أبناء الصعيد فن ابداع اصالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما يهم اهل الصعيد من معلومات و ابداع


    القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد رحمه الله

    المستشار
    المستشار
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    الابراج : السرطان
    عدد الرسائل : 6465
    تاريخ الميلاد : 04/07/1964
    العمر : 59
    المزاج : الحمد لله
    نقاط : 8484
    تاريخ التسجيل : 19/09/2008

    القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد رحمه الله Empty القارئ الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد رحمه الله

    مُساهمة من طرف المستشار الجمعة 6 فبراير - 3:04:00

    ولد بمدينة أرمنت محافظة قنا عام ( 1346 هـ - 1927 م ) وأرمنت مدينة تاريخية في أقاصي الوجه القبلي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين وتشتهر الآن بصناعة السكر حيث تنتج ربع المحصول المحلي .حفظ القران الكريم صغيرا ، وأتمه وهو دون العاشرة من عمرة على يد الشيخ محمد سليم وتلقى على يديه القراءات السبع ، وقد بدأ الشيخ يدعى إلى المحافل العامة ولم يتجاوز سنة الرابعة عشرة وقد بدأت شهرة الشيخ في صعيد مصر مع إحياء ليالي شهر رمضان الكريم ، وقد كان الشيخ مغرما بصوت القارئ العظيم محمد رفعت حيث كان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليه من المذياع .

    بدأت شهرة الشيخ عبد الباسط الحقيقية في القاهرة حيث قدم فضيلته إلى القاهرة عام 1950 م وذلك في الاحتفال بمولد السيدة زينب وكان هذا الاحتفال بداية بزوغ نجم الشيخ عبد الباسط حيث قام إمام المسجد وقتها ( على سبيع ) بتقديمه للمقرأة حيث قال أقدم لكم قارئ من الصعيد وتردد الشيخ كثيرا لولا إن شجعه إمام المسجد فبدا التلاوة من سورة الأحزاب (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين اّمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) وفتح الله عليه في هذه الليلة فتحا كبيرا فجذب أسماع الناس واجتمعت عليه القلوب وخشعت وقد كان المفروض أن يقرأ الشيخ لمدة 10 دقائق إلا أن الناس استزادوه فأخذ في المقرأة لمدة تزيد على الساعتين, ثم استأنف التلاوة حتى الفجر وخرج وعلى يديه ألف قبلة من الناس الذين لم يصدقوا أن هذا صوت قارئ مغمور حيث أخذت جنبات المسجد ترتج من صيحات الاستحسان والإعجاب .

    وقد تقدم فضيلته إلى الإذاعة سنة ( 1371 هـ - 1951 م ) بناء على طلب الشيخ الضباع - شيخ عموم المقارئ المصرية - وقد أجازته اللجنة وتم اعتماده قارئا حيث ذاع صيته مع أول تلاوة يقرأها الشيخ وصار له وقت محدد مساء كل سبت يقوم فيها بالتلاوة على محبيه ومستمعيه .
    تم اختيار الشيخ سنة ( 1372 هـ - 1952 م ) ليصبح قارئا للسورة في مسجد الإمام الشافعي ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفا للشيخ محمود على البنا سنة( 1406 هـ - 1985 م ) .
    وكان لفضيلته الفضل بعد الله في إنشاء نقابة لمحفظي القران الكريم وانتخب كأول نقيب للقراء عام ( 1405 هـ - 1984 م ) حتى وفاته في ( 30/11/1988 ) .
    طاف بكل البلاد العربية وأكثر البلاد الإسلامية كما زار أغلب دول أوروبا والأمريكتين ورتل القرآن الكريم في مساجد باريس ولندن وغيرها.
    يحمل عدة نياشين من البلاد التي سعدت بزيارته والاستماع إليه. وله في كل البلاد الإسلامية أصدقاء كثيرون يبادلهم الحب والوفاء ويراسلهم من وقت لآخر.
    كان الشيخ يعلم علم اليقين أن الله قد رفعه بالقرآن الكريم ولذلك نجده مثالا بارزا لحسن الخلق والتواضع .
    كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام1951 لأداء فريضة الحج ومعه والده فطلب منه السعوديون أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة تذاع عبر موجات الإذاعة ولم يتردد الشيخ عبد الباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف لقب بعدها بصوت مكة. ثم تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات و زيارات لحج بيت الله الحرام. للاستماع لهذه التسجيلات انظر التسجيلات الخاصة
    وكانت تستقبله شعوب دول العالم استقبالا رسمياً على المستوى القيادي والحكومي والشعبي حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة
    في جاكرتا
    في إندونيسيا عام 1955م قرأ القرآن بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفاً على الأقدام حتى مطلع الفجر .
    زار الشيخ سوريا عدة مرات وكانت كل زيارة تفوق سابقتها وجلالا وكانت مشاعر الناس نحوه تزداد قوة وعمقاً..
    كتبت مجلة الجندي ((السورية))(15يناير1955) تحت عنوان (الشيخ عبدالباسط عبد الصمد صوت من السماء)- تقول:
    وكم تمنى الكثيرون أن يتعرفوا بالشيخ عبدالباسط بعد أن استمعوا اليه .. وأعجبوا به .. وأحبوه .. والقليل منهم قابله وتحدث إليه .. لقد سمعته يرتل القرآن فتمنيت لو أن الشيخ يقرأ طول العمر ولكن الوقت المحدد له قصير .. ودقائقه تمر..
    وتحت عنوان (الشيخ الشاب الذي شغل الناس .. قالت جريدة النقاد السورية(23رمضان 1384_15أيار 1955):
    مازال المقرئ المصري المجيد الشيخ عبدالباسط عبد الصمد موضع الرعاية والحفاوة والتكريم في العاصمة السورية التي تعرف إليه أهلها في الأيام الأخيرة فقدوا فيه تهذبيه وكانوا قد تعشقوا صوته العذب وهو يرتل آى من الذكر الحكيم من دار الإذاعة المصرية ثم من دار الإذاعة السورية.
    عبدا لباسط عبد الصمد ينال وسام الاستحقاق السوري
    أرهف مستمعو الإذاعة السورية خلال شهر رمضان الكريم أسماعهم ليتمتعوا بصوت المقرئ الكبير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو مساء كل ليلة من ليالي الشهر المبارك آي الذكر الحكيم قراءة عذبة تأخذ بمجامع القلوب.
    وكان لهذه التلاوات المباركة التي قدمتها الإذاعة السورية بصوت المقرئ الكبير أثرها الساحر لدى جمهرة المستمعين في سوريا والبلاد العربية وقد رأت المديرية العامة للإذاعة السورية تقديرا للأثر الجميل الذي أوجده الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في نفوس المستمعين أن تتقدم باقتراح إلى الحكومة لتمنح المقرئ الكبير وسام الاستحقاق السوري فوافقت الحكومة على هذا الاقتراح وتكرم دولة الأستاذ صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء فاستقبل ظهر الخميس الماضي في مكتبه بدار الحكومة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهنأه على موهبته الكبيرة وعلى الأثر الطيب الذي تركه في زيارته لسوريا وقلده وسام الاستحقاق السوري فشكر المقرئ الكبير دولة الرئيس على هذا التقدير الكريم الذي ناله من سوريا حكومة وشعباً واستأذنه بالسفر مودعاً.
    وقد لبى الشيخ الشهير الدعوة وسافر من دمشق إلى حلب بالطائرة يوم الخميس الواقع في 31/5/1956 وعندما وصل إلى المطار كانت جماهير غفيرة تنتظر الشيخ لاستقباله وقد اركب الشيخ عبد الباسط السيارة وسارت خلفه أكثر من مائة سيارة تحمل المستقبلين وهم من علية القوم تخترق شوارع حلب
    لقد كان مقررا أن يقرأ الشيخ عبد الباسط في الجامع الاموى الكبير في حلب قبل ظهر الجمعة وما سرى نبأ ذلك حتى غص الجامع الكبير على رحبه بجموع المصلين بكثافة لم يعهده تاريخ هذا الجامع حتى في عهد الأمير سيف الدولة الحمداني . فالحرم والصحن والأروقه والمنارات والأسطحة والأماكن المطلة على الجامع مكتظة بالخلائق رجالا ونساء شيوخا وشباباً وقد دخل الجامع أكثر من 2000 امرأة مسلمة ليسمعن الشيخ عبد الباسط.

    لقد سمعه الملاين من دار الإذاعة السورية فأصغوا إلى الحكمة والموعظة الحسنة بالصوت الشجي الجميل الذي أحبه المسلمون والعرب منذ أن سمعوه ..
    وليس صوت الشيخ عبدالباسط هو ميزته الوحيدة أن له ميزات كبيرة في طليعتها لباقته ودماثته اللتان حببتا إليه الكثيرين في البلاد العربية والإسلامية التي زارها في السنوات الأخيرة فكلن فيها موضع التكريم والتقدير. لقد قال تعالى في كتابه العظيم على لسان نبيه الكريم:

    (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) والشيخ المقرئ رفيق ومهذب وهذا هو السبب في هذا الإجماع على تلاقيه الطيب مع الناس.

    تكريمه ..

    يعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً فكان تكريمه حيا عام 1956م عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وأخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من السيد الرئيس محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990 م.

    مع القراء ..

    للشيخ عبدالباسط مع القراء المصريين وغيرهم علاقات أخوية طيبة وهم يحملون له أطيب الذكريات ويعترفون بحسن خلقه وكريم تعاونه معهم ويعرفون كما نعرف فيه الوداعة والرقة وحسن المعاشرة والتواضع رحمه الله
    كان الشيخ رحمه الله يرتل القرآن الكريم قبيل صلاة الجمعة من كل أسبوع في مسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه حيث يذهب الناس إلى المسجد مبكرين حريصين على الاستماع إلى التلاوة عن مقربة من الشيخ سعداء بتحيته والتعبير عن عواطفهم الحبيبة نحوه .وذلك من عام 1952 م إلى عام 1985 م وانتقل بعدها للقراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته في عام 1988 م .و كان الشيخ يلبي من وقت لآخر دعوات الهيئات الرسمية والأهلية والأفراد في داخل مصر إلي جانب برامج الإذاعة والتلفزيون كما وجهت للشيخ دعوه خاصة لافتتاح السد العالي.

    رحلة النهاية والوفاة :-

    تمكن مرض السكر من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والالتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تضامن الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر فدخل المستشفى الدكتور بدران بالجيزة إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبنائه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً , ثم عاد إلى مصر ثانية وبعد أن صلى فضيلته صلاة العصر تدهورت حالته فجأة ولفظ أنفاسه الأخيره وكان آخر ليلة مأتم أحياها في السيدة زينب قبل رحيله بشهر وكانت آخر مرة يقرأ فيها القران قبل وفاته بأسبوعين في صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين وقرأ ما تيسر له من سورة المزمل.

    وقد رحل عنا فضيلة الشيخ في 30/11/1988 م عن عمر يناهز61 عاما رحمه الله.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو - 18:01:13