[size=21]حوار أجراه ا / عصام غازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس بتاريخ 11- 17 يناير 2006
عانى
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرا من يهود المدينة.. ولكنه واجه
دسائسهم وخيانتهم له ومؤامراتهم لقتله بروح الإسلام السمحة والحازمة
أيضا.. وعندما تأكد من خيانة يهود بني النضير له أمرهم بترك المدينة دون
أن يأخذ أموالهم.. ولكن بدون سلاحهم.
الداعية
عمرو خالد قال: إن هذه المرحلة في تاريخ نشر الرسالة المحمدية تحمل الكثير
من الدروس المستفادة.. وتؤكد أن الرسول كان رحيما حتى بأعدائه.. فقد كان
يعلم أنهم سيقيمون لدى يهود خيبر أو سيكون لهم مكان ولم يفعل ما فعلته
أوروبا في القرن الثامن عشر عندما طردت اليهود ليحتلوا فلسطين بمساعدة من
طردوهم!
عمرو خالد.. يكشف تفاصيل وأسرار هذه المرحلة.. ويؤكد أن الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم رغم حاجته إلى المال لإعداد الجيش الذي سيفتح مكة، كان
يحترم حق المواطنة ولا يفكر في الاستيلاء على أموال الغير حتى بعد أن تبين
له عداوة اليهود له، عندما كانوا يبعثون بأخبار جيشه إلى قريش في مكة..
كما تآمروا عليه وحاولوا إلقاء حجر على رأسه من أعلى منزل، إلا أن جبريل
نزل من السماء وأخبر النبي، فقام من مكانه ونجا من الموت.
علم النبي بذلك حين سقطت رسائل بني النضير إلى قريش في يده، فأرسل النبي
إليهم يقول: أخرجوا من بلدي، ولا تساكنوني فيها، وقد هممتم بما هممتم به
من الغدر، وقد أجلتكم شهرا، ومن بقى منكم بعد الشهر ضربت عنقه، فقالوا:
أنأخذ أموالنا معنا؟ قال: نعم.. وبدأ اليهود يشترون الإبل ليحملوا عليها
أموالهم وكنوزهم قبل الرحيل.
نعم كان يعرف أنهم ذاهبون إلى يهود خيبر.. كان النبي رحيما حتى وهو يطردهم
خارج المدينة، لأنه أوجد لهم وطنا يأوون إليه، بينما أوروبا حين طردت
اليهود في القرن الثامن عشر الميلادي، طردتهم بلا رحمة، فجاءوا إلى
بلادنا، وحدثت مشكلة فلسطين.
والنبي أخرجهم عقابا على غدرهم به، لكنه أخرجهم بأموالهم وثرواتهم، وكان يعلم أنهم يتجهون إلى خيبر.
وقبل خروجهم يحرضهم رأس المنافقين عبد الله بن سلول من خلال رسالة بعث بها
إليهم يقول لهم فيها: لا تخرجوا أبدا وسوف أحميكم إذا تعرض لكم محمد ومعي
700 شخص يقفون إلى جانبكم، فتحصنوا داخل الحصون، فأمر النبي جيشا من
الصحابة بمحاصرة حصونهم خمسة عشر يوما. وقال لهم أنه لن يفك الحصار عنهم
إلا إذا قرروا الخروج من المدينة.. وفي هذه المرة قال لهم: لن تخرجوا إلا
بأموالكم فقط ومن دون سلاح. وأثناء حصار النبي ليهود بني النضير تنزل آيات
تحريم الخمر.
الحكمة أن المسلمين هزموا في أحد بسبب عدم الطاعة، والله سبحانه وتعالى يريد أن يختبرهم في التزامهم بالطاعة.
نزل خبر التحريم ليلا، فإذا بشوارع المدينة في صباح اليوم التالي تفيض بأنهار من الخمر المسكوب، وكأن السماء أمطرت خمرا بالليل.
ثم نزلت الآية الكريمة "فهل أنتم منتهون" فخرج عمر بن الخطاب والصحابة
يصيحون: انتهينا يا رب... انتهينا يا رب... ثم نزلت الآية الكريمة تقول:
وقذف في قلوبهم الرعب" أي في قلوب النضير، بمجرد أن أطاع الصحابة ربهم.
وكان الرعب سلاحا جديدا يستخدمه الله تبارك وتعالى ضد اليهود فهزم جيش بني
النضير، وانتصر المسلمون في عام 4 هـ.
في هذا العام (4 هـ) حدثت غزوة "ذات الرقاع".. انتقى النبي صلى الله عليه
وسلم قبيلة كانت تستعد للهجوم على المسلمين، لكنها كانت متواضعة القوة،
وقرر الخروج إليها.
أراد النبي بهجومه على هذه القبيلة إخافة القبائل الأخرى، كانت حربا نفسية أكثر منها حربا ساخنة.
وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من سبعمائة مقاتل ليقطع مسافة ثلاثمائة كيلومتر، وكان كل ستة جنود يتبادلون بعيرا واحدا للركوب.
لماذا سميت هذه الغزوة بـ "ذات الرقاع"؟
يحكى أبو موسى الأشعري: كنا كل ستة منا يتعاقبون على بعير حتى سقطت أظافر
أقدامنا وتمزقت النعال ونقبت أقدامنا حتى كنا نقطع من ثيابنا ونربط على
أقدامنا. فسميت الغزوة بـ "ذات الرقاع" لهذا السبب، نسبة إلى رقع الملابس.
حين وصل جيش المسلمين إلى هناك فرت القبائل أمامه.. ورجع النبي صلى الله
عليه وسلم وأثناء رجوعه خشى أن تتجمع القبائل عليه مرة أخرى، فصلى "صلاة
الخوف"، وقام بتقسيم الجيش إلى نصفين، نصف وجهه إلى العدو لا يصلى..
والنصف الآخر وجهه باتجاه القبلة، الذين كانت وجوههم متجهه إلى القبلة،
كانوا يصلون ركعتين مع النبي، والنبي يصلى 4 ركعات.. في ركعة التشهد
النصفية يتوقف النبي ويكمل الجيش التشهد حتى نهايتها، ثم يذهبون لاستلام
السلاح من النصف الآخر من الجيش، ويذهب النصف الذي كان يحرس إلى الصلاة
وراء النبي الذي كان ينتظرهم وهو لم يخرج من صلاته، لكي يؤدي الركعة
الثالثة بالنسبة له، والأولى بالنسبة لجنود الحراسة، وهكذا..
[size=21]
يتبع
عانى
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرا من يهود المدينة.. ولكنه واجه
دسائسهم وخيانتهم له ومؤامراتهم لقتله بروح الإسلام السمحة والحازمة
أيضا.. وعندما تأكد من خيانة يهود بني النضير له أمرهم بترك المدينة دون
أن يأخذ أموالهم.. ولكن بدون سلاحهم.
الداعية
عمرو خالد قال: إن هذه المرحلة في تاريخ نشر الرسالة المحمدية تحمل الكثير
من الدروس المستفادة.. وتؤكد أن الرسول كان رحيما حتى بأعدائه.. فقد كان
يعلم أنهم سيقيمون لدى يهود خيبر أو سيكون لهم مكان ولم يفعل ما فعلته
أوروبا في القرن الثامن عشر عندما طردت اليهود ليحتلوا فلسطين بمساعدة من
طردوهم!
عمرو خالد.. يكشف تفاصيل وأسرار هذه المرحلة.. ويؤكد أن الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم رغم حاجته إلى المال لإعداد الجيش الذي سيفتح مكة، كان
يحترم حق المواطنة ولا يفكر في الاستيلاء على أموال الغير حتى بعد أن تبين
له عداوة اليهود له، عندما كانوا يبعثون بأخبار جيشه إلى قريش في مكة..
كما تآمروا عليه وحاولوا إلقاء حجر على رأسه من أعلى منزل، إلا أن جبريل
نزل من السماء وأخبر النبي، فقام من مكانه ونجا من الموت.
رسالة لأوروبا
كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم، يقينا بخيانة اليهود وتأمرهم عليه مع قريش؟علم النبي بذلك حين سقطت رسائل بني النضير إلى قريش في يده، فأرسل النبي
إليهم يقول: أخرجوا من بلدي، ولا تساكنوني فيها، وقد هممتم بما هممتم به
من الغدر، وقد أجلتكم شهرا، ومن بقى منكم بعد الشهر ضربت عنقه، فقالوا:
أنأخذ أموالنا معنا؟ قال: نعم.. وبدأ اليهود يشترون الإبل ليحملوا عليها
أموالهم وكنوزهم قبل الرحيل.
اللجوء إلى خيبر
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف مقصدهم؟نعم كان يعرف أنهم ذاهبون إلى يهود خيبر.. كان النبي رحيما حتى وهو يطردهم
خارج المدينة، لأنه أوجد لهم وطنا يأوون إليه، بينما أوروبا حين طردت
اليهود في القرن الثامن عشر الميلادي، طردتهم بلا رحمة، فجاءوا إلى
بلادنا، وحدثت مشكلة فلسطين.
والنبي أخرجهم عقابا على غدرهم به، لكنه أخرجهم بأموالهم وثرواتهم، وكان يعلم أنهم يتجهون إلى خيبر.
وقبل خروجهم يحرضهم رأس المنافقين عبد الله بن سلول من خلال رسالة بعث بها
إليهم يقول لهم فيها: لا تخرجوا أبدا وسوف أحميكم إذا تعرض لكم محمد ومعي
700 شخص يقفون إلى جانبكم، فتحصنوا داخل الحصون، فأمر النبي جيشا من
الصحابة بمحاصرة حصونهم خمسة عشر يوما. وقال لهم أنه لن يفك الحصار عنهم
إلا إذا قرروا الخروج من المدينة.. وفي هذه المرة قال لهم: لن تخرجوا إلا
بأموالكم فقط ومن دون سلاح. وأثناء حصار النبي ليهود بني النضير تنزل آيات
تحريم الخمر.
اختبار الطاعة
ما الحكمة الإلهية من تنزيل هذه الآيات في ذلك التوقيت؟الحكمة أن المسلمين هزموا في أحد بسبب عدم الطاعة، والله سبحانه وتعالى يريد أن يختبرهم في التزامهم بالطاعة.
نزل خبر التحريم ليلا، فإذا بشوارع المدينة في صباح اليوم التالي تفيض بأنهار من الخمر المسكوب، وكأن السماء أمطرت خمرا بالليل.
ثم نزلت الآية الكريمة "فهل أنتم منتهون" فخرج عمر بن الخطاب والصحابة
يصيحون: انتهينا يا رب... انتهينا يا رب... ثم نزلت الآية الكريمة تقول:
وقذف في قلوبهم الرعب" أي في قلوب النضير، بمجرد أن أطاع الصحابة ربهم.
وكان الرعب سلاحا جديدا يستخدمه الله تبارك وتعالى ضد اليهود فهزم جيش بني
النضير، وانتصر المسلمون في عام 4 هـ.
في هذا العام (4 هـ) حدثت غزوة "ذات الرقاع".. انتقى النبي صلى الله عليه
وسلم قبيلة كانت تستعد للهجوم على المسلمين، لكنها كانت متواضعة القوة،
وقرر الخروج إليها.
أول حرب نفسية
لماذا انتقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه القبيلة بالذات؟أراد النبي بهجومه على هذه القبيلة إخافة القبائل الأخرى، كانت حربا نفسية أكثر منها حربا ساخنة.
وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من سبعمائة مقاتل ليقطع مسافة ثلاثمائة كيلومتر، وكان كل ستة جنود يتبادلون بعيرا واحدا للركوب.
لماذا سميت هذه الغزوة بـ "ذات الرقاع"؟
يحكى أبو موسى الأشعري: كنا كل ستة منا يتعاقبون على بعير حتى سقطت أظافر
أقدامنا وتمزقت النعال ونقبت أقدامنا حتى كنا نقطع من ثيابنا ونربط على
أقدامنا. فسميت الغزوة بـ "ذات الرقاع" لهذا السبب، نسبة إلى رقع الملابس.
فرار القبائل
حين وصل جيش المسلمين إلى هناك فرت القبائل أمامه.. ورجع النبي صلى الله
عليه وسلم وأثناء رجوعه خشى أن تتجمع القبائل عليه مرة أخرى، فصلى "صلاة
الخوف"، وقام بتقسيم الجيش إلى نصفين، نصف وجهه إلى العدو لا يصلى..
والنصف الآخر وجهه باتجاه القبلة، الذين كانت وجوههم متجهه إلى القبلة،
كانوا يصلون ركعتين مع النبي، والنبي يصلى 4 ركعات.. في ركعة التشهد
النصفية يتوقف النبي ويكمل الجيش التشهد حتى نهايتها، ثم يذهبون لاستلام
السلاح من النصف الآخر من الجيش، ويذهب النصف الذي كان يحرس إلى الصلاة
وراء النبي الذي كان ينتظرهم وهو لم يخرج من صلاته، لكي يؤدي الركعة
الثالثة بالنسبة له، والأولى بالنسبة لجنود الحراسة، وهكذا..
[size=21]
يتبع