السلام عليكم ورحمة الله
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
ها قد مضى النصف منك يا رمضان ،
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..
نفوس العابدين اطمأنت في ساعاتك.. وقلوب الراكعين ساجدين تبتلت في محرابك
سبحان الله..
منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان".
و منذ أيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان
فقد هل الهلال، مع النداء الشهير :
"يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .."
و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضى النصف من رمضان !!
سبحان الله.. أبهذه السرعة
رمضان.. هذا الضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..
ها نحن في الثلث الثاني من رمضان ..
وبعد أيام قلائل ، سنستقبل العشر الأواخر ـ
لمن كتب الله له عمراً ـ أفضل ليالي العام ، فيها ليلة من خير شهر
، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.
فيالسعادة من عرف فضل زمانه ، ومحا بدموعه
وخضوعه صحائف عصيانه ، وعظم خوفه ورجاؤه ،
فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
أحبتي .. الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي
بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق سيفنى ، وكل قادم مغادر ،
وهذا شهر الرحمة والغفران ،
يوشك أن يقول وداعاً ، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا .
فصم صيام مودع ، وصل صلاة مودع ، وقم قيام مودع
وتب توبة مودع ، وقم بالأسحار باكياً ، مخبتاً ، منيباً
وقل يارب : هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ،
إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار .
إلهي لا أهلك وأنت رجائي . اقبل توبتي ، واغسل حوبتي ،
وسل سخيمة قلبي ، وارفع درجتي ، وكفّر سيئتي .
وأعتق رقبتي ، ياذا الجلال والإكرام