الله جل وعلا جميع وسائل وأدوات طلب العلم إلا أننا نرى تكاسلاً رهيباً، وفرقاً شاسعاً، وبوناً كبيراً بيننا وبين هؤلاء الكرام-
رحل (....)إلى اليمن، وما لبث (.....)إلا قليلاً حتى انتشر ذكره، وعلا قدره، وظهر فضله على جميع الشيوخ والعلماء وهو الذي ذهب طالباً للعلم حتى قال له شيخه مسلم بن خالد الزنجي حينما عاد من المدينة إلى مكة، قال له: افتِ يا أبا عبد الله، فإنك الآن أهل للفتيا، وهو غلام حدث صغير.
فاق (....)أقرانه بل وشيوخه في اليمن، وكان على اليمن والٍ يقال له: حماد البربري، من قبل خليفة المسلمين هارون الرشيد، وكان ظلوماً غشوماً جهولاً يظلم الناس، ولم يصبر (...)على هذا، فكثيراً ما كان يندد بظلمه في مجالس علمه، فلما سمع هذا الوالي بذلك، أرسل رسالة إلى خليفة المسلمين هارون الرشيد في بغداد يقول له: إن عندنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي، فأصدر الخليفة أمراً لهذا الوالي أن يرسله إلى بغداد ، وكبل هذا الوالي (....)في الحديد والقيود بتهمة الخروج على الدولة -بدعة قديمة حديثة- وذهب به إلى خليفة المسلمين في بغداد التي كانت عاصمة الخلافة حينئذٍ.
فلما دخل (.....)على هارون ، قال (.....): مهلاً يا أمير المؤمنين، فأنت الراعي وأنا المرعي، وأنت القادر على كل ما تريد مني، ثم قال: يا أمير المؤمنين، ما تقول في رجلين، أحدهما يراني أخاه، والآخر يراني عبداً له، أيهما أحب إلي؟
قال هارون : الذي يراك أخاه أحب إليك.
فقال (......): فهو أنت يا أمير المؤمنين، فإنكم ولد بني العباس، وإننا إخوتكم من بني المطلب، وأنتم تروننا إخوة لكم وهم يروننا عبيداً لهم، فهل يعقل أن أترك من يقول: إني ابن عمه، وأن أذهب إلى من يقول إني عبد له، فاستوى هارون في مجلسه وعلم أنه أمام عالم فذ، وأمام واعظ كبير. ونظر إليه هارون وسعِد سعادة غامرة وقال له: عظني، فوعظه (......)حتى أبكاه واخضلت لحيته بالبكاء الشديد، وأمر له هارون بعطاء كبير جداً،
يقول (00000): والله ما ملكت من قبلها ألف دينار..
وعاش (......)في بغداد معززاً مكرماً يعلم الناس ويفتيهم، وينشر العلم بينهم، ولم يلبث فيها إلا قليلاً حتى عاد مرة أخرى إلى مكة زادها الله تشريفاً وتكريماً.
رجوعه إلى مكة:
كان (....)قد وصل إلى مرحلة فريدة في العلم، فجلس (.....)في مكة يؤصل الأصول، ويقعد القواعد، واتخذ له حلقة في مسجد الله الحرام، جمعت إليه الناس ولفتت إليه الأنظار، وازدحمت حلقة (.....)ازدحاماً عجيباً، حتى إن الإمام أحمد إمام أهل السنة جاء حاجاً من بغداد من بلاد العراق إلى مكة المكرمة شرفها الله، فترك الإمام أحمد حلقة شيخ (....)سفيان بن عيينة، وعكف في حلقة (.....)بل ولم يكتفِ الإمام بهذا، إنما ذهب إلى أخيه وصاحب رحلته إسحاق بن راهويه وقال: تعال يا إسحاق أريك رجلاً بـمكة ما رأت عيناك مثله.
يقول إسحاق : فأراني أحمد (.....). وأُعجب الإمام أحمد بذكاء وعلم (.....)إعجاباً رهيباً، لأنه يسمع أصولاً وقواعد لأول مرة يسمعها وغيره من أهل العلم، فإن أول من أصَّل الأصول وقعد القواعد هو الإمام (....)رضي الله عنه وأرضاه، حتى قال أحمد قولته الخالدة الجميلة: لولا (......)ما تعلمنا فقه الحديث.
وقال: كان الفقه مغلقاً على أهله حتى فتحه الله بـ(......).
وقال : ما من أحد مس محبرة ولا قلماً بعد (.....)إلا وله في عنقه منّة،
وقال: والله ما أعلم أحداً أعظم منة وبركة على الإسلام في زمن (....)من (.....).
إجلال العلماء له وبعض أقوالهم فيه:
لما ذهب (.....)لزيارة الإمام أحمد وهو على فراش المرض -بعدما رحل (.....)إلى العراق رحلته الثانية مرض أحمد - وكان (....)يحبه، كما كان أحمد يحب أستاذه (.......).
يقول صالح بن الإمام أحمد: وكان أبي عليلاً نائماً في فراشه، فلما دخل عليه (.....)وجدت أبي قد وثب من فراشه وقام إلى (......)وقبله بين عينيه وأجلسه في مكانه وجلس أبي بين قدميه، وجعل أبي يسائله ساعة، فلما قام (.....)ليركب دابته، قام أبي وأخذ بخطام الدابة يقودها ل (......)فلما علم يحيى بن معين جاء إلى الإمام أحمد وقال: يا أبا عبد الله! أضطرك الأمر إلى أن تجر خطام بغلة (.....)! -إلى أن تمشي إلى جوار بغلة (......)-
فقال أحمد : نعم يا أبا زكريا ، ولو مشيت أنت من الجانب الآخر لانتفعت كثيراً، والله من أراد الفقه فليلزم (......)حتى جلس الإمام أحمد يوماً في مجلس علمه فقال لطلبته: ما ترون هذا أو عامته أي: من علمٍ- فإنما هو من (......).
ثم قال: والله ما بتُّ منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو الله ل(.....)، حتى قال له ولده عبد الله يوماً: يا أبتِ! من هذا (......)الذي أراك تكثر الدعاء له؟ فقال الإمام أحمد : يا بني إن (.....)كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو لهما من عوض.
هذا قول الإمام أحمد -وهو من هو- في أستاذه (.....).
وقال فيه أيضاً إمام الجرح والتعديل يحيى بن سعيد القطان : "والله ما رأيت أعقل ولا أفقه من (......)"
وقال الإمام العلم أبو القاسم عبيد الله بن سلام : والله ما رأيت أفقه ولا أفهم من (.......).
وهكذا ! اشتهر ذكر (.........)وعلا فضله، وسما قدره، وحكم له شيوخه وأساتذته بالفضل، حتى كان (.......)يجلس في حلقة شيخه سفيان بن عيينة فإذا ما جدت مسألة لـسفيان نظر سفيان إلى (.....)وسأله عنها فأجاب (......) فسعد سفيان بإجابتة وقال قولته التي تكررت كثيراً: جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله، والله لا يأتينا منك إلا ما هو خير، هذه شهادة من أستاذه الذي جلس (......)في حلقته ليجيب بدله يوماً من الأيام.
رحلتة إلى مصر:
بعد فترة قليلة رحل الامام في سنة مائتين إلى مصر ، وهذه الفترة تعتبر من أهم الفترات العلمية والفقهية في حياة الإمام ، حيث أعاد النظر في بعض كتبه كالرسالة، وكتاب الحجة، وألف في مصر كتابه الشهير المعروف بكتاب الأم ، وهو عبارة عن كتاب ضخم يحوي كتباً كثيرة ألفها الإمام في مصر ، ولذا إذا قرأتم في كتاب من الكتب قاله الإمام في القديم، فاعلموا أن هذا ما قاله في بلاد العراق، وإذا قرأتم: قاله في الجديد، فاعلموا أن هذا ما قاله في مصر، وهذا دأب العالم المخلص المتجرد الذي يدور مع الدليل الصحيح ومع الحق حيث دار، ولا عيب في ذلك -على الإطلاق- على الإمام ، فقد يدلل بدليل ثم بعد ذلك يتضح له أن هذا الدليل دليل ضعيف، فيعرض عنه، ويأتي بدليل صحيح آخر، وهذا دأب العلماء المخلصين المتجردين لله جل وعلا، الذين يدورون مع الدليل الصحيح حيث دار، ويدورون مع الحق دائماً وأبداً حيث دار.
وانتشر ذكره في مصر، وأتاه الناس من كل مكان، بل ومن كل بلد آخر غير مصر، وازدحمت حلقتة ازدحاماً لا عهد لأهل مصر به من قبل، كان المكان يضيق بطلبة (....)وكان يجلس بين يديه الشيوخ الكبار فضلاً عن طلبة العلم، لأن الله تعالى قد آتاه حجة قوية، وعذوبة لسان، وفصاحةً وبياناً ومنطقاً وبلاغةً.
ومن أجمل ما قرأت في هذا أن تلميذ (......)الإمام المزني، ذهب إليه يوماً، يقول المزني : خطر بخاطري مسألة تتعلق بذات الله فقلت: لا يخرج ما في ضميري إلا (.....)، فذهبت إليه في مجلسه وسألته عنها، فغضب ونظر إلي وقال: أبلغك أن الله تبارك وتعالى قد أمر بالسؤال عن هذا؟
قال: لا. قال: أبلغك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرك بالسؤال عن هذا؟ قال: لا.
قال: أبلغك أن الصحابة رضوان الله عليهم قد تكلموا في هذا؟ قال: لا. قال: فكم نجماً في السماء؟
قال: لا أعلم. قال: فكوكب منها أتعلم جنسه وطلوعه وأفوله ومم خلق؟ قال: لا. فقال (.....): فشيء تراه بعينك من خلق الله عز وجل لا تعلمه، تتكلف أن تعلم خالقه جل جلاله.
ثم قال : يا هذا! إذا هجس في خاطرك شيء من هذا فارجع إلى الله تبارك وتعالى وارجع إلى قوله جل وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة:164]
ثم قال له (....): فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك.
انظر لتلك الشجـره ذات الغصون النضره
كيف نمت من حبـةٍ وكيف صارت شجره
ابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمره
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمره
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدره
سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسيا
سل الزهر مزداناً سل الروض والندى سل الليل والإصباح والطير شاديا
وسل هذه الأنسام والأرض والسما سل كل شيء تسمع التوحيد لله ساريا
ولو جن هذا الليل وامتد سرمدا فمن غير ربي يرجع الصبح ثانيا
أإله مع الله؟ لا رب غيره ولا معبود سواه.
قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجـا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علـة من بالمنايا يا صحيح دهاكا
بل سائل الأعمى خطا وسط الزحا م بلا اصطدام من يقود خطاكا
بل سائل المبصر يحـذر حفرة فهوى بها من ذا الذي أهواكا
وسل الجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا
وسل الوليد بكى وأجهش بالبكا ء لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سـمه فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاكا
بل سائل اللبن المصفى بين فر ث ودم من ذا الذي صفاكا
أإله مع الله.
فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ * وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:33-40]
أإله مع الله؟!!! لا رب غيره ولا رب سواه.
الله ربي لا إله سـواه هل في الوجود حقيقة إلا هو
الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه
والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه
أإله مع الله؟!! لا رب غيره ولا معبود سواه..
موت الامام رحمه الله:
في السنة الرابعة بعد المائتين، أي: في الرابعة والخمسين من عمره نام (....)على فراش الموت بعد ما اشتد به المرض، ودخل عليه تلميذه المزني ليقول له: كيف أصبحت؟ فقال له: أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ووالله لا أدري أتصير روحي إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها،
وبكى رضي الله عنه، ونظر إلى السماء وناجى ربه جل وعلا وقال:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ما زلت ذا عفوٍ عن العبد لم تزل تجود وتعفو منةً وتكرما
ولقي الامام ربه جل وعلا بعد هذه المناجاة الرقيقة التائبة الآيبة إلى الله عز وجل، فرحم الله الامام رحمة واسعة، وجزاه الله عنا وعن المسلمين والإسلام خير ما جزى صالحاً أو مصلحاً.
من تعصب لل (....)على خلاف السنة فقد خالفه
إن الامام_ رحمه الله _ بشر، يخطئ ويصيب، فكلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أبى الله جل وعلا أن يلبس ثوب العصمة إلا حبيبه المصطفى، فإلى كل متعصب لمذهب الإمام، وإلى كل متعصب للإمام نفسه، أقول له:
اعلم أنك قد خالفت إمامك، وخرجت على قواعد مذهب إمامك يوم أن تعصبت له، وتعصبت للمذهب مع مخالفة للدليل من القرآن والسنة الصحيحة،
فإن من أروع ما سطره الإمام أقواله الخالدة التي يقول فيها: ما من أحدٍ إلا وتذهب عنه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لا يعلمها، فمهما قلت من قول، أو أصلت من أصل ووضح فيه خلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولي فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قولي، وإني راجع عن قولي في حياتي وبعد مماتي.
وقال رضي الله عنه: [ إذا صح الحديث فهو مذهبي ]
وقال رضي الله عنه: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط،
وقال: لقد ألفت هذه الكتب ولم أقصر فيها، أي: اجتهدت فيها على قدر استطاعتي، ولم أقصر فيها إلا أنه وجب أن يكون فيها من الخطأ لأن الله تبارك وتعالى يقول: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82]
فما وجدتم في كتبي من قول يخالف قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلموا أني راجع عن قولي في حياتي وبعد مماتي.
ذلكم هو الإمام الذي يتبرأ من كل تعصب بغيض أعمى لقوله، مع أنه قد يكون خالف هذا الدليل الصحيح من القرآن والسنة الصحيحة.
فيا أيها العباد ! يا أبناء الصحوة خاصة! ويا أيها المسلمون عامة! عودٌ حميد إلى المعبود الكريم الحميد، إلى النبعين الصافيين الكريمين إلى القرآن والسنة الصحيحة، فإن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق،
وكل واحد من الأئمة والشيوخ والعلماء يؤخذ من قوله ويرد عليه، فلا تنقادوا لأحد انقياداً أعمى، ولا تسلموا لكل أحد تسليماً كاملاً، فكل بشر على ظهر الأرض يصيب ويخطئ، وقد أبى الله إلا أن يلبس ثوب العصمة أحد إلا حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فعود إلى النبعين الصافيين الكريمين الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مالك في الموطأ ورواه الإمام الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس وأبي هريرة وحسن الحديث شيخنا الألباني في الصحيحة و صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي) وفي لفظ أبي هريرة في مستدرك الحاكم : (وإنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض عليَّ يوم القيامة).
فيا أيها العباد ! عودة إلى القرآن والسنة الصحيحة، والأقوال التي توافق السنة الصحيحة لأهل العلم والفضل، أما أن نتعصب لأحد بعينه، ولإمام بشخصه، وأن نأخذ كلامه على أنه تشريع لا يقبل المناقشة، ولا يقبل المداولة، ولا يقبل العرض على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله، فهذا انقياد بغيض أعمى وتعصب بغيض ذميم، رده كل إمام من الأئمة المعتبرين، وقد سمعتم قولة (.....)، وقبلها قولة مالك ، وقبلها قولة أبي حنيفة : إذا صح الحديث فهو مذهبي.
أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد الأمة إليه رداً جميلاً، اللهم خذ بنواصينا إليك، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح حكامنا، ووفق علماءنا، واستر فتياتنا، واستر نساءنا، واستر شبابنا برحمتك يا رب العالمين، اللهم من كان منا على طاعة فزده طاعة على طاعته، وتوفيقاً وتثبيتاً برحمتك يا رب العالمين، ومن كان منا على معصية فخذ بقلبه إليك ورده إليك رداً جميلاً يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.
أحبتي في الله! أكثروا من الصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد كما أمرنا الله جل وعلا في محكم كتابه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. والحمد لله رب العالمين
الفقير الي الله عاشق الفردوس الاعلي والنظر الي الله وحبيب الحبيب ومصاحبة الانبياء والمرسلين والصديقين ومن سكان الجنة يارب يارب يارب انا والامة الاسلامية جميعا يارب
من كانت له ِقبَلي مظلمة فليقتص مني مادمت بينكم ،،
قبل أن يحكم بيننا قصاص يوم القيامة
أنــــه : ـ
الأمام / محمد بن إدريس الشافعي
المصدر :-
كتاب مشاهير الصحابه
تعالوا بنا سريعاً لنعيش مع حياة هذا العالم.......
قال عنه تلميذه الوفي الذكي النجيب إمام أهل السنة الإمام أحمد: كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل ترى لهذين من عوض أو هل ترى لهما من خلف.
إنه فقيه الملة وناصر السنة وسيد أهل زمانه، الذي حاز المراتب العالية، وفاز بالمناقب السامية، فهو العالم بالقرآن وعلومه، العالم بالحديث وأصوله، العالم بالفقه وقواعده، العالم باللغة والأدب والشعر وفرائده، العالم بالأنساب وأيام الناس، بل العالم بالطب في زمانه، العابد الزاهد التقي النقي، القرشي ثم المطلبي (.....).
مولده وحياته العلمية:
ولد سنة مائة وخمسين من الهجرة بمدينة غزة على أصح الأقوال لأهل العلم، ولما بلغ سنتين انتقلت به أمه الفقيهة العالمة الحكيمة بعد موت أبيه إلى مكة زادها الله تشريفاً وتعظيماً وإجلالاً وتكريماً.
وفي ظلال الكعبة، وبين ربوع بيت الله الحرام نشأ الإمام وفي سنٍ مبكرة جداً دفعت به أمه إلى شيخ من شيوخ الحرم المكي ليحفظه القرآن الكريم، فحفظ القرآن كله في السابعة من عمره، ثم انتقل بعد ذلك إلى طلب العلم الشرعي بشغف شديد، وحافظة عجيبة، وذهن وقاد وحاد على يد أول أستاذ له وهو شيخ الحرم المكي حينذاك، الإمام العلم: مسلم بن خالد الزنجي رحمه الله تعالى.
رحلتة إلى الإمام مالك في المدينة:
يقول الامام نفسه:
ثم انتقلت بعد ذلك من مكة إلى قبيلة هذيل لأتعلم منها اللغة العربية، فلقد كانت قبيلة هذيل أفصح العرب بياناً ولغة وكلاماً.
يقول: فرجعت بعد ذلك إلى مكة لأردد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار وأيام العرب، فلقيني رجل من الزبيريين من بني عمي فقال لي: يا أبا عبد الله! والله إنه ليعز عليَّ ألا يكون مع هذه البلاغة والفصاحة والذكاء فقه.
يقول (.....): فقلت له: فمَن من العلماء نقصده لطلب الفقه؟ فقال لي : تقصد سيد المسلمين مالك بن أنس في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول: فوقعت هذه القولة في قلبي فذهبت إلى رجل من أهل مكة علمت أنه يحوي عنده موطأ الإمام مالك، فذهبت إليه واستعرت منه الموطأ وعكفت عليه، فحفظت الموطأ عن ظهر قلب في تسع ليالٍ،
حفظ القرآن وعمره سبع سنين، وحفظ موطأ الإمام مالك في تسع ليالٍ لا في تسع سنين..
يقول: فلما انتهيت من حفظ الموطأ أخذت رسالة من والي مكة ومن شيخي وذهبت إلى الإمام مالك، وقص (....)رحلة طويلة جميلة عذبة لا يتسع الوقت لسردها.
وقال بإيجاز شديد: وصلت إلى الإمام مالك فلما كلمته، وأعجب الإمام مالك بذكائه وفصاحته ولغته وبيانه وإعرابه، قال مالك لهذا: يا غلام! ما اسمك؟ قال: محمد . فقال: مالك : يا محمد ! إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية، فإني أرى أنه سيكون لك شأن كبير إن شاء الله عز وجل.
ثم قال مالك له: يا فتى إذا كان الغد تجيء ويجيء من يقرأ لك الموطأ . فقال (.....): أنا قارئ، أنا أقرأ إن شاء الله تعالى.
يقول: فلما كان الغد أخذت الموطأ في يدي وجلست بين يدي شيخي مالك، وأخذت أقرأ عليه الموطأ من حفظي، وكلما نظرت إلى مالك وتهيبت مالكاً -وكان مالك قد أعجب ببلاغتي وقراءتي وحسن إعرابي-
فكلما أردت أن أنهي القراءة في الموطأ نظر إليَّ مالك وقال: زد يا فتى .. زد يا فتى .. زد يا فتى، حتى أنهيت الموطأ كله في أيامٍ يسيرة.
لم يحفظ (.....)الموطأ فحسب، بل أنه قد أخذ عنه الحديث ايضا، وأخذ عنه الفقه وفتاوى الصحابة وعمل أهل المدينة رضوان الله عليهم جميعاً.
ولبث الإمام في المدينة المنورة ملازماً لشيخه ملازمة الظل لصاحبه حتى توفى الله مالكاً رضي الله عنه، ولم يكتفِ (....)بعلم مالك، وإنما رحل إلى شيوخ المدينة -وكانت المدينة حينئذٍ تزخر بالأئمة الأعلام والشيوخ الكبار- وأخذ العلم عنهم جميعاً.
رحلتة إلى اليمن:
ولما توفي الإمام مالك رحل (....)مرة أخرى إلى بلد الله الحرام إلى مكة المكرمة ، وما لبث (....)في مكة إلا قليلاً، ثم رحل (.....)مرة أخرى إلى بلاد اليمن لطلب العلم، و فى هذا الزمان ما كانوا يركبون طيارات، ولا سيارات مكيفة، وإنما يركبون الدواب، إما على الحمار أو على الحصان أو على البغلة ويمشون تحت وهج هذه الشمس الخارقة، ينخفضون في وادٍ ويرتفعون على جبل، أما الآن وقد يسرت لنا بفضل الله جل وعلا جميع وسائل وأدوات طلب العلم إلا أننا نرى تكاسلاً رهيباً، وفرقاً شاسعاً، وبوناً كبيراً بيننا وبين هؤلاء الكرام-
رحل (....)إلى اليمن، وما لبث (.....)إلا قليلاً حتى انتشر ذكره، وعلا قدره، وظهر فضله على جميع الشيوخ والعلماء وهو الذي ذهب طالباً للعلم حتى قال له شيخه مسلم بن خالد الزنجي حينما عاد من المدينة إلى مكة، قال له: افتِ يا أبا عبد الله، فإنك الآن أهل للفتيا، وهو غلام حدث صغير.
فاق (....)أقرانه بل وشيوخه في اليمن، وكان على اليمن والٍ يقال له: حماد البربري، من قبل خليفة المسلمين هارون الرشيد، وكان ظلوماً غشوماً جهولاً يظلم الناس، ولم يصبر (...)على هذا، فكثيراً ما كان يندد بظلمه في مجالس علمه، فلما سمع هذا الوالي بذلك، أرسل رسالة إلى خليفة المسلمين هارون الرشيد في بغداد يقول له: إن عندنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي، فأصدر الخليفة أمراً لهذا الوالي أن يرسله إلى بغداد ، وكبل هذا الوالي (....)في الحديد والقيود بتهمة الخروج على الدولة -بدعة قديمة حديثة- وذهب به إلى خليفة المسلمين في بغداد التي كانت عاصمة الخلافة حينئذٍ.
فلما دخل (.....)على هارون ، قال (.....): مهلاً يا أمير المؤمنين، فأنت الراعي وأنا المرعي، وأنت القادر على كل ما تريد مني، ثم قال: يا أمير المؤمنين، ما تقول في رجلين، أحدهما يراني أخاه، والآخر يراني عبداً له، أيهما أحب إلي؟
قال هارون : الذي يراك أخاه أحب إليك.
فقال (......): فهو أنت يا أمير المؤمنين، فإنكم ولد بني العباس، وإننا إخوتكم من بني المطلب، وأنتم تروننا إخوة لكم وهم يروننا عبيداً لهم، فهل يعقل أن أترك من يقول: إني ابن عمه، وأن أذهب إلى من يقول إني عبد له، فاستوى هارون في مجلسه وعلم أنه أمام عالم فذ، وأمام واعظ كبير. ونظر إليه هارون وسعِد سعادة غامرة وقال له: عظني، فوعظه (......)حتى أبكاه واخضلت لحيته بالبكاء الشديد، وأمر له هارون بعطاء كبير جداً،
يقول (00000): والله ما ملكت من قبلها ألف دينار..
وعاش (......)في بغداد معززاً مكرماً يعلم الناس ويفتيهم، وينشر العلم بينهم، ولم يلبث فيها إلا قليلاً حتى عاد مرة أخرى إلى مكة زادها الله تشريفاً وتكريماً.
رجوعه إلى مكة:
كان (....)قد وصل إلى مرحلة فريدة في العلم، فجلس (.....)في مكة يؤصل الأصول، ويقعد القواعد، واتخذ له حلقة في مسجد الله الحرام، جمعت إليه الناس ولفتت إليه الأنظار، وازدحمت حلقة (.....)ازدحاماً عجيباً، حتى إن الإمام أحمد إمام أهل السنة جاء حاجاً من بغداد من بلاد العراق إلى مكة المكرمة شرفها الله، فترك الإمام أحمد حلقة شيخ (....)سفيان بن عيينة، وعكف في حلقة (.....)بل ولم يكتفِ الإمام بهذا، إنما ذهب إلى أخيه وصاحب رحلته إسحاق بن راهويه وقال: تعال يا إسحاق أريك رجلاً بـمكة ما رأت عيناك مثله.
يقول إسحاق : فأراني أحمد (.....). وأُعجب الإمام أحمد بذكاء وعلم (.....)إعجاباً رهيباً، لأنه يسمع أصولاً وقواعد لأول مرة يسمعها وغيره من أهل العلم، فإن أول من أصَّل الأصول وقعد القواعد هو الإمام (....)رضي الله عنه وأرضاه، حتى قال أحمد قولته الخالدة الجميلة: لولا (......)ما تعلمنا فقه الحديث.
وقال: كان الفقه مغلقاً على أهله حتى فتحه الله بـ(......).
وقال : ما من أحد مس محبرة ولا قلماً بعد (.....)إلا وله في عنقه منّة،
وقال: والله ما أعلم أحداً أعظم منة وبركة على الإسلام في زمن (....)من (.....).
إجلال العلماء له وبعض أقوالهم فيه:
لما ذهب (.....)لزيارة الإمام أحمد وهو على فراش المرض -بعدما رحل (.....)إلى العراق رحلته الثانية مرض أحمد - وكان (....)يحبه، كما كان أحمد يحب أستاذه (.......).
يقول صالح بن الإمام أحمد: وكان أبي عليلاً نائماً في فراشه، فلما دخل عليه (.....)وجدت أبي قد وثب من فراشه وقام إلى (......)وقبله بين عينيه وأجلسه في مكانه وجلس أبي بين قدميه، وجعل أبي يسائله ساعة، فلما قام (.....)ليركب دابته، قام أبي وأخذ بخطام الدابة يقودها ل (......)فلما علم يحيى بن معين جاء إلى الإمام أحمد وقال: يا أبا عبد الله! أضطرك الأمر إلى أن تجر خطام بغلة (.....)! -إلى أن تمشي إلى جوار بغلة (......)-
فقال أحمد : نعم يا أبا زكريا ، ولو مشيت أنت من الجانب الآخر لانتفعت كثيراً، والله من أراد الفقه فليلزم (......)حتى جلس الإمام أحمد يوماً في مجلس علمه فقال لطلبته: ما ترون هذا أو عامته أي: من علمٍ- فإنما هو من (......).
ثم قال: والله ما بتُّ منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو الله ل(.....)، حتى قال له ولده عبد الله يوماً: يا أبتِ! من هذا (......)الذي أراك تكثر الدعاء له؟ فقال الإمام أحمد : يا بني إن (.....)كان كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف أو لهما من عوض.
هذا قول الإمام أحمد -وهو من هو- في أستاذه (.....).
وقال فيه أيضاً إمام الجرح والتعديل يحيى بن سعيد القطان : "والله ما رأيت أعقل ولا أفقه من (......)"
وقال الإمام العلم أبو القاسم عبيد الله بن سلام : والله ما رأيت أفقه ولا أفهم من (.......).
وهكذا ! اشتهر ذكر (.........)وعلا فضله، وسما قدره، وحكم له شيوخه وأساتذته بالفضل، حتى كان (.......)يجلس في حلقة شيخه سفيان بن عيينة فإذا ما جدت مسألة لـسفيان نظر سفيان إلى (.....)وسأله عنها فأجاب (......) فسعد سفيان بإجابتة وقال قولته التي تكررت كثيراً: جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله، والله لا يأتينا منك إلا ما هو خير، هذه شهادة من أستاذه الذي جلس (......)في حلقته ليجيب بدله يوماً من الأيام.
رحلتة إلى مصر:
بعد فترة قليلة رحل الامام في سنة مائتين إلى مصر ، وهذه الفترة تعتبر من أهم الفترات العلمية والفقهية في حياة الإمام ، حيث أعاد النظر في بعض كتبه كالرسالة، وكتاب الحجة، وألف في مصر كتابه الشهير المعروف بكتاب الأم ، وهو عبارة عن كتاب ضخم يحوي كتباً كثيرة ألفها الإمام في مصر ، ولذا إذا قرأتم في كتاب من الكتب قاله الإمام في القديم، فاعلموا أن هذا ما قاله في بلاد العراق، وإذا قرأتم: قاله في الجديد، فاعلموا أن هذا ما قاله في مصر، وهذا دأب العالم المخلص المتجرد الذي يدور مع الدليل الصحيح ومع الحق حيث دار، ولا عيب في ذلك -على الإطلاق- على الإمام ، فقد يدلل بدليل ثم بعد ذلك يتضح له أن هذا الدليل دليل ضعيف، فيعرض عنه، ويأتي بدليل صحيح آخر، وهذا دأب العلماء المخلصين المتجردين لله جل وعلا، الذين يدورون مع الدليل الصحيح حيث دار، ويدورون مع الحق دائماً وأبداً حيث دار.
وانتشر ذكره في مصر، وأتاه الناس من كل مكان، بل ومن كل بلد آخر غير مصر، وازدحمت حلقتة ازدحاماً لا عهد لأهل مصر به من قبل، كان المكان يضيق بطلبة (....)وكان يجلس بين يديه الشيوخ الكبار فضلاً عن طلبة العلم، لأن الله تعالى قد آتاه حجة قوية، وعذوبة لسان، وفصاحةً وبياناً ومنطقاً وبلاغةً.
ومن أجمل ما قرأت في هذا أن تلميذ (......)الإمام المزني، ذهب إليه يوماً، يقول المزني : خطر بخاطري مسألة تتعلق بذات الله فقلت: لا يخرج ما في ضميري إلا (.....)، فذهبت إليه في مجلسه وسألته عنها، فغضب ونظر إلي وقال: أبلغك أن الله تبارك وتعالى قد أمر بالسؤال عن هذا؟
قال: لا. قال: أبلغك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرك بالسؤال عن هذا؟ قال: لا.
قال: أبلغك أن الصحابة رضوان الله عليهم قد تكلموا في هذا؟ قال: لا. قال: فكم نجماً في السماء؟
قال: لا أعلم. قال: فكوكب منها أتعلم جنسه وطلوعه وأفوله ومم خلق؟ قال: لا. فقال (.....): فشيء تراه بعينك من خلق الله عز وجل لا تعلمه، تتكلف أن تعلم خالقه جل جلاله.
ثم قال : يا هذا! إذا هجس في خاطرك شيء من هذا فارجع إلى الله تبارك وتعالى وارجع إلى قوله جل وعلا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة:164]
ثم قال له (....): فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك.
انظر لتلك الشجـره ذات الغصون النضره
كيف نمت من حبـةٍ وكيف صارت شجره
ابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمره
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمره
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدره
سل الواحة الخضراء والماء جاريا وهذه الصحاري والجبال الرواسيا
سل الزهر مزداناً سل الروض والندى سل الليل والإصباح والطير شاديا
وسل هذه الأنسام والأرض والسما سل كل شيء تسمع التوحيد لله ساريا
ولو جن هذا الليل وامتد سرمدا فمن غير ربي يرجع الصبح ثانيا
أإله مع الله؟ لا رب غيره ولا معبود سواه.
قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الأمراض من أرداكا
قل للمريض نجـا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
قل للصحيح يموت لا من علـة من بالمنايا يا صحيح دهاكا
بل سائل الأعمى خطا وسط الزحا م بلا اصطدام من يقود خطاكا
بل سائل المبصر يحـذر حفرة فهوى بها من ذا الذي أهواكا
وسل الجنين يعيش معزولاً بلا راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا
وسل الوليد بكى وأجهش بالبكا ء لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سـمه فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاكا
بل سائل اللبن المصفى بين فر ث ودم من ذا الذي صفاكا
أإله مع الله.
فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ * وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:33-40]
أإله مع الله؟!!! لا رب غيره ولا رب سواه.
الله ربي لا إله سـواه هل في الوجود حقيقة إلا هو
الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمداً في خلاياه
والناس يعصونه جهراً فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه
أإله مع الله؟!! لا رب غيره ولا معبود سواه..
موت الامام رحمه الله:
في السنة الرابعة بعد المائتين، أي: في الرابعة والخمسين من عمره نام (....)على فراش الموت بعد ما اشتد به المرض، ودخل عليه تلميذه المزني ليقول له: كيف أصبحت؟ فقال له: أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ووالله لا أدري أتصير روحي إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها،
وبكى رضي الله عنه، ونظر إلى السماء وناجى ربه جل وعلا وقال:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ما زلت ذا عفوٍ عن العبد لم تزل تجود وتعفو منةً وتكرما
ولقي الامام ربه جل وعلا بعد هذه المناجاة الرقيقة التائبة الآيبة إلى الله عز وجل، فرحم الله الامام رحمة واسعة، وجزاه الله عنا وعن المسلمين والإسلام خير ما جزى صالحاً أو مصلحاً.
من تعصب لل (....)على خلاف السنة فقد خالفه
إن الامام_ رحمه الله _ بشر، يخطئ ويصيب، فكلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أبى الله جل وعلا أن يلبس ثوب العصمة إلا حبيبه المصطفى، فإلى كل متعصب لمذهب الإمام، وإلى كل متعصب للإمام نفسه، أقول له:
اعلم أنك قد خالفت إمامك، وخرجت على قواعد مذهب إمامك يوم أن تعصبت له، وتعصبت للمذهب مع مخالفة للدليل من القرآن والسنة الصحيحة،
فإن من أروع ما سطره الإمام أقواله الخالدة التي يقول فيها: ما من أحدٍ إلا وتذهب عنه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لا يعلمها، فمهما قلت من قول، أو أصلت من أصل ووضح فيه خلاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولي فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قولي، وإني راجع عن قولي في حياتي وبعد مماتي.
وقال رضي الله عنه: [ إذا صح الحديث فهو مذهبي ]
وقال رضي الله عنه: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط،
وقال: لقد ألفت هذه الكتب ولم أقصر فيها، أي: اجتهدت فيها على قدر استطاعتي، ولم أقصر فيها إلا أنه وجب أن يكون فيها من الخطأ لأن الله تبارك وتعالى يقول: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82]
فما وجدتم في كتبي من قول يخالف قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلموا أني راجع عن قولي في حياتي وبعد مماتي.
ذلكم هو الإمام الذي يتبرأ من كل تعصب بغيض أعمى لقوله، مع أنه قد يكون خالف هذا الدليل الصحيح من القرآن والسنة الصحيحة.
فيا أيها العباد ! يا أبناء الصحوة خاصة! ويا أيها المسلمون عامة! عودٌ حميد إلى المعبود الكريم الحميد، إلى النبعين الصافيين الكريمين إلى القرآن والسنة الصحيحة، فإن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق،
وكل واحد من الأئمة والشيوخ والعلماء يؤخذ من قوله ويرد عليه، فلا تنقادوا لأحد انقياداً أعمى، ولا تسلموا لكل أحد تسليماً كاملاً، فكل بشر على ظهر الأرض يصيب ويخطئ، وقد أبى الله إلا أن يلبس ثوب العصمة أحد إلا حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكلٌ يؤخذ منه ويرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فعود إلى النبعين الصافيين الكريمين الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مالك في الموطأ ورواه الإمام الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس وأبي هريرة وحسن الحديث شيخنا الألباني في الصحيحة و صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي) وفي لفظ أبي هريرة في مستدرك الحاكم : (وإنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض عليَّ يوم القيامة).
فيا أيها العباد ! عودة إلى القرآن والسنة الصحيحة، والأقوال التي توافق السنة الصحيحة لأهل العلم والفضل، أما أن نتعصب لأحد بعينه، ولإمام بشخصه، وأن نأخذ كلامه على أنه تشريع لا يقبل المناقشة، ولا يقبل المداولة، ولا يقبل العرض على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله، فهذا انقياد بغيض أعمى وتعصب بغيض ذميم، رده كل إمام من الأئمة المعتبرين، وقد سمعتم قولة (.....)، وقبلها قولة مالك ، وقبلها قولة أبي حنيفة : إذا صح الحديث فهو مذهبي.
أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرد الأمة إليه رداً جميلاً، اللهم خذ بنواصينا إليك، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح حكامنا، ووفق علماءنا، واستر فتياتنا، واستر نساءنا، واستر شبابنا برحمتك يا رب العالمين، اللهم من كان منا على طاعة فزده طاعة على طاعته، وتوفيقاً وتثبيتاً برحمتك يا رب العالمين، ومن كان منا على معصية فخذ بقلبه إليك ورده إليك رداً جميلاً يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.
أحبتي في الله! أكثروا من الصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد كما أمرنا الله جل وعلا في محكم كتابه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]. والحمد لله رب العالمين
الفقير الي الله عاشق الفردوس الاعلي والنظر الي الله وحبيب الحبيب ومصاحبة الانبياء والمرسلين والصديقين ومن سكان الجنة يارب يارب يارب انا والامة الاسلامية جميعا يارب
من كانت له ِقبَلي مظلمة فليقتص مني مادمت بينكم ،،
قبل أن يحكم بيننا قصاص يوم القيامة
أنــــه : ـ
الأمام / محمد بن إدريس الشافعي
المصدر :-
كتاب مشاهير الصحابه