ملف كامل عن الديانات المخترعة - تاريخ - افكار- فتاوي ***
--------------------------------------------------------------------------------
اعزائي الكرام في ظل الظروف التي يعيشها العالم الاسلامي من هجمات من شتي الجهات
و في ظل نقص الثقافه لدي البعض قد يدفع بهم أحدا الي الضلال
فسوف احاول في هذا الموضوع القاء الضوء علي بعض الديانات التي تحاول جاهده الانتساب للسماء
و لابد ان نعرف فيما تتكلم هذه الديانات المخترعه
و بداية ليس هناك ملة مخترعه في هذه الساعه اثارة للضوضاء اكثر من الديانة المخترعة البهائية .. فلنبدأ بها
البهائية ...تاريخها وأفكارها
التعريف : دين مُخْتَرعٌ، أنشأه وأظهره حسين علي الملقب " البهاء "، والذي ادعى النبوة، وزعم أن شريعة الإسلام قد نسخت بمبعثه.
المؤسسون :
الميرزا حسين علي الملقب "البهاء" ولد في قرية "نور" بنواحي "مازندران" بإيران ، سنة 1233هـ .
التقى البهاء بأحد مدعي النبوة، واسمه " الباب " وأصبح البهاء من أتباعه إلى أن مات، وتنازع هو وأخوه "صبح الأزل" خلافة الباب بعد موته حتى افترقا جسدا وفكرا .
ثم ادعى البهاء النبوة، ولم يكتف بها بل تجاوزها إلى ادعاء الألوهية، وأنه القيوم الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وأنه هو من بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان، وزعم أن "الباب"لم يكن إلا نبيا مهمته التبشير بظهوره .
نبذة تاريخية عن البابية ووليدتها البهائية
ظهرت البابية أول ما ظهرت في إيران، وبدأت دعوتها سرا، غير أن أمرها شاع، وبلغ السلطات في إيران، فقامت بالقبض على زعيمها "الباب" وسجنته سنة 1263هـ - 1847م، إلا أن أتباعه وجدوا طريقة للالتقاء به في السجن، والتشاور معه حول سير دعوتهم.
ثم تحوّل البابية في أسلوب دعوتهم – بعد انكشاف أمرهم- من السر إلى الجهر، فدعوا إلى عقد مؤتمر يجمع أقطابهم، فاجتمعوا في صحراء "بدشت" بإيران في رجب سنة 1264هـ، وقرروا نسخ الشريعة الإسلامية، لأن "الباب" قد أبطل العمل بها .
وكان من أشد أنصار هذه الفكرة - إلغاء الشريعة- والمتحمسين لها، حسين علي نوري، والذي استطاع أن يتميز في ذلك المؤتمر ويخرج بلقب " بهاء الله " تمهيدا لما يخطط إعلانه من أنه خليفة "الباب".
واشترك "البهاء" في محاولة اغتيال الملك " ناصر الدين" شاه إيران، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وكشف الفاعلون، ففر "البهاء" إلى سفارة روسيا التي قدمت له الحماية الكاملة، ولم تسلمه إلى السلطات الإيرانية إلا بعد أن أخذت وعدا منها بعدم إعدامه .
ولم تكتف بذلك بل ساعدت على إخراجه من إيران، فنفي " البهاء " وأخوه "صبح الأزل" إلى بغداد في جمادى الآخرة 1269هـ الموافق إبريل 1853م، ومن بغداد إلى إستانبول في ذي القعدة 1279هـ الموافق إبريل 1863م، ومن اسطنبول نقلا إلى أدرنة، ومكثا هناك نحو أربع سنوات ونصف، اختلف خلالها الأَخَوَان، وتنافسا المناصب والألقاب، وقام "البهاء" خلالها بنشر دعوته بين عامة الناس، فتبعه طائفة سموا "البهائية" وتبع طائفة أخرى أخاه فسموا "الأزلية" أو "البابية" .
أدركت الدولة العثمانية خطر "البهاء" وأخيه "صبح الأزل" على الناس فقامت بنفيهما مرة أخرى وفرقت بينهما، فنفت "صبح الأزل" إلى قبرص وظل بها حتى مات، في حين نفت " البهاء " إلى عكا، ومعه بعض أتباعه، فنزل بها سنة 1285هـ الموافق 1868م، حيث لقي حفاوة بالغة من اليهود الذين أحاطوه بالرعاية، وأضحت عكا منذ ذلك التاريخ مقرا دائما للبهائية ومكانا مقدسا لهم.
عقائد البهائية وأفكارها وشعائرها
:
1. الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في "الباب" و"البهاء".
2. الإيمان بتناسخ الكائنات، وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.
3. الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة، وأن التوراة والإنجيل غير محرَّفين، ويرون ضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو البهائية.
4. يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس.
5. يؤمنون - موافقة للنصارى - بصلب المسيح.
6. ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار .
7. يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة، ويدعون إلى شيوعية النساء والأموال.
8. يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
9. يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام.
10. الصلاة عندهم تؤدى في اليوم ثلاث مرات في اليوم، كل صلاة ثلاث ركعات، صبحا وظهرا ومساء، والوضوء لها بماء الورد، وإن لم يوجد فيكتفون بالبسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات .
11. لا يجوزون الصلاة جماعة إلا عند الصلاة على الميت.
12. يقدّس البهائيون العدد تسعة عشر، ويجعلون عدد أشهر السنة تسعة عشر شهرا، عدد كل شهر تسعة عشر يوما.
13. يصوم البهائيون شهرا بهائيا واحدا هو شهر العلا ويبدأ من 2 إلى 21 مارس وهو آخر الشهور البهائية، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، ويعقب شهر صومهم عيد النيروز.
14. يحرم البهائيون الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الكفار الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية .
15. ينكرون أن محمداً - خاتم النبيين - مدعين استمرار الوحي بعده.
16. يبطلون الحج إلى مكة، ولهذا كان حجهم إلى حيث دفن "بهاء الله" في البهجة بعكا بفلسطين.
نماذج من كلام البهاء
هذه نماذج من أقوال البهاء، نقلناها ليُعلم قيمة قائلها وثقافته، يقول البهاء " انتهت قيامة الإسلام بموت علي محمد الباب، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه - فإذا مات أنتهت قيامته، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبي الجديد "كتاب الإيقان ص 71.
ويقول في كتاب البديع ص 113: " كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة !! أفتصدقون يا من عميت بصائركم ذلك ؟! وتعترضون أن تنقضي ألفا سنة بوهمكم في سنين معدودة".
ويقول كما في كتابه الأقدس ص 34 " ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس حين يمشى في الطرقات والشوارع".
ويقول في ص 41 " كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً ". ويقول: " أُحِلُ للرجل لبس الحرير لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحى".
ويقول:" قد منعتم من إرتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس على الكرسي " .
خاتمة
تلك هي البهائية، وتلك بعض عقائدها، خليط غير متجانس من العقائد السماوية والأفكار الوثنية، أخرجها "البهاء" في قالب غريب، سماه وحياً وكتاباً مقدساً، فيالله أين عقول الخلق حين اتبعوه، وأين بصيرتهم حين قلدوه ؟!
هذا وقد صدرت فتاوى من مراجع معتمدة في العالم الإسلامي أفتت بكفر البهائية وردتها عن الإسلام، ننقل منها ما صدر عن الأزهر، وعن مفتي السعودية السابق الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله :
أولاً : فتوى دار الإفتاء بالأزهر :
" بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فالبهائية فرقة مرتدة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، و لا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات، وذلك لأنها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزل الله، وادعاء النبوة، بل والألوهية، وهذا ما أفتى به مجمع البحوث الإسلامية في عهد الشيخ جاد الحق، وأقره المجمع الحالي .
يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله :
.. والبابية أو البهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها، بل وضُح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار، فهي سليلة أفكار ونحل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربا على الإسلام وباسم الدين " ا.هـ .
ثانيا: فتوى الشيخ ابن باز في البهائية :
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - مفتي المملكة السعودية سابقا عن: الذين اعتنقوا مذهب ( بهاء الله) الذي ادعى النبوة، وادعى أيضا حلول الله فيه، هل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفرة في مقابر المسلمين ؟
فأجاب: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في كفرهم وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين ؛ لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى:{ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } ، ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه، أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين؛ لأن الله سبحانه لا يحل في أحد من خلقه بل هو أجل وأعظم من ذلك، ومن قال ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه، وهو سبحانه العلي الكبير الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، وقد تعرَّف إلى عباده بقوله سبحانه: { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } ( الأعراف: 54 ) .. وهذا الذي أوضحه لك في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليهم الصلاة والسلام، ودرج عليها خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها خلفاؤه الراشدون وصحابته المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا.
واعلم - يا أخي - أنني لم أقرأ شيئا من كتب البهائية إلى حين التاريخ، ولكن قد علمت بالاستفاضة أنها طائفة ضالة كافرة خارجة عن دائرة الإسلام، وعلى مقتضى ما ذكر في السؤال حصل الجواب.
ثم إني اطلعت بعد تحرير الجواب على محاورة بين سني وبهائي نشرتها مجلة (الهدي النبوي) لأنصار السنة في القاهرة، في أعداد أربعة، قرأت منها ثلاثة أعداد صادرة في رمضان وذي القعدة اثنان منها صدرا في عام 1368هـ، والثالث في ربيع الثاني من عام 1369هـ، وقد صرح البهائي في هذه المحاورة أن بهاء الله رسول الطائفة البهائية، يزعم أنه رسول ناسخ للشرائع التي قبله، نسخ تعديل وتلطيف، وأن كل عصر يحتاج إلى رسول، وصرح أيضا بإنكار الملائكة، وأن حقيقة الملائكة هي أرواح المؤمنين العالية، وظاهر كلامه أيضا إنكار المعاد الجثماني، وإنكار ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ولا شك أن دعوى البهائي (الرسالة)، وزعمه أن كل عصر يحتاج إلى رسول كفر صريح .
فــــــــتـــــــــــــــــاوي اخري
السؤال
سمعنا عن دين يسمى الدين البهائي و أتباعه يقولون إن في القران ما يبشر بقدومه وهو قول الله في سورة البينة (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة) فهم يفسرون تلك الآيات على أنها تبشير برسول و هم يقولون إن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء أما المرسلون فهو ليس آخرهم لعنهم الله أرجو التعريف عن هذا الدين و توعية الشباب بأخطار هؤلاء الدعاة و توضيح تفسير السورة الكريمة.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المسلمين أن يحذروا من الأفكار المنحرفة، والمعتقدات الإلحادية التي تناقض الإسلام، وترفع لواء الشيطان، ويمكن للمسلمين توقي هذه الفتن والشرور بالنظر في أساس تلك الأفكار مع مقارنتها بقواعد شرع الإسلام وأصول ملة خير الأنام، فسيجد الناظر فيها -ولا شك- من المخالفة والمنابذة ما يكفي لردها والصدود عنها، ولا ينقاد لها إلا كل قلب مريض في أصله، ساعٍ إلى الفساد بطبعه، وإن من علامات الكذب الواضح والبهتان أن يقال: سيجيء رسول بعد نبينا صلى الله عليه وسلم: وقد قال تعالى:مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب: 40].
قال حافظ حكمي:
فهو ختام الرسل باتفاق وأفضل الخلق على الإطلاق
وقد أجمع المفسرون من أهل السنة والجماعة على أن المقصود بالرسول في قوله تعالى: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً [البينة:2].
هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولمعرفة تفسير السورة بالكامل، راجع تفسيري ابن كثير والقرطبي ونحوهما.
ولمعرفة عقيدة البهائية، راجع الفتوى رقم: 20553.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
القاديانية
التعريف :
القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي.
المؤسس:
: ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان.
وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!.
ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام".
ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل
والمصالح الدنيوية.
نماذج من تخليطه
:
رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاءها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذي اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !!
أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !!
وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!
ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".
عقائد القاديانية
:
1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".
3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن .
4. يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !!
5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".
6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .
7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !!
8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.
9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!
10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!
بعض زعماء القاديانية
:
• الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية .
• محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذا أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ".
• الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة.
موقف علماء الإسلام من القاديانية
:
لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته.
وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.
وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .
وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها .
وقفة مع القاديانية
كثيرة هي الأشياء التي تستدعي الانتباه في ظاهرة القاديانية، لكن ما نراه جديرا بالملاحظة وحريا بالاهتمام هو البحث في جذور نشأة تلك الحركات، وكيف وجدت في البيئة الإسلامية تربة خصبة لنشر أفكارها، مع أنها حركة في لبِّها وحقيقتها وفي ظاهرها وعلانيتها مناقضة لثوابت الدين، مصادمة لحقيقته، فالأمة مجمعة إجماعا قطعيا يقينيا على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فهي ضلال وهوى، هذا غير بدعهم الكفرية الأخرى .
والسؤال الذي يرد هنا، هو كيف أصبح لهؤلاء أتباعاً من المسلمين ؟ ولعل الجواب على هذا السؤال - رغم أهميته - لا يحتاج إلى كبير عناء، فالجهل هو السبب الرئيس وراء اتباع مثل هذه الحركات، ووراءه كذلك تقصير مرير من علماء الأمة وطلبة العلم فيها عن واجب البلاغ، حفظا للدين وقمعا لدعوات البدع والضلال والردة .
وعليه فالعلاج – كما هو واضح - يتركز في نشر العلم وتبليغ الدين، وعدم إهمال أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي، ولو كانت في أطراف الدنيا، حفظا للدين وحتى تسلم الأمة من أمثال هذه البدع المهلكة .
الصابئة
تعريفهم...عقيدتهم وفرقهم...أماكن تواجدهم
السؤال
من هم الصابئون المذكورون في سورة البقرة ؟ وهل هو دين سماوي، ومن هو النبي الذي أرسل إليهم ؟ وهل هم موجودون في الوقت الحاضر ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في تفسير القرطبي عند تفسير الآية المشار إليها في السؤال ما نصه: اختلف السلف في الصابئين، فقال قوم: هم من أهل الكتاب، ولا بأس بذبائحهم ومناكحة نسائهم.
وقال آخرون: هم قوم يشبه دينهم دين النصارى؛ إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام.
وقال آخرون: هم قوم تركب دينهم من اليهودية والمجوسية لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم.
وقيل: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور، ويصلون الخمس، ثم قال: والذي تحصل من مذهبهم أنهم موحدون معتقدون تأثير النجوم...... ولهذا أفتى أهل العلم بكفرهم.
وفي الموسوعة الميسرة: أن طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم، والتي تعتبر يحيى نبياً لها هي طائفة المندائية، ويقدسون الكواكب والنجوم.
ومن معالم دينهم الاتجاه نحو القطب الشمالي، وكذلك التعميد في المياه الجارية.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء، وصابئة مشركون، فالحنفاء بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والانجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل، وهؤلاء حمدهم الله تعالى وأثنى عليهم.
وأما الصابئة المشركون: فهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرأون الزبور، ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.
وبهذا يتحصل عندنا أن الصابئة عدة مذاهب وفرق فمنهم من يعتبرون أنفسهم أتباعاً لنوح عليه السلام، ومنهم من يزعم أنه يتبع يحيى بن زكريا، ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والنصرانية، ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والمجوسية.
وأما عن أماكن وجودهم اليوم، فإنهم موجودون في العراق وإيران، وفي الموسوعة الميسرة: أنهم ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهوار، وشط العرب، ويكثرون في مدن العمارة، والناصرية والبصرة، وقلعة صالح، والحلفاية، والزكية، وسوق الشيوخ، والقرنة....
وفي إيران يسكنون على ضفاف نهر الكارون، والرز.... وفي مدن إيران الساحلية.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
__________________
الدروز فرقة باطنية
السؤال
السلام عليك فضيلة الشيخ ورحمة الله وبركاته, من هم الدروز؟ أفيدونا افادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدروز هم فرقة باطنية أخذت كل عقائدها من الطائفة الإسماعيلية نشأت في مصر لكنها سرعان ما هاجرت إلى الشام عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار ، من مبادئها السرية في نشر أفكارها ، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين. مؤسس هذه الفرقة: حمزة بن علي بن محمد الزوزني 375هـ /430هـ. وهو الذي أعلن ألوهية الحاكم سنة 408هـ ودعا إليها. أبرز شخصياتها في الماضي: الخليفة الفاطمي أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي الملقب بالحاكم بأمر الله. وهو حقيقة حاكم بأمر نفسه. كان شاذاً في سلوكه وأفكاره وتصرفاته شديد القسوة والحقد على الناس يقتل لأتفه الأسباب. ومن أبرز شخصياتها في العصر الحاضر: كمال جنبلاط زعيم سياسي لبناني أسس الحزب التقدمي الاشتراكي قتل 1977م. وليد جنبلاط: وهو الزعيم الحالي ونجيب العسراوي رئيس الرابطة الدرزية بالبرازيل. الأفكار والمعتقدات: 1) يعتدون ألوهية الحاكم بأمر الله ولما قتل قالوا بغيبته وأنه سيرجع. 2) ينكرون الأنبياء والرسل ويلقبونهم بالأبالسة. 3) يعتقدون بأن المسيح هو داعيتهم حمزة. 4) وهي من أهمها: يبغضون جميع أهل الديانات والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة. 5) يقولون بتناسخ الأرواح وينكرون الجنة والنار وينكرون جميع الأحكام الإسلامية . 6) من أعجب اعتقاداتهم: أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء. 7) يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة (الفحشاء والمنكر )هما أبوبكر وعمر رضي الله عنهما إلخ ذلك من الضلالات. كتبهم ورسائلهم: - لهم رسائل مقدسة تسمى: رسائل الحكمة وعددها (111) رسالة. - لهم مصحف يسمى (المنفرد بذاته). - النقض الخفي: نقض فيه زعيمهم حمزة أركان الإسلام والشرائع كلها. - أضواء مع مسلك التوحيد: د. سامي مكارم وهو من المعاصرين. مواقع انتشارهم: يعيشون في لبنان وسوريا وفلسطين. وغالبيتهم في لبنان والغالب الموجود في فلسطين قد أخذوا الجنسية الإسرائيلية. لهم رابطة في البرازيل وأستراليا. وقى الله المسلمين شرور هذه الفرقة الضالة.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
معنى التقمص في عقيدة الدروز
السؤال
السادة الأعزاء ما هو التقمص الذي يردده الدروز؟ وما الحجة على عدم وجوده في الكتاب والسنة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتقمص عند الدروز يقصد به انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري أخر.
فهم يعتقدون أن النفس البشرية لا تموت، بل الذي يموت قميصها وهو الجسد، أما النفس فتنتقل إلى جسم آخر، وهذه عقيدة باطلة، فالقرآن والسنة على خلافها، إذ يخبر الله عز وجل في أكثر من آية في كتابه أن النفس تتوفى وتقبض، كقوله سبحانه: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)[الزمر:42] وقال سبحانه: (كل نفس ذائقة الموت)[آل عمران:185] فأخبر سبحانه بأن النفس تموت، وتقبض، ولا تنتقل إلى جسم آخر -كما يزعمون- ولكن موت النفس وقبضها لا يعني أنها تفنى، بل هي باقية، وهي: إما منعمة وإما معذبة، حتى ترد إلى جسدها.
وعلى هذا دلت نصوص الكتاب والسنة.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الزرادشتية
نسبتها ومعتقداتها
السؤال
ما هي آراء علماء المسلمين في ديانة الزرادشتية وأتباعها وهل يجوز لبعض المسلمين مدحها أو التعلق بها أو اتباعها وتوضيح متى ظهرت؟ وهل نبي هذه الديانة مرسل مثل سائر الأنبياء؟
والله يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
الفتوي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزرادشتية هي نسبة إلى زرادشت المولود قبل ميلاد عيسى عليه السلام بحوالي 660 سنة بأذربيجان بفارس، ويروى عن مولده، وعن الفترة السابقة عليها قصص وأساطير كثيرة يشبه بعضها ما يقوله المسيحيون عن المسيح من أن روح القدس قد حلت فيه، وأنه أحد الأقانيم المكونة للإله، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً.
وقد كان أول من آمن به واتبعه ابن عمه متيوه، ثم تبعه ملك فارس آنذاك وأهل بيته، ثم سائر الرعية.
والزرادشتية ديانة مثنوية أي أن أصحابها يعتقدون بوجود إلهين أحدهما: أهورامزدا وهو إله للخير، والآخر: أهريمان وهو إله للشر.
وللديانة الزرادشتية كتاب مقدس عند أتباعها اسمه الإبستاق يحتوي على معتقداتهم وتشريعاتهم، وقد ضاع هذا الكتاب بعد غزو الإسكندر لفارس سنة 330 قبل الميلاد وفقدت معه كل تفاسيره.
ومن معتقدات الزرادشتية أنهم يقدسون النار على اعتبار أنها ترمز إلى أهورامزدا، ويأتي بعدها في التقديس ثلاثة عناصر هي: التراب والهواء والماء.
ومن خلال ما قدمناه عن نشأة هذه الديانة ومعتقدات أصحابها يتبين للسائل زيفها وبطلانها، وأنها لم تكن من الديانات السماوية، ولا صاحبها برسول من عند الله سبحانه وتعالى، وأنها مثلها مثل البوذية والهندوسية وغيرهما من الديانات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والدليل على هذا أن الإسلام سوى بين أتباعها وبين المشركين في التعامل، فلم يبح زواج نسائهم ولا أحل أكل ذبائحهم، كما هو الحاصل في المسيحية واليهودية.
وعلى هذا، فلا يجوز للمسلم مدحها فضلاً عن التعلق بها، لأنه لا شك في كفر من ابتغى ديناً غير الإسلام، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران:85]، وإذا كان هذا ينطبق على الديانات السماوية فبالأحرى ينطبق على غيرها من الضلالات.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
__________________
اليزيدية
نشأتها..مؤسسها.. معتقداتها
السؤال
يوجد معنا في بلد الدراسة بعضا الزملاء ذوي الأصول الكردية وهم من اتباع الطائفة اليزيدية، وهي كما علمت طائفة تؤمن بوجود الله سبحانة وتعالى إلا أنهم والعياذ بالله يقدسون إبليس اللعين ويعتبرونه طاووس الملائكة حتى الآن، وهم لا يقومون بتأدية أي فرض من الفروض المعروفة في ديننا الإسلام الحنيف، وبحكم الزمالة فإنهم كثيراً ما يدعوننا إلى منازلهم لتناول الطعام والشاي وغيره، ونحن المسلمون نشعر بالإحراج منهم إذ إنهم ليسوا كتابيين ولا يحل لنا تناول طعامهم، ولا نريد أن نجرح مشاعرهم برفضنا لدعواتهم العديدة، فأعينونا على حل هذه القضية، وحبذا لو تنورونا أكثر عن حقيقة هذه الطائفة؟ جزاكم الله عنا الخير كله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاليزيدية فرقة منحرفة نشأت سنة 132 هـ أثر انهيار الدولة الأموية، وقد كانت في بدايتها حركة سياسية تتبلور في حب يزيد بن معاوية، ثم تحولت إلى طريقة عدوية نسبة إلى عدي بن مسافر الأموي، وانحرفت حتى وصل الأمر إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون عليه اسم طاووس ملك.
ومن أهم معتقداتها: استنكار لعن يزيد خاصة، استنكارهم اللعن عامة حتى أنهم وقفوا أمام لعن إبليس في القرآن واستنكروا ذلك، فطمسوا كل كلمة فيها لعن أو شيطان أو استعاذة، وأخذوا يقدسونه -أي إبليس- لأنه الموحد الأول عندهم، حيث إنه لم يسجد لغير الله، ولأنه بطل العصيان والتمرد، لديهم مصحف يسمى (الكتاب الأسود)، يقولون عند الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله، يصومون ثلاثة أيام من كل سنة وهي تصادف ميلاد يزيد بن معاوية، يصلون في ليلة منتصف شعبان ويزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة، يعتقدون أن عدي بن مسافر الأموي هو الذي سيحاسب الناس يوم الحشر، وأنه سوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة، يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي، يصل التعدد عندهم إلى ست زوجات، يحرمون الكثير من الأطعمة، لهم أعياد خاصة كعيد المربعانية والقربان والجماعة، ولهم ليلة يسمونها (الليلة السوداء) حيث يطفئون الأنوار ويستحلون فيها المحارم والخمور، ويحترمون الدين النصراني حتى إنهم أخذوا عنهم التعميد، داخلتهم عقائد المجوس والوثنية، فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية. تنتشر هذه الطائفة في سوريا وتركيا وإيران وروسيا والعراق، ولهم جاليات في بعض الدول الأوروبية، لغتهم هي الكردية وبها كتبهم، ولمزيد من المعلومات يمكنك مراجعة كتاب (اليزيدية حاضرهم وماضيهم) تأليف عبد الرزاق الحسني.
وأما عن الأكل من طعامهم فإنه لا يجوز الأكل من ذبائحهم، لأنهم ليسوا من أهل الكتاب، أما ما سوى ذلك من الأطعمة فلا حرج في أكله، وكذلك لا حرج في الأكل في آنيتهم إلا إذا علمت نجاستها، أو كانت من الذهب والفضة، قال في الموسوعة: وأما أوانيهم فقال أبو الخطاب: حكمها حكم أواني أهل الكتاب، يباح استعمالها ما لم يتحقق نجاستها. انتهى.
واعلم رحمك الله أنه ينبغي هجر هؤلاء الطلاب في الله حتى يتوبوا، كما ينبغي عدم قبول هديتهم ودعوتهم وزيارتهم إلا لمصلحة دينية كدعوتهم للإسلام وتبين ماهم عليه من كفر، وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32852، 27185، 55038.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
المجوسية
ديانة وثنية ثنوية
السؤال
هل يمكن إعطاء فكرة عن المجوسية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمجوس كلمة فارسية تطلق على أتباع الديانة المجوسية، والديانة المجوسية ديانة وثنية ثنوية تقول بإلهين اثنين، أحدهما إله للخير والآخر إله للشر، وبينهما صراع دائم إلى قيام الساعة، التي تقوم حسب زعمهم الفاسد نتيجة لانتصار إله الخير على إله الشر.
وقد اختلف العلماء في سبب تسميتها إلى أقوال عديدة، منها أنها نسبة إلى رجل اسمه مجوس، أو أنه وصف لرجل انتسبت إليه المجوسية، أو أنها نسبة لقبيلة من قبائل الفرس، أو أنها وصف لعبادة النار، ويذهب بعض الباحثين إلى أن المجوسية هي الزرادشتية، والحق أن المجوسية أسبق من الزرادشتية، وأن زرادشت حددها وأظهرها وزاد فيها في القرن الثالث الميلادي، ويذهب ابن خلدون إلى أن المجوسية هي الكيرمرثية نسبة إلى كيرمرث أحد أبناء آدم عليه السلام، وقيل إنه آدم عليه الصلاة والسلام، وقيل إنه أحد أبناء نوح عليه الصلاة والسلام، وقيل غير ذلك.
كما اختلف أهل العلم في المجوس هل هم أهل كتاب ولهم رسول ولكنهم بدلوا وحرفوا أم لا؟ وذلك على قولين: ذهب الجمهور إلى أنهم ليسوا بأهل كتاب، كما ذكر ابن القيم وابن قدامة والقرطبي ، وهو ما عليه أغلب السلف، وإنما يعاملون معاملاتهم في ما يتعلق بالجزية فقط.
ويقول الدكتور ناصر عبد الكريم العقل : ومن المرجحات في كون المجوس ليسوا بأهل كتاب قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج:17)
وفي الآية الأخرى:إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:62) وكذلك في سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (المائدة:69)
فهذا دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب، لأنه تعالى حين ذكر الذين يجزون على إيمانهم وعملهم الصالح من هذه الأمم لم يذكر المجوس منهم.
وحينما ذكر أنه يفصل بينهم قرن المجوس والمشركين... لأنه تعالى عد الديانات ثم جاء بعدها المجوس والذين أشركوا، فلذلك فالأولى والأقرب أنهم -أي المجوس- يلحقون بالمشركين لا بالأمم الكتابية.
والقول الثاني: قال به بعض أهل العلم من أنهم أهل كتاب لكنهم بدلوا وحرفوا، واستدلوا بما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب. ، كما استدلوا بأخذ عمر بن الخطاب وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهما الجزية منهم، واستدلوا بغير ذلك من الأدلة التي رد عليها الجمهور.
ويذكر الشهرستاني في الملل والنحل أنهم أصحاب شبهة كتاب، كما يذكر أن مسائل المجوس كلها تدور على قاعدتين اثنتين: بيان امتزاج النور بالظلمة.
الثانية: بيان سحب خلاص النور من الظلمة وجعلوا الامتزاج مبدأ والخلاص معاداً.
ومن الديانات الهندية انتقل إلى المجوس القول بتناسخ الأرواح، والذي أصبح من لوازمه عندهم الاعتقاد في عدم انقطاع النبوة والرسالة.
ونتيجة لقرب بعض القبائل العربية من الدولة الساسانية الفارسية المجوسية، والتي ظلت قائمة في بلاد فارس حتى الفتح الإسلامي، أو نتيجة للاحتكاك المباشر من بعض هذه القبائل بالدولة الساسانية، فقد تعرفت على المجوسية وتأثرت بها، وبخاصة ما كان منها في البحرين واليمن وعمان، كما ظلت المجوسية منتشرة وبيوت النار قائمة في كرمان وسجستان وخراسان وجبال أذربيجان وأرمينية حتى الخلافة العباسية، مما كان له أثره البالغ في ظهور الحركات الباطنية وانطلاقها من هذه المناطق بالذات، حيث اعتنق عدد من موالي الفرس الإسلام متسترين برداء التشيع وحب آل البيت، رغبة منهم في الكيد للإسلام، يقول فون كريمر: ومع أن كثيرين منهم كانوا يتظاهرون بالإسلام إلا أنهم كانوا في قرارة نفوسهم مخلصين لمعتقداتهم الدينية القديمة، وقبلوا الإسلام ظاهرياً فقط مع تعلقهم بدين آبائهم.
وبتعدد مذاهب المجوس (الزرادشتية والمانوية والمزدكية) تعددت آثارهم السيئة على الأمة الإسلامية وسيرتها الحضارية فقد تشبعت السبئية بأفكارهم، وحاولت الخرمية البابكية تجديدها كما ظهرت في آراء كافة الحركات الباطنية حتى البابية والبهائية منها.
ويلخص الدكتور يحيى هاشم في كتاب "عوامل وأهداف نشأة علم الكلام" الآثار السيئة للمجوس بقوله: كان تأثير المجوسية في غلاة الشيعة، بصفة خاصة في عقائد الرجعة والتناسخ، والتنبؤ بالمستقبل وادعاء النبوة، وادعاء الألوهية -ما يعرف بعقيدة التجسد أو الحلول الإلهي في الجسد الإنساني كما عند الدروز، وقديماً عند السبئية. ا.هـ ص:193 من الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، وراجع الفتوى رقم: 37204والفتوى رقم: 34830والفتوى رقم:
21848
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
__________________
عقائد وانحرافات الكاكائية
السؤال
من هم الكاكئية Al Kakaiyaa الذين يعيشون في كردستان العراق ويتكلمون الكردية ؟ هل هم من بقايا أتباعا الزرداشتية ؟ وهل هم امتداد للعلوية في تركيا ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تبين لنا مما كتب عن هذه الطائفة أنها طائفة منحرفة عن الإسلام تعيش في شمال العراق ، عرفت كنحلة في القرن الحادي عشر الهجري ، ولا يقطع بتاريخ ظهورها ، وظهرت قبل ذلك كطريقة صوفية على يد فخر العاشقين السيد سلطان الحق البرزنج المولود سنة 671 هـ .
يقول طه الهاشمي في كتابه ( مفصل جغرافيا العراق ): الكاكائية خاضعة لنفوذ السادة البرزنجية تسكن الساحة الواسعة عند جبل برادان وتعيش على الزراعة. اهـ .
وهم يصرحون بأن عقائدهم مكتومة لا يبوحون بها ولا يجيزون هتك السر ، ولهم مزارات وقبور يعظمونها ومراقد مشهورة من أشهرها: مزار سلطان الحق يزورونه سنوياً ، ومزار السيد إبراهيم ويزعمون أنه ظهر بطريق التناسخ ست مرات وأنه المهدي المنتظر في آخر الزمان ، وهم يكنون احتراماً كبيراً لعلي رضي الله عنه لاعتقادهم أنه تجسد في روح مؤسس الطريقة سلطان الحق ، ويقولون بوحدة الوجود والتناسخ، ولا يعتدون بالقرآن لأنه من جمع عثمان رضي الله عنه ، ويقولون إن القرآن من نظم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤمنون باليوم الآخر وهو عندهم ظهور الله تعالى في شخص وحلوله فيه ـــ تعالى الله عما يقول المشركون علواً كبيراً .
من أهم كتبهم (( خطبة البيان )) وكتاب (( جاودان عرفي )) وهذا الأخير منتشر بالغتين الفارسية والتركية ، ومن عقائدهم أنهم يلقنون موتاهم فيقولون (( إذا جاءك منكر ونكير فقل عندي كذا حنطة ، وعندي كذا شعير ، فإن لم يرض فأعطه صحن عدس ، فإن لم يرض فقل أنا كاكائي فاغرب عني واذهب إلى غيري ، وحينئذ يذهب عنك وامض أنت إلى الجنة ... إلى غير ذلك من الخزعبلات والمعتقدات الباطلة .
وأما هل هم من بقايا الزرداشتية أو العلوية فلم نجد أحداً نسبهم إليهم إلا أنهم يدورون معهم في فلك البدع والخرافات .
والله أعلم .
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
__________________