مرض صخر بن عمرو بن الشريد وطال مرضه. وكانت أمه وزوجته سليمى يمرضانه، أي يشرفان على علاجه وما يحتاج إليه من أكل وشرب ونظافة.. إلخ، فطال مرض صخر فسئلت زوجته سليمى عن حاله يوماً وكانت قد ضجرت.
فقالت سليمى: لا هو حي فيرجى، ولا ميت فيبكى.
فسمعها زوجها صخر، فقال الأبيات التالية مقارناً بين أمه وزوجته، وموضحاً أن الزوجة لا تكون بأي حال من الأحوال مثل الأم، لأن شفقة الأم وحنانها أعظم من الزوجة، والأبيات التي قالها في هذا المعنى هي:
أرى أم صخر لا تـمل عـيادتي *** وملت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازة *** عـليك ومن يغتر بالــحدثان
لعمري لقد نبهت من كـان نائما ً*** وأسمعت من كــانت له أذنان
وأي امرئ سـاوى بـأم حليلة *** فـلا عاش إلا في شقا وهوان
قلت: قد رفعت الشريعة الإلهية حق الأم إلى منزلة عظيمة ودرجة رفيعة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟"
قال: زوجها.
قلت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟
قال: أمه".
فهذه حقيقة أثبتتها الشريعة تغفل عنها الكثيرات من النساء؛ بل والرجال وهي:
إن أولى الناس بالمرأة: زوجها، وأولى الناس بالرجل أمه وليست زوجته؟!
وليعلم الجميع أن كثيراً من الأخطاء والمشكلات تنشأ من المقارنة بين الأمهات والزوجات، في كل مسألة، فتنظر الزوجة إلى الأم على أنها منافسة لها، وتنظر الأم على أن الزوجة معتدية عليها، وقد يكون الزوج سبباً في الوصول إلى مثل هذه المواقف عندما لا يحسن المعاملة والموازنة والمفاضلة.