[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أي رجال هؤلاء. استرخصوا أرواحهم في سبيل تقوية دعائم الدين.. لقوا وجه ربهم راضين مطمئنين.. دعاة ستة وبعدهم سبعون آخرون يرسلهم النبي لهداية الناس وتعليمهم أمور دينهم فتطولهم أيدي الكفار وغدر المشركين واليهود.. ويقرر النبي الانتقام لهم.. لتعود هيبة المسلمين في غزوة من أهم الغزوات التي كانت نقطة الفصل في تاريخ الدعوة الإسلامية. ويستمر اللقاء مع عمرو خالد ليكشف المزيد من فصول السيرة العطرة للرسول الكريم. الشهداء الستة ذهبت قبيلة من القبائل المحيطة بالمدينة إلى النبي وطلبت أن يعلمها بمبادئ الإسلام، فأرسل النبي ستة من الصحابة بقيادة مرصد بن أبي المرصد. بعد خروجهم من المدينة كمن لهم الأشرار من هذه القبيلة وغدروا بهم، فألقوا القبض عليهم وقيدوهم ثم أعلنوا أنهم سيبيعونهم لقريش حتى تأخذ ثأرها من محمد في هؤلاء الستة. أثناء تقييدهم تمكن الرجال الستة من الصحابة من الفرار، وقرروا المقاومة ودخلوا في معارك مع الكفار الذين غدروا بهم، فقتل ثلاثة منهم مرصد بن أبي المرصد وبقى ثلاثة على قيد الحياة اضطروا للاستسلام، قتل أحدهم وأخذوا الاثنين الباقين لبيعهما في مكة. وتبين للكفار أن بين الشهداء رجلاً اسمه عاصم بن ثابت طلبت امرأة من قريش اسمها سلافة بنت سعد رأسه حياً أو ميتاً وقررت مكافأة كبرى لمن يأتي برأسه، لأنه كان قد قتل أولادها في غزوة أحد، وأنها تنوي التمثيل برأسه بأن تفرغها وتحولها إلى كأس تشرب الخمر بها، فيرسل الله النحل والدبابير لتحيط برأس عاصم بن ثابت وكلما اقترب كافر من رأس عاصم بن ثابت لدغته الدبابير "وما يعلم جنود ربك إلا هو". هل أرسل الله جنده متأخرين بعد قتل الصحابة؟ لا لقد أراد الله موتهم لأن للرسالة ثمنها من التضحيات.. "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" فقال الكفار بعد أن أفزعهم لدغ الدبابير: اتركوه إلى الليل، فإذا بالمطر يهطل بغزارة قبل المغرب وإذا بالسيل يحمل جثة عاصم بن ثابت إلى الوادي، فلا يعرف له قبر حتى هذه اللحظة. كيف لا نثق بالله بعد ذلك ونتوكل عليه؟ بعد وصولهم إلى مكة ومعهم الصحابيان الأسيران، يأخذ صفوان بن أمية الصحابي زيد بن الدثنة ويقول له: بلال قتل أبي أمية بن خلف، لأقتلنك كما قتله، ويظل يطعنه بالخنجر إلى أن قتله. إسلام ماوية أما خبيب بن عدى فعندما شرعوا في قتله جاء الشهر الحرام، فحبسوه في بيت أحدهم وربطوه بالحديد، ووضعوه تحت حراسة امرأة من الإماء اسمها ماوية. تقول ماوية: فكنت أدخل عليه أقدم له الطعام فأجده يأكل من قطف من العنب وما في مكة حبة عنب واحدة وما قدمت له عنباً وأنه لمحبوس "إن الله يدافع عن الذين آمنوا". ويظل خبيب بن عدى هكذا حتى قرب انتهاء الأشهر الحرام، فأرسل في طلب ماوية فجاءته، فقال لها: هل لك أن تعطيني موساً، قال له: لماذا؟ قال: لأقص الأظافر وأهزب الشارب وأحلق الإبط لألقي ربي وأنا في خير حال. فأتت له بالموس فبدأ يزين نفسه وهو مكبل بالحديد فأحبه ابنها الصغير وذهب ليجلس على ركبته، تقول: فدخلت عليه فإذا بابني في حجره والموس في يده، ففزعت فزعة عرفها، فقال أتخافين أن أقتله؟ فلم أرد، فقال: ما كان لي أن أفعل ذلك وأنا من أصحاب محمد، ويتركه خبيب بن عدى ويقول له: يا غلام اذهب إلى أمك فأسلمت ماوية لكنها لم تستطع فك أسره، فجاءوا وأخذوه ليقتلوه في التنعيم خارج مكة، علقوه في نخلة وبدأ أبو سفيان يقول: اضربوه بالسهام في يديه وقدميه ولا تقتلوه لنعذبه كما فعلوا بنا. أول مسلم يصلى ركعتين قبل الموت يأتيه أبو سفيان من تحته فيقول: اوقفوا السهام، فيوقفونها، فيقوا أبو سفيان: بالله عليك يا خبيب أصدقني القول أتحب أن يكون محمد مكانك الآن وتكون أنت في بيتك لا يمسك شيء؟.. فإذا بخبيب يقول: والله ما أحب أن يكون رسول الله جالساً في بيته تصيبه شوكة وأنا في أهلي، فكيف أن يكون مكاني؟.. فقلب أبو سفيان كفيه وقال: ما رأيت أحداً يحب أحداً محب أصحاب محمد لمحمد. | |||||||
|