الى كل فتاة تأخر بها سن الزواج
نادين نقلا عن قصة واقعية
. فأنا سيدة في الثامنة و الثلاثين من العمر نشأت في أسرة ميسورة
الحال و عشت في كنفها حياة هادئة إلي أن تخرجت في الجامعة .. و عقب التخرج إلتحقت بعمل ممتاز يدر علي دخلا كبيرا ..و أحببت عملي كثيرا و أعطيته كل اهتمامي , و تقدمت فيه سريعا حتي تخطيت كثيرين من زملائي . و كنت خلال مرحلة الجامعة قد ارتديت الحجاب بإرادتي و اختياري , و بدأ الخطاب يتقدمون إلي , لكنني لم أجد في أحدهم
مايدفعني للارتباط به, ثم جرفني العمل و الانشغال به عن كل شيء آخر حتي بلغت سن الرابعة و الثلاثين و بدأت أعاني النظرات المتسائله عن سبب عدم زواجي حتي هذه السن . و تقدم لي شاب من معارفنا يكبرني بعامين .. وكان قد أقام عقب تخرجه عدة مشروعات صغيرة باءت كلها بالفشل .. و لم يحقق أي نجاح مادي وطلب مني خطيبي صورة من بطاقتي الشخصية ليستعين بها في ترتيب القران.. و لم أفهم في ذلك الوقت و في اليوم التالي فوجئت بوالدته تتصل بي تليفونيا و تطلب مني بلهجة مقتضبة مقابلتها علي الفور.. و توجهت خيفة من لهجتها المتجهمة , و أسرعت إلي مقابلتها. فإذا بها تخرج لي صورة بطاقتي الشخصية و تسألني هل تاريخ ميلادي المدون بها صحيح ؟ و أجبتها بالإيجاب ففوجئت بها تقول لي: إذن فإن عمرك يقترب من الاريعين.
و ابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت لها بصوت خفيض أن عمري34 عاما.
فقالت أن الأمر لا يختلف كثيرا لأن الفتاة بعد سن الثلاثين تقل خصوبتها كثيرا و هي تريد أن تري أحفادا لها .. فقررت الانفصال و رفضت الرد علي اتصالات خطيبي السابق.
و مرت ستة أشهر عصيبة من حياتي..
ثم أتيحت لي فرصة السفر لأداء العمرة , فسافرت لكي أغسل أحزاني في
بيت الله الحرام .. و أديت مناسك العمرة .. و لذت بالبيت العتيق و بكيت طويلا و دعوت الله أن يهييء لي من أمري رشدا , و في أحد الأيام كنت أصلي في الحرم و انتهيت من صلاتي و جلست أتأمل الحياة في سكون فوجدت سيدة إلي جواري تقرأ في مصحفها بصوت جميل.. و سمعتها تردد الآية الكريمة (و كان فضل الله عليك عظيما) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة , و التفت إلي هذه السيدة و جذبتني إليها, و راحت تربت علي ظهري بحنان و هي تقرأ لي سوره الضحي إلي أن بلغت الآية الكريمة (و لسوف يعطيك ربك فترضي )فخيل إلي أنني أسمعها لأول مرة في حياتي مع أني قد رددتها مرارا من قبل في صلاتي.. و هدأت نفسي, وسألتني السيدة الطيبة عن سبب بكائي فرويت لها كل شيء بلا حرج, فقالت إن الله قد يجعل بين كل عسرين يسرا, و أنني الآن في العسر الذي سوف يليه يسر بإذن
الله.. و أن ما حدث لي كان فضلا من الله لأن في كل بلية نعمة خفية كما يقول العارفون , و شكرتها بشدة علي كلماتها الطيبة و دعوت لها بالستر في الدنيا و في الاخرة , و غادرت الحرم عائدة إلي فندقي و أنا أحسن حالا و انتهت فترة العمرة و جاء موعد الرحيل,
و ركبت الطائرة عائدة إلي القاهرة فجاءت جلستي إلي جوار شاب هاديء الملامح و
الوجه, وتبادلنا كلمات التعارف التقليدية.. فوجدتني أستريح إليه و اتصل الحديث بيننا طوال الرحلة إلي أن وصلنا إلي القاهرة و انصرف كل منا إلي حال سبيله, و انهيت إجراءاتي في المطار , و خرجت فوجدت زوج أقرب صديقاتي فى صالة الانتظار فهنأني بسلامة العودة و سألته عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها. و لم تمض لحظات إلا و جاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة و تبادلنا التحية , ثم غادرت المكان بصحبة والدي.. وما أن وصلت إلي البيت و بدلت ملابسي و استرحت بعض الوقت حتي وجدت زوج صديقتي يتصل بي و يقول لي أن صديقه معجب بي بشده و يرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله , ثم يسهب بعد ذلك في مدح صديقه و الإشاده بفضائله و يقول لي عنه أنه رجل أعمال شاب من أسرة معروفة و علي خلق و دين و لا يتمني لي من هو أفضل منه لكي يرشحه للارتباط بي.
و خفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. و استشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني على زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا.
و زرت صديقتي و زوجها و التقيت بجاري في الطائرة و استكملنا التعارف و تبادلنا الإعجاب.. و لم تمض أيام أخري حتي كان قد تقدم لي.. و لم يمض شهر و نصف الشهر بعد هذا اللقاء حتي كنا قد تزوجنا و قلبي يخفق بالأمل في السعادة , و حديث السيدة الفاضلة في الحرم عن اليسر بعد العسر يتردد في أعماقي . و بدأت حياتي الزوجية متفائلة و سعيدة و وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب و حنان و كرم و بر
بأهله و أهلي , غير أن الشهور مضت و لم تظهر علي أية علامات للحمل, و شعرت بالقلق خاصة أنني كنت قد تجاوزت السادسه و الثلاثين و طلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل و الفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب , فضمني إلي صدره و قال لي بحنان غامر أنه لا يهمه من الدنيا سواي.. و أنه ليس مهتما بالإنجاب, لأنه لا يتحمل صخب الأطفال وعناءهم, لكني أصررت علي مطلبي.. و ذهبنا إلي طبيب كبير لأمراض النساء و طلب مني إجراء بعض التحاليل, و جاء موعد تسلم نتيجه أول تحليل منها ففوجئت به يقول لي أنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يامدام.. أنت حامل!
فلا تسل عن فرحتي و فرحة زوجي بهذا النبأ السعيد .. و غادرت عيادة الطبيب و أنا أشد علي يده شاكرة له بحرارة.و في ذلك الوقت كان زوجي يستعد للسفر لأداء فريضة الحج , فطلبت منه أن يصطحبني معه لأداء الفريضة و أداء واجب الشكر لمن أنعم علي بهذه النعم الجليلة, و رفض زوجي ذلك بشدة و كذلك طبيبي المعالج لأنني في شهور
الحمل الأولي .. لكني أصررت علي مطلبي و قلت لهما أن من خلق هذا الجنين في أحشائي قادر علي أن يحفظه من كل سوء , و استجاب زوجي لرغبتي بعد استشاره الطبيب و اتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية سافرنا للحج و عدت و أنا أفضل مما كنت قبل السفر.. . ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة و تمت الولادة و بعد أن أفقت دخل علي الطبيب و سالني باسما عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبته بأنني تمنيت من الله مولودا فقط و لا يهمني نوعه.. ففوجئت به يقول لي: إذن ما رأيك في أن يكون لديك الحسن و
الحسين و فاطمه !!و لم أفهم شيئا و سألته عما يقصده بذلك فإذا به يقول لي و هو يطالبني بالهدوء و التحكم في أعصابي أن الله سبحانه و تعالي قد من علي بثلاثه أطفال , و كان الله سبحانه و تعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة منه بي لكبر سني , و أنه كان يعلم منذ فتره بأنني حامل في توءم لكنه لم يشأ أن يبلغني بذلك لكيلا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل و يزداد خوفي. و لم أسمع بقية كلامه فلقد انفجرت في حالة هستيرية من الضحك و البكاء و ترديد عبارات الحمد و الشكر لله.. و تذكرت سيدة الحرم الشريف.. و الآية الكريمة.. و لسوف يعطيك ربك فترضي.. و هتفت أن الحمد لله.. الذي أرضاني و أسبغ علي أكثر مما حلمت به من نعمته.
أما زوجي الذي كان يزعم لي أنه لا يتحمل صخب الأطفال و عناءهم لكي يهون علي همي بأمري فلقد كاد يفقد رشده حين رأي أطفاله الثلاثة و راح يهذي بكلمات الحمد و الشكر لذي الجلال و الإكرام حتي خشيت عليه من الانفعال. و أصبح من هذه اللحظة لا يطيق أن يغيب نظره عنهم.
كلمة
توجه رسالتي هذه إلي كل فتاه تأخر بها سن الزواج أو سيدة تأخر عنها الإنجاب و أطالبهن بألا يقنطن من رحمة الله
أختي .... اجعلي كلمة عانس رمزاً لعزتك وافتخارك بنفسك ، و لا تجعليها خنجراً مسموماً تغرسينه بيديك في قلبك
إن شعر الآخرين بعظم شخصيتك ونجاحك وعلو قدرك ، فسيخجلون من توجيه هذه الكلمة لك ، ولو حدث ووجهوا لك هذه الكلمة ، فهذا لن يهز ثقتك بنفسك و ثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك ، فمن أنعم عليك بهذا قادر على أن ينعم عليك بما هو خير لكي أختي الكريمة ... فافرحي ، و أخرجي للناس ، و ارفعي رأسك عالياً ليس من أجل العباد ، بل من أجل رب العباد ، و املئي قلبك بالعزة و الرضى بقضاء الله ، و اجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك ، و توجهي فيه لله ، و أدعيه أن يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته ، و أن ييسر أمرك ، و يفقهك في أمور دينك ، ويجعلك نوراً لمن حولك ، و اكثري من هذا الدعاء و ردديه صبحاً و مساء ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ) ....
يأختي وفق الله فتيات و شباب الإسلام لما فيه الخير في دينهم و دنياهم
نادين نقلا عن قصة واقعية
. فأنا سيدة في الثامنة و الثلاثين من العمر نشأت في أسرة ميسورة
الحال و عشت في كنفها حياة هادئة إلي أن تخرجت في الجامعة .. و عقب التخرج إلتحقت بعمل ممتاز يدر علي دخلا كبيرا ..و أحببت عملي كثيرا و أعطيته كل اهتمامي , و تقدمت فيه سريعا حتي تخطيت كثيرين من زملائي . و كنت خلال مرحلة الجامعة قد ارتديت الحجاب بإرادتي و اختياري , و بدأ الخطاب يتقدمون إلي , لكنني لم أجد في أحدهم
مايدفعني للارتباط به, ثم جرفني العمل و الانشغال به عن كل شيء آخر حتي بلغت سن الرابعة و الثلاثين و بدأت أعاني النظرات المتسائله عن سبب عدم زواجي حتي هذه السن . و تقدم لي شاب من معارفنا يكبرني بعامين .. وكان قد أقام عقب تخرجه عدة مشروعات صغيرة باءت كلها بالفشل .. و لم يحقق أي نجاح مادي وطلب مني خطيبي صورة من بطاقتي الشخصية ليستعين بها في ترتيب القران.. و لم أفهم في ذلك الوقت و في اليوم التالي فوجئت بوالدته تتصل بي تليفونيا و تطلب مني بلهجة مقتضبة مقابلتها علي الفور.. و توجهت خيفة من لهجتها المتجهمة , و أسرعت إلي مقابلتها. فإذا بها تخرج لي صورة بطاقتي الشخصية و تسألني هل تاريخ ميلادي المدون بها صحيح ؟ و أجبتها بالإيجاب ففوجئت بها تقول لي: إذن فإن عمرك يقترب من الاريعين.
و ابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت لها بصوت خفيض أن عمري34 عاما.
فقالت أن الأمر لا يختلف كثيرا لأن الفتاة بعد سن الثلاثين تقل خصوبتها كثيرا و هي تريد أن تري أحفادا لها .. فقررت الانفصال و رفضت الرد علي اتصالات خطيبي السابق.
و مرت ستة أشهر عصيبة من حياتي..
ثم أتيحت لي فرصة السفر لأداء العمرة , فسافرت لكي أغسل أحزاني في
بيت الله الحرام .. و أديت مناسك العمرة .. و لذت بالبيت العتيق و بكيت طويلا و دعوت الله أن يهييء لي من أمري رشدا , و في أحد الأيام كنت أصلي في الحرم و انتهيت من صلاتي و جلست أتأمل الحياة في سكون فوجدت سيدة إلي جواري تقرأ في مصحفها بصوت جميل.. و سمعتها تردد الآية الكريمة (و كان فضل الله عليك عظيما) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة , و التفت إلي هذه السيدة و جذبتني إليها, و راحت تربت علي ظهري بحنان و هي تقرأ لي سوره الضحي إلي أن بلغت الآية الكريمة (و لسوف يعطيك ربك فترضي )فخيل إلي أنني أسمعها لأول مرة في حياتي مع أني قد رددتها مرارا من قبل في صلاتي.. و هدأت نفسي, وسألتني السيدة الطيبة عن سبب بكائي فرويت لها كل شيء بلا حرج, فقالت إن الله قد يجعل بين كل عسرين يسرا, و أنني الآن في العسر الذي سوف يليه يسر بإذن
الله.. و أن ما حدث لي كان فضلا من الله لأن في كل بلية نعمة خفية كما يقول العارفون , و شكرتها بشدة علي كلماتها الطيبة و دعوت لها بالستر في الدنيا و في الاخرة , و غادرت الحرم عائدة إلي فندقي و أنا أحسن حالا و انتهت فترة العمرة و جاء موعد الرحيل,
و ركبت الطائرة عائدة إلي القاهرة فجاءت جلستي إلي جوار شاب هاديء الملامح و
الوجه, وتبادلنا كلمات التعارف التقليدية.. فوجدتني أستريح إليه و اتصل الحديث بيننا طوال الرحلة إلي أن وصلنا إلي القاهرة و انصرف كل منا إلي حال سبيله, و انهيت إجراءاتي في المطار , و خرجت فوجدت زوج أقرب صديقاتي فى صالة الانتظار فهنأني بسلامة العودة و سألته عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها. و لم تمض لحظات إلا و جاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة و تبادلنا التحية , ثم غادرت المكان بصحبة والدي.. وما أن وصلت إلي البيت و بدلت ملابسي و استرحت بعض الوقت حتي وجدت زوج صديقتي يتصل بي و يقول لي أن صديقه معجب بي بشده و يرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله , ثم يسهب بعد ذلك في مدح صديقه و الإشاده بفضائله و يقول لي عنه أنه رجل أعمال شاب من أسرة معروفة و علي خلق و دين و لا يتمني لي من هو أفضل منه لكي يرشحه للارتباط بي.
و خفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. و استشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني على زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا.
و زرت صديقتي و زوجها و التقيت بجاري في الطائرة و استكملنا التعارف و تبادلنا الإعجاب.. و لم تمض أيام أخري حتي كان قد تقدم لي.. و لم يمض شهر و نصف الشهر بعد هذا اللقاء حتي كنا قد تزوجنا و قلبي يخفق بالأمل في السعادة , و حديث السيدة الفاضلة في الحرم عن اليسر بعد العسر يتردد في أعماقي . و بدأت حياتي الزوجية متفائلة و سعيدة و وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب و حنان و كرم و بر
بأهله و أهلي , غير أن الشهور مضت و لم تظهر علي أية علامات للحمل, و شعرت بالقلق خاصة أنني كنت قد تجاوزت السادسه و الثلاثين و طلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل و الفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب , فضمني إلي صدره و قال لي بحنان غامر أنه لا يهمه من الدنيا سواي.. و أنه ليس مهتما بالإنجاب, لأنه لا يتحمل صخب الأطفال وعناءهم, لكني أصررت علي مطلبي.. و ذهبنا إلي طبيب كبير لأمراض النساء و طلب مني إجراء بعض التحاليل, و جاء موعد تسلم نتيجه أول تحليل منها ففوجئت به يقول لي أنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يامدام.. أنت حامل!
فلا تسل عن فرحتي و فرحة زوجي بهذا النبأ السعيد .. و غادرت عيادة الطبيب و أنا أشد علي يده شاكرة له بحرارة.و في ذلك الوقت كان زوجي يستعد للسفر لأداء فريضة الحج , فطلبت منه أن يصطحبني معه لأداء الفريضة و أداء واجب الشكر لمن أنعم علي بهذه النعم الجليلة, و رفض زوجي ذلك بشدة و كذلك طبيبي المعالج لأنني في شهور
الحمل الأولي .. لكني أصررت علي مطلبي و قلت لهما أن من خلق هذا الجنين في أحشائي قادر علي أن يحفظه من كل سوء , و استجاب زوجي لرغبتي بعد استشاره الطبيب و اتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية سافرنا للحج و عدت و أنا أفضل مما كنت قبل السفر.. . ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة و تمت الولادة و بعد أن أفقت دخل علي الطبيب و سالني باسما عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبته بأنني تمنيت من الله مولودا فقط و لا يهمني نوعه.. ففوجئت به يقول لي: إذن ما رأيك في أن يكون لديك الحسن و
الحسين و فاطمه !!و لم أفهم شيئا و سألته عما يقصده بذلك فإذا به يقول لي و هو يطالبني بالهدوء و التحكم في أعصابي أن الله سبحانه و تعالي قد من علي بثلاثه أطفال , و كان الله سبحانه و تعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة منه بي لكبر سني , و أنه كان يعلم منذ فتره بأنني حامل في توءم لكنه لم يشأ أن يبلغني بذلك لكيلا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل و يزداد خوفي. و لم أسمع بقية كلامه فلقد انفجرت في حالة هستيرية من الضحك و البكاء و ترديد عبارات الحمد و الشكر لله.. و تذكرت سيدة الحرم الشريف.. و الآية الكريمة.. و لسوف يعطيك ربك فترضي.. و هتفت أن الحمد لله.. الذي أرضاني و أسبغ علي أكثر مما حلمت به من نعمته.
أما زوجي الذي كان يزعم لي أنه لا يتحمل صخب الأطفال و عناءهم لكي يهون علي همي بأمري فلقد كاد يفقد رشده حين رأي أطفاله الثلاثة و راح يهذي بكلمات الحمد و الشكر لذي الجلال و الإكرام حتي خشيت عليه من الانفعال. و أصبح من هذه اللحظة لا يطيق أن يغيب نظره عنهم.
كلمة
توجه رسالتي هذه إلي كل فتاه تأخر بها سن الزواج أو سيدة تأخر عنها الإنجاب و أطالبهن بألا يقنطن من رحمة الله
أختي .... اجعلي كلمة عانس رمزاً لعزتك وافتخارك بنفسك ، و لا تجعليها خنجراً مسموماً تغرسينه بيديك في قلبك
إن شعر الآخرين بعظم شخصيتك ونجاحك وعلو قدرك ، فسيخجلون من توجيه هذه الكلمة لك ، ولو حدث ووجهوا لك هذه الكلمة ، فهذا لن يهز ثقتك بنفسك و ثقتك بمن خلقك وصورك وشق سمعك وبصرك ، فمن أنعم عليك بهذا قادر على أن ينعم عليك بما هو خير لكي أختي الكريمة ... فافرحي ، و أخرجي للناس ، و ارفعي رأسك عالياً ليس من أجل العباد ، بل من أجل رب العباد ، و املئي قلبك بالعزة و الرضى بقضاء الله ، و اجعلي هذا اليوم هو البداية الحقيقة لك ، و توجهي فيه لله ، و أدعيه أن يعينك على ذكره وشكره وحُسن عبادته ، و أن ييسر أمرك ، و يفقهك في أمور دينك ، ويجعلك نوراً لمن حولك ، و اكثري من هذا الدعاء و ردديه صبحاً و مساء ( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك ) ....
يأختي وفق الله فتيات و شباب الإسلام لما فيه الخير في دينهم و دنياهم