الفصل الثاني عشر:
في الوقف:
الوقف لغة: الكف، واصطلاحًا: قطع الكلمة عما بعدها بسكتة. وفائدة معرفة الوقف والابتداء تبيين معاني القرءان العظيم وتعريف مقاصده وإظهار فوائده.
وينقسم الوقف على القول المختار إلى أربعة أقسام: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك.
1) الوقف التام:
وهو الذي قد انفصل عما بعده لفظًا ومعنى، أي تمّ الكلام به وانقطع ما بعده عنه؛ ولا يوجد إلا عند تمام القصص وانقضائهن، ويكثر أيضًا وجوده في الفواصل كقوله تعالى:{وأولئك همُ المفلحون} ثم الابتداء بقوله:{إنَّ الذين كفروا}، وكقوله:{وأنّهم إليهِ راجعون} ثم الابتداء بقوله:{يا بني إسرائيل}.
وقد يوجد التام قبل انقضاء الفاصلة كقوله:{لقد أضلّني عن الذّكرِ بعد إذ جاءني}، وتمام الفاصلة:{وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولاً}. وقد يوجد التام بعد انقضاء الفاصلة بكلمة كقوله :{لم نجعل لهم من دونها سِترًا كذلك}.
وقد يكون الوقف تامًّا على قراءة وحسنًا على غيرها نحو:{إلى صراط العزيزِ الحميد} هذا تام على قراءة من رفع اسم الجلالة بعده وهو:{الله}، وعلى النعت حسن.
2) الوقف الكافي:
وهو الذي انفصل عمَّا بعده في اللفظ وله به تعلق في المعنى بوجه، أي لا ينقطع عما بعده من حيث المعنى كالوقف على قوله:{أم لم تنذرهم لا يؤمنون} ثم الابتداء بقوله:{ختم الله على قلوبهم}، فإنه متعلق به من حيث المعنى لكن يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده، وكقوله:{وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} ثم الابتداء بقوله:{يومئذٍ يودُّ الذين كفروا}.
3) الوقف الحسن:
وهو الذي يحسن الوقف عليه لأنه كلام حسن مفيد ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظًا ومعنًى إلا في رءوس الآي فإن ذلك سنّة.
ومثاله إذا لم يكن رأسَ ءاية الوقف على قوله:{الحمدُ للهِ} فهذا كلام حسن مفيد وقوله بعد ذلك: {رب العالمين} غير مستغن عن الأول فلا بدّ من إعادة ما قبله.
4) الوقف القبيح:
وهو ما يقبح تعمد الوقف عليه لشدة تعلقه بما بعده، كالوقف على المضاف دون المضاف إليه نحو الوقف على:{مالكِ} فإن الوقف عليه قبيح لشدة تعلقه بما بعده وهو:{يوم الدين}.
وكذا يقبح تعمد الوقف على ما يغيّر المعنى كالوقف على قوله: {وما خلقتُ الجنّ والإنسَ} وكذا الوقف على قوله {إنَّ اللهَ لا يهدي}.
وإذا وقف القارئ على ذلك لضرورة كضيق نفس أو غيره يبدأ بما قبله ليصل الكلام بعضه ببعض مثل الوقف عند انقطاع النفس على:{عزيرٌ ابنُ}، فلا يبتدأ بـ: {عزير} ولا بـ:{ابن}، بل بـ:{وقالت اليهودُ}؛ وقس على ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثالث عشر:
في السكتات والسجدات:
السكتة:
السكتة قطع الصوت من غير تنفس بنية القراءة، وهي في قراءة حفص أربع سكتات:
1 ـ في سورة الكهف قوله تعالى: {ولم يجعل له عِوجًا} فيسكت سكتة لطيفة ويقول :{قيّمًا}.
2 ـ في سورة يس قوله تعالى: {من بعثنا من مرقدنا} فيسكت كما تقدم ويقول:{هذا}.
3 ـ في سورة القيامة قوله تعالى: {وقيل من} فيسكت كذلك ويقول:{راقٍ}.
4 ـ في سورة المطففين قوله تعالى: {كلا بل} فيسكت كما مر ويقول:{رانَ}.
السجدات:
سجدات التلاوة أُشير إليها على هامش المصحف، وهي أربعَ عشرة سجدة:
1 ـ سورة الأعراف :{إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}.
2 ـ سورة الحج: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ} إلى ءاخر الآية.
3 ـ سورة الحج:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)}.
4 ـ سورة الرعد: {ولله يسجدُ من في السموات} إلى قوله:{والآصال}.
5 ـ سورة النحل: {ولله يسجدُ} إلى قوله:{ويفعلونَ ما يؤمرون}.
6 ـ سورة الإسراء: {قل ءامِنوا به} إلى قوله :{خشوعًا}.
7 ـ سورة مريم: {أولئكَ الذين أنعم الله عليهم} إلى قوله:{وبُكيًّا(58)}.
8 ـ سورة الفرقان: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن} إلى قوله:{نفورًا}.
9 ـ سورة النمل: {ألاَّ يسجدوا لله} إلى قوله:{هو ربّ العرش العظيم}.
10ـ سورة السجدة: {إنّما يؤمن بآياتنا} إلى قوله:{لا يستكبرون}.
11 ـ سورة فصلت:{ومن ءاياته الليلُ والنهارُ} إلى قوله:{وهُم لا يسئَمون}.
12ـ سورة النجم:{فاسجدوا لله واعبدوا}.
13ـ سورة الانشقاق:{وإذا قرىء عليهمُ القرءانُ لا يسجدون}.
14ـ سورة العلق:{كلا لا تُطعه واسجُد واقترِب}.
أما في سورة ص فقوله تعالى: ، فهي سجدة عند أبي حنيفة ومالك.
وحكم سجدة التلاوة الندبُ لقارئ ومستمع متوضئ بنية وتكبير وسجود واحد وتسليم، ولغير متوضئ قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" أربع مرات.
والحمد لله على التمام، وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد أشرف المرسلين وإمام المتقين، وعلى ءاله وصحبه الأبرار الميامين.
تمت بعون الله وفضله
في الوقف:
الوقف لغة: الكف، واصطلاحًا: قطع الكلمة عما بعدها بسكتة. وفائدة معرفة الوقف والابتداء تبيين معاني القرءان العظيم وتعريف مقاصده وإظهار فوائده.
وينقسم الوقف على القول المختار إلى أربعة أقسام: تام مختار، وكاف جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك.
1) الوقف التام:
وهو الذي قد انفصل عما بعده لفظًا ومعنى، أي تمّ الكلام به وانقطع ما بعده عنه؛ ولا يوجد إلا عند تمام القصص وانقضائهن، ويكثر أيضًا وجوده في الفواصل كقوله تعالى:{وأولئك همُ المفلحون} ثم الابتداء بقوله:{إنَّ الذين كفروا}، وكقوله:{وأنّهم إليهِ راجعون} ثم الابتداء بقوله:{يا بني إسرائيل}.
وقد يوجد التام قبل انقضاء الفاصلة كقوله:{لقد أضلّني عن الذّكرِ بعد إذ جاءني}، وتمام الفاصلة:{وكان الشيطانُ للإنسانِ خذولاً}. وقد يوجد التام بعد انقضاء الفاصلة بكلمة كقوله :{لم نجعل لهم من دونها سِترًا كذلك}.
وقد يكون الوقف تامًّا على قراءة وحسنًا على غيرها نحو:{إلى صراط العزيزِ الحميد} هذا تام على قراءة من رفع اسم الجلالة بعده وهو:{الله}، وعلى النعت حسن.
2) الوقف الكافي:
وهو الذي انفصل عمَّا بعده في اللفظ وله به تعلق في المعنى بوجه، أي لا ينقطع عما بعده من حيث المعنى كالوقف على قوله:{أم لم تنذرهم لا يؤمنون} ثم الابتداء بقوله:{ختم الله على قلوبهم}، فإنه متعلق به من حيث المعنى لكن يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده، وكقوله:{وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} ثم الابتداء بقوله:{يومئذٍ يودُّ الذين كفروا}.
3) الوقف الحسن:
وهو الذي يحسن الوقف عليه لأنه كلام حسن مفيد ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظًا ومعنًى إلا في رءوس الآي فإن ذلك سنّة.
ومثاله إذا لم يكن رأسَ ءاية الوقف على قوله:{الحمدُ للهِ} فهذا كلام حسن مفيد وقوله بعد ذلك: {رب العالمين} غير مستغن عن الأول فلا بدّ من إعادة ما قبله.
4) الوقف القبيح:
وهو ما يقبح تعمد الوقف عليه لشدة تعلقه بما بعده، كالوقف على المضاف دون المضاف إليه نحو الوقف على:{مالكِ} فإن الوقف عليه قبيح لشدة تعلقه بما بعده وهو:{يوم الدين}.
وكذا يقبح تعمد الوقف على ما يغيّر المعنى كالوقف على قوله: {وما خلقتُ الجنّ والإنسَ} وكذا الوقف على قوله {إنَّ اللهَ لا يهدي}.
وإذا وقف القارئ على ذلك لضرورة كضيق نفس أو غيره يبدأ بما قبله ليصل الكلام بعضه ببعض مثل الوقف عند انقطاع النفس على:{عزيرٌ ابنُ}، فلا يبتدأ بـ: {عزير} ولا بـ:{ابن}، بل بـ:{وقالت اليهودُ}؛ وقس على ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثالث عشر:
في السكتات والسجدات:
السكتة:
السكتة قطع الصوت من غير تنفس بنية القراءة، وهي في قراءة حفص أربع سكتات:
1 ـ في سورة الكهف قوله تعالى: {ولم يجعل له عِوجًا} فيسكت سكتة لطيفة ويقول :{قيّمًا}.
2 ـ في سورة يس قوله تعالى: {من بعثنا من مرقدنا} فيسكت كما تقدم ويقول:{هذا}.
3 ـ في سورة القيامة قوله تعالى: {وقيل من} فيسكت كذلك ويقول:{راقٍ}.
4 ـ في سورة المطففين قوله تعالى: {كلا بل} فيسكت كما مر ويقول:{رانَ}.
السجدات:
سجدات التلاوة أُشير إليها على هامش المصحف، وهي أربعَ عشرة سجدة:
1 ـ سورة الأعراف :{إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}.
2 ـ سورة الحج: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ} إلى ءاخر الآية.
3 ـ سورة الحج:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)}.
4 ـ سورة الرعد: {ولله يسجدُ من في السموات} إلى قوله:{والآصال}.
5 ـ سورة النحل: {ولله يسجدُ} إلى قوله:{ويفعلونَ ما يؤمرون}.
6 ـ سورة الإسراء: {قل ءامِنوا به} إلى قوله :{خشوعًا}.
7 ـ سورة مريم: {أولئكَ الذين أنعم الله عليهم} إلى قوله:{وبُكيًّا(58)}.
8 ـ سورة الفرقان: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن} إلى قوله:{نفورًا}.
9 ـ سورة النمل: {ألاَّ يسجدوا لله} إلى قوله:{هو ربّ العرش العظيم}.
10ـ سورة السجدة: {إنّما يؤمن بآياتنا} إلى قوله:{لا يستكبرون}.
11 ـ سورة فصلت:{ومن ءاياته الليلُ والنهارُ} إلى قوله:{وهُم لا يسئَمون}.
12ـ سورة النجم:{فاسجدوا لله واعبدوا}.
13ـ سورة الانشقاق:{وإذا قرىء عليهمُ القرءانُ لا يسجدون}.
14ـ سورة العلق:{كلا لا تُطعه واسجُد واقترِب}.
أما في سورة ص فقوله تعالى: ، فهي سجدة عند أبي حنيفة ومالك.
وحكم سجدة التلاوة الندبُ لقارئ ومستمع متوضئ بنية وتكبير وسجود واحد وتسليم، ولغير متوضئ قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" أربع مرات.
والحمد لله على التمام، وصلى الله وسلَّم على سيدنا محمد أشرف المرسلين وإمام المتقين، وعلى ءاله وصحبه الأبرار الميامين.
تمت بعون الله وفضله