[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النفس والروح وظائف وعلاقة اهتم كثير من المفكرين والفلاسفة في موضوع البحث عن النفس وعلاقتها بالروح والعقل والجسد ، إلا أن أغلب تلك البحوث لم تسفر بشكل واضح عن التفسير المنطقي لتلك العلاقة ، حيث كانت في مجملها تعتمد على الحدس والآراء الشخصية. ولعل المتتبع للمنهج الرباني يجد ما يكشف الحقيقة وينير الطريق حول ذلك فإن الله عز وجل هو من خلق النفس ونفخ الروح وكون العقل وخلق الإنسان في احسن تقويم.. فلا هدي إلاّ هداه ولا علم إلا من علمه ، يقول تعالى : (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) العلق (5) . كما يقول جل شأنه: ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك(14). لقد وردت النفس في القرآن الكريم على ألفاظ متعددة وفي صور مختلفة ، نورد بعض منها ، فلقد أتت للدلالة على الذات الآلهية كما في قوله تعالى: ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) آل عمران (30) كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على شخص الإنسان ، كما في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) البقرة ( 48 ) ، ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ .....) البقرة : 286 ، ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ....) المائدة (32) ، ( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ... ) يوسف (32). كما وردت النفس في القرآن الكريم للإشارة الى الضمير الإنساني ، كما في قوله تعالى : ( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ) الإسراء (25) ، ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ق (16). كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على طبيعة الإنسان ، كما في قوله تعالى : ( وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) القيامة (2) ، ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يوسف (53) ، ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨)) الفجر (27). ولتوضيح أكثر : ماهي الروح؟ عجِز العلم والفكر عن دِراسة هذا المكوّن الأساسي في حياة الإنسان والذي بفضله أصبحنا نتحرك كسائر الكائنات الحيّة وبدونه لايصبح هناك فرقاً بيننا وبين سائر " الجمادات " اذ ان الروح أصبحت ذلك الشيء المحرّك لأجسادنا ، فهي التي تجعل ( خلايا ) الجسد تعمل لكي ننبض بالحياة قال عزّ وجلّ: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء 85 ولهذا السبب ربما لايوجد من قد تعمّق في دراسة الروح وأوجد كامل تفاصيلها ! وربما إن وجدت لاتتعدى " الاعتقادات " والاستنتاجات ( الذهنية ) دون التطبيقية العملية! لذا ربما لنا ان نعرف ماهو دورها ، من طريقة عملها ، وبعد الوفاة وخروج الروح قد يتضح مالذي فقدناه وماذا كان دوره ؟! لهذا الروح هي تلك الطاقه التي تعمل في جسدنا ( ولكن مانوعها وكيف اوُجدت ) فهذا من شأن الله سبحانه وتعالى . (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر :29 ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء :91 ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) السجدة : 9 ماهي النفس ؟ النفس هي المُكلّفة دائماً والمُخاطبة في القرآن والنفس هي ( الذات ) وهي الأساس في الإنسان ، وما الجسد إلا ثوباً للنفس ترتديه كي يكون الوسيط فيما بينها وبين العالم المادي وذلك من خلال الحواس الخمس . أما الروح فهي التي تجعل خلايا الجسد حيّة وهي التي تجعل القلب ينبض ، والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات (اللا إرادية) . قال تعالى في كتابه الكريم : (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر : 17 ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر : 18 ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) البقرة : 286 ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء : 35 علاقة النفس بالجسد في القرآن الكريم تفريق واضح بين النفس والجسد ، يقول تعالى مخاطباً فرعون: ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢) ) يونس (90-92) ، يتضح أن البدن قد نجاه الله من اجل العبرة أما نفس فرعون الآثمة فقد ماتت ، يقول تعالى: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) آل عمران(185). ومن الأدلة العلمية على التفريق بين النفس والجسد ، أنه لا يمكن أن يتم تحنيط الأجساد دون إزالة السوائل الموجودة في الجسم وفي ذلك إشارة الى الاختلاف بين النوعين. ومن خلال ذلك يمكن القول أن الجسد وعاء النفس فهو بمثابة المسرح للعمليات الناتجة عن التفاعل بين العقل والنفس. النفس والروح المتمعن في لفظ الروح في القرآن الكريم يجد أنها وردت بمعنى إفاضة الحياة من الله عز وجل الى الإنسان ، يقول تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) الحجر(29). وقد خرج ابن منده ، من رواية موسى ابن عبيده الربذي ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أم كبشة بنت المعرور ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ، ترعى في الجنة ، تأكل من ثمارها ، وتشرب من مائها ، وتأوي الى قناديل من ذهب تحت العرش، فيقولون ربنا ألحق بنا إخواننا وآتنا ما وعدتنا. وإن أرواح الكفار في حواصل طير سود ، تأكل من النار ، وتشرب من النار ، وتأوي الى حجر من النار ، يقولون ربنا لا تلحق بنا إخواننا ، ولا تؤتنا ما وعدتنا) (الحنبلي،1423هـ) . أي أن الحياة مستمرة حتى بعد الموت بقدرة الله عز وجل ، الذي يصف حال فرعون وأتباعه بعد الموت : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر(46) . والسؤال الذي يطرح نفسه : هل الروح التي تعذب أو تنعم هي النفس؟ يقول الله عز وجل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ...) آل عمران (185) والموت هو الانقطاع الدائم عن الحياة بما تنطوي عليه من المشاعر والأحاسيس ، فإذا كانت الروح هي النفس فكيف يكون العذاب أو النعيم في البرزخ لنفسٍ ميته ليس فيها حياة!! والمتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يجد أن الموت يقترن دائماً بالنفس في حين تقترن الروح بالحياة. النفس والعقل العقل هو نعمة جليلة من الله عز وجل على الإنسان فقد كرمه به على سائر المخلوقات ، والعلاقة بين النفس والعقل علاقة تفاعلية فإذا رشد العقل فإن الإنسان يتصرف بالحكمة وتبعاً لذلك فإن النفس تهنأ وتسعد. والمتمعن لألفاظ العقل في القرآن الكريم يجد أن لفظ العقل لم يرد كمصدر ، بل إن الألفاظ الواردة هي فعل العقل بمختلف إشتقاقاته ، وجميعها تدل على عنصر التفكير. قال تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة (75) ، (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) الأنفال(22). ويتضح من العرض السابق أن الجسد والنفس والروح والعقل هي أشياء مختلفة عن بعضها البعض ، فالروح هي الحياة التي وضعها الله في الجسد ، والنفس هي الأداة الناقلة والمسيرة لهذه الروح في مختلف أجزاء الجسد ، أما العقل فهو هبة من الله جلّ شأنه خص بها الإنسان عن غيره من المخلوقات كي يسمو بنفسه عن الرذائل ويدرك أن الله حق وغيره باطل. وقفة مع آية قال تعالى : (... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) الرعد(11). على المتعامل مع النفس البشرية أن يدرك هذه الحقيقة الربانية ، فالتغيير لا بد أن يكون في التركيب الداخلي للنفس البشرية قبل أن نعتني بتغيير الظروف الخارجية ، التي نتوقع أنها السبب في مشاكل النفس وتعقيدها - وقد تكون كذلك- ولكن إصلاح النفس داخلياً والقرب من الله عز وجلّ هو كفيل بالتغلب على كافة الصعوبات وقهر المعوقات. |
النفس والروج .. وظائف وعلاقة !!
????- زائر
- مساهمة رقم 1