حواء أنت فأبشري
شعر : مقبولة عبد الحليم
حواء أنت أيا بهيـة فابشـري
بجنانِ عدنٍ مـن إلـهٍ يُعبـدُ
بحرٌ بصدرك للعواطِف دافـق
سبحان ربي خيـرهُ لا يرصـدُ
وهب الأمومة نبضة لا تنتهـي
أوصاك خيرا بالبنين ليهتـدوا
كوني لهم أُمًا ليزهرَ روضُهـم
بأريجِ ألوانِ الخزامـى يُـوردُ
وابقي كما قطراتِ ماءٍ زمـزمٍ
تشفي العليل وَعـودُه يتـوردُ
وبقوة بالحضنِ ضمي روعَهـم
فالحضنُ للأولادِ روضٌ يُقصـدُ
ودعي لفكرك أنْ يمارسَ دورَهُ
لـلأم ِّدورٌ بالحيـاةِ مُخـلـدُ
أياكِ يومـا والقسـاوةَ إنهـا
موتٌ وتقتلُ كلَّ حـب يولـدُ
باللينِ والعطفِ الذي ملأ الجنا
نَ مـودةً وسعـادةً لا تخمـدُ
حنّي على الأبناء في أحلامِهـم
كوني رفيقةَ حلمهم كي يسعدوا
فالابتعادُ عن الشغافِ مصيبـةٌ
لا تجعليهـا لحظـة تتسـيـدُ
كوني لهم قلبًا كبيـرًا حانيًـا
فالأمنُ تحتَ لوائِـهِ لا يُفقـدُ
للزوجِ كوني زوجـةً ورفيقـة
اهديه حُبـا خالصـا يتجـددُ
وتزيني إن عُزتِ منـهُ مـودةً
وازهي جمالا كالغزالةِ يسهـدُ
يبقى بقربـك ليلـه ونهـاره
يزداد عشقا في العيون ويقعـدُ
برياضِ بيتـك حالمِـا متفيئـاً
حُلو الظِـلال وقلبـه يتـوددُ
حواءُ من ضلع بصدرِهِ أعـوج
منكِ الحيـاةُ بروحِـهِ تتوقـدُ
سبحان ربي مـن الـهِ خالـقٍ
أعطاكِ حقَّا والكِتابُ ليشهـدُ
روضُ الجنانِ ببرِّنـا مرهونـةٌ
تحتَ الخطى ودروبُها تتشيـدُ
هو ذا قصيدي يا حبيبةُ اننـي
أبغـي ودادا دائمـا يتوتـدُ
فالبيتُ يخوي ان هجرتِ رياضَهُ
بالحزن يشهق بائسـا يتنهـد
فابقي على شرفاتـه مسنـودة
ودعيه دهـرا للوفـا يتوسـد
وَابغي لقلبك أن يكون مُوحدا
لله يدعـو .. ليلـهُ يتهجـد
يا أخت قلبي يا شموخ كرامتـي
كوني سلامـا للدنـا تتـوردُ