يــوم
الحــب العالمي Valentine's Day
د/علـى مهـــران هشــام
بتاريخ 14 فبراير من كل عام تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية
واستراليا والمكسيك وأوروبا لكونه رمزا للحب والذي يسميه العرب ( بعيد الحب
العالمي ) ، فيحتفل به الأحباب والعشاق والأزواج . وهذا العيد له وزنه على مستوى
عالي جدا في ا لعالم الغربي واميريكا ومؤخرا بدأ انتشاره على نطاق العالم العربي
..
إذ يحتفل بهذا اليوم الأمريكيون ، ولكن لا يتم فيه تعطيل دوائر الدولة الرسمية أو
البنوك بل تسير الحياة كالمعتاد . وتعود شهرته ووزنه إضافة لما يمثله ويرمز له هذا
العيد ، من مصلحة اقتصادية ، إذ يتم بهذا اليوم شراء ملايين الهدايا لتبادلها بين الأحباب
وخاصة الورد وكروت المعايدات ، وتشهد المطاعم العامة حركة كبيرة يرتادها ملايين
العشاق ، وعيد العشاق مثله عيد الام وعيد الأب وعيد صاحب العمل ... الخ حيث تروج
له الشركات والحكومات من اجل تحريك عجلة الاقتصاد في بلادها
تعود قصة هذا اليوم
وهو ( فالنتاين Valentine's Day ) إلى الآتي
: بداية لا بد أن نذكر إن الأمريكيون
والبريطانيون أنفسهم لا يعرفون ما جذور هذه المناسبة وقصة القديس ( فالنتاين ) غير
معروفة على وجه الدقة ولكن ما هو معروف أن المناسبة هي مناسبة رومانسية تعود
جذورها إلى العهد الروماني والمسيحيين في القرن الثالث الميلادي ،أما الكنيسة
الكاثوليكية تعترف بقديسين وتعتبرهما شهداء اسمهما فالنتاين وفالانتينوس وهناك
ثلاثة روايا ت حول المناسبة حيث تقول أحداهما أن قديسا أو راهبا مسيحيا كان يعيش
في العهد الروماني حوالي 270 ميلادية في عهد الإمبراطور والقائد القوي كلاوديوس
الثاني وكان مسئولا عن عقد القران للعرسان ، هذا القديس رفض قرار الإمبراطور الذي
حرم الزواج على الشباب لأنه كان يرى إن الجنود غير المتزوجين أكثر قوة وإخلاصا في القتال
من الجنود والآباء المتزوجين ، ظل يعقد للأزواج الشباب سرًا حتى علم الإمبراطور بالأمر
فأمر باعتقاله وإعدامه بالحال يوم 14 فبراير من 270 ميلادية ,والذي تم ربطه بذكرى إعدام
القديس العاشق ( فالنتاين ) .
فبنيت كنيسة في روما بنفس المكان الذي اُعدم فيه عام 350 ميلادية تخليدا له ، ولما
اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره ، ولكن نقلوه
من مفهومه الوثني ( الحب الآلهي ) إلى مفهوم أخر يعبر عنه ( بشهداء الحب ) ممثلا
في القديس فالنتاين الداعي إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم
وسمي أيضا ( بعيد العشاق ) ، ومنذ ذلك الحين اتُخذ القديس فالنتاين شفيعا للعشاق وراعيهم ..
وفي العصر الفيكتوري تحول العيد إلى مناسبة عامة عندما طبعت لأول مرة بطاقات تهنئة
بهذا اليوم وكانت الملكة فلتوريا ترسل مئات البطاقات المعطرة بهذه المناسبة لأفراد
وأصدقاء الأسرة الملكية في بريطانيا وصارت تتنوع طقوس هذه المناسبة من تبادل
للورود الحمراء على إن اللون الأحمر هو رمزا ( للحب ) ، وبطاقات التهنئة إلى صور
كيوبيد ( اله الحب عند الرومان القدماء ) ..
هذا العيد له تقدير واحترام، على مستوى عالي جدا في كل من أمريكا وأوروبا واستراليا والمكسيك ، وقد بدأ
مؤخرا انتشاره في العالم العربي ، ولكنه يلاقي معارضة شديدة وهجوما كبيرا من قبل
المعارضين إلى حد اتهام المحتفلين باتهامات خالية من الصحة على أنهم من الشاذين
والمتأمركين والكفار وغير الوطنيين , ويرى
البعض أنها تتعارض مع الإسلام.
والمعارضين يختلفون في الأسباب التي يهاجمون بسببها منها : وجهة نظر دينية متطرفة
تدعي أن يوم فالنتاين هو عيد للمسيحيين والكفار وبان المسلمين لا يحق لهم الاحتفال
به وان من يحتفل به يعتبر من الداعين للبدع وكل من يعمل بها مصيره النار ليس هذا فحسب
بل على انه يوم المسيحيين ولا يجوز
للمؤمنين ـ المسلمين أن يتشبهوا بغيرهم من غير المسلمين؟!! ، وفريق آخر ينطلق من
كون الفكرة أتت من الغرب وعلى أنها فكرة عدائية وهجوم غربي على الثقافة والتقاليد
العربية والشرقية وبأنها محاولة لتمييع
الشابات والشباب العربي رغم أن المناسبة نفسها منتشرة في بريطانيا واميريكا منذ 30
عام قبل أن تبدأ الفكرة بالانتشار في دول أخرى من العالم .وآخر ينطلق من أن فكرة
عيد الحب تعني الانحلال وقلة الحياء على أن العرب ليس لهم وقت للحب لأنهم في مواجهة
مع أعداء في فلسطين وغيرها ..
السؤال القائم هو: لماذا لا نكون صريحين مع أنفسنا وذاتنا ؟
الحب طاقة إنسانية ونعمة ربانية منحها الله لخلقه ، الحب من صميم الحياة البشرية وركن
أساسي تحتمي فيه كل العواطف الإنسانية فلماذا نتجاهل أو نتناسى أو ننكر ما في
دواخلنا ؟ إن مفردة الحب من اسمي المفردات التي تسمعها أذاننا وتحس بها قلوبنا ،
خلق الله الإنسان وهو ضمن تركيبته الإنسانية بحاجة إلى أن يكون محبوبا وان يُحِب
في آن واحد ، لذلك فهو دائما يبحث عن الحب ويأمل أن يكون محبوبا ليس من قبل الجنس الأخر
فحسب وإنما من قبل الآخرين كالأصدقاء والأقرباء والجيران والمعارف ..... الخ والأروع
من هذا انه فعلا يكون محبوبا من قبلهم ليس ضمن السلوك الحسن فقط بل في أوقات الضعف
أيضا وهذا نادرا ما نجده في عالمنا , ويجب
أن ننسى ما في أذهاننا من ثقافات غريبة على
فطرتنا الإنسانية النقية وهى أن الحب هو الوجه الآخر للجنس ؟ الحب معاني
سامية رفيعة ونقية في الوسيلة والمقصد والجنس شنئ آخر وغريزة بشرية كعشرات الغرائز
البشرية مثل الشم والتذوق والأكل والشرب والتنفس وغير ذلك .
إن الكتاب المقدس ( الإنجيل ) يوضح ثلاث مفردات مختلفة تدل على الحب أو المحبة ،
التي يقوم الإنسان باستعمالها ويفهمه بشكل مغير لربنا : أولا / الحب الجسدي وهو
محاولة لإشباع الغريزة ة الجسدية على حساب الأخر وما يعرف ( بالشهوة الجسدية )
ثانيا / الحب على مستوى المشاعر الإنسانية وهذا ارقي بكثير من النوع الأول ، النوع
الثالث / وهو اسمي وأعظم أنواع الحب لأنه ثابت لا يتغير أو يتلون مع الصعوبات
والمنغصات وقسوة الظروف ولا ينتظر المقابل فهو عطاء دائم من غير استلام ،، وهو
النوع الذي جاء في رسالة بولس إلى كورنتوس ـ الإصحاح 13 إذ يقول ( المحبة لا تطلب
ما لنفسها ولا تحسد ولا تظن السوء ... الخ )إذ أن كل حب لا يهتم بالآخرين ولا يهدف
إلى مصلحتهم والتعاون معهم فهو أنانية وليس حبا ..
إذن يجب أن نرتقي بهذا
اليوم إلى عالم المحبة والسلام والوئام والتعاون وإضفاء لون من جمع شمل الإنسان مع
أخيه الإنسان بصرف النظر عن اللون أو العرق أو العقيدة أو اللسان أو الجغرافيا أو
التاريخ وألا نقحم مناسبات عادية في
الشرائع السماوية السمجاء , ولماذا نعتبره بدعة أو حرام ! ما أحوج الإنسان إلى إعادة
البسمة والفرحة والأمل في نفس طفل يتيم أو
رجل محتاج أو مريض يتمنى الشفاء أو أسرة
تنتظر عودة عائلها أو زوجة في شوق إلى لقاء والد أبنائها . إنها دعوة إلى كل الشرفاء
في العالم عامة والعالم العربي خاصة لنشر الود والدفء والبشرى والأمان والسلام بدلا
من إراقة الدماء ودموع الحزن و الجوع والحرمان والظلم والطغيان وتمجيد الأنا ؟
إننا في حاجة إلى مجتمع تكافلي يحس فيه القوى بآلام الضعيف ويظلل الغنى بروح
المحبة ويحنو على الفقير الملتاع وتعم المحبة والسلام والأمان والسعادة أرجاء
الديار.
واستراليا والمكسيك وأوروبا لكونه رمزا للحب والذي يسميه العرب ( بعيد الحب
العالمي ) ، فيحتفل به الأحباب والعشاق والأزواج . وهذا العيد له وزنه على مستوى
عالي جدا في ا لعالم الغربي واميريكا ومؤخرا بدأ انتشاره على نطاق العالم العربي
..
إذ يحتفل بهذا اليوم الأمريكيون ، ولكن لا يتم فيه تعطيل دوائر الدولة الرسمية أو
البنوك بل تسير الحياة كالمعتاد . وتعود شهرته ووزنه إضافة لما يمثله ويرمز له هذا
العيد ، من مصلحة اقتصادية ، إذ يتم بهذا اليوم شراء ملايين الهدايا لتبادلها بين الأحباب
وخاصة الورد وكروت المعايدات ، وتشهد المطاعم العامة حركة كبيرة يرتادها ملايين
العشاق ، وعيد العشاق مثله عيد الام وعيد الأب وعيد صاحب العمل ... الخ حيث تروج
له الشركات والحكومات من اجل تحريك عجلة الاقتصاد في بلادها
تعود قصة هذا اليوم
وهو ( فالنتاين Valentine's Day ) إلى الآتي
: بداية لا بد أن نذكر إن الأمريكيون
والبريطانيون أنفسهم لا يعرفون ما جذور هذه المناسبة وقصة القديس ( فالنتاين ) غير
معروفة على وجه الدقة ولكن ما هو معروف أن المناسبة هي مناسبة رومانسية تعود
جذورها إلى العهد الروماني والمسيحيين في القرن الثالث الميلادي ،أما الكنيسة
الكاثوليكية تعترف بقديسين وتعتبرهما شهداء اسمهما فالنتاين وفالانتينوس وهناك
ثلاثة روايا ت حول المناسبة حيث تقول أحداهما أن قديسا أو راهبا مسيحيا كان يعيش
في العهد الروماني حوالي 270 ميلادية في عهد الإمبراطور والقائد القوي كلاوديوس
الثاني وكان مسئولا عن عقد القران للعرسان ، هذا القديس رفض قرار الإمبراطور الذي
حرم الزواج على الشباب لأنه كان يرى إن الجنود غير المتزوجين أكثر قوة وإخلاصا في القتال
من الجنود والآباء المتزوجين ، ظل يعقد للأزواج الشباب سرًا حتى علم الإمبراطور بالأمر
فأمر باعتقاله وإعدامه بالحال يوم 14 فبراير من 270 ميلادية ,والذي تم ربطه بذكرى إعدام
القديس العاشق ( فالنتاين ) .
فبنيت كنيسة في روما بنفس المكان الذي اُعدم فيه عام 350 ميلادية تخليدا له ، ولما
اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره ، ولكن نقلوه
من مفهومه الوثني ( الحب الآلهي ) إلى مفهوم أخر يعبر عنه ( بشهداء الحب ) ممثلا
في القديس فالنتاين الداعي إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم
وسمي أيضا ( بعيد العشاق ) ، ومنذ ذلك الحين اتُخذ القديس فالنتاين شفيعا للعشاق وراعيهم ..
وفي العصر الفيكتوري تحول العيد إلى مناسبة عامة عندما طبعت لأول مرة بطاقات تهنئة
بهذا اليوم وكانت الملكة فلتوريا ترسل مئات البطاقات المعطرة بهذه المناسبة لأفراد
وأصدقاء الأسرة الملكية في بريطانيا وصارت تتنوع طقوس هذه المناسبة من تبادل
للورود الحمراء على إن اللون الأحمر هو رمزا ( للحب ) ، وبطاقات التهنئة إلى صور
كيوبيد ( اله الحب عند الرومان القدماء ) ..
هذا العيد له تقدير واحترام، على مستوى عالي جدا في كل من أمريكا وأوروبا واستراليا والمكسيك ، وقد بدأ
مؤخرا انتشاره في العالم العربي ، ولكنه يلاقي معارضة شديدة وهجوما كبيرا من قبل
المعارضين إلى حد اتهام المحتفلين باتهامات خالية من الصحة على أنهم من الشاذين
والمتأمركين والكفار وغير الوطنيين , ويرى
البعض أنها تتعارض مع الإسلام.
والمعارضين يختلفون في الأسباب التي يهاجمون بسببها منها : وجهة نظر دينية متطرفة
تدعي أن يوم فالنتاين هو عيد للمسيحيين والكفار وبان المسلمين لا يحق لهم الاحتفال
به وان من يحتفل به يعتبر من الداعين للبدع وكل من يعمل بها مصيره النار ليس هذا فحسب
بل على انه يوم المسيحيين ولا يجوز
للمؤمنين ـ المسلمين أن يتشبهوا بغيرهم من غير المسلمين؟!! ، وفريق آخر ينطلق من
كون الفكرة أتت من الغرب وعلى أنها فكرة عدائية وهجوم غربي على الثقافة والتقاليد
العربية والشرقية وبأنها محاولة لتمييع
الشابات والشباب العربي رغم أن المناسبة نفسها منتشرة في بريطانيا واميريكا منذ 30
عام قبل أن تبدأ الفكرة بالانتشار في دول أخرى من العالم .وآخر ينطلق من أن فكرة
عيد الحب تعني الانحلال وقلة الحياء على أن العرب ليس لهم وقت للحب لأنهم في مواجهة
مع أعداء في فلسطين وغيرها ..
السؤال القائم هو: لماذا لا نكون صريحين مع أنفسنا وذاتنا ؟
الحب طاقة إنسانية ونعمة ربانية منحها الله لخلقه ، الحب من صميم الحياة البشرية وركن
أساسي تحتمي فيه كل العواطف الإنسانية فلماذا نتجاهل أو نتناسى أو ننكر ما في
دواخلنا ؟ إن مفردة الحب من اسمي المفردات التي تسمعها أذاننا وتحس بها قلوبنا ،
خلق الله الإنسان وهو ضمن تركيبته الإنسانية بحاجة إلى أن يكون محبوبا وان يُحِب
في آن واحد ، لذلك فهو دائما يبحث عن الحب ويأمل أن يكون محبوبا ليس من قبل الجنس الأخر
فحسب وإنما من قبل الآخرين كالأصدقاء والأقرباء والجيران والمعارف ..... الخ والأروع
من هذا انه فعلا يكون محبوبا من قبلهم ليس ضمن السلوك الحسن فقط بل في أوقات الضعف
أيضا وهذا نادرا ما نجده في عالمنا , ويجب
أن ننسى ما في أذهاننا من ثقافات غريبة على
فطرتنا الإنسانية النقية وهى أن الحب هو الوجه الآخر للجنس ؟ الحب معاني
سامية رفيعة ونقية في الوسيلة والمقصد والجنس شنئ آخر وغريزة بشرية كعشرات الغرائز
البشرية مثل الشم والتذوق والأكل والشرب والتنفس وغير ذلك .
إن الكتاب المقدس ( الإنجيل ) يوضح ثلاث مفردات مختلفة تدل على الحب أو المحبة ،
التي يقوم الإنسان باستعمالها ويفهمه بشكل مغير لربنا : أولا / الحب الجسدي وهو
محاولة لإشباع الغريزة ة الجسدية على حساب الأخر وما يعرف ( بالشهوة الجسدية )
ثانيا / الحب على مستوى المشاعر الإنسانية وهذا ارقي بكثير من النوع الأول ، النوع
الثالث / وهو اسمي وأعظم أنواع الحب لأنه ثابت لا يتغير أو يتلون مع الصعوبات
والمنغصات وقسوة الظروف ولا ينتظر المقابل فهو عطاء دائم من غير استلام ،، وهو
النوع الذي جاء في رسالة بولس إلى كورنتوس ـ الإصحاح 13 إذ يقول ( المحبة لا تطلب
ما لنفسها ولا تحسد ولا تظن السوء ... الخ )إذ أن كل حب لا يهتم بالآخرين ولا يهدف
إلى مصلحتهم والتعاون معهم فهو أنانية وليس حبا ..
إذن يجب أن نرتقي بهذا
اليوم إلى عالم المحبة والسلام والوئام والتعاون وإضفاء لون من جمع شمل الإنسان مع
أخيه الإنسان بصرف النظر عن اللون أو العرق أو العقيدة أو اللسان أو الجغرافيا أو
التاريخ وألا نقحم مناسبات عادية في
الشرائع السماوية السمجاء , ولماذا نعتبره بدعة أو حرام ! ما أحوج الإنسان إلى إعادة
البسمة والفرحة والأمل في نفس طفل يتيم أو
رجل محتاج أو مريض يتمنى الشفاء أو أسرة
تنتظر عودة عائلها أو زوجة في شوق إلى لقاء والد أبنائها . إنها دعوة إلى كل الشرفاء
في العالم عامة والعالم العربي خاصة لنشر الود والدفء والبشرى والأمان والسلام بدلا
من إراقة الدماء ودموع الحزن و الجوع والحرمان والظلم والطغيان وتمجيد الأنا ؟
إننا في حاجة إلى مجتمع تكافلي يحس فيه القوى بآلام الضعيف ويظلل الغنى بروح
المحبة ويحنو على الفقير الملتاع وتعم المحبة والسلام والأمان والسعادة أرجاء
الديار.
على الجانب الآخر ,الإسلام دين الاعتدال والوسطية لم يحارب الحب ولم ينكره.. بالعكس شجع المحبين
علي الإفصاح عن حقيقة مشاعرهم ودافع
عن حق كل محب في الزواج من محبوبة بشرط أن يكون هذا الحب نقيا صافيا بعيدا
عن الشهوات والتجاوزات مع ضرورة أن ينتهي هذا الحب بالنهاية الشرعية وهي
الزواج. رسولنا الكريم ذو الخلق الرفيع صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة بعد قصة حب
مثالية وظل علي وفائه لها ولم يتزوج عليها في حياتها , وحثي بعد وفاتها ظل
يذكرها دائما بالخير.
والتاريخ
الإسلامي يمتلئ بالعشرات من قصص الحب التي تدل علي أن الإسلام لا يحارب الحب ولم
يحرمه كما يؤكد بعض المغالين المتشددين.
لولا الحب ما استقامت الدنيا، والحديث عن الحب في الإسلام لا ينضب، فكل
موقف في حياة الرسول عليه السلام وصحابته بعد قصة حب رومانسية قائمة بذاتها،
وتأتي روعة هذه القصص بأنها تنتهي دوما بالنهاية
السعيدة علي عكس المتعارف عليه في أشهر قصص الحب والتي تنتهي دائما
بالنهاية المأساوية.. ولقد جعل الله سبحانه وتعالي الحب عنوانا لعلاقته
بأفضل خلقه فأطلق علي رسوله الحبيب محمد
وذلك لأن الحب لا يحدث توازن داخل النفس البشرية فحسب بل في نظام الكون
كله: فالقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة
'ارتباط' دائم، وكذلك الكواكب لا تفارق مجموعاتها لأنها في حالة
'انجذاب' دوما.
فالإسلام لا
يحتقر الحب أو يحرمه بل إنه احترم هذه العاطفة
النبيلة وانزلها مكانة عالية، ولقد حدد الله تعالي العلاقة بين الرجل
والمرأة في قوله تعالي : "ومن آياته أن
خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذل لآيات لقوم
يتفكرون )
" سورة الروم: .. الآية 21 ) فما
أسمي هذه العلاقة التي تقوم علي المودة والرحمة وليس علي العنصر المادي الذي لا
تستقيم معه الحياة الأسرية.. وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته
مليئة بالمواقف التي أباحوا وصرحوا فيها بالحب دون خوف أو خجل.
* أنواع الحب في الإسلام
إن الحب في الإسلام
على خمسة أنواع، كما قال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله :-
أحدهما :
محبة الله ، ولا تكفى وحدها لدخول الجنة ، بل لابد من العمل.
الثاني:
محبة ما يحب الله ، وهذه هي التي تدخله في الإسلام أو تخرجه منه.
الثالث:
الحب لله وفيه ، وهي من لوازم محبة ما يحب ، ولا تستقيم محبة ما يحب إلا فيه وله.
الرابع:
المحبة مع الله ، وهي الشركية.
الخامس :
المحبة الطبيعية ، كمحبة الزوجة .
* المحبة
نوعان كما يلي :
النوع الأول
: المحبة المذمومة.
وأعظم
أنواعها المحبة مع الله التي يسوي المحب فيها بين محبته لله ومحبته للند الذي
اتخذه من دونه.
*
النوع الثاني : المحبة المحمودة
مثل : محبة
الله وحده، ومحبة ما أحب الله ، وهذه
المحبة هي أصل السعادة ورأسها والتي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها.
والحب جائز
في الإسلام، ولكن له شروط وضوابط والدليل على جوازه ما يلي :
قال صلى
الله عليه وسلم : لم ير للمتحابين مثل النكاح.
* شروط الحب في الإسلام
أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: لأن يطعن في رأس أحدكم بمحيط من حديد
خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
ألا يلهي
هذا الحب عن ذكر الله وعن الحب الأكبر وهو لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
عليه كتمان
حبه ولا يتعرض للمحبوبة بالذكر.
من الأفضل
أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه ونفسه ، فيقول العلامة ابن القيم: إنما الكلام في العشق العفيف ،
من الرجل الظريف ، الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله عز
وجل.
عدم استخدام
طرق شركية للوصول إلى المحبوبة مثل السحر
إن أرقى
وأسمى صور الحب هو الحب في الله , ونحن نحبكم في الله.
والله المستـعان ,,,,,,,