فـلـنـنـزع الـحـجـاب , ولـنــشـلح الـثـيـاب ...!!
صادفني في أحد المواقع موضوع عن الكتاب الذي أحدث بعض الجدل في سوريا , وكان بعنوان فلننزع الحجاب
طبعا اضطررت أن اختار أحد الأسماء و أعلق على الموضوع بطريقتي , فالبعض ممن شاركوا أو شاركن , يدعي التحضر والتفتح والتحرر , حسب ادعاءاتهم , جاء في تعليقي التالي : فلننزع الحجاب ولنشلح الثياب , الحل الأمثل والذي هو أقرب للتحضر والمنطق وللفكر الليبرالي الذي يرضي أهل اليسار والمتنورين ضد الظلاميين والمتقوقعين في كلاسيكياتهم وأصالتهم ومنبتهم وجذورهم وشرقيتهم و( تخلفهم ) طبعا وتأخرهم عن الغرب المتحضر , الحل الأمثل هو أن تنزع الثياب كلها , , لا ضرورة له , فهكذا تسطع الأنوار بشدة أكبر ونقترب من التحضر خطوات تحسب لنا في الميزان الكوني العولمي , فلننزع الثياب كلنا جميعا , وليكن نوع من الستريـبتيز الايديولوجي والماتيرياليتي , ونطبق الفكرة على المادة, فهذا هو التحرر في جوهره وعينه , ومن يرفض أو ترفض ذلك , فهو أو هي متخلف بالضرورة وبالاتـفاق , , كي نُرضي ثقافة الرياء والنفاق والتمسح والتشبه والتمثــُّل بكل ما هو شهواني , فقط , كي يقال عنا بأننا أهل لمواكبة العصرنة والفكر النهضوي , وهذه قصة قصيرة قرأتها في كتاب شخصيات لا تنسى للصحفي المصري الراحل مصطفى أمين , أوردها ربما تفي بالغرض , جاء رجل إلى قاسم أمين طارقا لباب الدار , وطبعا هو صديق للكاتب الذي اشتهر عنه جعيره وصريخه في مقلبه الشهير المسمى بتحرير المرأة ( ولا أعلم حقيقة تحريرها من ماذا ؟ ) المهم , طرق الباب فتح له الخطيب المفوَّه , الجهبذ المصقَّع , وقال أهلا وسهلا ومرحبا بصديقي تفضل , فما كان من الصديق إلا وقال : لا , أشكرك , فأنا لا أرغب بمقابلتك أنت يا سيدي , بل هل تسمح بأن تنادي لي زوجتك , فأنا أود أن اتحدث معها وأجالسها وأسامرها في أمور تتعلق بالفكر والأدب والمعارف , ولا أريد أن أجالسك أنت ....؟؟!! , فصعق عندها قاسم أمين , وعلم الغرض من وراء ذلك , ساعتها فقط , شعر بخيبة كبيرة , وعلم بأنه أكبر المقت عند الله أن تقولوا مالا تفعلون , وكما يقول الشاعر : لا تنه عن خلق و تأتي مثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيم .....
فعليكم يا دعاة كذبة الانفتاح , والابتذال العقلي , أن تعودوا عن تلك التفاهات وذلك الرياء المفضوح , كما عاد قاسم أمين في آخر سنيِّ حياته وتاب عن كل ما قاله , وهو مسجل مؤرشف موثق , واتركوا المبالغة في دعوات الزيف والتخلف والجهالة والحيوانية والشهوانية والغريزية التي يصارع الغرب الآن ويجالد بكل قوته , فقط , كي يعيد للأسرة مجدها , وللمحافظة احترامها , وللأنثى قدسيتها وأنوثتها التي تبكي هي نفسها عليها في الغرب , وتتمنى أن تصان وتمجَّد كما هي في مشرقنا , لذا , أرجوكم , أوقفوا تلك الفرية , التي لم يعد أحد يصدقها , وبالمناسبة , فموضة الشيوعية , والجيفارية , والماركسية , واللينينية , والأنجلزية , والهيدجرية , والسارترية والدوبوفوراية ...والخ من أسماء غير براقة تفرح أفواهكم باجترارها رجما بالغيب , لا علما بالحقائق , هي فرية لا يؤمن بها الآن سوى المراهقيـن الذين لا يفرقون بين الخمسة والطمسة , واقبلوا حرية الرأي والفكر , فهذا لا يفسد للود قضايا , على أني لم أدّع أن التحرر في جزئية الملبس فقط , ولكن هو رد على كلمة فلننزع , فأبقيت الرد ضمن هذا الإطار بذاته , المرأة في الغرب وعلى مرأى من عيني والله كانت تضرب , ويعتدى عليها , وتهان كرامتها , وتدفع للعمل دفعا مهينا لا يبقي لها من أنوثتها شيئا إلا ويقتله ويدمره , رأيت رؤيا العين كيف يلوك الغربي أنثاه من بعد حياة قصيرة , هذا في حال تمت عملية الزواج , يملها , يلفظها , يبصقها قبل أن تبلغ الأربعين من العمر , كي تجد أي عشيق يعوض شوق أذنيها سماع كلمة عطف تذكرها أنها ما تزال أنثى..
تكفي عودة سريعة بسيطة , ولا تكلف كثيرا , فقط لمراجعة الإحصاءات والدراسات الكثيرة التي تعكس صورة العنف المخيف الوحشي الذي يقوم به الرجل في الغرب ضد المرأة , أنصح بمراجعة إحصائية شهيرة صدرت في و عن مدينة نيويورك الأمريكية كمثال أول لفضيحة العنف المنزلي , فانظروا منازلهم التي لا تخلوا من الأسلحة النارية والتي استعملها أطفالهم ضد أهاليهم أنفسهم وضد مدرسيهم , الوثيقة تقول أن أحد أهم الأسباب الرئيسة للعنف الأسري الراهن المتزايد , هو رؤية الطفل للظلم والتطبيقات السادية الجنونية التي يقوم بها الأب ضد أمه , فأي تحضر وأي كذب فاضح هو ..؟؟
رجالنا مع ما نظن فيهم من القسوة والبلادة , ليسـو كرجال الغرب , نحن لا نهين المرأة كما يهينها تحجر قلوبهم , نحن نحب الأنثى , لأننا نقدر الأنثى , وإن كذبت الأنثى وادعت عكس هذا الأمر , من منا يرمي والدته في دار للمسنين كي تُنسى كما يفعلون ؟ من منا يهين عجوزا كما تهان هنالك في غربهم المتحضر , فتلجأ لكلب يؤنس وحدتها لهجرة الأبناء لها , فهي بعد أن استُـهلكت كمادة جنسية , وصورة جميلة , حُقَّ لها أن تُرمى كخرقة قذرة باليه ..؟
فأي تحرر هو وأي جنون وخبل ؟
كيف أتخيل التحرر المنشــود ..؟
بالله عليكم , حاولوا أن تتخيلوا معي تحرر النسوة الموعود ....
هل نتخيلهن وقد قصصن شعورهن واستغلظن أصواتهن , ورمين بعمال البناء والنجارة والحدادة وتعبيد الطرق وتعزيل الـ ( بواليع ) أو الـ ( بلاليع والبلاعات , أو البالوعات ) و عمال القمامة وتحولن لتلك الأعمال الشاقة , هل سيقذفن بسائقي الشاحنات الثقيلة والباصات والميكرويات وعمال الصناعات الثقيلة والميكانيكيين وعمال حفر البترول في لظى الصحراء , وعمال تكسير الصخور والبازلت ؟ هل ستفرح النسوة باستيقاظهن قبل الشحاذة وابنتها صباحا عند الفجر للذهاب للعمل المنهك المهلك , ليهجرن النوم والراحة للرجل تحت التكييف والظل الظليل المنزلي , يتابع التلفزيونات ويتنقل بين الصالة والمطبخ , يتصفح كتابا , يعد طعاما , يذهب للتسوق , يثرثر مع جاره الغبي , ثم ينتظر عودة زوجته العاملة النشيطة التي أخذت حريتها ...؟؟؟
هل تحرر المرأة المرتجى هو عالم تجبر فيه النسوة المتسيِّدات الرجال الذين انهزموا , على الحمل والولادة والإرضاع والحضانة للطفل القادم ..؟؟
هل يجب على الرجال الأشرار أن تحتوي تركيبتهم في الكروموسومات والجينات وغيرها من تلك المشاكل البروجسترونية و تُعـدَّل جيناتهم الوراثية بفضل العولمة الموعودة , فيُـبتلى الرجل بالأستروجين و الاستراديول و حتى البويضة التي يجب أن تلقح عوضا عن الأنثى ....!!؟؟
- بل هل ستقبل النسوة بعد ثورتهن وحريتهن أن يتزوجن ؟؟؟
- ربما أتابع فيما بعد , فأنا بحاجة لراحة سريعة بعد هذا الخيال المؤذي .....
مما قرأت وراق لي