أبناء الصعيد فن ابداع اصالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما يهم اهل الصعيد من معلومات و ابداع


2 مشترك

    في ظلال رمضان

    elgendiart
    elgendiart
    المشرف المميز 1


    الجنس : ذكر
    الابراج : الثور
    عدد الرسائل : 1605
    تاريخ الميلاد : 29/04/1953
    العمر : 71
    الموقع : italia
    المزاج : مرتفع
    نقاط : 2909
    تاريخ التسجيل : 29/03/2009

    في ظلال رمضان Empty في ظلال رمضان

    مُساهمة من طرف elgendiart الأربعاء 28 يوليو - 17:00:34

    --------------------------------------------------------------------------------

    في ظلال رمضان





    معنى الصوم




    الصوم لغةً : هو مطلق الإمساك، سواء عن الطعام أو الشراب أو الكلام أو الشهوة.. ومن معانيه كذلك: الركود، والترك، والكفّ، والامتناع، والوقوف..
    والصوم شرعاً: هو ترك الطعام والشراب والجماع والقيء -عمداً- من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، بنيّة التقرّب إلى الله عزّ وجلّ، في نهارٍ لا يحرم صومه؛ من مسلم مُكلّف.



    آيات الصيام



    قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كُتِب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون، أيّاماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدّة من أيّامٍ أُخر وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدّةٍ من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدّة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلّكم تشكرون( (سورة البقرة: 183-185).



    مشروعية الصيام



    ثبتت فرضية صوم شهر رمضان المبارك: بالكتاب والسّنّة والإجماع.
    فمن الكتاب: الآيات التي ذكرناها آنفاً.
    ومن السّنّة: ما رواه عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): أنّ رسول الله r قال: "بُني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان". متفق عليه.
    وأمّا الإجماع: فقد أجمعت الأمّة الإسلامية على وجوب صيام رمضان، وأنّه أحد أركان الإسلام الخمسة؛ المعلومة من الدين بالضرورة، ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين.
    هذا، ومنكِر فرضية الصيام: كافرٌ مرتدّ عن الإسلام، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدْلاً.



    متى فُرِض الصوم ؟



    أوجب الله تعالى صوم رمضان على المسلمين يوم الاثنين، في الثاني من شهر شعبان، في السّنة الثانية من الهجرة النّبويّة الشّريفة. قال الإمام ابن القيّم (رحمه الله): "ولمّا كان فطْم النّفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشقّ الأمور وأصعبها: تأخّر فرض الصيام إلى وسط الإسلام بعد الهجرة: لمّا توطّنت النّفوس في التّوحيد والصّلاة، وألِفَتْ أوامر القرآن، فنُقِلت إليه بالتدريج..".


    تفسير آيات الصيام



    )يا أيّها الذين آمنوا(: نداء من الله عزّ وجلّ: لكلّ من صدّق من المسلمين بقلبه، ونطق بلسانه، وعمِل بجوارحه.
    )كُتِبَ عليكم الصيام(: فُرِض عليكم الإمساك عن شهوتيْ البطن والفرج، بنيّة التّقرّب إلى الله: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
    )كما كُتِبَ على الذين من قبلكم(: أي: كما أوجب الله على من قبلكم من الأمم فريضة الصيام: فَرض الله عليكم الصيام كذلك.
    )لعلّكم تتّقون(: أي لتكونوا أيّها الصّائمون في زمرة أهل التقوى، والتقوى: أن لا يراك الله حيث نهاك وأن لا يفتقدك حيث أمرك، وهي بمعنى: الإحسان! فاتّقوا الله في المحافظة على الصّيام: الذي يهذّب النّفس ويرفعها إلى منازل البِرّ.
    )أيّاماً معدودات(: معلومات معيّنات قلائل-هي شهرٌ في السّنة-، وذلك ليخفّ أمر صيامها على المسلم فيتحمّل المشقّة.
    )فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعِدّة من أيّام أُخر(: فالمعذور -المريض أو المسافر- إذا أفطر: قضى الصيام بعد ذلك.
    )وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين(: وعلى الذين يُجهدهم الصيام: كالعجوز والمريض الذي لا يُرجى برؤه: أن يُطعم مسكيناً نصف صاع من طعام -عن كلّ يوم- أفطره، وقيل: كان النّاس في بداية فرضية الصّوم مخيّرين بين الصّوم والفدية.
    )فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له(: أي من تبرّع فأعطى المسكين أكثر من الفدية، أو أطعم أكثر من مسكين، فعمله هذا في ميزان حسناته.
    )وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون(:أي: صيامكم بمشقّة دون ضرر: نفعه عائد إليكم في الدنيا والآخرة، فالصيام خيرٌ من الفدية.
    )شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن(: أي: ابتدأ نزول القرآن الكريم في شهر رمضان، والشهر: مأخوذ من الشُهرة، ورمضان: من شدّة الحرّ.
    )هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان(: أي: يرشدهم إلى ما فيه فلاحهم في الدارين وإلى الطريق الأقوم، والقرآن الكريم آياتٌ تهدي وتُرشد لحياةٍ أفضل، وفيه فصل وتفريق بين الحقّ والباطل والخير والشّر.
    )فمن شهِد منكم الشهر فليصُمهُ(: أي: فمن كان من المسلمين مقيماً في بلده -غير مريضٍ- أثناء رمضان: فلْيصمه (على الوجوب).
    )ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعِدّةٌ من أيّام أُخر(: تأكيد لمشروعية الإفطار للمريض والمسافر؛ بشرط قضاء ما أفطراه من رمضان.
    )يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر(: شريعة الله قائمة على الرحمة ونفي الحرج، ومن ذلك: السماح للمعذور أن يفطر ويقضي..
    )ولتكمِلوا العِدّة(: أي أوجب الله صيام أيام رمضان -أداءً للمقيم- وأوجب كذلك على المعذور قضاء الأيام التي أفطرها.
    وذلك: ليتمّ لكم إكمال عدد الأيام التي فرض الله على المسلمين صيامها من رمضان (أداءً وقضاءً معاً): فيكمل الأجر ويحصل الثواب.
    )ولتكبّروا الله على ما هداكم(: أي: لتعظّموا الله تعالى الذي أرشدكم إلى الإفطار في حالتي المرض والسفر. وإلى القضاء أو (الفدية): فجمع بين أجر الصيام وبين جواز الإفطار والقضاء (للمستطيع). وقيل: لتعظّموه بالصوم وبالتكبير ليلة العيد إلى الصّلاة.
    )ولعلّكم تشكرون(: فقد يسّر الله للمسلمين أحكام الصيام دون حرج: فاستحق الثناء على إحسانه الذي لا يُعدّ ولا يُحصى.



    صيام يوم الشك


    لا يجوز للمسلم أن يصوم آخر يومٍ من شبعان -احتياطاً- على أنّه أول أيام شهر رمضان!
    قال الإمام مالك (رحمه الله): "سمعت أهل العلم ينهون عن صوم اليوم الذي يُشكّ فيه أنّه من شعبان أو رمضان إذا نوى به الفرض. ويروْن أنّ على من صامه على غير رؤيةٍ ثم جاء الثّبْتُ أنّه رمضان: القضاء. ولا يروْن في صيامه تطوّعاً بأساً".
    وقال الحكيم الترمذي (رحمه الله):"وأمّا النّهي عن صيام يوم الشكّ: فمن أجل أنّه إذا صام: فكأنّه زاد في الفرض - وهذا إذا صام على أنّه من الفرض-، وأمّا إذا صامه تطوّعاً: فقد فعله رسول الله r، فكان يصوم شعبان كلّه يصله إلى رمضان".
    وقد ورد النّهي عن صيام يوم الشكّ في أحاديث صحيحة منها: عن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله r: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة أو ظلمة: فأكملوا العدّة؛ عدّة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً، ولا تصلوا رمضان بيومٍ من شعبان". رواه النّسائي. وعن أبي هريرة (رضي الله عنها) قال: قال رسول الله r: "لا تقدّموا رمضان بصوم يومٍ أو يومين، إلاّ رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه". متفق عليه.
    ولعلّ الحكمة من ذلك: التمييز بين الصوم المفروض والصوم المندوب، والتمييز كذلك بين العبادة والعادة، والاستعداد كذلك لاستقبال شهر رمضان بنشاط وصحّة جيّدة. أمّا من كان له عادة في صيامه: كصيام نافلة أو نذر أو كفارة أو قضاء.. فلا حرج عليه إن شاء الله.
    هذا، وقد اختلف العلماء في حكم صيام الثلاثين من شعبان إذا كان في مغيب الهلال غيم أو ما يمنع من رؤيته، فذهب الإمام أحمد (رحمه الله) إلى وجوب صومه، من باب الظنّ والاحتياط، واستدلوا على ذلك بحديث ابن عمر(رضي الله عنهما) في الصحيحين:" ..فإنّ غُمّ عليكم فاقدروا له".
    وفسّروا كلمة (فاقدروا له) بمعنى: ضيّقوا على شعبان فقدّروه تسعة وعشرين يوماً.
    وذهب الجمهور: إلى أنّه لا يجب صيامه، ولو صامه عن رمضان لم يجزئه، وفسّروا كلمة (فاقدروا له) بمعنى: قدّروا حسابه بجعل شعبان ثلاثين يوماً. واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) في الصحيحين: "..فإن غُمّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين يوماً".
    قال الإمام ابن تيمية (رحمه الله): "إنّ إيجاب صوم يوم الشكّ لا أصل له في كلام الإمام أحمد، ولا كلام أحد من أصحابه، وإن كان بعضهم قد اعتقد أنّ من مذهبه إيجاب صومه، ومذهبه الصريح المنصوص عليه: هو جواز فطره وجواز صومه، وهو مذهب أبي حنيفة ومذهب كثير من الصحابة والتابعين، وأصول الشريعة كلّها مستقرة على أنّ الاحتياط ليس بواجب ولا محرّم".





    اختلاف المطالع

    1

    .ذهب الجمهور: إلى أنّه لا عبرة باختلاف المطالع، فمتى رُؤي الهلال في أحد ديار الإسلام وجب الصوم على جميع المسلمين في الأرض: لقوله r في الحديث الآنف الذكر: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". وهذا المذهب هو الصحيح والراجح.
    2. ذهب بعض العلماء: إلى أنّ لكلّ بلدٍ رؤيتهم الخاصة بهم، ولا يلزمهم رؤية غيرهم من المسلمين.
    3. ذهب آخرون: إلى لزوم الصيام أهل بلد الرؤية وما يتصل بها من الجهات التي على سمْتها.
    قال الإمام الألباني (رحمه الله) في تمام المنّة في التعليق على فقه السّنّة ما ملخّصه[1]:
    ".. ومذهب الجمهور اختاره كثير من العلماء المحقّقين –كشيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، والشوكاني في نيل الأوطار، وصدّيق حسن خان في الروضة النّديّة، وغيرهم، وهو الحقّ الذي لا يصحّ سواه، ولا يعارضه حديث ابن عبّاس، ولعلّ الراجح أن يقال: إنّ حديث ابن عبّاس ورد فيمن صام على رؤية بلده ثم بلغه في أثناء نهار رمضان أنّهم رأوا الهلال في بلد آخر قبله بيوم، ففي هذه الحالة يستمر في الصيام مع أهل بلده حتى يكملوا ثلاثين يوماً، أو يروا هلالهم، وبذلك يزول الإشكال، ويبقى حديث أبي هريرة وغيره على عمومه، يشمل كلّ من بلغه رؤية الهلال من أي بلد أو إقليم من غير تحديد مسافة أصلاً، كما قال ابن تيمية في الفتاوى 25/107، وهذا أمر متيسّر اليوم كما هو معلوم، ولكنّه يتطلّب شيئاً من اهتمام الدول حتّى تجعله حقيقةً واقعةً بإذن الله.
    وإلى أن تجتمع الدول الإسلامية على ذلك: فإنّي أرى أنّ على شعب كلّ دولة أن يصوم مع دولته وألاّ ينقسم على نفسه، فيصوم بعضهم معها وبعضهم مع غيرها، تقدّمت في صيامها أو تأخّرت، لما في ذلك من توسيع دائرة الخلاف في الشعب الواحد، كما وقع في بعض الدول العربية منذ بضع سنين!!
    قلت: لقد زرت نصف الولايات المتحدة الأمريكية قبل بضع سنين، فعلمت أنّ الجالية الإسلامية هناك صامت في ثلاثة أيام وأفطرت في ثلاثة أيام كذلك، وذلك تبعاً لاختلاف توجهات المسلمين هناك وتعدّد انتماءاتهم وكثرة لغاتهم واختلاف جنسياتهم!! مع أنّ ربّهم واحد، ودينهم واحد، ورسولهم r واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة، وغايتهم واحدة!! فإلى الله المشتكى، وبه المستعان، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم!
    أقول: لماذا يتّبع المسلمون - في مشارق الأرض ومغاربها توقيت السعودية في عرفات -يوم عرفة- وفي عيد النحر -وأيام التشريق-، ولا يتّبعونها في إثباتها لشهر رمضان وشهر شوّال!؟ ولماذا يرضى بعض المسلمين أن تنقاد العبادات للسياسة المعاصرة، ولا يسعوْن جاهدين لإخضاع السياسة لأحكام الشريعة، التي هي معتقدات وعبادات ومعاملات ونظم ومناهج حياة وأخلاقيات وروحانيات؟!




    آداب الصيام

    1

    - صوم القلب -كما يقول الإمام الغزالي- عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية وكفّه عمّا سوى الله بالكليّة، ولا يتحقّق ذلك إلاّ لمن جمع بين رجاء الله ومحبّته والخوف منه تبارك وتعالى.
    2- تعجيل الفطر وتأخير السحور.
    3- الدعاء عند الإفطار، والدعاء لصاحب الطعام.
    4- الإفطار على التمر أو الماء.
    5- السحور، ولو بجرعة ماء.
    6- السواك، أو استعمال فرشاة الأسنان (بشرط عدم ابتلاع شيء من المعجون أو الماء).
    7- قراءة القرآن ومدارسته.
    8- الصدقة وفعل المعروف.
    9- تفطير الصائمين.
    10- الاعتكاف.
    11- كثرة ذكر الله تعالى.
    12- الإكثار من صلاة النافلة.
    13- التسمية عند الطعام، وحمد الله بعد الفراغ منه.
    14- حضور مجالس العلم، والتفقّه في الدين.
    15- ترك المِراء والصفح عن الجاهلين والحِلم وسِعة الصدر وكظم الغيظ.



    ما يقال عند رؤية الهلال



    عن طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله r: إذا رأى الهلال قال: "اللهمّ أهلّه علينا باليُمن والإيمان، والسّلامة والإسلام، ربّي وربّك الله". رواه الترمذي والدارمي.
    وعن مكحول (رحمه الله): أنّه كان يقول إذا دخل رمضان: "اللهمّ سلّمني لرمضان، وسلّم رمضان لي، وتسلّمه منّي متقبّلاً" رواه الطبراني في كتاب الدعاء.



    حكم الإفطار المتعمّد في نهار رمضان



    من أنكر فرضية الصيام، واستهزأ بالصائمين، أو جحد صلاحيّة الصّوم في العصر الحاضر: فقد خرج عن حظيرة الإسلام مرتداً (والعياذ بالله).
    أمّا من أفطر في نهار رمضان بدون عذر شرعي: فإنّه مجرم ظالم وفاسق آثم، يستحقّ من الصّائمين زجره واحتقاره ومقاطعته، ولو وُجدت دولة إسلامية لعزّرته وأوقعت عليه عقوبة تتناسب مع معصيته.
    ومن أُبيح له الفطر لسبب مشروع فإنّه لا يباح له أن يجاهر بالإفطار، وكما قيل: إذا ابتليتم فاستتروا!




    حدث في رمضان



    في هذا الشهر الكريم المعظم المبارك، حدثت كثير من الذكريات الإسلامية الخالدة، والبطولات والانتصارات الإيمانية العظيمة، ومنها:
    1-سنة 2 هـ: انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى، وفرض الصيام، وفرضت زكاة الفطر.
    2-سنة 8 هـ: فتح المسلمون مكّة المكرّمة، وأرسل النّبي r السّرايا لهدم أصنام الجزيرة.
    3-سنة 9 هـ: قدم وفد الطائف وملوك حِمْيَر على النّبي r يعلنون إسلامهم.
    4-سنة 13 هـ: انتصر المسلمون على الفرس في معركة البويب.
    5-سنة 15 هـ: انتصر المسلمون على الفرس في معركة القادسية.
    6-سنة 40 هـ: استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) على يد الخارجي المجرم: عبد الرحمن بن ملجم.
    7-سنة 53 هـ: فتح المسلمون جزيرة رودس.
    8-سنة 92 هـ: فتح المسلمون الأندلس.
    9-سنة 114 هـ: وقعة معركة بلاط الشهداء.
    10- سنة 223 هـ: فتح المسلمون عمّوريّة من بلاد الروم.
    11- سنة 479 هـ: انتصر المسلمون على نصارى الأندلس في معركة الزّلاّقة.
    12- سنة 584 هـ: طرد صلاح الدين الأيّوبي (رحمه الله) الصّليبيّين من سوريّة.
    13-سنة 658 هـ: انتصر المسلمون على التتار في معركة عين جالوت.
    14- سنة 675 هـ: طرد الظّاهر بيبرس (رحمه الله) الصّليبيّن نهائيّاً من ديار المسلمين.
    15-سنة 1393 هـ: ارتفعت صيحات الله أكبر حين اقتحام المصريّين خطّ بارليف.


    ثبوت شهر رمضان



    يثبت شهر رمضان: برؤية مسلم عدْل -ذكرٍ أو أنثى- هلال رمضان ليلة الثلاثين من شهر شعبان، وإذا كان في السماء ما يمنع النّاس من رؤيته: فيثبت بإكمال شعبان ثلاثين يوماً.
    فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله r: "صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم: فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين يوماً". متفق عليه.
    وعن ابن عبّاس (رضي الله عنهما) قال: جاء أعرابي إلى رسول الله r فقال: إنّي رأيتُ هلال رمضان فقال: "أتشهد أن لا إله إلاّ الله"؟ قال: نعم، قال: "أتشهد أنّ محمّداً رسول الله"؟ قال: نعم، قال: "يا بلال أذّن في النّاس فليصوموا غدًا". رواه ابن حبّان والحاكم.
    وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: تراءى النّاس الهلال، فأخبرتُ رسول الله r: أنّي رأيته فصام وأمر النّاس بصيامه". رواه أبو داود والحاكم.




    أخطاء شائعة في رمضان



    أخي الصائم الكريم: هذه مجموعة من الأخطاء أو البدع أو المعاصي شائعة في هذا الشهر المبارك؛ لقلّة التفقّه في الدين وللتّهاون في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومعلوم أنّ أحسن الهدي هدي محمّد r، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار!
    1- طاعة الله تعالى في رمضان فحسب، والتّهاون في صلاة الجماعة!
    2- استقبال هلال رمضان وشوّال بالنّشيد: بدل الأدعية والأذكار المأثورة!
    3- الإسراف -الملفت للنّظر- في الطعام والشّراب، طوال هذا الشّهر الفضيل!
    4- صيام أُناس وإفطار أُناس في أوّل أيام رمضان -وآخرها- تبعاً للخلافات في العالم الإسلامي!
    5- قراءة أدعية وأذكار غير واردة -بصوت جهري أو شكل جماعي- خلال التراويح ودُبر الصلوات!
    6- السّهر الطويل، وترك السّحور، والامتناع عن المفطّرات فيما يسمّى بوقت الإمساك!
    7- تأخير الفطور وتعجيل السحور، أو الإفطار قبل حلول الوقت الشرعي!
    8- اتّخاذ رمضان موسماً للزّيارات، والملذّات، والمسابقات، والحكايات، والمسلسلات!
    9- العصبية، والغضب، وسوء الخُلق: بحجّة الصّيام!
    10- إضاعة الوقت في الأسحار فيما لا فائدة منه، وفي النّهار في حلّ المسابقات!
    11- تأخير صلاة المغرب إلى قُبيل العشاء! وترك الجُنُب صلاة الفجر لشروق الشمس!
    12- ترك الأعمال في رمضان لغير عبادة، والنّوم معظم النّهار دون سبب!
    13- الإنكار على من يصلّي التراويح عشرين ركعة، مع أنّ جمهور السلف -قديماً وحديثاً- أجازوا ذلك!
    14- ترك الحائض أو النّفساء للأدعية والأذكار والاستماع للقرآن وطلب العلم: بحجّة العذر!
    15- تناول المرأة أدوية معيّنة -غالباً ما تكون مضرّة على المدى البعيد- لتأخير الدورة الشّهريّة!
    16- اعتقاد عدم جواز النافلة بعد الوتر!
    17- الاستعجال وعدم الخشوع في صلاة التراويح!
    18- إخراج صدقة الفطر نقوداً، مع إمكانيّة إخراج الطعام (القوت)!
    19- عمل برامج -سياسية- معيّنة للاعتكاف ولليلة القدر!
    20- الإفطار على غير الرّطب أو التمر أو الماء!
    21- إطالة قنوت الوتر، ودعاء الله فيه بغير المأثور!
    22- أداء صلاة التّسابيح جماعة - وخاصّة في ليلة القدر-!
    23- الإنكار على من يقرأ القرآن من المصحف في قيام الليل!
    24- الإفتاء بأنّ الاستمناء لا يفطّر!
    25- قراءة الزّفة في الخطبة الثانية في آخر جمعة من رمضان!!
    26- التّلفّظ بنيّة الصّيام! بقول: نويْتُ على صيام غدٍ من شهر رمضان المبارك!

    من فضائل شهر رمضان



    1- في رمضان: أنزل الله التّوراة والزّبور والإنجيل والقرآن وصحف إبراهيم.
    2- في رمضان: ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
    3- في رمضان: تفتّح أبواب الجنان، وتغلّق أبواب النيران، ويُصفّد كلّ شيطان.
    4- رمضان: شهر الكرم والمواسات، والخيرات والطاعات، والصّدقات والبركات.
    5- في رمضان: أداء العمرة تساوي حجّة مع النّبي r.
    6- من صام رمضان -أو قامه- أو قام ليلة القدر: غفر الله له ما تقدّم من ذنبه.
    7- في رمضان: يجتمع المسلمون على موائد الإفطار في المساجد والبيوت: ويجيب الله دعاءهم.


    من فضائل الصّيام



    1- دخول الجنّة: فعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله r:"إنّ في الجنّة باباً يُقال له: الرَّيّان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد". متفق عليه.
    2- الصّيام سرّ بين العبد وربّه، ولا يعلم ثوابه إلاّ هو: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: "كلّ عمل ابن له، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلاّ الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشّراب من أجلي، ويدع لذّته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي، ولخُلوف فم الصّائم: أطيب عند الله من ريح المِسك، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلاقي ربّه". متفق عليه.
    3- النّجاة من النّار: فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله r: ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى: إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفاً". متفق عليه.
    4- نيل الشّفاعة يوم القيامة: فعن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله r: "الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربِّ منعته الطعام والشّهوات بالنّهار، فشفّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النّوم بالليل فشفّعني فيه، فيشفّعان". رواه الإمام أحمد.
    5- أداء زكاة الجسد: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله r: "لكلّ شيء زكاة، وزكاة الجسد: الصّوم، والصّيام نصف الصّبر". رواه ابن ماجه.
    6- الوقاية من المعاصي والشّهوات: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله r: " والصّيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: (إنّي صائم إنّي صائم). متفق عليه.



    الغاية من الصيام



    إنّ الهدف الأول والأخير من صيام رمضان -ومن سائر العبادات في الإسلام- هو: الحصول على التقوى. والتقوى: كلمة شاملة لكل خصال الطاعة والبِر والخير، وهي وقاية ومانع وستر بين المسلم وبين غضب الله وعذابه، وذلك بتنفيذ أوامر الله وترك معصيته، في جميع الظروف والأحوال.


    من فوائد الصوم




    للصيام فوائد مادية ومعنوية دينية ودنيوية كثيرة جداً، نذكر منها:
    1- تربية النّفس البشرية على الفضائل والخيرات، وردعها عن الآثام والمنكرات، وتنمية ملكة المراقبة في الضمير -في أي زمان أو مكان أو مجال أو حال-، وتشجيع المرء على الإيثار والزهد والفضيلة والكرم والإحسان، وتعويد الصائم على الحِلم والصبر والاستقامة والخشوع.
    2- الإخلاص لله عز وجلّ والابتعاد عن الرياء، فالصيام سرّ بين العبد وربّه، لا يعلم حقيقته وثوابه إلاّ الله تعالى، وهو بالتالي نوع من الجهاد؛ جهاد النفس كي تستقيم على منهج الله تعالى.
    3- تهيئة النفس وإعدادها للدعوة والاستسلام لأحكام الله، ومنفعة عباد الله، فمن يترك الشّهوة المباحة امتثالاً لأوامر الله لا يمكن أن يسرق أو يأكل المحرمات أو يجاهر بالمعاصي.
    4- التحرّر من عبودية غير الله من شياطين الإنس والجنّ، الذين يوسوسون في القلوب، ثمّ يزيّنون المحرّمات في العيون، ومعلوم أنّ أعظم وسائلهم للإيقاع بالعباد: إثارة شهوتي البطن والفرج، وإنّما تقوى الشهوات بالمطعم والمشرب والنّظر المحرّم، ومعلوم أنّ عدوّ الله إبليس المجرم، يجري من ابن آدم مجرى الدّم، ولا حلّ: إلاّ بتضييق مجاريه بالجوع، وإلزام النّفس الاستقامة والخشوع، وتعليمها البِر والخضوع.
    5- التذكير بالفقراء والمساكين والمحتاجين من المسلمين، والشعور بآلامهم ومشاركتهم أحزانهم، ومساعدتهم بالتالي مادّياً ومعنوياً.
    6- التّعوّد على الصدق والأمانة والوفاء بالعهد والثبات على المبدأ والشجاعة والعزّة والكرم والحريّة والنّظام والوحدة والمحبّة والأُلفة والزهد والفداء.
    7- إراحة المعدة وتقويتها، وتصفية الدم، والتّغلّب على معظم الأمراض، ومقاومة الجراثيم، وتجديد الخلايا، ومساعدة المصابين بالسّمنة والقرحة وأمراض الجهاز الهضمي والعصبي كذلك.
    جاء في الحديث - الضعيف سنداً والصحيح معنًى- : "صوموا تصحّوا"[2]، وقال الإمام الزمخشري: "لو سئل أهل القبور عن سبب موتهم لقالوا: التخمة"[3]، وقال الطبيب الشهير الحارث بن كلدة: "البطنة أصل الداء والحمية أصل كل دواء". وجاء في الحديث الصحيح سنداً ومتناً ومعنًى: "ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنٍ". رواه الترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معدي كرب (رضي الله عنه).


    أركان الصوم

    1- النّية كل ليلة قبل طلوع الفجر الصادق: لحديث حفصة بنت عمر (رضي الله عنهما) قالت: قال رسول الله r: "من لم يُجْمع

    [4] الصيام قبل الفجر فلا صيام له". رواه أحمد وأصحاب السنن.


    وتكفي النّية في أيّ جزء من الليل، وذهب الإمام مالك (رحمه الله): إلى انّه تكفي نية صوم جميع الشّهر في أول ليلة من رمضان.


    وأما في صيام النافلة[5]: فلا يشترط تعيين الصوم ولا تبييت النّية، بل يجوز الصوم بنيّة مطلقة قبل أذان الظهر بربع ساعة، إن لم يكن قد فعل أحد مفطّرات الصوم.
    وذهب بعض العلماء: إلى جواز النّية في صوم التّطوّع طوال النّهار ولو بعد الزوال (والله أعلم).
    2- الإمساك عن جميع المفطّرات من: طعام أو شراب وشهوة وتعمّد قيء، من طلوع الفجر الصادق إلى مغيب الشمس.




    أنواع الصوم





    1- صوم واجب: وهو صوم رمضان -أداءً أو قضاءً-، وصوم النذر، وصوم الكفّارات: كفّارة الظِّهار، وكفّارة اليمين، وكفّارة الجماع في رمضان، وكفّارة القتل الخطأ، وكفّارة ارتكاب محظور أثناء الإحرام وعدم القدرة على الهدي.
    2- صوم محرّم: وهو صوم العيدين أو صيام أيام التشريق، وقيل: بل صيام يومين بعد عيد الأضحى، إلاّ للحاجّ القارن أو المتمتّع ممّن لم يجد الهدي، وصوم الحائض أو النّفساء، وصوم الدهر، وصوم المرأة نافلة بغير إذن زوجها، وصوم يوم الشكّ لغير معتادٍ .
    3- صوم مندوب: وهو صيام ستّة أيام من شوال -ويفضّل أن تكون متتابعة-، وصوم التاسع والعاشر -أو الحادي عشر- من محرّم، وصوم عرفة لغير الحاجّ، وصوم الأيام البيض (الثالث والرابع والخامس عشر) من كل شهر قمري، وصوم يوم وإفطار يوم أو يومين، وصوم غالبية الأشهر الحرم، وصوم معظم شعبان، وصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصوم يوم لا يجد فيه ما يأكله.
    4- صوم مكروه: وهو صوم اليوم الأخير من أيام التشريق، (الثالث عشر من شهر ذي الحجة)، وإفراد يوم الجمعة أو السبت أو يوم الأحد بالصوم، إلاّ إذا صادف صيام أحد هذه الأيام صيام يوم واجبٍ أو مندوبٍ (فلا يُكره ولا يُحرم حينئذٍ)، وصوم من خاف ضرراً أو أدّى صيامه لتفويت حقّ واجبٍ أو مندوبٍ، وصوم مريض خاف ضرراً يبيح التيمّم، ومثل المريض: حامل أو عجوز أو مرضع أو مسافر: حين المشقّة.
    5- صوم مباح: وهو صوم المسافر أو المريض -بدون مشقّة-، وصوم الطفل القادر عليه، وصوم قضاء النافلة، وصوم المرأة نافلة في حالة غياب زوجها عنها أو عجزه عن مقارفتها ولو لم يأذن لها بالصيام -والله أعلم-.





    شروط صحّة الصوم






    ذهب العلماء إلى أنّ الصوم واجب على المسلم العاقل البالغ المقيم الصحيح الجسم، وعلى المسلمة الطاهرة من الحيض أو النّفاس. أما الكافر أو المجنون أو الصبي أو المسافر أو الحائض أو النفساء. فإنّ كلاً من هؤلاء يسقط عنه الصيام، أما الأطفال: فينبغي لأولياء أمورهم تعويدهم على الصيام ما داموا قادرين عليه دون خطورة! فعن الربيّع بنت معوّذ (رضي الله عنهما) قالت: أرسل النبي r غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطراً فليتمّ بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: فكنّا نصوم بعد، ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن


    [6]، فإذا بكى احدهم على الطعام: أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار". متفق عليه.




    من يباح لهم الفطر وعليهم الفدية ؟








    1- المريض بمرض لا يُرجى شفاؤه.
    2- العجوز والشيخ اللذان يشقّ عليهما الصيام.
    3- الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما، قيل: عليهما القضاء والفدية




    [7]، وقيل: بل عليهما الفدية فحسب، وقيل: بل عليهما القضاء فحسب، والراجح
    : أنّ عليهما الفدية فحسب.




    من يباح لهم الفطر وعليهم القضاء؟





    1- المريض الذي يُرجى شفاؤه.
    2- المسافر، قيل: سفر طاعة -سفراً تقصر فيه الصلاة-.


    3- من خشي على نفسه الهلاك من الصيام.




    ما يوجب القضاء ويبطل الصوم






    1- إذا نوى الفطر في رمضان، ولو لم يتناول المفطّرات.
    2- إذا تعمّد القيء، أما من ذرعه القيء دون إرادته فيبقى صائماً.
    3- إذا ارتدّ عن الإسلام (والعياذ بالله).
    4- الحيض أو النّفاس أو الجماع أو إنزال المني.
    5- التدخين أو تناول السعوط. (والسعوط: مادة توضع في الأنف وتدخل الجوف).
    6- إذا ابتلع ما لا يؤكل عادةً: كتراب أو حديد أو حصاة..
    7- تناول الإبر المغذّية (الكلوكوز).
    8- نزول ماء الوضوء إلى الحلق. (إلاّ إذا نزل رغم أنفه).
    9- إذا تعمّد إيصال شيء -دواء أو غذاء- إلى الجوف من طريق (منفذ) معتاد في الجسم.
    10- تناول المفطّرات لمجرد الظنّ بعدم طلوع الفجر أو مغيب الشمس: فبان خلاف ذلك!









    ما يبطل الصوم ويوجب القضاء والكفّارة معاً





    إنّ مقارفة الزوج امرأته في نهار رمضان عالماً عامدا: يوجب عليه القضاء والكفّارة معاً، وعليها القضاء فحسب، أما من أنزل المني دون جماع: فعليه القضاء فقط، هذا ولا يجوز للمرأة أن تمكّن زوجها من وطئها خلال صيام رمضان. أما جماع الزوجة في صيام غير رمضان فلا كفّارة فيه.
    والكفّارة: هي عتق رقبة -وهي مفقودة في هذا العصر-، فإن لم يجد: فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع: فإطعام ستين مسكيناً وجبتين مشبعتين، من أوسط ما يُطعم أهله، فإن لم يستطع وتصدّق عليه أحد بذلك: أجزأه وسقط عنه الإثم.






    ما يباح للصائم فعله





    1- الاستحمام أو التّبرّد بالماء.
    2- شمّ الروائح العطرية والورود.
    3- السواك طوال النّهار.
    4- ابتلاع الريق أو رذاذ الدقيق أو غبار الطريق.
    5- المضمضة والاستنشاق ولو لغير وضوء.
    6- أخذ الدم أو نزوله من أي عضو في الجسم.
    7- فعل أيّ من المفطّرات نسياناً.
    8- القيء غبر العمد.
    9- أخذ الإبر للتداوي.
    10- الجنابة (حتى طلوع الفجر).
    11- الاحتلام.


    12- ذوق الطعام دون ابتلاع شيء منه.




    ما يُكره للصائم فعله





    1- فعل كلّ ما يثير الشهوة.
    2- مضغ العلك اليابس الذي لا ينزل منه شيء في الجوف.
    3- الحجامة أو الفصد إذا ترتّب عليهما ضعف الصائم.
    4- الوصال بالصيام وترك السحور.
    5- أخذ الحقنة الشرجية.
    6- مداواة الجروح العميقة.
    7- أكل وجبة الإفطار قبل أداء صلاة المغرب.
    8- الاكتحال (إذا وجد طعمه في حلقه).
    9- تأخير الفطور وتعجيل السحور.
    10-الاستكثار من الطعام والشراب عند الإفطار والسحور.
    وهذا، وينبغي للصائم الكريم: الأخذ بالاحتياط، والابتعاد عن الشبهات، والخروج من المسائل الخلافية، من باب: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، واستفت قلبك وإن أفتاك الناس أفتوك، والتقوى فوق الفتوى.




    حكم جماع العامد والناسي في نهار رمضان




    عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: (بينما نحن جلوس عند النبي r إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت! فقال:"ما أهلكك"؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم -وفي رواية: أصبتُ أهلي في رمضان-، فقال رسول الله r: "هل تجد رقبة تعتقها"؟ قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين"؟ قال: لا، قال: "فهل تجد إطعام ستين مسكيناً"؟ قال: لا، فسكت النبي r. فبينما نحن على ذلك إذ أُتي النبي r بعَرَقٍ فيه تمرِ، فقال: "أين السائل"؟ قال: أنا، قال: "خذ هذا فتصدّق به"، فقال: أعلى أفقَرَ مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها –يريد الحرّتيْن- أهل بيت أفقر من أهل بيتي! فضحك النبي r حتى بدت أنيابه، ثم قال: "أَطعمه أهلك"!) متفق عليه.
    والعَرَق: وعاء للتمر يسع خمسة عشر صاعاً، واللابة: هي الحرّة: وهي الأرض التي تعلوها حجارة سود، والمدينة المنوّرة تقع بين حرّتيْن، شرقيّة وغربيّة.
    هذا، وقد ذهب الجمهور إلى وجوب الكفّارة على من جامع زوجته في نهار رمضان عامداً، واختلفوا فيمن جامع زوجته ناسياً، والراجح: أنّه لا كفّارة عليه،: لحديث أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي r أنّه قال: "من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفّارة". رواه الحاكم وصحّحه الإمام ابن حجر.
    وذهب الجمهور كذلك: إلى وجوب الكفّارة على الترتيب الوارد في الحديث: العتق وإلاّ فالصيام، وإلاّ فالإطعام، وبذا فإنّ التخيير بينها غير وارد!
    وذهب الجمهور: إلى أنّ الكفّارة لا تسقط بالعجز عن أدائها (بالإعسار). وأما الترخيص للرجل -الوارد في الحديث آنفاً- في إطعام أهله التمر: فالراجح: أنّ المكفِّر إذا كفّر عنه غيره من الناس جاز ذلك، وإن كان أفقرهم: جاز كذلك أن يأكل منه ويُطعم منه أهله!
    والراجح من أقوال العلماء: أنّه لا كفّارة على الزوجة، وإنما عليها القضاء فحسب، سواء كانت مكرهة أو غير مكرهة، مع أنّ عليها أن تحاول منع زوجها من مقارفتها.
    والصحيح: أن الاستمناء -بدون جماع- يوجب الإثم والقضاء، ولا يوجب الكفّارة. ولعلّ الحكمة من عدم مؤاخذة الناسي - في رمضان وغيره- أنّه فعله ووقع منه من غير اختياره، والله -وحده- هو الذي قدّر له ذلك، ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها، وفي هذا ما فيه: من يُسر وسماحة الشريعة الإسلامية، والحمد لله ربّ العالمين.

    الصوم في السفر







    للصائم سفر طاعة حرية الإفطار أو الصيام، وقصر الصلاة وجمعها: رخصة من الله ورحمة، على أن لا يجهده الصوم فيؤثّر على أعماله وبقيّة عباداته. فعن عائشة (رضي الله عنها): أنّ حمزة الأسلمي قال للنبي r: أأصوم في السفر؟ -وكان كثير الصيام-، قال: "إن شئت فصم وإن شئت فأفطر". متفق عليه.
    ويستفاد من هذا الحديث: الرخصة في الفطر في السفر؛ لأنّ السفر مظنّة المشقّة غالباً، وحرية الصيام أو الإفطار؛ لمن يقوى على الصيام.
    وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: "كنّا نسافر مع رسول الله r فلم يَعِبِ الصائم على المفطِر، ولا المفطِر على الصائم". متفق عليه.
    ويستفاد من هذا الحديث: إقرار النبي r على الفطر والصيام في السفر ممّا يدلّ على جوازهما، أما الصيام الذي يشقّ على صاحبه كثيراً فغير مشروع: فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) قال: كان رسول الله r في سفر، فرأى زحاماً -ورجلاً قد ظُلّل عليه-، فقال: "ما هذا"؟ قالوا: صائم، قال: "ليس من البرّ الصيام في السفر". وفي رواية: "عليكم برخصة الله التي رخّص لكم". متفق عليه.
    ويستفاد من هذا الحديث: أنّ الصيام في السفر يسقط الفرض، ولكنّه ليس برّاً، وأنّ الأفضل الأخذ برخصة الله التي خفّف بها على الناس، وأنّ جواز الصيام للمسافر تابع للمشقة وعدمها.






    المقدار الشرعي للسفر





    اختلف العلماء -قديماً وحديثاً- في مسافة السفر التي يباح فيها الفطر في رمضان وقصر الصلاة وجمعها.. والراجح -والله أعلم-: أنّ السّنّة النبويّة الشريفة لم تحدّد للسفر مسافة معيّنة معروفة، فكلّ من توفّرت فيه نيّة السفر، واعتُبِر مسافراً في العُرف والعادة، جاز له الأخذ بالرخصة ووجب عيه القصر؛ بغضّ النظر عن مقدار السفر، والشارع الحكيم أطلق السفر ولم يحدّد المسافة: فلنطلقها نحن كما أطلقها، فما عُدّ سفراً عرفاً: أُبيح فيه الإفطار دون اعتبار بالمسافة.


    قضاء رمضان



    عن عائشة (رضي الله عنها) قالت:"كان يكون عليّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلاّ في شعبان". متفق عليه.
    ويستفاد من هذا الحديث: جواز تأخير قضاء صيام رمضان إلى شعبان بعذر مشروع: حيث جاء في رواية مسلم: "وذلك لمكان رسول الله r". ولحُسْن أدب عائشة مع رسول الله r: كانت تؤخّر قضاء رمضان إلى شعبان: حيث كان رسول الله r يكثر فيه الصيام. ولكن لا يجوز تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر: إلاّ لسبب مشروع. وقد اختلف العلماء في وجوب الفدية مع التأخير إلى دخول رمضان القادم. وذهب بعض العلماء إلى أنّ عليه الفدية لغير عذر. (والله أعلم).
    ابن الصعيد
    ابن الصعيد
    وسام الادارة


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد الرسائل : 4137
    تاريخ الميلاد : 14/06/1981
    العمر : 43
    الموقع : منتدى ابناء الصعيد
    المزاج : مبسوط جدا
    نقاط : 4560
    تاريخ التسجيل : 29/01/2009

    في ظلال رمضان Empty رد: في ظلال رمضان

    مُساهمة من طرف ابن الصعيد الخميس 29 يوليو - 8:10:49

    بوركت وبارك الله لك فى صحتك
    وجعل لك اولا د صالحه
    ورزقة الرزق الحسن واعطاك الله خير الجزاء
    وما جزاء الاحسان الا الاحسان
    دمت بصحه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 14 نوفمبر - 17:46:57