من طرف تعريف الشعر:
أولا سندرس في هذه الحصة الشعر العمودي أي المتكون من أبيات مكونة من شطرين وبتتابع الأبيات يتكون لدينا عمودان أو ما يسمى بالشعر الخليلي ( نسبة الى الخليل بن احمد الفراهيدى مؤسس علم العروض ) ولن ننظر في الأصناف الجديدة من الشعر مثل الشعر الحر والشعر النثري وان كان هذا الأخير اعتبره الأكثرون انه ليس بشعر فكيف نحكم على الشعر انه شعر ؟
عرف الخليل بن احمد الشعر انه الكلام الموزون قصدا وفق الأوزان العربية
وابن خلدون عرفه بالكلام الموزون المقفى وابن رشيق يقول : الشعر يتركب من أربعة أشياء : اللفظ والمعنى والوزن والقافية . والبعض يضيف قيدا آخر هو ان يعتمد على الخيال والعاطفة وان يثير الشعور والوجدان .
و اهم علوم الشعر التى ينبغى معرفتها :
1 - علم العروض : المختص بالأوزان الشعرية
2 - علم القافية : المختص بقوافي القصيدة وقد يطلق اسم علم العروض على كل من العروض والقافية
3 - علوم النحو واللغة
4 - علم الضرائر : المختص بما يسوغ للشاعر دون الناثر من الضرورات الشعرية خلافا لقواعد النحو والصرف
ونحن فى هذه الدورة بإذن الله بصدد الحديث عن الأوزان وربما عرجنا على أهم ما نحتاجه من علم القافية حتى نستكمل بناء وكتابة القصيدة
علم العروض
تعريف علم العروض : علم يعرف به أوزان الشعر العربي وما يلحق به من زحاف أو علة سنعرف معناهما لاحقا وقلنا انه قد يطلق اطلاقا عاما على الأوزان والقافية)
وضعه الخليل بن احمد الفراهيدى ( 100-170هجريا) وكان الشعر قبل وضعه يكتبه العرب بفطرتهم فى قوالب موسيقية هزازة باوزان جميلة دون وضع قواعد محددة لها إلا أن شعرهم لم يخرج عن عدد من القوالب او الاوزان حتى اتى الخليل بن احمد ووضع له الأسس وسمى هذه القوالب ببحور الشعر _ باستقراء اشعار العرب_ فى خمسة عشر بحرا وزاد الاخفش بعده بحرا سماه بحر المتدارك اى الذي تداركه على بحور الخليل بن احمد .
ويزعم الرواة أن الذي هيأ للخليل ذلك انه كان يوما يمر في سوق النحاسين وكان يدير بيتا من الشعر في رأسه فتوافقت نغمات البيت ونغمات طرق النحاسين على أوعية النحاس بحيث توافق تتابع الحركات في البيت مع طرقهم وتوافق السكنات في البيت مع توقفهم عن الطرق ( الطرقة = حركة ) ( والتوقف عن الطرق = السكون ) فأدرك بذلك أن موسيقى البيت جاءت من ترتيب تتابع الحركات والسكنات في البيت وبدأ في وزن أشعار العرب التي وصلته فوجدها لا تخرج عن خمسة عشر قالبا موسيقيا سماها بحور الشعر
بحور الشعر :
تتجمع أوزان الشعر في قوالب موسيقية تسمى بحور الشعر وسميت بحورا لان هذه الأوزان وتفعيلاته يوزن عليها ما لا يحصى من القصائد الشعرية وهى ستة عشر بحرا : خمسة عشر بحرا وضعهم الخليل كما قلنا والسادس عشر وضعه الاخفش إلا أن الاخفش ينكر بحرين هما المضارع والمقتضب فبحور الشعر عنده أربعة عشر بحرا
ووحدة بناء البحر الشعري ما يسمى بالتفعيلة تشبه إلى حد ما تفاعيل علم الصرف وهى مكونة من تركيب بعض الوحدات الصوتية مع بعضها وتتكرر هذه التفعيلة حتى تكون لنا البحر الشعري ولا بد لمعرفة البحور أن نعرف التفعيلات ولا بد لمعرفة الأخيرة من معرفة تلك المقاطع الصوتية فما هى هذه الوحدات الصوتية ؟
الوحدات الصوتية العروضية
معروف أن الحروف لا تخرج عن كونها إما متحركة وإما ساكنة ومن تركيب الحركات والسكنات ينتج ما يسمى الوحدات الصوتية وهى :
1 - ما تركب من حركة وسكون هكذا (- ه ) الحركة نعبر عنها بالشرطة المستقيمة والسكون بالدائرة المستديرة مثل وزن: ( قد ) و ( لم ) وتسمى هذه الوحدة السبب الخفيف
2 - ما يتركب من حركتين متتابعتين هكذا ( - - ) مثل وزن: ( لك) وتسمى السبب الثقيل وانكره البعض لأنه لا يوقف على متحرك
3 - ما يتركب من حركتين فساكن هكذا ( - - ه ) مثل وزن( إلى ) وتسمى الوتد المجموع اى أن الحركتين مجموعتين وراء بعضهما مثال ألا
4 - ما يتركب من حركة فساكن فحركة هكذا ( - ه - ) مثال وزن كلمة: ( قال ) بتسكين اللام وتسمى الوتد المفروق اى أن السكون فرق بين الحركتين مثال: ( قلبُ)
* وزاد البعض وحدتين هما:
* الفاصلة الصغرى تتكون من ثلاث حركات فسكون هكذا ( - - - ه ) مثل : ( قلمي )
* الفاصلة الكبرى وتتكون من أربع حركات فسكون هكذا ( - - - - ه ) مثل : ( خلقكم )
وتجمع الوحدات الصوتية كلها في قولك : ( لم ار على ظهر جبل سمكة )
تنبيه : هذه الوحدات للشرح وسنعرف أهمية بعضها لاحقا فلا تنزعج أخي الكريم ............!!!!!!
التفعيلات :
ومن تركيب الوحدات الصوتية مع بعضها البعض تنتج التفعيلة فمثلا اذا ركبنا وتدا مجموعا بعده سبب خفيف ستكون هكذا ( - - ه - ه ) فعبروا عنها بلفظ فعولن ولو نظرنا الى لفظ فعولن لوجدنا يتكون من حركتين فساكن فحركة فساكن اى ( - - ه - ه ) وهكذا تجد التطابق بينهما
وتتكون التفعيلة من حروف من الفاء والعين واللام اساسا مثل تفعيلات الصرف بالاضافة الى حروف زائدة ولا تخرج حروف هذه التفعيلات عن حروف ( لمعت سيوفنا)وسوف نتعرف على التفعيلات المختلفة مع كل بحر ندرسه ان شاء الله واشهر هذه التفعيلات :
فعولن – متفاعلن - مستفعلن - مفاعلتن - مفاعيلن - فاعلن - فاعلاتن
لاحظ ان : التفعيلة هى مجرد تعبير عن ووزن الحركات والسكنات فقط وليست مقيدة بهذه الحروف من ( لمعت سيوفنا ) فمثلا مفاعيلن ( بفتح الميم والفاء ثم الف مدية ساكنة ثم كسر العين ثم ياء مدية ساكنة ثم لام مضمومة ثم نون ساكنة ) = ( - - ه - ه - ه ) اى وتد مجموع فسببان خفيفان
ويترتب على تكرار التفعيلة تكوين البحر الشعرى فمثلا اذا تكررت التفعيلة ( مستفعلن ) ستة مرات ثلاث فى الشطر الاول وثلاث فى الشطر الثانى ينتج عنه بحر يسمى ( بحر الرجز ) هكذا :-
مستفعلن مستفعلن مستفعلن ***** مستفعلن مستفعلن مستفعلن
كيف يوزن الشعر؟ :
الشعر يوزن بالتفعيلات العروضية التى تحدثنا عنها والتى هى تعبر اساسا عن الحركات والسكنات ويكون ذلك بتقطيع البيت الى المقاطع الصوتية التى تحدثنا عنها بحيث نقابل الحرف المتحرك بحركة( - ) ونقابل الحرف الساكن بسكون ( ه )
والمعتد به من الحروف هنا هى التى ننطقها عند قراءة البيت اى ان الحرف الغير منطوق غير محسوب فى الوزن العروضى
* فالحرف المشدد عبارة عن حرفين الاول ساكن والثانى متحرك وعند الوزن لابد من تفكيك الحرف المشدد إلى اصله
* والتنوين ينطق مثل النون الساكنة لذلك يعبر عنه بنون ساكنة فى الميزان
* ولام التعريف الشمسية لا تنطق قلا يعتد بها وتحذف في الميزان العروضي
* وما تحتمله اللغة العربية من اختلافات فى النطق يحتمله العروض ايضا فمثلا صلة ميم الجمع تحتمله اللغة فيمكن ان تقول عليكم وممكن ان تقول عليكمو وهذا وارد فى علم قراءات القرآن الكريم وايضا صلة هاء الضمير مثلا عليه او عليهي كما فى قراءة ابن كثير مثلا وبالنسبة لنا في العروض فذلك حسب ما يكتب به البيت او ما تراه صالحا لصحة وزن البيت
ومن هنا نشأ ما يسمى بالخط العروضى :
اى اننا نكتب البيت بنطقه لا بحروفه المكتوبة
امثلة للتوضيح :
* قال شوقى:
سلام من صبا بردى ارق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق
ولوزن البيت لا بد من كتابته بالخط العروضى هكذا ( انطق معى) :
سلامن من صبا بردى أرققو *** ودمعن لا يكفكف يا دمشقو
ثم ننظر الى البيت على انه مزيج من الحركات والسكنات هكذا
السين واللام متحركان بعدهما الف مدية ساكنة ثم ميم متحركن ثم التنوين المعبر عنه بنون ساكنة وهكذا
سلامن من صبا بردى أرققو *** ودمعن لا يكفكف يا دمشقو
- - ه - ه - ه- - ه - ه - ه - - ه – ه*** - - ه - ه - ه - - ه - - - ه - - ه - ه
وهى مطابقة للوزن الاتى
مفاعلتن مفاعلتن فعولن **** مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وهذا ما يسمى بميزان العروض
ثم نظر الى ميزان هذا البيت ونطابقه على التفعيلات المعروفة لدينا سنعرف الى اى بحر ينتمى هذا البيت
وسنعرف التفعيلات ان شاء الله لاحقا
تنبيه هام :
هذه الطريقة فى تقطيع البيت والخط العروضى والميزان العروضى ضرورى فى البداية فقط ولن نستمر عليه طويلا بل انك بعد قليل ستجد ان ميزانك هو أذناك وهذا ياتى بالتدريب وان تنغم البحر بنغمة مخصوصة وليكن على نغمة نشيد مكتوب على هذا البحر تماما كما وزن الخليل بن احمد الشعر على نغمات طرق النحاسين
مثال : نشيد الشهيد سيد قطب : ( انشد معى)
آخى أنت حر وراء السدود **** آخى أنت حر بتلك القيود
- - ه - ه/ - - ه - ه/ - - ه- ه/ - - ه - ه/ **** - - ه - ه / - - ه - ه/ - - ه - ه/ - - ه - ه
ستجدها متطابقة مع اللحن التالى :
فعولن فعولن فعولن فعولن **** فعولن فعولن فعولن فعولن
- - ه - ه / - - ه - ه / - - ه - ه/ - - ه - ه / **** - - ه - ه/ - - ه - ه / - - ه - ه / - - ه - ه /
وهذا هو بحر المتقارب
أولا سندرس في هذه الحصة الشعر العمودي أي المتكون من أبيات مكونة من شطرين وبتتابع الأبيات يتكون لدينا عمودان أو ما يسمى بالشعر الخليلي ( نسبة الى الخليل بن احمد الفراهيدى مؤسس علم العروض ) ولن ننظر في الأصناف الجديدة من الشعر مثل الشعر الحر والشعر النثري وان كان هذا الأخير اعتبره الأكثرون انه ليس بشعر فكيف نحكم على الشعر انه شعر ؟
عرف الخليل بن احمد الشعر انه الكلام الموزون قصدا وفق الأوزان العربية
وابن خلدون عرفه بالكلام الموزون المقفى وابن رشيق يقول : الشعر يتركب من أربعة أشياء : اللفظ والمعنى والوزن والقافية . والبعض يضيف قيدا آخر هو ان يعتمد على الخيال والعاطفة وان يثير الشعور والوجدان .
و اهم علوم الشعر التى ينبغى معرفتها :
1 - علم العروض : المختص بالأوزان الشعرية
2 - علم القافية : المختص بقوافي القصيدة وقد يطلق اسم علم العروض على كل من العروض والقافية
3 - علوم النحو واللغة
4 - علم الضرائر : المختص بما يسوغ للشاعر دون الناثر من الضرورات الشعرية خلافا لقواعد النحو والصرف
ونحن فى هذه الدورة بإذن الله بصدد الحديث عن الأوزان وربما عرجنا على أهم ما نحتاجه من علم القافية حتى نستكمل بناء وكتابة القصيدة
علم العروض
تعريف علم العروض : علم يعرف به أوزان الشعر العربي وما يلحق به من زحاف أو علة سنعرف معناهما لاحقا وقلنا انه قد يطلق اطلاقا عاما على الأوزان والقافية)
وضعه الخليل بن احمد الفراهيدى ( 100-170هجريا) وكان الشعر قبل وضعه يكتبه العرب بفطرتهم فى قوالب موسيقية هزازة باوزان جميلة دون وضع قواعد محددة لها إلا أن شعرهم لم يخرج عن عدد من القوالب او الاوزان حتى اتى الخليل بن احمد ووضع له الأسس وسمى هذه القوالب ببحور الشعر _ باستقراء اشعار العرب_ فى خمسة عشر بحرا وزاد الاخفش بعده بحرا سماه بحر المتدارك اى الذي تداركه على بحور الخليل بن احمد .
ويزعم الرواة أن الذي هيأ للخليل ذلك انه كان يوما يمر في سوق النحاسين وكان يدير بيتا من الشعر في رأسه فتوافقت نغمات البيت ونغمات طرق النحاسين على أوعية النحاس بحيث توافق تتابع الحركات في البيت مع طرقهم وتوافق السكنات في البيت مع توقفهم عن الطرق ( الطرقة = حركة ) ( والتوقف عن الطرق = السكون ) فأدرك بذلك أن موسيقى البيت جاءت من ترتيب تتابع الحركات والسكنات في البيت وبدأ في وزن أشعار العرب التي وصلته فوجدها لا تخرج عن خمسة عشر قالبا موسيقيا سماها بحور الشعر
بحور الشعر :
تتجمع أوزان الشعر في قوالب موسيقية تسمى بحور الشعر وسميت بحورا لان هذه الأوزان وتفعيلاته يوزن عليها ما لا يحصى من القصائد الشعرية وهى ستة عشر بحرا : خمسة عشر بحرا وضعهم الخليل كما قلنا والسادس عشر وضعه الاخفش إلا أن الاخفش ينكر بحرين هما المضارع والمقتضب فبحور الشعر عنده أربعة عشر بحرا
ووحدة بناء البحر الشعري ما يسمى بالتفعيلة تشبه إلى حد ما تفاعيل علم الصرف وهى مكونة من تركيب بعض الوحدات الصوتية مع بعضها وتتكرر هذه التفعيلة حتى تكون لنا البحر الشعري ولا بد لمعرفة البحور أن نعرف التفعيلات ولا بد لمعرفة الأخيرة من معرفة تلك المقاطع الصوتية فما هى هذه الوحدات الصوتية ؟
الوحدات الصوتية العروضية
معروف أن الحروف لا تخرج عن كونها إما متحركة وإما ساكنة ومن تركيب الحركات والسكنات ينتج ما يسمى الوحدات الصوتية وهى :
1 - ما تركب من حركة وسكون هكذا (- ه ) الحركة نعبر عنها بالشرطة المستقيمة والسكون بالدائرة المستديرة مثل وزن: ( قد ) و ( لم ) وتسمى هذه الوحدة السبب الخفيف
2 - ما يتركب من حركتين متتابعتين هكذا ( - - ) مثل وزن: ( لك) وتسمى السبب الثقيل وانكره البعض لأنه لا يوقف على متحرك
3 - ما يتركب من حركتين فساكن هكذا ( - - ه ) مثل وزن( إلى ) وتسمى الوتد المجموع اى أن الحركتين مجموعتين وراء بعضهما مثال ألا
4 - ما يتركب من حركة فساكن فحركة هكذا ( - ه - ) مثال وزن كلمة: ( قال ) بتسكين اللام وتسمى الوتد المفروق اى أن السكون فرق بين الحركتين مثال: ( قلبُ)
* وزاد البعض وحدتين هما:
* الفاصلة الصغرى تتكون من ثلاث حركات فسكون هكذا ( - - - ه ) مثل : ( قلمي )
* الفاصلة الكبرى وتتكون من أربع حركات فسكون هكذا ( - - - - ه ) مثل : ( خلقكم )
وتجمع الوحدات الصوتية كلها في قولك : ( لم ار على ظهر جبل سمكة )
تنبيه : هذه الوحدات للشرح وسنعرف أهمية بعضها لاحقا فلا تنزعج أخي الكريم ............!!!!!!
التفعيلات :
ومن تركيب الوحدات الصوتية مع بعضها البعض تنتج التفعيلة فمثلا اذا ركبنا وتدا مجموعا بعده سبب خفيف ستكون هكذا ( - - ه - ه ) فعبروا عنها بلفظ فعولن ولو نظرنا الى لفظ فعولن لوجدنا يتكون من حركتين فساكن فحركة فساكن اى ( - - ه - ه ) وهكذا تجد التطابق بينهما
وتتكون التفعيلة من حروف من الفاء والعين واللام اساسا مثل تفعيلات الصرف بالاضافة الى حروف زائدة ولا تخرج حروف هذه التفعيلات عن حروف ( لمعت سيوفنا)وسوف نتعرف على التفعيلات المختلفة مع كل بحر ندرسه ان شاء الله واشهر هذه التفعيلات :
فعولن – متفاعلن - مستفعلن - مفاعلتن - مفاعيلن - فاعلن - فاعلاتن
لاحظ ان : التفعيلة هى مجرد تعبير عن ووزن الحركات والسكنات فقط وليست مقيدة بهذه الحروف من ( لمعت سيوفنا ) فمثلا مفاعيلن ( بفتح الميم والفاء ثم الف مدية ساكنة ثم كسر العين ثم ياء مدية ساكنة ثم لام مضمومة ثم نون ساكنة ) = ( - - ه - ه - ه ) اى وتد مجموع فسببان خفيفان
ويترتب على تكرار التفعيلة تكوين البحر الشعرى فمثلا اذا تكررت التفعيلة ( مستفعلن ) ستة مرات ثلاث فى الشطر الاول وثلاث فى الشطر الثانى ينتج عنه بحر يسمى ( بحر الرجز ) هكذا :-
مستفعلن مستفعلن مستفعلن ***** مستفعلن مستفعلن مستفعلن
كيف يوزن الشعر؟ :
الشعر يوزن بالتفعيلات العروضية التى تحدثنا عنها والتى هى تعبر اساسا عن الحركات والسكنات ويكون ذلك بتقطيع البيت الى المقاطع الصوتية التى تحدثنا عنها بحيث نقابل الحرف المتحرك بحركة( - ) ونقابل الحرف الساكن بسكون ( ه )
والمعتد به من الحروف هنا هى التى ننطقها عند قراءة البيت اى ان الحرف الغير منطوق غير محسوب فى الوزن العروضى
* فالحرف المشدد عبارة عن حرفين الاول ساكن والثانى متحرك وعند الوزن لابد من تفكيك الحرف المشدد إلى اصله
* والتنوين ينطق مثل النون الساكنة لذلك يعبر عنه بنون ساكنة فى الميزان
* ولام التعريف الشمسية لا تنطق قلا يعتد بها وتحذف في الميزان العروضي
* وما تحتمله اللغة العربية من اختلافات فى النطق يحتمله العروض ايضا فمثلا صلة ميم الجمع تحتمله اللغة فيمكن ان تقول عليكم وممكن ان تقول عليكمو وهذا وارد فى علم قراءات القرآن الكريم وايضا صلة هاء الضمير مثلا عليه او عليهي كما فى قراءة ابن كثير مثلا وبالنسبة لنا في العروض فذلك حسب ما يكتب به البيت او ما تراه صالحا لصحة وزن البيت
ومن هنا نشأ ما يسمى بالخط العروضى :
اى اننا نكتب البيت بنطقه لا بحروفه المكتوبة
امثلة للتوضيح :
* قال شوقى:
سلام من صبا بردى ارق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق
ولوزن البيت لا بد من كتابته بالخط العروضى هكذا ( انطق معى) :
سلامن من صبا بردى أرققو *** ودمعن لا يكفكف يا دمشقو
ثم ننظر الى البيت على انه مزيج من الحركات والسكنات هكذا
السين واللام متحركان بعدهما الف مدية ساكنة ثم ميم متحركن ثم التنوين المعبر عنه بنون ساكنة وهكذا
سلامن من صبا بردى أرققو *** ودمعن لا يكفكف يا دمشقو
- - ه - ه - ه- - ه - ه - ه - - ه – ه*** - - ه - ه - ه - - ه - - - ه - - ه - ه
وهى مطابقة للوزن الاتى
مفاعلتن مفاعلتن فعولن **** مفاعلتن مفاعلتن فعولن
وهذا ما يسمى بميزان العروض
ثم نظر الى ميزان هذا البيت ونطابقه على التفعيلات المعروفة لدينا سنعرف الى اى بحر ينتمى هذا البيت
وسنعرف التفعيلات ان شاء الله لاحقا
تنبيه هام :
هذه الطريقة فى تقطيع البيت والخط العروضى والميزان العروضى ضرورى فى البداية فقط ولن نستمر عليه طويلا بل انك بعد قليل ستجد ان ميزانك هو أذناك وهذا ياتى بالتدريب وان تنغم البحر بنغمة مخصوصة وليكن على نغمة نشيد مكتوب على هذا البحر تماما كما وزن الخليل بن احمد الشعر على نغمات طرق النحاسين
مثال : نشيد الشهيد سيد قطب : ( انشد معى)
آخى أنت حر وراء السدود **** آخى أنت حر بتلك القيود
- - ه - ه/ - - ه - ه/ - - ه- ه/ - - ه - ه/ **** - - ه - ه / - - ه - ه/ - - ه - ه/ - - ه - ه
ستجدها متطابقة مع اللحن التالى :
فعولن فعولن فعولن فعولن **** فعولن فعولن فعولن فعولن
- - ه - ه / - - ه - ه / - - ه - ه/ - - ه - ه / **** - - ه - ه/ - - ه - ه / - - ه - ه / - - ه - ه /
وهذا هو بحر المتقارب
