أبناء الصعيد فن ابداع اصالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما يهم اهل الصعيد من معلومات و ابداع


4 مشترك

    أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    كرم زغلول محمد
    كرم زغلول محمد
    الحضور المميز


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 617
    نقاط : 1463
    تاريخ التسجيل : 03/06/2010

    مميز أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف كرم زغلول محمد السبت 22 يناير - 10:48:29

    أيها المغتربون ... استمتعوا حيث أنتم
    قبل فوات الأوان و لنتذكر قول الحسن البصري
    يا ابن آدم ، إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك






    همهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
    لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة.
    فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة !
    وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب !
    وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدرالريلات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان !
    كم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه !
    لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الأرجح !
    لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية.
    وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن.
    لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة !
    ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم.
    فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك !!
    وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم !!
    كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية.
    ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.
    إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه.
    وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.
    كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال : " لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل".
    لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها.
    إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله.
    أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: "سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي".
    إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل - بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة ؟
    إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.
    إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه.
    ويقول دانتي في هذا السياق :"فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا".
    لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم.
    تقول القصيدة : تحية للفجر، انظر لهذا اليوم ! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر .
    لمَ لا يسأل المغتربون عن أوطانهم السؤال التالي ويجيبون عليه، لعلهم يغيرون نظرتهم إلى الحياة في الغربة:
    هل أقوم بتأجيل الحياة في بلاد الاغتراب من أجل الاستمتاع بمستقبل هـُلامي في بلادي، أو من أجل التشوق إلى حديقة زهور سحرية في الأفق البعيد؟
    كم أجد نفسي مجبراً على أن أردد مع عمر الخيام في رائعته (رباعيات) :
    لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان ،
    واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان.
    ابوبديوى
    ابوبديوى
    الحضور المميز


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد الرسائل : 951
    تاريخ الميلاد : 02/06/1978
    العمر : 46
    الموقع : ابناء الصعيد
    المزاج : الحمدلله
    نقاط : 1255
    تاريخ التسجيل : 25/11/2010

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف ابوبديوى السبت 22 يناير - 15:55:07

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    كرم زغلول محمد
    كرم زغلول محمد
    الحضور المميز


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 617
    نقاط : 1463
    تاريخ التسجيل : 03/06/2010

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف كرم زغلول محمد الأحد 23 يناير - 10:01:47

    شكراً للحبيب أبو بديوى
    على اللفته الكريمه
    ولك تحياتى يا صقر المنتدى
    وهذا لقبك عندى إذا كان يرضيك
    وتستحقه

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    ابوبديوى
    ابوبديوى
    الحضور المميز


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد الرسائل : 951
    تاريخ الميلاد : 02/06/1978
    العمر : 46
    الموقع : ابناء الصعيد
    المزاج : الحمدلله
    نقاط : 1255
    تاريخ التسجيل : 25/11/2010

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف ابوبديوى الأحد 23 يناير - 10:17:56

    شكرا لك
    وهذا فخرا لى فانت اخ لى
    فوالله انى احببتك فى الله
    ابن الصعيد
    ابن الصعيد
    وسام الادارة


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد الرسائل : 4137
    تاريخ الميلاد : 14/06/1981
    العمر : 43
    الموقع : منتدى ابناء الصعيد
    المزاج : مبسوط جدا
    نقاط : 4560
    تاريخ التسجيل : 29/01/2009

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف ابن الصعيد الإثنين 24 يناير - 22:54:38

    فى غاية الجمال سيدى الجميل
    كرم زغلول محمد
    كرم زغلول محمد
    الحضور المميز


    الجنس : ذكر
    عدد الرسائل : 617
    نقاط : 1463
    تاريخ التسجيل : 03/06/2010

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف كرم زغلول محمد الثلاثاء 25 يناير - 18:37:11

    شكراً أخى أبن الصعيد
    وأنت أجمل من الجمال بأخلاقك
    ولكن هذه خواطر مغترب طالت فترة غربته
    ويحن لبلده فهل أنا من
    بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل
    الكثير من مشاريعه حتى التقاعد
    وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته
    فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت
    والله المستعان
    فهل هذا ندم على اللى فات
    وأخيراً لك شكرى وتحياتى
    avatar
    على كوكب


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد الرسائل : 6
    تاريخ الميلاد : 19/01/1980
    العمر : 44
    نقاط : 6
    تاريخ التسجيل : 10/01/2011

    مميز رد: أيها المغتربون إستمتعوا حيث أنتم فكم قضوا نحبهم فى الغربة

    مُساهمة من طرف على كوكب الإثنين 28 فبراير - 15:06:49

    اللة على هذا الكلام الجميل واللة انى لاحظى بالتقد ير الى هذا الرجل العظيم ذو السمعة المشرفة والطيبة واتقدم لك بمزيد من الشكر على هذة النصائح التى يغفل عنها الكثير مع حبى وتقديرى لك انت وصقر الصعيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 9:06:27