وكالعادة وبعد شجار استمر طويلا مع أمى بسبب حالى وما ّال اليه من تدهور، تركتها وهى تعانى من نوبة السكر، وكنا حينها فى منتصف الليل ،خرجت وقد انتفخت أوداجى وسرت فى الطريق لوحدى وقد عم الكرب وجهى والنار تتأجج من عينى وتتصبب الدموع من بين جفنى والشوارع قد حل بها السكون فالناس منهم المضجع ومنهم الخالد فى نومه .......... سرت وحيدا شارد الذهن مشتت العقل هل ما افعله صوابا ؟ هذه الشوارع الممدده امامى لايحرك فيها ساكنا ، لا يصدر منها اصوات إلا صوت صفير الصراصير وهسيس الاشجار يتغلغل بداخلها الهواء ، والاجواء مهيئة.
فألان ارتاح قليلا وادع عقلى يفكر فى شأنى فالماذا انا هكذا؟ وشرعت فى لوم نفسى عسى اجد حلا، فجلست القرفصاء امام النهر صافى الذهن يضربنى الهواء من كل جانب فها انا الان لوحدى مجددا جالس على الارض وفوقى السماء مزينة بمصابيح وليس بأنسى أحد، ولم يلفت انتباهى مار، فأخضعت أذنى لتلك الاصوات استمد منه طاقتى بعيدا عن ضوضاء المدينة علّ روحى تسمو الى الصبر ، ويلبسنى رداء الصمت فأصبتنى اغفاءة ..................!.
كاهلى لم أعد اتحمله، فقد ثقل على، فجسوت على ركبتى فإذا برجل يرفع رأسى ويقول لى: قم إنهض فلا غبار عليك ......همست لنفسى هذا الصوت ليس علىّ بالغريب فأنا اعرفه اسمعه منذ الصغر، مذ ولدت!، يلازمنى فى كل خطوة اخطوها وكل نفس اتنفسه دهشت بملابسه واناقته وطوله الفارع ولكن لم استطع تميز وجهه ولكن رائحته كريهة بعض الشىء وشاب معه فى العقد الثانى من عمره هكذا بدى من صوته مولى وجهه الى النهر يرمى الحجارة فى الماء صامت صمت الغاضب البائس من حياته فبعد ان ُطفت عليهم بعينى قبل ان ألفظ بلفظه ،هكذا انا دائما، ارى مقتضى الحال قبل الشروع فى اى شىء فقلت : الست الشيطان فقال: ولما لا تقل قرين مخفف الأزمات فارج الكروب حارس العصا السحرية رأيتك مهموما فأتيتك .... قلت : لم اطلبك الله اغنى عن خدماتك قال: بلى طلبتنى ثم إستتبع كلامه عجبا عليكم بنى الانس تطلبون ثم تنكرون الم تريد ان تخرج من ازماتك قلت يارب ولم يستجيب قلت اجيب انا عل اخفف حدة العداوة بيننا قلت: لا تتطرق الى الامور الدينية قال: كما تشاء : قلت وما عندك اخرج ما فى جعبتك ولكن قبل اى شىء كيف تخرجنى وانت ملعون محكوم عليك بالخلود فى النار قال لى بسخرية تبعتها قهقهة عالية تربت يداك اما تسمع ما عندى قبل الحكم واذا صدر علينا الحكم فهناك استئناف اما قال لك نبيك ان الله غفور رحيم قلت: بلى قال فهذا هو استئنافنا ثم ولى ظهره الى ورفع ازاره على كتفه اتظن انى اكره لك الخير كلا البته مافعل من خطيئة انما فعلها ابينا اما نحن براءاء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ثم جلس بجوارى وانا اعلم مكره فوضع كفيه على فخذى فشعرت بنار موقده فى فخذى فنفضت كفه عنى وتأففت فى غيظ فقال: امك اليس صحيح : قلت وما ذاك قال: سبب غضبك ونفورك تبخس نجاحك دائما ولم تثنى عليك يوما وكثيرا ما تنهرك بسب وغيره ............... حبنها شخصت بصرى الى السماء وقد اسودت وجهها الرائق واحسست ان انبساطها قد تقوس ثم عدت اليه بعد توهانى البسيط ........انها فعلا كثيرا ما تتأفف منك كثيرا ما تزجرك انها فظه غليظه متخلفة من القرون الوسطى فنتفضت من مجلسى وقلت له سوف اغادر ان لم تنهى هذه الترهات الغبية فأنا كثيرا ما اتأفف فى وجهها وقد نهانى ربى عن ذالك وقلما انهرها بين الحين للاخر او اصرخ فى وجهها كالحمار فأنا السبب فى ذالك ثم رد الشاب قال ليس كذالك فلو استطاعت ان تفهم حقوقك وان تعامك بحترام ولو قليلا فمازالت تظن انك الطفل الذى لا يدرى اى شيء ......فأعجبنى صوته الرقيق العذب بعيدا عما قاله فرد عليالشيطان فى خبث نعم فهو كذلك قلت: وما الحيله قالا يسيره قلت : وماهى قال اتركها وارحل عيش بمفردك لا احد يقول لك كانى ومانى ...... تأتأت بزجر وقلت فأنها مريضه كيف اتركها وهى تعانى نوبات السكرى فهى امى فقمت وقلت لا استغفر الله العظيم واعوذه من الشيطان الرجيم فقال الشيطان نعم هى مريضه ولا يجوز ان تتركها فهى لأمس الحاجة لعكاز فى هذه الدنيا وستتبع قوله ماريك ان تضعها فى دار الموسنين فهناك الرعاية الكاملة فرد الشاب وهو( نفسى ) بفرح شديد وهى اول مرة ارى منه ابتسامة فهى بجد جميلة فله اسنان تتلألأ كالكوكب الدرى اذا تطمئن عليها هناك وتستطيع ان تعيش بحرية وتتزوج وحينها تكون ضربت عصفورين بحجر فقلت اخاف عليها فقلب ليس متحجرا...... فلما وجدا منى قبول فى الاخذ والرد معهم وخاصة الشيطان فوضع الشيطان السبابة والابهام على لحيته وقال: عندى حل قلت : اسرع بعرضه : قال هناك حل صعب فى فعله سهل فى نسيانه قالت انتهى من هذه المماطلة وابرز قال : سوف استأجر قاتلا يقتلها ويريحها من عذابها................ حينها عدت الى رشدي وصحوت من إغفائتى وقد شرع النهار فى الظهور فهممت بالرجوع وأنا فى الطريق وجد شيخا مستلقيا على ارض يضربه رجلا فى العقد الثانى من عمره ويقول الشيخ مقولة غريبة ( هكذا كنت افعل فى والدى فكما تدين تدان ) فركضت نحو البيت وجثيت على ركبتى مقبلا يدى والدتى وقلت سامحينى فمسحت على رأسى ربنا وقلبى يسامحك.
محمود عبدالرؤف
دلتا مصر 9-7-
فألان ارتاح قليلا وادع عقلى يفكر فى شأنى فالماذا انا هكذا؟ وشرعت فى لوم نفسى عسى اجد حلا، فجلست القرفصاء امام النهر صافى الذهن يضربنى الهواء من كل جانب فها انا الان لوحدى مجددا جالس على الارض وفوقى السماء مزينة بمصابيح وليس بأنسى أحد، ولم يلفت انتباهى مار، فأخضعت أذنى لتلك الاصوات استمد منه طاقتى بعيدا عن ضوضاء المدينة علّ روحى تسمو الى الصبر ، ويلبسنى رداء الصمت فأصبتنى اغفاءة ..................!.
كاهلى لم أعد اتحمله، فقد ثقل على، فجسوت على ركبتى فإذا برجل يرفع رأسى ويقول لى: قم إنهض فلا غبار عليك ......همست لنفسى هذا الصوت ليس علىّ بالغريب فأنا اعرفه اسمعه منذ الصغر، مذ ولدت!، يلازمنى فى كل خطوة اخطوها وكل نفس اتنفسه دهشت بملابسه واناقته وطوله الفارع ولكن لم استطع تميز وجهه ولكن رائحته كريهة بعض الشىء وشاب معه فى العقد الثانى من عمره هكذا بدى من صوته مولى وجهه الى النهر يرمى الحجارة فى الماء صامت صمت الغاضب البائس من حياته فبعد ان ُطفت عليهم بعينى قبل ان ألفظ بلفظه ،هكذا انا دائما، ارى مقتضى الحال قبل الشروع فى اى شىء فقلت : الست الشيطان فقال: ولما لا تقل قرين مخفف الأزمات فارج الكروب حارس العصا السحرية رأيتك مهموما فأتيتك .... قلت : لم اطلبك الله اغنى عن خدماتك قال: بلى طلبتنى ثم إستتبع كلامه عجبا عليكم بنى الانس تطلبون ثم تنكرون الم تريد ان تخرج من ازماتك قلت يارب ولم يستجيب قلت اجيب انا عل اخفف حدة العداوة بيننا قلت: لا تتطرق الى الامور الدينية قال: كما تشاء : قلت وما عندك اخرج ما فى جعبتك ولكن قبل اى شىء كيف تخرجنى وانت ملعون محكوم عليك بالخلود فى النار قال لى بسخرية تبعتها قهقهة عالية تربت يداك اما تسمع ما عندى قبل الحكم واذا صدر علينا الحكم فهناك استئناف اما قال لك نبيك ان الله غفور رحيم قلت: بلى قال فهذا هو استئنافنا ثم ولى ظهره الى ورفع ازاره على كتفه اتظن انى اكره لك الخير كلا البته مافعل من خطيئة انما فعلها ابينا اما نحن براءاء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ثم جلس بجوارى وانا اعلم مكره فوضع كفيه على فخذى فشعرت بنار موقده فى فخذى فنفضت كفه عنى وتأففت فى غيظ فقال: امك اليس صحيح : قلت وما ذاك قال: سبب غضبك ونفورك تبخس نجاحك دائما ولم تثنى عليك يوما وكثيرا ما تنهرك بسب وغيره ............... حبنها شخصت بصرى الى السماء وقد اسودت وجهها الرائق واحسست ان انبساطها قد تقوس ثم عدت اليه بعد توهانى البسيط ........انها فعلا كثيرا ما تتأفف منك كثيرا ما تزجرك انها فظه غليظه متخلفة من القرون الوسطى فنتفضت من مجلسى وقلت له سوف اغادر ان لم تنهى هذه الترهات الغبية فأنا كثيرا ما اتأفف فى وجهها وقد نهانى ربى عن ذالك وقلما انهرها بين الحين للاخر او اصرخ فى وجهها كالحمار فأنا السبب فى ذالك ثم رد الشاب قال ليس كذالك فلو استطاعت ان تفهم حقوقك وان تعامك بحترام ولو قليلا فمازالت تظن انك الطفل الذى لا يدرى اى شيء ......فأعجبنى صوته الرقيق العذب بعيدا عما قاله فرد عليالشيطان فى خبث نعم فهو كذلك قلت: وما الحيله قالا يسيره قلت : وماهى قال اتركها وارحل عيش بمفردك لا احد يقول لك كانى ومانى ...... تأتأت بزجر وقلت فأنها مريضه كيف اتركها وهى تعانى نوبات السكرى فهى امى فقمت وقلت لا استغفر الله العظيم واعوذه من الشيطان الرجيم فقال الشيطان نعم هى مريضه ولا يجوز ان تتركها فهى لأمس الحاجة لعكاز فى هذه الدنيا وستتبع قوله ماريك ان تضعها فى دار الموسنين فهناك الرعاية الكاملة فرد الشاب وهو( نفسى ) بفرح شديد وهى اول مرة ارى منه ابتسامة فهى بجد جميلة فله اسنان تتلألأ كالكوكب الدرى اذا تطمئن عليها هناك وتستطيع ان تعيش بحرية وتتزوج وحينها تكون ضربت عصفورين بحجر فقلت اخاف عليها فقلب ليس متحجرا...... فلما وجدا منى قبول فى الاخذ والرد معهم وخاصة الشيطان فوضع الشيطان السبابة والابهام على لحيته وقال: عندى حل قلت : اسرع بعرضه : قال هناك حل صعب فى فعله سهل فى نسيانه قالت انتهى من هذه المماطلة وابرز قال : سوف استأجر قاتلا يقتلها ويريحها من عذابها................ حينها عدت الى رشدي وصحوت من إغفائتى وقد شرع النهار فى الظهور فهممت بالرجوع وأنا فى الطريق وجد شيخا مستلقيا على ارض يضربه رجلا فى العقد الثانى من عمره ويقول الشيخ مقولة غريبة ( هكذا كنت افعل فى والدى فكما تدين تدان ) فركضت نحو البيت وجثيت على ركبتى مقبلا يدى والدتى وقلت سامحينى فمسحت على رأسى ربنا وقلبى يسامحك.
محمود عبدالرؤف
دلتا مصر 9-7-