من الأبطال الذين سجلوا بطولاتهم بأسمى أيات العزة والشرف والكرامة البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم وهذه هى قصة بطولاته :
ولد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم في السادس و العشرين من شهر ابريل عام 1947 لأسرة تنتمي جذ ورها لمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية وجاء ترتيبه الثالث بين إخوانه .
شرب البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم حب مصر منذ نعومة أظافره فقد كان والده يقوم بتدريبه على الأسلحة التي كان يحصل عليها من جنود الاحتلال ، كما قام البطل عبد الجواد محمد مسعد بعمليات فدائية في طفولته ، وكان يستعجل الأيام للالتحاق بسلاح الصاعقة الذي عشقه منذ أن رأت عيناه جنود الصاعقة المصريين وهو في مرحلة الطفولة.
في عام 1966 تم تجنيد البطل عبد الجواد محمد مسعد بالقوات المسلحة وجاء توزيعه علي سلاح الحرس الجمهــوري ولكنه طلب التحاقه بالصاعقة و بالفعل تحقق أمله و في تدريبات الصاعقة اظهر مهارة و نبوغا .
في الخامس من يونيو عام 1967 قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مصـر و نالت نصرا لا تستحقه و نالت مصر هزيمة لا تستحقها لأن الجندي المصري لم يدخل المعركة .
فى الأول من شهر يوليو عام 1967 م ومن القنطرة شرق تحركت قوة إسرائيلية مدعمة بالعربات المجنزرة والدبابات لأجل احتلال بور فؤاد .
رصدت المخابرات الحربية كل المعلومات وفى المكان المحدد تواجد البطل عبد الجواد مع مجموعة من رفاقه أبطال الصاعقة وبمجرد وصول القوة الإسرائيلية للمكان فوجئت بوابل من النيران وتم تدمير القوة الإسرائيلية فى دقائق معدودة .
تمكن البطل عبد الجواد من تدمير مدرعة ودبابة وقتل 6 من الإسرائيليين .
بلغت خسائر إسرائيل 6 دبابات ومدرعات وقتل 81 مقابل استشهاد 15 من أبطال الصاعقة .
عرفت هذه المعركة بمعركة رأس العش ورفعت الروح المعنوية إلى عنان السماء .
لم تفكر إسرائيل مرة أخرى فى الإغارة على مدينة مدينة بور فؤاد .
هكذا بدأت معارك الاستنزاف وتوالت بطولات أبطال مصر وفى 21 من شهر أكتوبر عام 1967 م كان البطل عبد الجواد فوق مبنى دار المعلمات ببور سعيد وشاهد بالمنظار قيام الزورق الصاروخى المصرى بإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى أقل من 4 دقائق .
واصل البطل كفاحه ومهامه ففى الخامس من شهر يونيو عام 1968 م قام مع مجموعة من رفاقه بتنفيذ مهمة الهجوم على مطار المليز وتدمير 6 طائرات إسرائيلية .
أيضا رصد البطل عبد الجواد محمد مسعد أتوبيسا إسرائيليا فى المنطقة الواقعة مابين الطاسة والمليز وعلى الفور تعامل معه وتمكن من تدميره وقتل 36 من الإسرائيليين وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969 م قام البطل مع رفاقه بالهجوم على منطقة إدارية إسرائيلية بين الكاب والتينة وتم تدميرها تماما وقدرت خسائر إسرائيل بأربعين مليون دولار تقريبا مما أصاب إسرائيل بالهلع والفزع .
هذه كانت العملية رقم 18 للبطل عبد الجواد محمد مسعد وفى أثناء عودته بعد تنفيذ المهمة رصده الطيار الإسرائيلى الذى كان يبحث عن الأبطال وأطلق صاروخه على البطل الذى فأصيب ببتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى مع جرح كبير غائر بالظهر .
الأبطال عبد الفتاح عمران وصابر محمد عوض وأحمد ياسين محمد ومحمد محمد أبوسمرة لم يتركوا البطل وماقطع من جسده وبعد إجراء الإسعافات الأولية للبطل قرر القائد نقل البطل على نقالة الميدان إلى مستشفى بور سعيد وبعد مسافة ليست بالقصيرة قطعها رفاقه الأبطال وسط الحر الشديد ووابل الطلقات الإسرائيلية وصل البطل إلى بور سعيد .
بعد ذلك تم نقل البطل عبد الجواد محمد مسعد إلى مستشفى دمياط وزاره المحافظ ونظرا لفداحة إصابة البطل تقرر نقله على متن طائرة هليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة وبعد وصوله دخل فى غيبوبة لمدة 72 ساعة .
طلب البطل عبد الجواد محمد من اللواء الدكتور عادل خطاب الشواربى مدير المستشفى عصير المانجو وبعد أن شربه عاد الوعى للبطل وأمر مدير مدير المستشفى بتقديم زجاجة مياه غازية للبطل يوميا على حسابه الخاص .
فوجىء البطل عبد الجواد محمد مسعد بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر وناقشه فى العملية التى تمت وقبل أن ينصرف عاهده البطل بخروجه من المستشفى إلى ميدان القتال لأجل تحرير سيناء فقال الرئيس جمال عبد الناصر : طالما هذه الروح المعنوية موجودة فسوف ننتصر بإذن الله تعالى .
تم تركيب الأطراف الصناعية للبطل عبد الجواد وقرر التقرير الطبى منح البطل عبد الجواد محمد مسعد أجازة لمدة شهر ثم العرض للرفت من الخدمة العسكرية .
وضع البطل التقرير فى جيب سترته وقرر العودة إلى وحدته لمواصلة الكفاح فإما الاستشهاد أو تحرير سيناء وعندما وصل للوحدة استقبله قائد الكتيبة البطل سمير محمود يوسف بالأحضان قائلا : لماذا تعبت وحضرت نحن سوف نستكمل كل أوراق إنهاء الخدمة وهنا قال البطل عبد الجواد : لن ولم أترك الخدمة العسكرية إلا فى حالتين .. تحرير سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى أو الشهادة فى سبيل الله والوطن .. وأنا هنا سوف أقتسم ملابسك وتعيينك .. فسمح قائد الكتيبة بتواجده مع رفاقه .
بدأ البطل عبد الجواد محمد فى التوجيه المعنوى للجنود وحثهم على شرف الرسالة وعزة وكرامة مصر وخلال تواجده فى الوحدة قرر تقديم الدليل العملى لقدرته على القتال وبالفعل رصد مدرعة إسرائيلية تقوم بإحضار مجموعة من الجنود وتأخذ مثلهم وفى الموعد المناسب تعامل معها وتم تدميرها وقتل 21 من الإسرائيليين .
علم الرئيس جمال عبد الناصر بما فعله البطل عبد الجواد محمد مسعد فطلبه فى رئاسة الجمهورية وعندما وصل البطل صافحه الرئيس قائلا : أنت الذى ضربت مطار المليز ؟ قال : نعم ياأفندم والجيش يريد إنهاء خدمتى .. قال الرئيس : لا .. خليك مصر عاوزاك .
عندما حكيت هذه البطولات للأديبة رضا القرشى كتبت قائلة :
وقف البطل على التبه
وأفتكر يوم من هنا عدى
حلف بطلنا وقال :
وحقك يارب السما والأرض
وحق غالى التمن للى أتهتك له عرض
مادمت حى تارك حيفضل على فرض
ويوم ماأقدر عليهم هاأسوى بيهم الأرض
قناص أنا ومن بعيد
حاأصطادهم فرد فرد
وعاد بطلنا ببندقية
خدها فى حضنه
وأداها حب وحنان
وقال لها : يابندقية ..
النهارده عايزك عافيه
حسى بيه .. الشرف ليكى وليا
ساعدينى آخد بتار الصبيه
وجاب الرصاص .. كلمه
وعلى الحكايه فهمه
بعد النيشان يدى .. تمام
وباسم الرحمن .. نشن .. وهيه
ونشن .. وهيه
وكل رصاصة اتنشنت
من واحد فيهم أتمكنت
وعمل الرصاص بالوصية
وادى تمام وتحيه.
فى الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1969 م الموافق للخامس من شهر رمضان عام 1389 هـ منح الرئيس جمال عبد الناصر نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الثانية للبطل عبد الجواد محمد مسعد تقديرا لما قام به من أعمال تتصف بالشجاعة فى ميدان القتال .
البطل عبد الجواد محمد مسعد نفذ 18 من عمليات العبور خلف وداخل القوات الإسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و ( 11 ) مدرعة و ( 2 ) من عربات الجيب و ( 2 ) من البلدوزارات بالإضافة إلى أتوبيس واشتراكه مع رفاقه فى تدمير 6 طائرات خلال الهجوم على مطار المليز .
فى الثامن من شهر أغسطس عام 1970 م تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار نظرا لتفوق مصر .
أذاعت وكالات الأنباء تصريحا لأبا إيبان جاء فيه : ( لولا وقف إطلاق النار لواجهت إسرائيل تصاعدا فى الحرب مع مصر وبالتالى زيادة القتلى والجرحى وتآكل التفوق الجوى الإسرائيلى إن رفض وقف إطلاق النار يضع إسرائيل فى موقف أخطر وأشد صعوبة من الآن ) .
قال الضابط الهندى ب . ك . ناريان : ( لقد أثبتت حرب الاستنزاف للمصريين أن المثابرة والعزيمة هما الضمان الرئيسى للنجاح كما اكتسبت القوات المصرية خبرة فى مواجهة الغارات الجوية الإسرائيلية والتكتيكات البرية بعد أن استوعبت الأسلحة الحديثة وبدلا من الحرب الخاطفة ذات النتائج السريعة البراقة التى اعتادها جيش إسرائيل اضطرت إسرائيل إلى أن تقوم بحرب دفاعية وتكتيكات دفاعية ضد الاغارات المصرية ولقد حزن الإسرائيليون لهذا الانقلاب فى الموقف العسكرى والسياسى والذى فرض على إسرائيل إتباع الحذر وأن تصرف النظر عن غارات العمق ) .
فى الثانى والعشرين من شهر أغسطس عام 1970 م كتبت كتيبة البطل شهادة جاء فيها :
تشهد الكتيبة بأن الجندى المجند عبد الجواد محمد مسعد سويلم من قوة الكتيبة قام بواجبه خلال فترة وجوده بالكتيبة على جبهة القتال وحتى تاريخ إصابته وبرغم شدة إصابته تمتع بروح عالية مما كان له شديد الأثر بالنسبة لزملائه وبعد تركيب الأطراف الصناعية له وخلال زياراته للكتيبة كان يفضل البقاء لرفع الروح المعنوية للجنود فالمذكور يتمتع بقدرة عالية فى التأثير على الجنود وحثهم على القتال ورفع معنوياتهم بما أوتى من قدرة فطرية فى إلقاء المحاضرات والتوجيه الموضوعى ..
لذلك ترى الكتيبة أن تسجل له هذه الوقائع لتكون له فخرا .. هذا بالإضافة إلى أنه قد تصدق للمذكور بحمل نوط الشجاعة العسكرى تقديرا له ولبطولاته .
هذا وقد وقع على الشهادة النقيب سمير محمود يوسف قائد الكتيبة بالإنابة .
فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1970 م توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى شهر أكتوبر عام 1970 تولى محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية وقام بتكريم البطل عبد الجواد محمد مسعد .
فى الأول من شهر يناير عام 1971تم استدعاء البطل عبد الجواد لأخذ بصماته على ترك الخدمة وبرغم إنهاء خدمته ذهب إلى قائد الكيبة النقيب سمير محمود يوسف وقال : اقسم بالله العظيم لن أترك الجيش إلا فى حالة استشهادي أو تحرير سيناء وبالفعل سمح له بالتواجد مع رفاقه الجنود على مسئوليته الخاصة .
فى عام 1971 م تزوج البطل من السيدة هدى عبد الرحيم حسن ورزقهما الله من الأبناء بإيمان ومحمد وأسامة وعمر وإسلام ونور الإسلام وجمال وشيماء .
فى السادس من شهر أكتوبر عام 1973 م الموافق للعاشر من شهر رمضان 1393 هـ اندلعت المعارك بين مصر وإسرائيل ففرح البطل عبد الجواد محمد مسعد لأن يوم الثأر قد حان .
عبر البطل مع رفاقه قناة السويس لأجل تحرير سيناء الحبيبة وظل على جبهة القتال حتى وقف إطلاق النار وبعد تحقيق الانتصار ترك الخدمة العسكرية وخرج للحياة المدنية .
بهذا يعد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب نسبة عجز 100 % .
فى الاحتفال باليوبيل الفضى لانتصارات أكتوبر قام الرئيس محمد حسنى مبارك بتكريم الصاعقة ممثلة فى البطل الجندى عبد الجواد محمد مسعد وبذلك يكون الجندى الوحيد من بين المكرمين .
أيضا يعد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء مصر .. جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك .
خلال تواجدى بصحبة البطل محمد المصرى صائد الدبابات فى منزل البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم حضر الأحباب الشيخ وحيد سليمان والاستاذ محمد جلال والأستاذ السيد مؤمن والحاج سعيد أبو هاشم للترحيب بنا وذلك يوم الأحد السابع من شهر أكتوبر عام 2001 م وفى صباح يوم الاثنين الثامن من شهر أكتوبر أصطحبنى البطل عبد الجواد محمد مسعد برفقة البطل محمد المصرى والاستاذ محمد جلال إلى الفردان حيث دبابة عساف ياجورى التى مدرها البطل محمد المصرى .
يرى البطل عبد الجواد محمد مسعد أن أفضل تكريم له هو مامنحه الله تعالى من إصابات لعلها تكون جواز المرور إلى الجنة .
أيضا يرى أن الذى لايحافظ على تراب الوطن لايستحق التراب .
____________
من كتاب ( من سجلات الشرف ) للأديب الصحفى إبراهيم خليل إبراهيم .
ولد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم في السادس و العشرين من شهر ابريل عام 1947 لأسرة تنتمي جذ ورها لمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية وجاء ترتيبه الثالث بين إخوانه .
شرب البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم حب مصر منذ نعومة أظافره فقد كان والده يقوم بتدريبه على الأسلحة التي كان يحصل عليها من جنود الاحتلال ، كما قام البطل عبد الجواد محمد مسعد بعمليات فدائية في طفولته ، وكان يستعجل الأيام للالتحاق بسلاح الصاعقة الذي عشقه منذ أن رأت عيناه جنود الصاعقة المصريين وهو في مرحلة الطفولة.
في عام 1966 تم تجنيد البطل عبد الجواد محمد مسعد بالقوات المسلحة وجاء توزيعه علي سلاح الحرس الجمهــوري ولكنه طلب التحاقه بالصاعقة و بالفعل تحقق أمله و في تدريبات الصاعقة اظهر مهارة و نبوغا .
في الخامس من يونيو عام 1967 قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مصـر و نالت نصرا لا تستحقه و نالت مصر هزيمة لا تستحقها لأن الجندي المصري لم يدخل المعركة .
فى الأول من شهر يوليو عام 1967 م ومن القنطرة شرق تحركت قوة إسرائيلية مدعمة بالعربات المجنزرة والدبابات لأجل احتلال بور فؤاد .
رصدت المخابرات الحربية كل المعلومات وفى المكان المحدد تواجد البطل عبد الجواد مع مجموعة من رفاقه أبطال الصاعقة وبمجرد وصول القوة الإسرائيلية للمكان فوجئت بوابل من النيران وتم تدمير القوة الإسرائيلية فى دقائق معدودة .
تمكن البطل عبد الجواد من تدمير مدرعة ودبابة وقتل 6 من الإسرائيليين .
بلغت خسائر إسرائيل 6 دبابات ومدرعات وقتل 81 مقابل استشهاد 15 من أبطال الصاعقة .
عرفت هذه المعركة بمعركة رأس العش ورفعت الروح المعنوية إلى عنان السماء .
لم تفكر إسرائيل مرة أخرى فى الإغارة على مدينة مدينة بور فؤاد .
هكذا بدأت معارك الاستنزاف وتوالت بطولات أبطال مصر وفى 21 من شهر أكتوبر عام 1967 م كان البطل عبد الجواد فوق مبنى دار المعلمات ببور سعيد وشاهد بالمنظار قيام الزورق الصاروخى المصرى بإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى أقل من 4 دقائق .
واصل البطل كفاحه ومهامه ففى الخامس من شهر يونيو عام 1968 م قام مع مجموعة من رفاقه بتنفيذ مهمة الهجوم على مطار المليز وتدمير 6 طائرات إسرائيلية .
أيضا رصد البطل عبد الجواد محمد مسعد أتوبيسا إسرائيليا فى المنطقة الواقعة مابين الطاسة والمليز وعلى الفور تعامل معه وتمكن من تدميره وقتل 36 من الإسرائيليين وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969 م قام البطل مع رفاقه بالهجوم على منطقة إدارية إسرائيلية بين الكاب والتينة وتم تدميرها تماما وقدرت خسائر إسرائيل بأربعين مليون دولار تقريبا مما أصاب إسرائيل بالهلع والفزع .
هذه كانت العملية رقم 18 للبطل عبد الجواد محمد مسعد وفى أثناء عودته بعد تنفيذ المهمة رصده الطيار الإسرائيلى الذى كان يبحث عن الأبطال وأطلق صاروخه على البطل الذى فأصيب ببتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى مع جرح كبير غائر بالظهر .
الأبطال عبد الفتاح عمران وصابر محمد عوض وأحمد ياسين محمد ومحمد محمد أبوسمرة لم يتركوا البطل وماقطع من جسده وبعد إجراء الإسعافات الأولية للبطل قرر القائد نقل البطل على نقالة الميدان إلى مستشفى بور سعيد وبعد مسافة ليست بالقصيرة قطعها رفاقه الأبطال وسط الحر الشديد ووابل الطلقات الإسرائيلية وصل البطل إلى بور سعيد .
بعد ذلك تم نقل البطل عبد الجواد محمد مسعد إلى مستشفى دمياط وزاره المحافظ ونظرا لفداحة إصابة البطل تقرر نقله على متن طائرة هليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة وبعد وصوله دخل فى غيبوبة لمدة 72 ساعة .
طلب البطل عبد الجواد محمد من اللواء الدكتور عادل خطاب الشواربى مدير المستشفى عصير المانجو وبعد أن شربه عاد الوعى للبطل وأمر مدير مدير المستشفى بتقديم زجاجة مياه غازية للبطل يوميا على حسابه الخاص .
فوجىء البطل عبد الجواد محمد مسعد بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر وناقشه فى العملية التى تمت وقبل أن ينصرف عاهده البطل بخروجه من المستشفى إلى ميدان القتال لأجل تحرير سيناء فقال الرئيس جمال عبد الناصر : طالما هذه الروح المعنوية موجودة فسوف ننتصر بإذن الله تعالى .
تم تركيب الأطراف الصناعية للبطل عبد الجواد وقرر التقرير الطبى منح البطل عبد الجواد محمد مسعد أجازة لمدة شهر ثم العرض للرفت من الخدمة العسكرية .
وضع البطل التقرير فى جيب سترته وقرر العودة إلى وحدته لمواصلة الكفاح فإما الاستشهاد أو تحرير سيناء وعندما وصل للوحدة استقبله قائد الكتيبة البطل سمير محمود يوسف بالأحضان قائلا : لماذا تعبت وحضرت نحن سوف نستكمل كل أوراق إنهاء الخدمة وهنا قال البطل عبد الجواد : لن ولم أترك الخدمة العسكرية إلا فى حالتين .. تحرير سيناء من دنس الاحتلال الإسرائيلى أو الشهادة فى سبيل الله والوطن .. وأنا هنا سوف أقتسم ملابسك وتعيينك .. فسمح قائد الكتيبة بتواجده مع رفاقه .
بدأ البطل عبد الجواد محمد فى التوجيه المعنوى للجنود وحثهم على شرف الرسالة وعزة وكرامة مصر وخلال تواجده فى الوحدة قرر تقديم الدليل العملى لقدرته على القتال وبالفعل رصد مدرعة إسرائيلية تقوم بإحضار مجموعة من الجنود وتأخذ مثلهم وفى الموعد المناسب تعامل معها وتم تدميرها وقتل 21 من الإسرائيليين .
علم الرئيس جمال عبد الناصر بما فعله البطل عبد الجواد محمد مسعد فطلبه فى رئاسة الجمهورية وعندما وصل البطل صافحه الرئيس قائلا : أنت الذى ضربت مطار المليز ؟ قال : نعم ياأفندم والجيش يريد إنهاء خدمتى .. قال الرئيس : لا .. خليك مصر عاوزاك .
عندما حكيت هذه البطولات للأديبة رضا القرشى كتبت قائلة :
وقف البطل على التبه
وأفتكر يوم من هنا عدى
حلف بطلنا وقال :
وحقك يارب السما والأرض
وحق غالى التمن للى أتهتك له عرض
مادمت حى تارك حيفضل على فرض
ويوم ماأقدر عليهم هاأسوى بيهم الأرض
قناص أنا ومن بعيد
حاأصطادهم فرد فرد
وعاد بطلنا ببندقية
خدها فى حضنه
وأداها حب وحنان
وقال لها : يابندقية ..
النهارده عايزك عافيه
حسى بيه .. الشرف ليكى وليا
ساعدينى آخد بتار الصبيه
وجاب الرصاص .. كلمه
وعلى الحكايه فهمه
بعد النيشان يدى .. تمام
وباسم الرحمن .. نشن .. وهيه
ونشن .. وهيه
وكل رصاصة اتنشنت
من واحد فيهم أتمكنت
وعمل الرصاص بالوصية
وادى تمام وتحيه.
فى الخامس عشر من شهر نوفمبر عام 1969 م الموافق للخامس من شهر رمضان عام 1389 هـ منح الرئيس جمال عبد الناصر نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الثانية للبطل عبد الجواد محمد مسعد تقديرا لما قام به من أعمال تتصف بالشجاعة فى ميدان القتال .
البطل عبد الجواد محمد مسعد نفذ 18 من عمليات العبور خلف وداخل القوات الإسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و ( 11 ) مدرعة و ( 2 ) من عربات الجيب و ( 2 ) من البلدوزارات بالإضافة إلى أتوبيس واشتراكه مع رفاقه فى تدمير 6 طائرات خلال الهجوم على مطار المليز .
فى الثامن من شهر أغسطس عام 1970 م تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار نظرا لتفوق مصر .
أذاعت وكالات الأنباء تصريحا لأبا إيبان جاء فيه : ( لولا وقف إطلاق النار لواجهت إسرائيل تصاعدا فى الحرب مع مصر وبالتالى زيادة القتلى والجرحى وتآكل التفوق الجوى الإسرائيلى إن رفض وقف إطلاق النار يضع إسرائيل فى موقف أخطر وأشد صعوبة من الآن ) .
قال الضابط الهندى ب . ك . ناريان : ( لقد أثبتت حرب الاستنزاف للمصريين أن المثابرة والعزيمة هما الضمان الرئيسى للنجاح كما اكتسبت القوات المصرية خبرة فى مواجهة الغارات الجوية الإسرائيلية والتكتيكات البرية بعد أن استوعبت الأسلحة الحديثة وبدلا من الحرب الخاطفة ذات النتائج السريعة البراقة التى اعتادها جيش إسرائيل اضطرت إسرائيل إلى أن تقوم بحرب دفاعية وتكتيكات دفاعية ضد الاغارات المصرية ولقد حزن الإسرائيليون لهذا الانقلاب فى الموقف العسكرى والسياسى والذى فرض على إسرائيل إتباع الحذر وأن تصرف النظر عن غارات العمق ) .
فى الثانى والعشرين من شهر أغسطس عام 1970 م كتبت كتيبة البطل شهادة جاء فيها :
تشهد الكتيبة بأن الجندى المجند عبد الجواد محمد مسعد سويلم من قوة الكتيبة قام بواجبه خلال فترة وجوده بالكتيبة على جبهة القتال وحتى تاريخ إصابته وبرغم شدة إصابته تمتع بروح عالية مما كان له شديد الأثر بالنسبة لزملائه وبعد تركيب الأطراف الصناعية له وخلال زياراته للكتيبة كان يفضل البقاء لرفع الروح المعنوية للجنود فالمذكور يتمتع بقدرة عالية فى التأثير على الجنود وحثهم على القتال ورفع معنوياتهم بما أوتى من قدرة فطرية فى إلقاء المحاضرات والتوجيه الموضوعى ..
لذلك ترى الكتيبة أن تسجل له هذه الوقائع لتكون له فخرا .. هذا بالإضافة إلى أنه قد تصدق للمذكور بحمل نوط الشجاعة العسكرى تقديرا له ولبطولاته .
هذا وقد وقع على الشهادة النقيب سمير محمود يوسف قائد الكتيبة بالإنابة .
فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 1970 م توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى شهر أكتوبر عام 1970 تولى محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية وقام بتكريم البطل عبد الجواد محمد مسعد .
فى الأول من شهر يناير عام 1971تم استدعاء البطل عبد الجواد لأخذ بصماته على ترك الخدمة وبرغم إنهاء خدمته ذهب إلى قائد الكيبة النقيب سمير محمود يوسف وقال : اقسم بالله العظيم لن أترك الجيش إلا فى حالة استشهادي أو تحرير سيناء وبالفعل سمح له بالتواجد مع رفاقه الجنود على مسئوليته الخاصة .
فى عام 1971 م تزوج البطل من السيدة هدى عبد الرحيم حسن ورزقهما الله من الأبناء بإيمان ومحمد وأسامة وعمر وإسلام ونور الإسلام وجمال وشيماء .
فى السادس من شهر أكتوبر عام 1973 م الموافق للعاشر من شهر رمضان 1393 هـ اندلعت المعارك بين مصر وإسرائيل ففرح البطل عبد الجواد محمد مسعد لأن يوم الثأر قد حان .
عبر البطل مع رفاقه قناة السويس لأجل تحرير سيناء الحبيبة وظل على جبهة القتال حتى وقف إطلاق النار وبعد تحقيق الانتصار ترك الخدمة العسكرية وخرج للحياة المدنية .
بهذا يعد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب نسبة عجز 100 % .
فى الاحتفال باليوبيل الفضى لانتصارات أكتوبر قام الرئيس محمد حسنى مبارك بتكريم الصاعقة ممثلة فى البطل الجندى عبد الجواد محمد مسعد وبذلك يكون الجندى الوحيد من بين المكرمين .
أيضا يعد البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء مصر .. جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك .
خلال تواجدى بصحبة البطل محمد المصرى صائد الدبابات فى منزل البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم حضر الأحباب الشيخ وحيد سليمان والاستاذ محمد جلال والأستاذ السيد مؤمن والحاج سعيد أبو هاشم للترحيب بنا وذلك يوم الأحد السابع من شهر أكتوبر عام 2001 م وفى صباح يوم الاثنين الثامن من شهر أكتوبر أصطحبنى البطل عبد الجواد محمد مسعد برفقة البطل محمد المصرى والاستاذ محمد جلال إلى الفردان حيث دبابة عساف ياجورى التى مدرها البطل محمد المصرى .
يرى البطل عبد الجواد محمد مسعد أن أفضل تكريم له هو مامنحه الله تعالى من إصابات لعلها تكون جواز المرور إلى الجنة .
أيضا يرى أن الذى لايحافظ على تراب الوطن لايستحق التراب .
____________
من كتاب ( من سجلات الشرف ) للأديب الصحفى إبراهيم خليل إبراهيم .